كنت على موعد مع والدي للذهاب الى الجزيرة المائية ،لاستمتع بالمياه الباردة في ظل صيف حار
ونسبة مرتفعة من الرطوبة ..
جهزت اغراضى الشخصية ووضعت في حقيبتى الخضراء اللون ، فأنا أعشق الخضرة ، وغالبا
ما نتناول في وجباتنا الرئيسية كل شىء أخضر ، جدران منزلنا مصبوغة بالأخضر وكراسى المطبخ
خضراء ، وأغلب ملابسى خضراء ..
وصل والدي في الموعد المحدد ، فهو يحب النظام في المواعيد ، بعكس والداتى التى لاتنضبط في مواعيدها
غالبا ما ندخل في معارك كلامية لتأخرها ، ويبرر لنا والدي تأخر والداتي لأنها تحتاج الى وقت أكثر لتتهىء
للخروج ..
انطلقنا في سيارتنا الخضراء بسرعة معتدلة ، فالمكان قريب منا ...
سألنى والدي وهو يبتسم ماهو أقرب شىء اليك ؟؟
حقيبتى ..
ابتسم والدي قال لا ...
اقرب شىء اليك .. هو ربك ..{ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }
وصلنا الى الجزيرة المائية ، مئات السيارات واقفة في المواقف ، وكنت متلهف للخروج
سأل والدي كم سعر التذكرة ؟؟
فسأله الرجل الواقف خلف زجاج ينظر الينا من ثقب صغير .. كم طول ابنك ؟
قال له : ليس بالطويل ، فقط 120 سم
طيب : 100 ريال
بقيت استمتع بالالعاب المائية لمدة 6 ساعات متواصلة ..
على باب الخروج نظرت طفلا لم يتجاوز العاشرة يبيع بعض الحلويات ..
دفعنى فضولى أن اسأله بعض الاسئلة ..
منذ متى وأنت تبيع هذه الحلويات ؟؟
من سنتين ..
وكم تربح يوميا قال من 10 ريالات الى 20 ريال ..
وشهريا 500 ريال
ثم همست في أذنه ماذا تفعل بالخمسائة ريال ..
ادفعها الى جارى الفقير ..
كلها ..
نعم ..
فأن هنا اتسلى بالبيع واساعد الاخرين وأحصل على الاجر والثواب .

مع تحيات ابوعلي