حققت مولودة معجزة بعد أن أصبحت واحدة من مليوني مولود يعيش بعد ولادته بقلب خارج جسده. فقد وضعت تشارلي سذرن قبل 7أسابيع من موعد ولادتها المحدد بعملية قيصرية حيث خشي الأطباء الذين أجروا لأمها صورة بالأشعة ليكتشفوا إصابة الجنين ب "انتباذ القلب" أي خروجه من جسده، وهي حالة نادرة يفشل فيها الصدر في الانغلاق كما ينبغي أثناء عملية النمو.
يقول الدكتور كارول بورتمان إخصائي التوليد "لم نكن نتوقع ما رأيناه فقد رأينا شيئاً يبرز من خلال جدار الصدر. لقد كان قلب تشارلي هو ذلك الشيء. وفي ذلك الوقت، كان احتمال نجاتها من الموت ضئيلاً، حيث تبلغ نسبة النجاة واحد إلى مليونين".
ولكن تشارلي دخلت إلى عالمنا هذا وقلبها ينبض وهو مستقر في تجويف داخل بطنها تحت القفص الصدري مباشرة. وفي غضون سويعات، قام الاطباء بإجراء عملية جراحية لها لنقل القلب إلى مكانه الطبيعي داخل الصدر.
وتم قفل التجويف باستخدام بشرة المولودة نفسها ومادة أخرى تسمى غور - تكس gore-tex وتمت تغطية المنطقة بطبقة واقية تجنباً لحدوث التهاب.
ولكن المصائب لا تأتي فرادى. فقد أخضعت تشارلي لعملية أخرى لإصابتها بفشل كلوي والتهاب خطير جداً في الصدر.
والمدهش أن تشارلي اجتازت الأزمتين بسلام، ومن المتوقع أن تسترد كامل عافيتها قريباً.
وأضاف بورتمان "نتوقع أن تعيش حياتها بشكل طبيعي ككل الأطفال وأن تنمو مثلهم، بل وأن تبلغ من الكبر عتياً".
وبعد أن قضت وقتاً في الجهاز التنفسي في مستشفى بريسبان الملكي للولادة في استراليا، تماثلت تشارلي للشفاء وهي الآن تتنفس بصورة طبيعية، وسوف تغادر عما قريب سرير المستشفى إلى منزلها القريب من سانت جورج مع أمها بيتاً ستيدمان وأبيها بيتر سوذرن.
تقول أمها بيتا ( 29عاماً) "لم يمض وقت طويل بين علمنا بما تعانيه تشارلي من ابتلاءات وبين تماثلها للشفاء. ولعلها كانت محظوظة لأن معظم الأطفال الذين يولودون بمثل حالتها تكون لديهم مشاكل أخرى جانبية كثيرة مصاحبة للعلة الأصلية. ولكن تشارلي لم تكن كذلك. "والأطباء يقولون إن قلبها سليم رغم أنه كان خارج جسدها عند ولادتها. ولكن قلبها اليوم كقلب الأسد". وأضاف والدها بيتر "إنها بطلة صغيرة. وهي ستحتاج لعملية أخرى عندما تكبر لإعادة بناء عظم الصدر المفقود. غير أن التفاؤل يملأ جوانحنا حيال مستقبل تشارلي".
تقبلوا تحياتي
أخوكم الشبح
المفضلات