(شاركنا) حوارنا الجديد: "الكذب مع قصة نملة كُـذِّبــَـت"



نعم؛ (("الكذب" أشد الخصال الفاسدة دناءة؛ لأنّه يَجمع الكثير من القبائح، حيث يلتقي مع
الخيانة الّتي هي خلاف الأمانة، ويلتقي مع الجبن الّذي هو خلاف الشّجاعة، ويلتقي مع النّفاق
الّذي هو خلاف الظّهور، ويلتقي مع الخديعة الّتي هي خلاف المصداقية، ويلتقي مع الـمَكر
الّذي هو خلاف الوضوح، ويلتقي مع الاحتقار الّذي هو خلاف الاحترام، ويلتقي مع التّكبّر الّذي
هو خلاف التّواضع، ويلتقي مع الـخُلف والنَّقض الّلذَين هما خلاف الوفاء والعقد والإبرام، ولربما
اختَلَط بالبُهتان والغِيبة والحسد والنّميمة وغير ذلك من كبائر الذّنوب العظيمة والخصال الذّميمة،
الموقِعة لصاحبها في المحن النّفسانيّة الأليمة السّائرة به إلى سَقَر وسوء المستقَر؛و"الصّدق"
بعكس ذلك تماماً)) مقتبَس من كلام للسيد أمين السعيدي.

إنَّ مشكلة الكذب مشكلة شائعة في مجتمعنا رغم آثارها الوخيمة، حيث دخلت في قلوبنا
المظلمة فترعرعت كترعرع الطفل الصغير في أحضان أمه، في حين أن الإنسان السائر للقبر
والآخرة لا ينال الكمال والإيمان بوجود هذه الخصلة الدنيئة في ذاته.

فعن أبي الحسن الرضا عليه السلام: "قال: سُئِل رسول الله صلى عليه وآله وسلم:يكون المؤمن
جباناً؟ قال: نعم، قيل: ويكون بخيلاً، قال: نعم، قيل: ويكون كذاباً؟ قال: لا".

والحال أن الكذب من صفات المنافقين الثلاث"إذا حَدَّثَ كَذَب"، والنّفاق لا يجتمع مع
الإيمان،ولا كمال بدون الإيمان.

قرأتُ قصة أعجبتني فأحببت أن أنقلها لكم في حوارنا الجديد, وهي قصة عن(عقوبة الكذب
عند النمل) حقيقة لا خيال وعُهْدة صحتها على صاحبها؛ ليستفيد منها الجميع ونستفيد من
أرائكم في أصل الموضوع بعد القراءة:

يقول صاحب القصة:

في إحدى المرات كنت جالساً في البرية أقلب بصري هنا وهناك أنظر إلى مخلوقات الله وأتعجب
من بديع صنع الرحمن, ولفت نظري هذه النملة التي كانت تجوب المكان من حولي تبحث عن
شيء لا أظن أنها تعرفه ولكنها تبحث وتبحث لا تكل ولا تمل.

يقول وأثناء بحثها عثرَتْ على بقايا جرادة, وبالتحديد رجل جرادة, فأخذت تسحب فيها
وتسحب, وتحاول أن تحملها إلى حيث مطلوب منها في عالم النمل وقوانينه أن تضعها، وهي
مجتهدة في عملها وما كُلِّفَتْ به تحاول وتحاول.

يقول: وبعد أن عجِزَتْ عن حملها أو جرها ذهبَتْ الى حيث لا أدري واختفت.

وسرعان ما عادت ومعها مجموعة كبيرة من النمل، وعندما رأيتهم علِمتُ أنها استدعتهم
لمساعدتها على حمل ما صعب عليها حمله, فأردتُ التسلية قليلا فحملتُ تلك الجرادة أو
بالأصح رجل الجرادة وأخفيتها, فأخذَتْ هي ومن معها من النمل بالبحث عن هذه الرجل هنا
وهناك حتى يئسوا من وجودها فذهبوا, لحظات ثم عادت تلك النملة لوحدها فوضعـــْتُ تلك
الجرادة أمامها، فأخذَتْ تدور حولها وتنظر حولها, ثم حاولَتْ جرها من جديد حاولَتْ ثم
حاولت, حتى عجزت.

ثم ذهبَتْ مرة أخرى وأظنني هذه المرة أعرف أنها ذهبت لتنادي على أبناء قبيلتها من النمل
ليساعدوها على حملها بعد أن عثرت عليها، فجاءت مجموعة من النمل مع هذه النملة بطلة
قصتنا وأظنها نفس تلك المجموعة!!

يقول: جاءوا وعندما رأيتهم ضحكْتُ كثيراً وحملْتُ تلك الجرادة وأخفيتها عنهم, فبحثوا هنا
وهناك بحثوا بكل إخلاص, وبحثَتْ تلك النملة بكل مالها من همة.

تدور هنا وهناك, تنظر يميناً ويساراً, لعلها ترى شيئاً، ولكن لا شيء، فأنا أخفيت رجل تلك
الجرادة عن أنظارهم, ثم اجتمعت تلك المجموعة من النمل مع بعضها بعد أن ملت من البحث
ومن بينهم هذه النملة، ثم هجموا عليها فقطعوها إرباً أمامي، وأنا أنظر والله إليهم، وأنا في دهشة
كبيرة، أرعبني ما حدث, قتلوها, قتلوا تلك النمل المسكينة, قطعوها أمامي.

نعم قتلوها أمامي، قُتِلَت وبسببي وأظنهم قتلوها لأنهم يظنون بأنها كذبت عليهم!!

سبحان الله حتى أُمة النمل ترى الكذب نقيصة وجريمه يعاقب عليها لإِثمه وشدة جرمته، بل هو
عندهم كبيرة يعاقَب صاحبها بالموت!!

فكيف إن كان الكذب يَحمل إساءة أو شك أو تقوم من ورائه الفتن والحرب وخراب البيوت
والروابط والعلاقات؟!

سبحان الله! هذا وتلك المجموعة من النمل لا تملك العقل فأين أصحاب العقول ليعتبروا؟!

فما هي آراؤكم وحلولكم لعلاج هذه المشكلة المتفشية بيننا, لنرتقي بمجتمعنا العزيز إلى وعي
الثقافة السليمة والتربية الناجحة؟ كي لا تتكرر تشيع هذه القبائح الذميمة في حياتنا وأجيالنا
القادمة.

[قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: مَن لم يَنصح أخاه فهو ملعون].


-----------
*القصة مقتبسة من:منتديات عالم أحلى - جوهرة الشرق.
*الحوار طرح العضو: [saj]

تقبلوا تحيات قِسم الإعلام لـ زاوية الحوار والنقاش المثَـبَّـتة على حائط جماعة
أنبياء أولي العزم (ع) في الفيس بوك



الرّابط المباشر لحائط جماعة أنبياء ألي العزم (ع):





وإليكم أيضاً الرابط المباشر لـ(ألبومات) الجماعة على الفيس بوك: