الوصيه العامه

قال تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ }البقرة180
معنى الخير في الايه

{يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة269

عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله عز وجل : ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ، فقال : طاعة الله ومعرفة الإمام) الكافي ج 1 ص 182

وقال {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ)المائدة10
ومن خلال هتين الايتين نفهم ان الله جلا وعلا يحث على كتابة الوصيه عند حضور الموت وخير مطبق لكتاب الله هو المصطفى محمد ص فهو من حث الامه على كتابة الوصيه كي لا يضيع حق او تترك امور مهمه ربما يكون من خلال اهمالها التنازع والاختلاف والفرقه وكتب الله الوصيه على العباد كما كتب عليهم الصيام
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183
قال تعالى :إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً }النساء103

الحث على الوصيه
موافقة رواية الوصية للقرآن الكريم والسنّة الثابتة وهذا كاف في قبولها فقد روي عن أبي عبد الله (ع) قال : ( خطب النبي (ص) بمنى فقال : أيها الناس ما جائكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جائكم يخالف كتاب الله فلم أقله )الكافي ج1 /90ص.
وكذلك عن أبي عبد الله (ع) قال : ( إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول (ص) وإلا فالذي جائكم به أولى به ) الكافي 1 /89 .
والشاهد الأول والثاني لرواية الوصية من القرآن الكريم هو قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) . وقوله تعالى ( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ...) .
وقال ابن شهر آشوب حول هذا الموضوع : ( في انه الإمام علي عليه السلام الوصي والولي لا يجوز أن يمضي رسول الله صلى الله عليه وآله بلا وصي لقوله تعالى: (كتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ... الآيات

) ولقوله عليه السلام : من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية وقال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ... الآية) ولأن الأنبياء كلهم مضوا بالوصية وقال الله تعالى فبهديهم اقتده) مناقب آل أبي طالب ج2 /ص 246.

وقال الإمام الصادق (ع) بعد أن ذكر قول الرسول (ص) بوجوب الوصية عند الموت قال (ع) : ( وتصديق هذا في سورة مريم قول الله تبارك وتعالى { لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهداً } وهذا هو العهد ) بحار الأنوار 100 /200.

من ترك الوصيه
فقد بين الله سبحانه حال الكافرين الذين لا يستطيعون ان يوصوا وبيانها من قول الفقهاء
قال تعالى(مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ{49} فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ{50}يس
قال علي بن إبراهيم القمي ( رحمه الله ) في تفسيره : ( وقوله ) قال ذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة وهم في أسواقهم يتخاصمون فيموتون كلهم في مكانهم لا يرجع أحد منهم إلى منزله ولا يوصي بوصية وذلك قوله (فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) تفسير القمي 2 / 215.
وقال الشيخ الطوسي (رحمه الله ) في التبيان : ( [فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً] أي لا يقدر بعضهم على أن يوصي إلى بعض [وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ] أي لا يردون إلى أهلهم فيوصون إليهم ) التبيان 8 / 464.
وقال العلامة المجلسي (رحمه الله ) في بحاره : ( وقيل : وهم يختصمون هل ينزل بهم العذاب أم لا ( فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ) يعني إن الساعة إذا أخذتهم بغتة لم يقدروا على الايصاء بشئ ( وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) أي ولا إلى منازلهم يرجعون من الاسواق وهذا إخبار عما يلقونه في النفخة الاولى عند قيام الساعة ) بحار الأنوار6 /320.
وقال المجلسي أيضاً : ( قوله : ( وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) إلى قوله : ( يَخِصِّمُونَ ) قال : ذلك في آخر الزمان يصاح فيهم صيحة وهم في أسواقهم يتخاصمون فيموتون كلهم في مكانهم لا يرجع أحد منهم إلى منزله ولا يوصي بوصية وذلك قوله : ( فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ) بحار الأنوارج 6 / 323.
فهل يوجد احد يتهم الرسول ص بانه لم يوصي ويكون حاله حال هؤلاء الكفره وحاشاه وهو امام المتقين والله يقول حقا على المتقين الوصيه
وعن النبي محمد (ص): (من مات ولم يوصِ مات ميتة جاهلية) وقال (ص) : (الوصية حق على كل مسلم) وقال (ص) : (من مات ولم يوص فقد ختم عمله بمعصية) إثبات الهداة ج1ص143 .
وعن أبي الصباح عن أبي عبد الله (ع) قال : ( سألته عن الوصية ، فقال : هي حق على كل مسلم) إثبات الهداةج1ص99.
وعنه (ص) : ( إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة سبعين سنة فيحيف في وصيته فيختم له بعمل أهل النار وان الرجل ليعمل بعمل أهل النار سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بعمل أهل الجنة ثم قرأ { ومن يتعد حدود الله } وقال : { تلك حدود الله } ) البحار 100 / 200.
عن الصادق (ع) ، في تفسير قوله تعالى( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) قال : يعني يوصي الإمام إلى إمام عند وفاته ) إثبات الهداة 1 /143 .