اللاّعنف عند أهل البيت (عليهم السلام)
من الدروس المفيدة التي قدّمها أهل البيت (عليهم السلام) للبشرية قاطبة هي مواقفهم العملية الداعية إلى اللاعنف والسلم، واللين والعفو، والتغاضي عن الإساءة وعدم ردّها بمثلها.
فالتاريخ الإسلامي كان وما زال يحتفظ ويفتخر بمواقف آل الرسول (عليهم السلام) التي يستفاد منها مدى اعتنائهم بمسألة اللاّعنف، والشواهد التالية نماذج على ما ذكر:
أيّها الشيخ أظنّك غريبا
روي: إنّ شامياً رأى الإمام الحسن (عليه السلام) راكباً فجعل يلعنه، والإمام الحسن (عليه السلام) لا يردّ.
فلمّا فرغ أقبل الإمام (عليه السلام) عليه وضحك، وقال: أيّها الشيخ أظنّك غريباً ولعلّك شبّهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أشبعناك، وإن كنت عرياناً كسوناك، وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حرّكت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت إرتحالك كان أعود عليك لأنّ لك موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالا كبيراً.
فلمّا سمع الرجل كلامه بكى ثمّ قال: أشهد أنّك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالاته، كنت أنت وأبوك أبغض خلق إليّ والآن أنت أحبّ خلق الله إليّ، وحوّل رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبّتهم