النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: طيبة ام سذاجة ... بقلم محمود غسان

  1. #1
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    17
    شكراً
    0
    تم شكره 5 مرة في 2 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    158

    طيبة ام سذاجة ... بقلم محمود غسان

    بسم الله الرحمن الرحيم




    هذا بوستر فيلم "I Love You, Man" لـ Paul Rudd و Jason Segel ...

    * * * * *


    للتحميل القصة كاملة بصيغة pdf

    لتحميل برنامج قارئ الكتب الإلكترونية


    * * * * *


    ( طيبة .... ام سذاجة )


    عادل , شاب عادي جدا بل اقل من العادي , دائما أصدقائه يعتبرنه مركز سخريتهم , هل تعلمون السبب ؟؟

    عادل يبلغ من العمر خمسة و عشرون عاما , ملابسه تعود الى القرن الماضي و لا يعرف معنى الموضة أو التحديث ..

    يرتدي قميصا بيج اللون كاروهات مزررا حتى عنقه , و رابطة العنق بنية اللون تكاد تخنقه و يرتدي بنطال قماش مخطط اسود اللون , و حذاء اسود على الطرز الإنجليزي القديم ...

    يرتدي نظرات سميكة و ضخمة و كأنه عالم ذرة , و شعره القصير دائما مجعد ...

    عادل شاب نقي , طيب القلب , ناجح في عمله , هادي الطباع و الملامح لا يحتك مع احد لا يعرفه , دائما خجول إذا تحدث مع شخص لأول مرة , و يكون محرج أكثر عندما يرى أصدقائه يضحكون لأمر ما و هو لا يستطيع ذلك ليس لأنه كئيب , و لكن يشعر بأنه ليس الأمر الذي يستحق الضحك من أجله , لا يستطيع الحديث مع النساء الحسناوات و ذلك سبب طرده من العمل أكثر من مرة بسبب تلك المشكلة ...
    عادل يحب قراءة الخواطر و النثر و القصص القصيرة و يحب قراءة الصحف العالمية ...

    يعمل عادل الآن في مساعدا في متجر لبيع الحلويات , عمل غير شاق و لا يحتاج لاحتكاك مع الناس ...

    * * * * *


    كريم نجل مدير المتجر , شاب " مروّش " عكس صديقنا عادل , دائما يرتدي ملابس على أحدث موضة , شعره طويل قليلاٍٍ , يتحرك و كأن به جنـّة , بائع للدنيا , يضحك مع هذا و يتحدث مع ذاك , بينما ينظر عادل إليه و يقول في نفسه : " لماذا أنا لست مثله , ماذا ينقصني ؟؟ "
    كريم يتواجد بالمتجر باستمرار , لا يفعل شيئا سوا الضحك و الحديث الغير مجدي مع الجميع ...

    فلاحظ عادل ان كريم يتحدث الى الهاتف فأقترب عادل منه قليلا فسمعه يتحدث مع فتاة , فسمعه يقول لها و هو يضحك : " صدقيني يا حبيبتي لم أكن هناك , لم اذهب مطلقا , ربما شخصا ما يشبهني , حسنا مع السلامة "

    فالتفت كريم للخلف فرآه واقفا خلفه , فتغيرت ملامحه بشدة
    فأرتبك عادل فورا و قال : " انا أسف يا كريم , لم اقصد و لكنني كنت سأذهب الى ... "
    ابتسم كريم و وضع يديه على كتفه و قال : " لا بأس .. "

    فتركه و مضى سيره , فنظر عادل إليه و هو يقول في نفسه : " كم أتمنى بأن أتعرف على الفتيات "
    فوقف كريم فجأة و نظر خلفه بسرعة فوجده مازال واقف فقال له : " ما الأمر .. ؟ "
    فاقترب إليه عادل بسرعة و قال : " كيف تستطيع التعرف على البنات ؟؟ "
    أنصدم كريم و قال : " الم تقيم علاقات بعد ؟؟ "
    رد بتوتر : " لا "
    ضحك كريم ضحكة عالية : " هل أنت شاذ ؟؟ "
    ثم أضاف : " يا عزيزي لن تستطيع إقامة علاقات مع الفتيات بهذه الخليقة "
    انزعج عادل من كلامه و قال : " أنها خليقة الله .... ثم أنني لا أستطيع فعل ما تفعله هذا "
    ثم قال : " هل سوف تتزوج تلك الفتاة التي كنت تتحدث معها منذ قليل ؟ "

    رد بسرعة و بلا وعي : " بالطبع لا .. "
    - " لماذا تناديها بحبيبتي إذا , ... "
    - " أنها صديقتي "
    فقال و كأنه يهزأ منه : " صديقتك ؟ , انتم أيها الشباب أفسدتم معنى الصداقة .... "
    ارتدى ملابسه و همّ لمغادرة العمل فأوقفه كريم و قال له :
    " هل تريد أن تقيم علاقة مع فتاة ؟؟ "
    ابتسم عادل و قال بلهفة : " أتمنى ذلك "
    - " بملابسك هذه ؟ "
    كريم باستغراب : " وما بها ؟؟ "
    - " أظن أنها تحتاج إلى تغير قليلا , ما رأيك أنت ؟ "

    * * * * *


    دخل عادل و كريم ملهى ليلي يعج بالشباب و الفتيات التي ترقص رقصات فاضحة وسط الموسيقى الصاخبة و و الأضواء المختلفة المتحركة التي إصابته بالدوار , حتى جلسا على طاولتهم المخصصة لهم . . .
    - " هيا يا عادل اجلس "
    جلس عادل بهدوء فشعر بأنه محرج و بقيّ يلتفت يمين و يسارا خوفا من يراه أحدا يعرفه ...
    بينما كريم يمرح مع الموسيقى الصاخبة مرت من أمامه فتاة طويلة , جسدها ممتلئ قليلا , حسنة المظهر , ترتدي ملابس مميزة , فصرخ و قال بمرح : " لقد بدأت سهرتنا "
    فسرعان ما امسك عادل يده و قال له : " من فضلك يا كريم .... "

    ضحك كريم و قال له : " اصمت يا عادل "
    فوقف بسرعة و صرخ : " يا ريم . . . . يا ريم "

    فالتفت هذه الشابة و ابتسمت ثم اقتربت نحوهم قليلا و قالت : " كريم كيف حالك ؟ "
    فجلست و هي تنظر الى عادل نظرات ذات معنى . . .

    فأجابها كريم و هو يمعن النظر بها : " بأحسن حال و أنتي يا ريم ؟ "
    فضحكت و قالت : " بخير "
    فقال لها : " من معك ؟ "
    نظرت إلى الطاولة التي تجلس عليها ثم قالت : " سارة و منى و .... سوزان و خطيبها "
    ثم نظرت إلى كريم مرة أخرى ..

    فقال لها : " هل تستطيع ان تشاركينا الجلسة اليوم "
    ابتسمت و قالت : " حسنا , لا بأس من ذلك "
    فنظرت الى عادل و لوحت بيدها و قالت : " هاي , أين أنت ؟ "
    فشعر عادل بوخذة ثم قال بارتباك : " و أنتي كيف حالك ؟ "
    ضحكت ريم و قالت : " يبدو و انك شارد الذهن "
    فتقدم إليهم النادل و قال لهم بأدب : " ماذا تفضلوا ان أقدم لكم ؟ "
    فقال كريم له : " نريد ثلاث زجاجات من المياة الغازية "
    - " حسنا سيدي " و انطلق فورا
    فلم يلاحظ و إلا اخرج كريم من جيبه لفافة عجيبة الشكل و اللون و قام بإشعالها باستمتاع ..
    وقف عادل و صرخ على الفور : " ما هذا ؟؟ "

    أحرج كريم و حاول ان يخفي إحراج فأمسك يد عادل و قال له بصوت خافت : " أجلس , أجلس "
    وضعها كريم في فمه و استنشق ما بها ثم قال : " هل أنت مجنون , ما الذي فعلته هذا ؟ "
    فأجابه عادل قائلا : " قلت لك ما هذا ؟ "
    فنظر كريم إليه و قال : " مخدرات , هل ارتحت ؟ "

    لم يستطيع عادل ان يبادله الرد , و لذلك اكتفى بأنه غادر النادي دون أن يتحدث معه ...
    بينما حاول كريم إيقافه و لكن لم يكن بوسعه ذلك ...

    غادر عادل الى بيته و خلد الى سريره حتى الصباح للذهاب الى عمله مجددا . . .

    و عند الصباح , في أثناء عمله لاحظ ان كريم بجواره يحدثه بصوت خافت : " عادل ..... عادل "
    فالتفت إليه بانزعاج : " ماذا تريد ؟؟ "
    فضحك كريم ثم قال : " هل أنت منزعج ؟؟ "
    فنظر إليه باستهزاء و قال : " لا " , ثم التفت إلى عمله مجددا
    فتركه و غادر و هو يقول : " لمعلوماتك فقط لقد طلبت ريم رقم هاتفك "
    فنظر عادل على الفور بابتهاج فلم يجده , فسرعان ما اخذ يبحث عنه حتى وجده في مكتبه , فدخل غرفة مكتبه فوجده جالسا يشاهد التلفاز فقال له : " ماذا .. ماذا قلت للتو ؟ "

    فجلس بجواره فور دخوله , بينما كريم يقلب بجهاز التحكم بيده و يتحدث دون النظر إليه :
    " ريم كانت ... كانت تريد .. رقم هاتفك "
    فأمسكه عادل من كتفه و جعله ينظر إليه و قال له : " ريم التي كنا معها بالأمس ؟؟ "
    - " بلى " و التفت إلى التلفاز مرة أخرى ,
    فظل عادل يفكر مليا حتى قال لكريم بتردد : " و هل أعطيتها رقمي ؟؟ "
    ضحك كريم و قال : " بالطبع "
    فقال عادل بسرعة : " هل هي تخصك ؟؟ "
    فأشار بيده دون النظر إليه و قال : " لا فهي لك .. "

    ظل يفكر عادل قليلا , شارد الذهن , عيناه ثابتتين حتى قال بسرعة : " و هل أخبرتك متى سوف تتصل بي ؟ "
    فأجابه كريم دون النظر إليه : " لا اعلم , ربما اليوم , ربما غدا , ربما بعد أسبوع "

    فجأة سمع عادل احد يناديه يقول : " يا عادل تعال , أين أنت "

    ارتبك عادل و قال بصوت عالي : " أنا قادم ... قادم "
    فنظر الى كريم و قال : " أشكرك يا كريم " و غادر بسرعة
    فأشار بيده و قال : " لا عليك "

    * * * * *


    في منتصف اليوم اتصلت ريم بعادل فلم يتعرف عليها بقوله : " المعذرة من المتصل ؟؟ "
    - " أنا ريم التي .... "
    فقاطعها مسرعا : " نعم نعم , تذكرت , كيف حالك ؟؟ "
    فأجابته بأنثوية : " مرحبا يا عادل , اسمك عادل أليس كذلك "

    احمر وجه و بدا عليه الارتباك و بفرز الأدرينالين بشدة فلم يعد يقوى على فعل شيئا
    فأجابها بلامبالاة : " لا أذكر ..... " , و عندما أدرك نفسه قال مسرعا : " بلى انا عادل "

    ثم قالت : " حسنا يا عادل , هل أستطيع ان أراك اليوم ؟؟ , ام أنت ...... "
    فأجابها بسرعة : " بلى , لا بأس , وقت ما تريدي "

    فظلت تفكر و تصوت صوت أنثوي ينم التفكير حتى قالت :
    " ما رأيك اليوم عند الساعة التاسعة , في مقهى ستارباكس كافيه في المهندسين ؟؟ "

    دون ان يفكر قال بسرعة : " هذا ممتاز "
    فأجابته بسرعة : " حسنا سوف انتظرك هناك , مع السلامة "
    و أغلقت الهاتف بعد ذلك , فظل عادل حائرا , و هو يقول لنفسه " هل هذا طبيعي ؟ "

    فسرعان ما ترك ما بيده و ذهب الى كريم فوجده جالس على المقهى الذي يقع بجوار المتجر
    فأقترب إليه و أخذ يصرخ كالأطفال : " كريم .. كريم .. كريم "
    فنهض كريم بسرعة حيث ظن ان هناك مشكلة ما , فقال كريم بلهفة : " ما الأمر يا عادل ؟ "
    فأجابه ببطء و بسعادة : " لقد اتصلت بي ريم , و تريد ان تراني الليلة "

    فظهرت على كريم الابتسامة , وكأنه شعر بأن أخاه الأصغر قد اجتاز الاختبار بتفوق ...

    فقال عادل بسرعة : " ماذا افعل ؟؟ "
    - " اذهب لها و لكن إليك بعد النصائح كي تنجح مع هذه النوع من النساء "
    أجاب باستغراب : " نصائح ؟؟ "
    - " بلى , تعال اجلس "

    فجلس عادل و كريم و أخذ يشرح له النصائح بتأني شديد ..

    - " أولا , حاول يا عادل ان تبتسم كثير , ثانيا , لا تكون ثرثار و اختصر الكلام بقدر الإمكان , ثالثا , كن مهذب معها , مثلا قل لها ... قل لها مثلا لو سمحتي , من فضلك عفو , شكرا , ... و هكذا "
    ابتسم عادل ثم قال : " حسنا و ما التالي ؟ "
    - " تنفس بعمق قبل ان تتكلم كي لا ترمي كلاما لا تعرف عواقبه , و عندما تتكلم لا تكف النظر عن عيناها "
    ثم أضاف بتحذير : " إياك ان تذهب إليها و لا تحضر لها شيئا "
    - " لا لا , لا تقلق سوف اجلب لها بعض الأشعار الرومانسية الجميلة "
    فصرخ كريم و قال : " غبي ! "
    حزن عادل و قال : " بماذا أخطأت ؟ "

    فصرخ و قال : " أي أشعار هذه في الزمن الإنترنت و السرعة ؟ "
    ثم أضاف بهدوء: " يا عزيزي افهمي و لا تجعلني افقد صوابي , هذه الأشعار التي تتكلم عنها منذ السبعينات , أين الفتاة التي تقــّدر هذا الآن ؟؟ "

    فأعتذر عادل و قال : " حسنا .... أكمل يا أستاذ "
    فعدل كريم موضعه ثم قال : " أين كنا .... "
    ثم قال بسرعة : " أوه نعم .. احضر لها مثلا وردة حمراء , و حاول ان تفتعل شجارا من أجلها , ان الفتيات يحبون ذلك "
    باندهاش : " افتعل شجارا ؟؟ "
    - " بلى "
    ثم قال كريم : " و نقطة أخرى , حاول بأن تجدد ملابسك هذه "
    باستغراب وهو ينظر الى ملابسه قال : " ملابسي , و ما بها "
    - " اسمعني جيدا , الفتاة تحب الذي يعتني بملابسه "
    - " ولكني لا أحب شراء الملابس الحديثة , ثمنها أصبح باهظا جدا "

    - " الطقس حارا اليوم يا عادل , لماذا ترتدي قميصا بكم طويل و مزرزا حتى عنقك , الا تشعر بأن حرارتك مرتفعة ؟؟ "

    ثم أضاف : " حسنا قبل الموعد سوف أأخذك الى بيتي و خذ ما يحلو لك من الملابس "
    - " أشكرك يا كريم "
    ثم مد كريم يداه إليه و قال : " و الآن أعطيني تلك النظارة ... "
    فأصابه الاندهاش : " نظارتي , لماذا ؟؟ "
    بتأني : " اسمع كلامي يا بنيّ "
    - " حسنا تفضل " و أعطاه النظارة . . .
    أخذها منه ووضعها على الطاولة ثم قال بابتسامة : " في النهاية يا ولدي , قبلها "

    نهض عادل بسرعة : " ماذا تقول ؟؟ "
    أجاب كريم باستغراب : " ماذا أقول ؟؟ نعم قبلها من خدها قبلة رومانسية هادئة "

    صمت عادل لوهلة ثم قال بغضب : " لا لا لا , هذا غير معقول "
    - " أنت حر , و لكن الفتاة تحب هذا ..... , و بشدة "
    فنظر إليه نظرة ضجر ....

    الساعة التاسعة مساءا , ستارباكس كافيه ...

    اخذ عادل يعّد على ساعة يده وهو يقول بتوتر : " لماذا تأخرت .. لماذا تأخرت ... "
    فوقف لوهلة ثم جلس مرة أخرى علي كرسيه و هو مرتديا قميصا ضيقا نصف كم ابيض اللون مكشوف الصدر
    فأخذ يعدل في قميصه و قال في نفسه : " انه ضيق جيدا ... سامحك الله يا كريم ... "

    حتى سمع صوت أنثوي يقول له : " مرحبا يا عادل "
    فشعر و كأنه أصيب بكهرباء عالية , فتجمد أمام ريم لثلاث ثواني ثم رحب بها بحرج شديد دون ان ينظر إليها : " مرحبا يا آنسة ريم "

    فلاحظ ان يداها ممدوه له كي يسّلم عليها فمد يداه بخوف فشعر بنعومة يديها بيضاء التي اشد من البلسم الطبيعي . . .
    فجلست ريم و قالت له : " موعدنا الساعة التاسعة أليس كذلك "
    فنظر الى عينها و قال : " أنها كذلك "

    فضحكت ضحكة خفيفة ثم قالت : " اعلم , كم مضىّ على مجيئك ؟؟ "
    فأجابها بهدوء شديد : " نصف ساعة فقط "
    فاقترب النادل عليهم و قال لعادل : " سيدي , هل تحب ان أقدم لكما شيئا ؟ "
    فنظر الى ريم و قال : " ريم , ماذا تفضلي من الشراب ؟ "
    و كأنها لم تهتم : " كما تريد أنت ! "
    - " حسنا "
    ثم نظر الى نادل و قال : " من فضلك كأسان من شراب الفراولة "
    - " حسنا سيدي "
    و انصرف فورا ..

    و بسرعة أخرج لها وردة حمراء صغيرة و قال لها بابتسامة : " تفضلي هذه لكي "
    أخذت ريم الوردة مبتسمة ثم شمّت رائحتها فصدر منها صوت و كأنها في ذروة نشوتها حتى قالت :
    " الله , رائحتها جميلة جدا , أشكرك يا عادل "

    أحرج عادل بشدة حتى تظاهر و كأن وقع شيئا منه فانخفض كي يلتقطه و لكنه تأخر قليلا ...
    فانكشفت ساقيها الناعمتين له من أسفل الركبة فشعر و كأن صب عليه احدهم ماء مغلي ...
    فنهض بسرعة و العرق يتصبب منه مع قليل من احمرار الوجه مع ابتسامة مصطنعة
    فعدل موضعه حتى قالت له : " أنت جميل جدا "

    صـُدم عادل عند سماع تلك الجملة و احمرت وجنتيه كالأطفال فقال لها بخجل : " أشكرك "

    فقالت له بسرعة : " حقا أنت جميل و جذاب "
    ثم سألته : " أين النظارة التي كنت ترتديها ؟ "
    ضحك عادل ثم قال : " لقد تخلصت منها "
    ضحكت ريم ثم سألته : " هل أنت مرتبط ؟؟ "

    لم يستطيع عادل النظر إليها مباشرة فقال لها : " لا ..... ليس بعد ! "
    فأجابت بيأس : " يا لخسارة هذه الفتاة التي لم تحظى بك بعد "
    ضحك عادل بخجل و قال : " هذا الفستان جميل جدا "
    نظرت الى فستانها و تحسسته بيدها كي تثيره و قالت له : " نعم , أشكرك هذا من لطفك "
    بعد ثواني معدودة جاء النادل و هو يحمل الصينية على إطراف أصابعه بكل خفة و رشاقة , فقدم لهما الكأسان من شراب الفراولة و قال لعادل بأدب : " سيدي , هل لديكم أي طلبات أخرى "
    فنظر إليه و قال : " لا .... أشكرك "
    فانحنى النادل بكل أدب و غادر على الفور . . . .

    مدت يداها و أمسكت الكأس الذي يقع أمامها و أخذت رشفة خفيفة ثم قالت له : " انه لذيذ "
    ابتسم عادل و اخذ رشفة من كأسه حتى سمع ريم تقول له : " حدثني عن نفسك يا عادل "
    وضع الكأس على الطاولة و قال باندهاش : " ماذا تقصدين ؟؟ "
    أشارت بيديها لوهلة ثم قالت : " اقصد انا لا أعرفك , حدثني عن نفسك قليلا ... "
    فقال لها بثقة : " و كريم لم يخبرك بشيء عني ؟ "
    أحرجت لسؤاله ثم قالت : " لا فضلت ان اعرف منك "
    نظر إليها عادل بشغف ثم أصدر صوت همهمة ثم أخرج هاتفه من جيبه ووضعه على الطاولة و قال :
    " انا أود معرفة أولا , ما الذي أعجبك بي ؟ "
    ثم أضاف : " انا اعلم نفسي جيدا ! " و ابتسم ,

    فقالت له : " أنت متواضع جدا , انت تملك ملكات ليست موجودة في هذا الزمان "
    ضحك عادل حيث بدأ ان يعتاد عليها و على الحديث معها ....

    حتى قالت له : " أنت لم تقم بأي علاقات نسائية من قبل , أليس كذلك ؟ "
    تفاجئ عادل و قال : " و ما ادراكي ؟؟ "
    ابتسمت و قالت : " هذا واضح من شخصيتك و طريقة حوارك معي "
    نظر الى الأرض يائسا ثم نظر إليها : " هذا صحيح , و أتمنى ان تكوني أنتي أول فتاة في حياتي "
    ضحكت ريم بخفة ثم قالت : " حسنا حدثني عن نفسك اذا "
    فقال بسرعة : " انا إنسان عادي جدا , حياتي مملة جدا , ليس لدي أصدقاء , و تقريبا ان كريم اول صديق حقيقي بالنسبة لي "
    انتهى عادل من كلامه حتى رآها ساكنة و لا تتحرك ثم قال : " هل هناك ثمة أمرا ما ؟ "
    أجابت بسرعة : " لا لا و لكني تقريبا نفس حالتك , انا أيضا ليس لدي أصدقاء "
    فقال لها مبتسما : " و ماذا عن سارة و منى و ..... سوزان "
    ردت بسرعة : " سارة فقط هي الصديقة المقربة لي , أما الباقي علاقتي بهم سطحية للغاية "
    فقال لها بخجل : " أتمنى ان تعتبريني أكثر من صديقك "

    فقامت ريم بكل خفة و بابتسامة و انحنت تجاه و طبعت على خديه قبلة حارة ذات صوت رنان ثم عادت إلى كرسيها مرة أخرى ..

    فاحمر وجه عادل بشدة و اخذ يتحسس بأطراف أصابعه موضع القبلة فلم يلاحظ إلا ألقت ريم إليه مناديل ورقي و قالت له بابتسامة شقية : " تفضل "
    فــَهــم بسرعة ما قصدت حيث تركت أثار على خده من احمر الشفاه . . . .
    فمسح خديه و قال لها ببطء : " أنا لا استحق هذا "
    - " لا , أنت تستحق أكثر من هذا "
    فصمتا كلاهما لمدة ثلاث دقائق حتى قال لها : " ما هي هواياتك ؟؟ "

    فقالت بيأس : " ان هواياتي لا يهتم بها احد في هذا الزمن , اشعر و كأنني منعزلة "
    - " لماذا ؟؟ , و ما هي تلك الهوايات ؟ "
    - " أحب القراءة بشدة , و أحب كتابة الخواطر , النثر , و أحب متابعة الصحف الأجنبية ... "
    بينما يحملق النظر بها , سكتت ريم و قالت بضحكة : " اعلم ان هذا جنون و لكن .... "
    قاطعها على الفور : " لا , العكس تماما , انا أيضا أحب نفس تلك الهوايات "
    ثم أضاف بشغف : " أحب القراءة و الكتابة أحب الصحف الأجنبية , نحن نفكر بنفس الاهتمامات ... "
    فضحكت و قالت : " هذا شرف لي "
    ثم فجأة قالت : " هيا بنا ... ؟؟ "

    فأشار عادل الى النادل و و طلب منه الفاتورة فجاء بها بعد دقيقة و دفع له ما طلب , و غادر النادل فورا ..

    فأشار عادل الى يديها و قال : " هل أنتي مخطوبة ؟؟ "
    فنظرت ريم الى يديها ثم قالت بتردد : " لا .. لا .. "
    فقال باستغراب : " لا .. ؟؟ "
    عدلت موضعها و قالت : " اقصد أني ارتدي محبس الخطبة عن عمد "
    ضحك عادل و قال : " عن عمد , كيف ؟ "
    - " لأني لا أريد ان يتقدم احد لخطبتي , لأني أريد ان ابحث عن هذا الشخص بنفسي "
    ثم أضافت بأنوثة : " و أظن بأنني قد وجدته "
    شعر عادل و كأن احد ما قد وخذه , فقال بابتسامة : " متى أستطيع ان أراكي مجددا ؟ ... "
    فقالت بهدوء : " وقت ما تريد ان تراني به , سوف تجدني "


    * * * * *


    دخل عادل على صديقه كريم وجده يتحدث بالهاتف , فرحب كريم به بصمت و هو يتحدث عبر الهاتف
    فجلس عادل بجواره بكامل فرحته ...

    فأغلق هاتفه و نظر الى عادل و قال : " مرحبا يا عادل , كيف أحولك ؟ "
    فقال بسعادة مفرطة : " انا فرحا للغاية , لم أكن أتوقع أقابل فتاة تعجب بي بهذا الشكل "
    فضحك كريم ضحكة عالية و ذهب حيث يقوم بعمل كوب من نسكافيه فقال : " هل تريد ؟؟ "
    - " حسنا "

    فانتظر حتى وصول الماء ذروة غليانه ثم صبها في كوبه أولا ثم كوب عادل , فأقترب عادل و اخذ كوبه بينما كريم جلس يشاهد التلفاز فجلس عادل أمامه . . .

    فقال كريم وهو يأخذ رشفة من كوبه : " ماذا قلت للتو ؟ "
    بسرعة : " لم أكن أتوقع أقابل فتاة تعجب بي بهذا الشكل "
    ضحك مجددا حتى ضجر عادل فقال : " المعذرة , هل هناك ما يضحك ؟ "
    فقام من مقامه و قال : " لا , و لكن أصبحت كالأطفال "
    فدخل حمّامه صغير الذي يقضي فيه حاجته ثم قال بصوت عالي : " هل اتبعت ما قلته لك ؟ "
    بتردد : " بلى ... بالطبع "
    فصرخ و قال : " هل قبلتها ؟ ؟ "
    - " لا ... اقصد هي – بصوت منخفض – التي فعلت "

    فجأة راه أمامه يقول له : " ماذا قلت ؟ "
    فقال عادل له : " هي التي قبلتني "

    فتحرك كريم نحو كرسيه ثم جلس فلحقه عادل و جلس أمامه
    فقال كريم بهدوء : " ماذا تريد منها ؟؟ "
    ثم أضاف بلهجة تهديد : " اسمع يا عادل , لا أريد إلحاق الأذى لهذه الفتاة , أنها طيبة و لا تستحق ما سوف تفعله بها .... "
    فصرخ عادل و قال : " مهلا ... مهلا , ماذا تقول انت .. ؟ "
    ثم أضاف عادل بثقة : " لا أظن أني سوف أجد فتاة مناسبة لي أفضل منها "
    ضحك مجددا ثم قال : " بهذه السرعة ؟؟ , أنت لم تلتقي بها إلا مرة واحدة فقط "
    ثم أضاف : " ثانيا أنت لم تلتقي بفتيات حتى تحكم "

    فقال كريم : " لا عليك من هذا , اخبرني ماذا تعرف عنها ؟ "
    - " لا اعرف عنها الكثير , لكنها مهذبة , هي فقط كان زميلة لنا أيام الدراسة "
    فسأله بحذر : " هل هي مرتبطة ؟ "
    فقال كريم بثقة : " بالطبع لا "
    - " كيف ؟؟ "
    - " اقصد يعني أنها لو كانت ارتبطت بأحد لكنا أول من علم بذلك "

    ثم أضاف : " على أي حال مبارك لك .. "
    فقال عادل بسرعة : " هل أتقدم لخطبتها ؟؟ "
    فصرخ و قال : " ماذا ؟؟ "
    فقال بفزعة : " هل هناك أمر ما يمنع ذلك ؟ "
    أجاب بعدم أهمية : " لا , توكل على الله "


  2. #2
    عضو جديد
    تاريخ التسجيل
    May 2011
    المشاركات
    17
    شكراً
    0
    تم شكره 5 مرة في 2 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    158

    رد: طيبة ام سذاجة ... بقلم محمود غسان



    * * * *


    في اليوم التالي و هو يمارس عمله جاءت فكرة على باله , فحاول الاتصال بريم و لكنها لم تجيب ...

    بدأ عادل في تغير ملابسه فأصبح يرتدي ما يرتدون الشباب , و اخذ يستخدم أشياء لم يكن يعرفها من قبل مما أصاب كريم الاستغراب ..

    حاول عادل الاتصال بها مجددا و لكن فوجئ بصوت أنثوي يقول " هذا الهاتف مغلق حاليا "

    شعر عادل باليأس , فذهب إلى مكتب كريم فرآه نائما , فهّم للدخول و لكن عاد أدراجه ...

    مضى قرابة خمس دقائق حائرا , ماذا يفعل , يتحرك بطريقة عشوائية في أرجاء المكان , حتى سمع هاتفه يغني و يقول : " فينك يا عمري يا كل عمري , كل ما أنسى أن أنت حبيبي , يصحى فيا الشوق يا حبيبي , و افتكر أيامنا تاني افتكر أيامنا تاني ....... "

    حتى أجاب بسرعة و قال : " ريم ! , مرحبا "
    فأجابته و قالت : " عادل , كيف حالك , إن شاء الله بخير ؟ "
    فأجاب بتنهيدة : " الآن فقط .... أصبحت بخير "
    ثم أضاف بتردد : " هل أستطيع ان ... أراكي اليوم لأمر هام ؟؟ "

    سكتت ريم لفترة قصيرة ثم أصدرت صوت همهمة حتى قالت : " حسنا .. "
    انكشفت ابتسامة رقيقة على شفتي عادل حتى صرخ من الفرحة و قال : " أين ؟ "
    فسمع منها نفس نغمتها ثم أصدرت صوت همهمة حتى قالت : " أين ما تريد ..."
    ثم أضافت ريم : " حسنا ... ما رأيك في أن نشاهد اليوم فيلم سينمائي ؟ "
    صمت عادل لفترة كي يتذكر هل في حوزته مالا أم لا ..

    ثم قال : " حسنا , متى ؟ "
    - " بعد ساعة , ما رأيك ؟ "
    - " حسنا , سوف انتظرك أمام سينما حياة في وسط البلد "
    - " حسنا , مع السلامة "
    - " مع السلامة "

    أغلق عادل الهاتف و أخذ يقبله كالمجنون حتى رأى أمامه كريم ينظر إليه و يقول : " ماذا .. تفعل ؟؟ "
    و هو متجمد لا يتحرك : " لا ..... و لكن كنت اود إعلامك بما حدث "
    و هو يتحرك نحو الحمّام و بتثاؤب يقول : " ممتاز , و ماذا حدث ! "

    لحقه عادل من خلفه و يقول : " اقصد , أنني سوف أقابلها اليوم كي نشاهد فيلم سينمائي "
    بينما كريم يغسل وجه بالماء قال : " لقد تطورت بسرعة كبيرة "
    ضحك عادل و قال : " حقا ! "
    فنظر إليه و قال بحسرة : " بلى "

    * * * * *


    و بعد ساعة وقف عادل بالقرب من مدخل السينما منتظرا لقدوم ريم فسمع صوتها من خلفه تقول له :
    " هل تأخرت ؟؟ "
    التفت بسرعة و هو يتأمل ملابسها فقال مبتسما : " لا , لم يمض على قدومي كثيرا "
    فأمسكت زراعه و قالت : " حسنا , هيا بنا "

    فدخلا عادل و ريم السينما و أخذا في مشاهدة احد الأفلام الرومانسية الأجنبية الممتعة !

    شعرت ريم بالسعادة المفرطة بعد خروجهم مباشرة , و قد كانت الساعة قاربت على التاسعة مساءا , فطلب منها ان يدعوها على العشاء في إحدى مطاعم الوجبات السريعة في وسط البلد , فوافقت على ذلك . . .

    جلست ريم أولا ثم عادل على طاولتهم في انتظار وصول طعامهم فلاحظ فجأة أخرجت ريم هاتفها و أعادت تشغيله , فقال لها باستغراب : " لماذا اطفأتي هاتفك ؟؟ "
    ارتبكت ثم نظرت إليه و قالت : " خشيت ان يزعجنا احد أثناء الفيلم "
    ضحك عادل و قال : " انا اسعد إنسانا بالدنيا "
    فرفعت ريم إحدى ساقيها على الساق الآخر و قالت مبتسمة : " و انا أيضا "
    بعد دقيقة سمع عادل النادل يصيح و يقول : " خمسة عشر .... خمسة عشر "
    فرفع إصبعه لها و قال : " بعد ازنك ! "

    ابعد كرسيه للخلف و ذهب نحوه الرجل الذي يناديه و اخذ صينية الطعام البلاستيكية و جاء بها الى ريم , فجلس بكل هدوء و قال : " تفضلي ! "
    ردت بتلقائية : " أشكرك "
    في منتصف الجلسة قال لها دون ان ينظر إليها : " هل تستطيعي تحديد لي موعد مع والدك ؟؟ "
    بينما تحاول وضع لقمة الطعام في فمها تجمدت فجأة , ثم قالت بتعجب : " ماذا قلت للتو ؟؟ "

    نظر إليها و قال بتردد و بخوف : " هل تستطيعي تحديد .... لي موعد ...... مع والدك ؟؟ "
    تركت تلك اللقمة التي بيدها و قالت : " هل أنت جدي ؟ "
    ابتسمت ريم ثم قالت بسرعة : " لا انا لم اقصد هذا , و لكن ... هل يبدو انك تسرعت في الأمر قليلا ؟؟ "
    عدل موضعه ثم قال بثقة : " هل هو كذلك ؟؟ "

    فجأة رن هاتف ريم فارتبكت , فنظرت إليه و قالت : " المعذرة ! "
    فأجابت على من يتصل بها و قالت : " السلام عليكم ! "
    فأحمر وجهها ثم قالت : " لا .... الهاتف , لم ادري بأنه مغلق "
    سكتت لفترة ثم قالت : " مع صديقتي ..... حسنا لن أتأخر "
    أغلقت الهاتف ثم نظرت الى عادل بضجر و قالت : " المعذرة و لكن عليّ الذهاب الآن "
    - " هل هذا أباكي ؟؟ "
    - " من ؟؟ , نعم هو , المعذرة يا عادل سوف اتصل بك لاحقا ... "
    و قامت ريم من مكانها و غادرت فورا دون حتى ان تكلمه , بينما هو ينظر إليها و يتمنى ان تبادله النظر ..
    شعر عادل بيأس شديد حتى ترك المطعم و ذهب الى بيته . .

    مر يومان كاملان دون ان تتصل به , وقد اشتعل قلبه محبة لها و كأنه عاشقا لها منذ أمد بعيد , حتى و عندما يحاول ان يتصل هو بها لا تجبه , مما كان يشعره بالقلق , فلم يكن لديه إلا اللجوء الى كريم ...

    جلس عادل على مقعده أمام كريم و قال له بهدوء :
    " يا كريم , لقد حاولت الاتصال بها مرارا و تكرارا و لكنها لم تجب "

    و كأنه يكلم نفسه : " من وقت ما جاءها هذا الاتصال المفاجئ و أحوالها تغيرت "
    ثم نظر إليه و قال : " حتى إنني أرسلت إليها رسائل على هاتفها و لكنها لم تجب , هل تعرف شيئا ؟؟ "
    ظهر ارتباك على وجه كريم ثم قال : " صدقني يا عادل , لم يحدث أي اتصال بيني و بينها "
    بسرعة : " حسنا , من فضلك اتصل بها الآن "
    - " الآن ؟؟ "
    بسرعة : " بلى , هيا "

    فأخذ كريم هاتفه بتردد و أخذ يتصل بها حتى قال بعد وهله : " ريم مرحبا كيف حالك "
    ثم قال بسرعة : " عادل معي هنا الآن لماذا لم تجيبي عليه , انه قلقا بشأنك "
    فسرعان ما اخذ عادل الهاتف منه و قال : " مرحبا يا ريم ! "
    فسمعها تقول له بصوت مرتكب : " من ؟ "
    فأجابها باستغراب : " انا .. عادل "
    فقالت له بجفاء : " أوه نعم .. مرحبا يا عادل "
    - " لماذا لم تجيبي على هواتفي ؟ "
    - " آسفة و لكني كنت منزعجة لأمر ما "
    - " و الآن ؟؟ , هل ما زلتِ منزعجة ؟ "
    ضحكت ثم قالت : " ماذا تريد ؟؟ "

    نظر الى كريم نظرة خفية , ثم ابتعد عنه مسافة خمس او ست أمتار ثم قال لها :
    " الموضوع الذي تحدثنا به منذ يومين "
    ثم قالت بخلسة : " لا اعلم يا عادل , اظنك انك تسرعت قليلا , من فضلك هل تستطيع تأجيل هذا الموضوع ساعتان فقط ... "
    - " حسنا كما تريدي .... "

    * * * * *


    لم يمض سوى ساعات قليلة حتى جاءه اتصال من ريم ...

    ابتسم عادل , احمر وجه , و فرز كمية ليست بقليلة من الأدرينالين , حتى استعد قواه و تناول هاتفه و قال :
    " مرحبا "
    فقالت له بأنوثة : " مرحبا يا حبيبي "
    صدم عادل عندما سمع هذا منها فقال : " هل أنا المقصود ؟ "
    ضحكت ريم و قالت : " بالطبع , هل أحدث احد غيرك ؟ "
    - " هل اعدتي التفكير فيما طلبته منك ؟ "
    - " اوه نعم ... حسنا , هل أنت مشغول الآن ؟ "
    - " لا , لست مشغولا "
    - " حسنا سوف انتظرك في ستارباكس كافيه بعد ... بعد ساعة "
    - " حسنا و انا سوف انتظرك من الآن "
    - " مع السلامة يا عادل "
    - " مع السلامة "

    * * * * *


    - " هل تعرفي يا ريم انك أول فتاة أحبها في حياتي ؟؟ " , قالها عادل لريم في المقهى ....

    اصطنعت ريم ابتسامة ثم قالت : " و أنت أيضا "
    فاقتراب النادل إليهم و قدم لهما القهوة و غادر على الفور
    فقال لها : " هل تحدثتي مع والدك ؟؟ "
    - " لا ليس بعد .. و لكني تحدث معه بشكل غير مباشر بشأني "
    بعدم اقتناع : " و ماذا بعد "
    ضحكت ثم قالت : " لا تقلق سوف أتحدث معه غدا "

    رن فجأة هاتفها فتناولته فرأت اسما مألوفا فقالت لعادل : " المعذرة "
    فقامت من مكانها و ابتعدت بعيدا حتى تتحدث على راحتها . . . .

    فظل عادل ينظر إليها , فراها تتحدث بخفة دون ان تنفعل , فمضت دقيقتان حتى قدمت إليه و جلست أمامه ثم قالت : " المعذرة يا عادل , انه أبي "
    فجأة قالت له : " لماذا لا تنمي عضلات جسدك و تصبح كالمصارعين ؟؟ "
    ضحك و قال : " لا أحب هذا , و لكن اذا كنتي مصّرة .. "
    فابتسمت ثم قالت : " أود ان أسألك سؤال و لكن , أرجوك لا تسئ فهمي "
    - " تفضلي "
    ببطء : " كما تعلم ان ابي سوف يطلب منك بيت كي نعيش فيه "
    فقال بثقة : " انا لدي بيت صغير , ابي اشتراه لي عندما كنا صغار "

    ابتسمت ريم و قالت : " حسنا و .... "
    قاطعها مبتسما و قال : " لا ... لا املك سيارة "

    ضحكت ريم و قالت بسرعة : " لا لا اقصد هذا , بل هل ستجد عملا آخر غير هذا ؟ "
    - " و ما به عملا , مما يشكى ؟؟ "
    - " اقصد انه لن يكفي أسرة "
    ضحك و قال : " على العموم هذا سابق لأوانه "

    مرت ساعة من الحديث الذي سمح للطرفين التعرف الى بعضهم البعض حتى قدم النادل و قدم الفاتورة الى عادل , فأعطاه ما أراد و انصرف ...

    فقالت ريم : " سوف أحدث أبي غدا , و هذا وعد مني لك "
    فقال لها : " الساعة الآن الخامسة , هل لديكي مانع ان نتمشى قليلا على جوار النيل ؟ "
    بابتسامة : " لا "
    فأمسك يديها و قال لها : " هيا بنا "

    ظلا يمشيان و يمشيان حتى وقف أمام احد الباعة للحمص الشام و قال لها : " الطقس بارد , هل تريدي "
    ابتسمت و قالت : " يداك تكفيني ! "
    ضحكت عادل و طلب من صاحب العربة و قال له : " من فضلك كوبان من حمص الشام "
    بينما ريم تراقب الشارع و عادل يقف أمامها يحضر الكوبان من صاحب العربة , فجأة تصرخ ريم بشدة و تقول : " عادل انتبه ! "

    لم يلاحظ عادل و إلا رجل من خلفه قد ضربه على امة رأسه فسقط على الأرض ملطخ بدمائه . . .

    اقترب هذا الرجل الضخم ذو العضلات المفتولة من عادل و أمسكه من رقبته و قال لريم :
    " هل هذا هو القذر الذي تفضليه عني ؟ "

    فضربه مرة أخرى على رأسه فصرخ من شدة الألم و سقط مجددا , فحاول ان يقف و لكن لم يكن باستطاعته ...
    بدأ الجمهور بالتجمع حولهم فصرخت ريم و قالت : " من فضلك يا بركات ... من فضلك , اتركه "

    فصرخ في وجهها و قال : " اخرسي ! "
    فأجمع عادل قواه و أفاق مما فيه , فوقف أمام هذا الضخم و قال له بهدوء :
    " من فضلك يا سيد , يوجد فقط سوء ... تفاهم "
    فصرخ و قال : " أي سوء هذا يا قذر , إنها خطيبتي يا حيوان "

    ثم لكمه مرة أخرى على فكه فسقط عادل على الأرض و انعدمت الرؤية لديه و أصبحت مشوشة ...
    فسمعه يحدث ريم يقول لها : " لا أريد ان أراكي ثانيا يا ساقطة , و ها هو محبسك "
    فالقاه في وجهها و قبل ان يغادر ضرب عادل مجددا بقدمه و بصق عليه و غادر على الفور . . .

    اقتربت ريم بسرعة إليه و جثت على ركبتيها و قالت بقلق : " عادل ... هل أنت بخير "
    أبعدها بيده ثم استجمع قواه و حاول ان يتحرك و لكنه كان يقع في كل مرة , بينما الجمهور من حوله يحدقون النظر به و بريم محاولة لمعرفة لماذا حدث لذلك . . .
    حتى اقترب شاب قصير ناحيته حاول ان يساعده فقال له : " أين تريد الذهاب ؟ "
    - " من فضلك أريد سيارة أجرة "

    فلحقت ريم به كي تحاول ان تتكلم معه لكنه أبى , فركب سيارة الأجرة و انطلق نحو بيته . . .

    * * * * *


    عادل ملقيا على سريره يحاول ان يريح جسده مما حدث له , فجأة رن هاتفه و لكن لم يستطيع الإجابة حتى خمس أو ست مرات , فتناوله عادل و أجاب بسرعة و قال : " من معي "
    فسمع صوت كريم يقول له : " عادل ماذا حدث لك يا صديقي "
    - " اصمت , لقد كذبتم عليّ جميعا "
    - " ماذا تقول ؟ "
    - " كذبت عليّ عندما قلت لي بأنها ليست مخطوبة و لا اعلم ما تخفيه أيضا "
    - " صدقني لم أكن اعلم , ريم لم تخبرني بذلك "
    - " حسنا ! " و ألقى بالهاتف بعيدا . . . .

    فأخذ يتأوه من ألامه حتى سمع صوت طرقات الباب فقال : " تفضلي يا أمي "
    فدخلت سيدة كبيرة في السن رشيقة حزينة على ما حدث لابنها , فقالت له : " كيف حالك يا بنيّ الآن "
    - " أحسن يا أمي "
    فجلست بجواره ثم قالت : " هلا تقص لي ماذا حدث معك "
    - " هل تتذكري الفتاة التي حدثك عنها من قبل ؟ "
    - " ريم ! "
    - " بلى , اكتشفت اليوم بأنه مخطوبة لرجل يشبه سلفستر ستالون "
    ضحكت والدته و قالت : " من ! "
    فضحك عادل و قال : " رآني معها اليوم و ابرحني ضربا "
    و كأنه يكلم نفسه : " لا اعلم ما هي الحكاية "
    - " الحكاية واضحة , أنها مخطوبة لرجل آخر و تريد ان تلهو معك "
    فقال باستغراب : " تلهو معي "
    - " بلى "
    فأجابها بحزن : " حسبي الله و نعم الوكيل , الفتيات تلهو مع الشباب "

    * * * * *


    دخل عادل فجأة مكتب كريم فصعق من مكانه , فوقف بسرعة و حاول ان يهدئه :
    " عادل , ماذا حدث لك , وجهك محطم كليا "
    - " اخرس "

    أغلق الباب من خلفه و اجبر كريم على الجلوس ثم جلس عادل بعده . . .

    فقال له بكل حذر : " سيد كريم , يا صديقي العزيز , اخبرني الحقيقة كاملة و إلا لن تخرج من هنا سليما "
    فنهض كريم و صرخ : " ماذا تقول يا ولد , هل نسيت نفسك ؟"
    فأجبره عادل على الجلوس مجددا و قال بهدوء : " لا لم أنسى نفسي , انا لا أستطيع إيذاء ذبابة و لكن ... "
    ثم صرخ و قال : " يا سالم "
    فدخل رجل طويل عريض المنكبين اسود اللون و يحمل بين يديه سكينة حادة . . .

    فصرخ كريم خوفا : " يا عادل نحن أصدقاء من فضلك لا تفعل هذا "
    ظل يدور حول كريم و هو يقول : " اخبرني يا كريم , اخبرني القصة كاملة , و لماذا حدث ما حدث . . . ! "
    - " حسنا , حسنا و لكن ابعد هذا عن هنا "
    فصرخ عادل : " أكمل "
    فقال كريم : " عندما غادرت النادي منزعجا بخصوص المخدرات , جلست ريم بجواري و قالت لي "

    - " من هذا المدلل ؟ "
    فقال كريم : " انه عادل يعمل لدينا في المتجر "
    ثم قالت : " و لكنه هل هو ساذج قليلا ؟ "
    ضحك كريم و قال : " جدا "
    ظلت تفكر كثيرا حتى قالت : " ما رأيك بعمل لعبة صغيرة ؟ , مثل هذه الشخصيات يخرج منها الكثير "
    باستغراب : " لعبة , أي لعبة ؟ "
    ظلت تفكر و قالت : " سوف اشرح لك فيما بعد و لكن أريد منك ان تخبرني عن صديقك عادل "


    فقال عادل : " و ماذا بعد "
    قال كريم : " أعطيتها بعض المعلومات عنك و عن ما تحب و عن ما تكره و هكذا ... "
    - " ثم , ..... "
    - " ثم أخبرتك بأنها تريد رقم هاتفك "

    ثم أضاف كريم مبتسما : " و عندما قابلتها أول مرة في المقهى , اتصلت بها و علمت ما حدث بينكم , بالطبع كنت مركزا للسخرية , و بعد ذلك بعد عودتكم من السينما أخبرتني ماذا قلت لها , وانك تريد مقابلة والدها لخطبتها , أخبرتها بأن لا تجيب علي هواتفك هذه الأيام و إن اطر الأمر تغلق هاتفها نهائيا , و لكن خطيبها بركات كان دائما يسبب لها المتاعب ..... "

    ثم قال كريم : " و عندما دعوتها على العشاء في مطعم الوجبات السريعة اتصل بها خطيبها بركات , مما جعلها تدعك و تغادر مسرعة "

    سكت كريم قليلا ثم قال : " و عندما كنتم في المقهى في المرة الأخيرة اتصلت بها و أخبرتني بأنك معها في نفس المقهى و انك من دعاها الى ذلك , فأخبرتني بأنها حقيقياً أصبحت مشدوهة بك , بعيدا عن ما حدث مسبقا , و هي الآن تحبك فعليا و أنها سوف تحدث والدها عنك و أنها سوف تصرف النظر عن بركات لأنها تشاجرت معه لأمر بالغ الأهمية و لم تعد تحتمله , و لكن القدر لا يريد ان يكملها معك , أرسل إليك بركات و حدث ما حدث "

    اقترب عادل منه أكثر و قال : " تبا لك و لريم " ثم صفعه على خده و هّم لمغادر المكتب حتى رأى أمامه ريم تبكي فحاولت ان تتحدث معه فتركها و مضى سيره مما لحقت به حتى وقف و قال :
    " ريم ! اغربي عن وجهي , لم اعد أود رؤيتك "

    فتركها و مضى سيره و لكنها حاولت ان توقفه حتى صرخت : " اقسم لك إني أحبك ... أقسم لك إني احبك " و لكن لم يهتم بها و ذهب بعيدا فتجمدت ريم مكانها يائسة فرددت مرة أخرى عبارتها بصوت منخفض قليلا :
    " اقسم لك إني أحبك ... "

    * * * * *


    جلس عادل على سريره حزينا , شاردا , ضائعا , لماذا أول حب في حياته يصدمه هكذا ؟؟
    هل يصفح عن ريم ؟؟ , و لكنها جعلت منه أضحوكة ,
    لماذا لا يفسر هذا بأن القدر جعلها منذ البداية لعبة و اختتمها بزيجة ؟؟

    " لماذا اصطنع لنفسي سببا من أجلها , هل أفكر بالإصفاح عنها ؟؟ "
    " هل هذه طيبة . . . . أم سذاجة , في كلتا الحالتان ... دائما خاسرا "

    * * * * *


    تمت بعون الله
    2/8/2011
    كتبت بواسطة محمود غسان

  3. #3
    مشرفة منتدى الترحيب والتهاني الصورة الرمزية عفاف الهدى
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    شقتي
    المشاركات
    32,072
    شكراً
    1,252
    تم شكره 489 مرة في 412 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    83324

    رد: طيبة ام سذاجة ... بقلم محمود غسان

    جريئة
    يعطيكم العافية
    موفقين

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. انا و نور - قصة حقيقية ... بقلم محمود غسان
    بواسطة Mahmoud Ghassan في المنتدى منتدى القصص والروايات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-11-2011, 07:11 AM
  2. بقلم ريوووشه..
    بواسطة حنين الأمل في المنتدى منتدى الشعر والنثر
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-18-2007, 04:38 AM
  3. دجال القطيف يستغل سذاجة الفتيات بقوة القسم
    بواسطة سعيد درويش في المنتدى أخبار المجتمع
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-03-2007, 06:31 PM
  4. :.+اكتب دائما بقلم حبر وليس بقلم رصاص+..:
    بواسطة آخر شقآوهـ ..~ في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-05-2006, 04:53 AM
  5. أخبار طيبة
    بواسطة بنوتة توتة في المنتدى منتدى الصحة والسلامه
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-06-2005, 03:33 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •