الفصل الثالث عشر ................................
على باب بيت سيف رجع عباس.. يدق فيه وابدا مايفتح..
عباس يفكر:
ــ وين راح هالمجنون .؟ وين مختفي..؟
وبعد 3 ايام..
بين ما عباس في البقاله سمع ثنين من الرجال يسولفو بأستغراب عن بيت سيف ..:
ــ ريحة جيفه تطلع من بيتهم من الصبح تارسه الزرنوق .. مايندرى ويش داخل بيتهم و دقينا عليهم الباب ماحد يفتح.. يالله سترك ...اكم جيرانه متجمعين عند باب بيته و طايحين فيه طق .. الريحة مو صاحيه...
عباس انصرع من سمع الخبر وراح يركض بيت سيف وفعلا من وصل كفخته الريحه... عباس منصرع ويتمنى اللي يفكر فيه مو صحيح:
ــ معقوله.. معقوله مات و انفجر و طلعت ريحته.. لا ان شالله.. لا ان شالله
وصار يطق وياهم.. آخر شي قال:
ــ اكسروا الباب..
الجيران خايفين:
ــ سيف محنا قده شراني .. وان كسرنا بابه بنروح فيها..
ــ اكسروه على مسؤوليتي...
واجتمعوا عليه كل الرجال وقلعوه الباب .. ليتفاجأوا بالمنظر ...
سيف مرمي بالحوش على وجهه و الريحة تفطس ...
عباس طاح على ركبه.. والجيران مابين اللي شهق واللي انصدم واللي صار يردد:
ــ انا لله وانا اليه لراجعون...
عباس مو مصدق ولا مستوعب...
وفي السوق باسم قاعد مع محمد.. و كل واحد فيهم مو عارف ويش يقول للثاني عاللي صار و كيف طلعت امينه من عندهم مخذوله ...
الا يسمعوا الهدره عن بيت سيف .. باسم انصرع وقام يركض .ولحقه محمد.. وصلوا ودخلوا البيت اللي كان بابه مخلوع و الجيران سادين المدخل بتجمعهم.. و الوضع مو طبيعي..
باسم من شاف ابوه منشب على وجهه وريحته طالعه ارتمى جنب عباس على ركبه وهو مذهول وزحف ناحية ابوه وقلبه على ظهره و بينت احشائه من بطنه المنفجر ... و الكل ساعتها شهق و صارو يسحبوا باسم اللي كان منصدم ويشاهق... ومحمد يحضنه ويخبي راسه لا يشوف ...
وبسرعه واحد منهم تصرف و راح جاب شرشف وغطاه به و اتصلوا بالأسعاف يجيو يشيلوه على شان اجرائات الوفاه و الشهادة قبل لا يودوه للمغسل ....
وفي بيت زينب ( ام بدر ) امينه كانت موجوده الصباح عندهم... و زينب ترضع رحمه... الا بجية حسينه تركض و دخلت وهي منصرعه ... وتنافخ وهي حاطه ايدها على قلبها :
ــ انتين.. انتين هنا.. زين اشوى زي ماتوقعت...
امينه انصرعت:
ــ خير.. ويش صاير؟
حسينه قعدت و هي مرتبكه و ماهي عارفه ويش تقول...
زينب:
ــ حسينه... ويش صاير ؟؟ خوفتينا؟
حسينه:
ــ والله ماني عارفه ويش اقول ليكم.. يا ام بشير لا راعش الله وبسم الله على عمرش .. لا تختلعي..
امينه توترت زياده:
ــ ويش صااير.. ويش صاااير؟؟
ــ ابو نذير...
ــ ويش فيه...؟؟
ــ من متى؟ من متى خبرش فيه؟
ــ عفر 4 واليوم خامس... ويش صاير ويش سوووى؟
حسينه بأرتباك ..
ــ ريحة طالعه من بيتكم كسروا الباب من شوي .. و لقوه... لقوه..
امينه فتحت عيونها وفهمت الموضوع.. صارت تتنفس بسرعه...
ــ لقوه.. لقوه ويش؟
حسينه ماتحملت صارت تصيح:
ــ البقيه براسش...
امينه وزينب شهقو شهقه قويه على اثرها رحمه تركت الرضاعه و صارت تصيح مختلعه وزينب تنتفض وقفت ترضيع و صارت تمسح على رحمه و تهدي فيها:
ــ بسم .. بسم الله على عمرش الرحمن الرحيم,, انا لله وانا اليه راجعون.. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
امينه صارت تتأوه وهي تزحف على ركبها تبغى تقوم ماهي قادره..
ــ آآآه..ودوني.. ودوني باروح بيتنا....
صارت حسينه تساعدها وقامت وهي ماسكتنها...
امينه لبست النعال مقلوب وماقدرت حسينه تعدله ليها وصارت تمشي وتتعثر ... آخرتها وهي بنص الطريق طفرت طبقه من نعالها.. وبين ما حسينه راحت تجيبها ليها لقتها تركت الثانيه بلا وعي , وصارت تهرول حافيه.. حملت حسينه نعالها و صارت تركض وراها..
امينه وصلت بيتهم ولقت التجمهر الكبير على الباب..
حسينه صارت تكلم الرجال :
ــ اجاويد تباعدوا مرته خلوها تدخل.. تباعدوا..
دخلت امينه وهي ترتجف .. شافت باسم مسند على الجدار و شابح بعيونه.. وعالأرض قدامها جثه مغطيه بشرشف والريحه تارسه البيت..
قربت منه والرجال يحثوها تصبر و لا تفتح الشرشف وتفوض امرها لله...
الا انها وصلت لعنده ورفعته وشافت المنظر الرهيب .. رمت بنفسها عالأرض وصارت تشيل رمل من الحوش وتنثره فوق راسها وهي تصافق فيه وتصارخ:
ــ وين بتروووووح... وويش اخذنا منك.. ؟ بهالطريقة تتركنا... قوووووم.. قووووم ...
حسينه صارت تهديها و تحاول تباعدها.. الا ان امينه دخلت في حالة هستريا اقوى من تقدر حسينه تخليها تهدأ:
ــ خلييييييني... ماحد حاس فيني.. تقولو لي اصبرررر؟؟ اصبرررررر ...! اني طول عمري ماكنت غير صابره... متى.. متى عاملنا زي الخلق ؟؟ متى حس فينا ... طول عمره بخلان علينا بكل شي .. الحين بيروح هاللون..
واحد من الجيران :
ــ هدي يا اختي .. مايصير كذا.. اذكري محاسن الميت لا تذكري سيئاته ميت هو الحين.. خلاص ...
امينه زادت صريخ و شالت كف رمل و رمته على سيف وهي تصرخ فيه:
ــ محاااااااااسن.. أي محااااااااااسن... 18 سنه وياه ماشفت غير الضيم والمرار... زوج بنتي غصب عنها لولده. وولدي صابه انفصام شخصيه منه ماعمره لا هو ولا اخوه سمعوا منه كلمه حلوه غير السباايب والشتايم و الطق .. يطقني حتى اني ماني سالمه منه عالطالعه والنازله .. وانقتل ولده وبنتي تجارمت بالقضيه ويوم جبت بنتها وبنت ولده يقول لي مو بنت ولده.. وصلت فيه يطعن بشرف بتي ... أي محااااااااااسن تتكلمو عنها.. مااااااااحد فيكم حاس مااااحد
التفت عباس اللي كان متيبس الى باسم .. واللي كان مو احسن حال منه.. الدموع تصب من عيونه بلا شعور مسند على ذاك الجدار كافس رجول و ماد ايده على ركبته و الرجول الثانيه مادنها بأنكسار عالأرض... و في عالم اخر ... ومحمد جنبه مو عارف ويش يسوي !
وصلت الأسعاف وشالوه... وراح عباس بعد ما جى وياه حسن وشهاب يشوفو القضيه بالمستشفى ويخلصو الأجرائات..
في حين ظلت امينه بنص الحوش جالسه بدون حركه..
وحوالينها الجيران ...وصلت ليها فاطمه اللي من شافتها بهالوضع طاحت عليها وحضنتها وصارت تصيح:
ــ بسم الله عليـﭻ خالتي .. بسم الله على عمرﭺ ,, سامحيني... سامحيني... لا راعـﭻ الله...
امينه صمت والدمع محتقن بعيونها ..
جعفر في البقالة ... يجمع الحسابات .. الا بدخلة واحد طول بعرض معضل .. عليه...
ــ كِنت..
جعفر بأستغراب يطالعه:
ــ هاا.. كنت..؟
ــ ايه اقول لك كِنت..
ــ كنت ويه..؟ وينا؟؟ ويش بغيت..
ويضرب الرجال بكفه عالطاوله من قوة الضربه تحرك القلم والدفتر...
ــ دخان.. دخان كنت.. تسوي روحك غشيم لويه..!؟
جعفر بأبتسامه عريضه ورافع حواجبه مستنكر من هالتصرف الهمجي:
ــ اسمح لي ياخوي مااحفظ انا اسامي الدخان و لا ادق ليها خبر.. والبقاله مافيها الا دا..
وياخذ من الرف اللي جنبه علبه ويمدها عليه...
ويخطفها الرجال منه ويطلع الفلوس ويرجع يكفخهم عالطاوله..
جعفر بأستياء:
ــ خير ان شالله ويش فيك ياخوك.. لويش التعصيب ... ؟؟
يلتفت له الرجال بعد مافتح العلبه و اشعل له زقاره وينفخ الدخان في وجهه:
ــ كيفي انا حر...
جعفر بيكسر الشر فسكت عنه وجلس على كرسيه وصار يكمل حسابات الا بالرجال يطفي السجاره على الطاوله ويتركها ويطلع..
جعفر مقهور:
ــ منهو دا... ؟ نايبه تصقعه...
الا بدخلة سيد رضا عليه .. وشاف الطاوله عليها السجاره وجعفر قاعد ينظفها..
ابتسم السيد وبين ما ياخذ الأغراض من الرفوف سأله :
ــ سلام ياخوك ,, هالفعله من اللي طلع ها؟
جعفر مستغرب:
ــ عليكم السلام.. ايه ياخوك ويش دراك.؟
ــ انتبه منه تراه راعي مشاكل وبلاوي ...
ــ مادريت لكن انا لويه هالمعامله...؟!!!!
سيد رضا يحط الأغراض عالطاولة ..:
ــ امممم ويش اقول لك ياخوي.. هذيلا هالبيت بلاويهم بلاوي الله يهديهم مغربلين الديره ..اذا ماكنت تعرف واحد من ولادهم فسبب التعيلف اختهم الله يستر عليها .. وانت واحد مو من الديره وماتدري فحبيت انصحك لا اكثر..
جعفر على طول جت على باله اللي كانت مع ابو جابر واللي هددته من فتره بقولها له بيندم...
ابتسم وسأل السيد:
ــ ماعرفناكم ياخوك.. عرفنا..
ــ سيد رضا آل ...
ــ والنعم ... انا جعفر آل ..
ومد ايده وصافحه...
جعفر:
ــ هههه سبحان الله خلال هالشهر من هالديره عرفت سيدين واحد صغير وواحد كبير .. تصدق عاد يشبهك واجد..
ــ هههههه لا تقول سيد هشام..؟
ــ ايييه... خفيف هالدم..
ــ يسلم عمرك هذا ولدي...
ــ صحيح.. ! ما شالله عليك تزوجت وانت صغير شكلك.. مو مبين عندك ولد بهالعمر.؟؟ الله يحفظه .. عندك غيره..
ابتسم السيد:
ــ لا.. الله يرحمها.. ماعندي الا هو...
جعفر وللمره المليون يعاتب روحه في باله:
(يلعن شكلي ولقافتي واسألتي اللي ماتودي ولا تجيب .. بس ضايقته...)
ــ الله يرحمها ويحسن اليها اسمح لي ياخوك..
ــ لا شدعوه مسامح ماقلت شي.. يللا تشرفنا بك..
ــ دقيقه دقيقه... سيد.. هاك..
ومد على السيد فلوس ..
السيد:
ــ داويش دا؟ ليش الأغراض دي بكم؟
ــ لا عدل حسابك.. ديلا بقايا فلوس دفعوهم لي اهلك وماخذوا الباقي..
ابتسم السيد:
ــ رحم الله والديك...
وقف جعفر على باب البقاله يطالع في السيد وهو رايح بيته ولفت نظره بنهاية الشارع الرجال اللي آذاه من شوي يدخن وهو يطالع فييه..
جعفر دخل بسرعه:
ــ يالله سترك.. شكلي ابتلشت هنا بعد.. افففف مافيني شدة شبقات و طردات من كل شغله بسبتها... لا حول الله ويش هالحظ اللي علي..!!
>>>>







المفضلات