صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 31 إلى 45 من 46

الموضوع: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

  1. #31
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    في بيت حسن وحسين...
    فهيمه جايه زياره لأمها .. بتتغدى وياهم .. من الصباح وهي وياهم حابسه فيصل في الغرفه معاهم مايتحرك ولا يلعب ولا يطلع للحوش...
    فيصل كان ساكت ومستسلم طول الوقت.... فجأه ماسمعوه وهم يصلوا الا يرمي على امه وخالته وجدته كلام .. شوي التفت لبشرى اللي كانت منسدحه على بطنها جنب سجادة امها وهي تصلي.. قعد جنبها وشال التربه من على سجادة امها بيفلع راس بشرى فيها...
    بشرى كانت واقفه قطعت صلاتها من الخلعه وخطفت التربه من ايد فيصل .. اللي مستمر في قول الكلام اللي مو زين ..
    هو ماسكت من كلامه الا امه هاجمه عليه بعد ما خلصت صلاتها و طيحي فيه ضرب بدون وعي.. وكلما مسكوها وقالو ليها هدي وهو يصارخ.. وهي تضرب .. وتصيح:
    ــ لمتى يعني.. وشنو الحل معاك ها..؟ الله ياخذ روحك.. ما ابي عيال ذيه ما ابي ...
    ام عبدالله:
    ــ اعوووذ بالله بسم الله عليه ويش هالكلام ..
    فاطمه تبعد فيصل عنها:
    ــ مايصير ـذيه خيه تدعين على ولد بالموت حرام عليـﭻ...
    فهيمه قعدت على ركبها وصارت تضرب على خدودها:
    ــ انتوا ماتدرون.. ماتدرووووون..
    ام عبدالله تمسك في اياديها..
    ــ ويش ماندري.. خلاص لا تدقي في روحش .. خلاص ..
    خذت فاطمه فيصل برى الحوش شافت في وجهها علي قاعد يدولب عطته وياه وطلبت منه ياخذه البقاله لو أي مكان لين ما تهدى امه..
    وجابت ليها كاس ماي...وصارت ام عبدالله تشرب فهيمه وترشح وجهها وتسمي بالرحمن.. وتهدي فيها وبنفس الوقت تهزأها على الدعاوي اللي صارت ترميها على ولدها:
    ــ ويش اللي ماندري به.. وويش فيه..؟
    فهيمه صارت تصيح صياح مو صاحي خوف امها واختها... اول مره بالحياه يشوفو فهيمه القويه اللي ما احد يغلبها بهالضعف وبهالأنكسار...
    ــ يمه.شسوي.. قولي لي شسوي.... ولدي مو صاحي... فيه مرض نادر... يمه هذي مو تربيتنا انا وابوه اللي تخليه يقول هالحـﭽـي ,, المرض يخليه يقوله غصبن عليه.. وغصبن عليه كل الحركات الشينه اللي كان يسويها.. يمه .. آنا ما دعيت عليه بالموت لأني ماحبه والا مابيه.. انا مابي هالمرض وهالمرض متعبنه هو... اكثر من ما متعبني انا وابوه.. والله احسه بيستخف منه بيستخف.......
    وبين ماهي تتكلم وتتشكي وتصيح وهم متفاعلين وياها و متأزمين .. ماشافوها الا قامت تركض وتركتهم وعلى طول الحمام وهم وراها مختلعين ويش فيها فجأه..!!


    ام عبدالله وهي منذهله ودموعها على خدها من اللي صاير تهمس لفاطمه..وهم على باب الحمام من قاموا ورى فهيمه..
    ــ ياعلي .. ويش هالحاله.. الله يفرج عنك ياولدي .. مو بكيفه يعني اللي كان يسويه...الله يكون بالعون .. يتعالج ان شالله ويصير زين.. ماعلى الله بعسير.
    شوي يسمعوا صوت فهيمه بالحمام.. ترجع..
    فاطمه صارت تطالع امها... وام عبدالله فهمت نظرات فاطمه وبهدوء:
    ــ فهيمه.. ماتجيها هالحالات الا اذا....
    فاطمه بهمس: ــ حملت....
    ام عبدالله رفعت ايدها وبعالي الصوت خصوصا ان فهيمه تأخرت في الحمل على فيصل .. :
    ــ يالله ياكريم تعوض عليش يابتي بالخلف الصالح و تفرحش و تبرد حزنش ..

    فهيمه داخل الحمام تصيح وفي قلبها تكرر:
    ــ لا ان شالله ياربي.. ما ابي .. ما ابي...

    وفي بيت الشيخ محسن...
    ــ ياولدي تقول شفت هالتميمه دي مدفونه تحت درج بيت ناس.؟
    ــ ايه...
    ــ وويش يخليك تطلعها ويش دراك انها داخل..
    صار يحكي للشيخ انه عامل و يرمم وكذا..
    الشيخ:
    ــ ايييه.. جزاك الله خير .. خلاص انا الحين بافك السحر وانت توكل على الله
    عيسى :
    ــ زين مايصير اعرف ويش فيه السحر.. ومين المسحور؟
    ــ لويه يعني وانت عامل ؟
    ــ لا .. مو بس عامل.. نسبااي هالبيت ووكلوني افكه ليهم..
    ــ آآآه.. ايه خلنا نشوف بسم الله الرحمن الرحيم..
    ويفك الشيخ الجلده بهدوء وهو يقرأ آيات وينفخ فيه ويصلي على محمد وآل محمد..و يكرر آية الكرسي مرات عديده و آيات وسور ثانيه . وتطلع بداخله ورقه... مكتوب فيها بأحرف مفرقه. و اوامر للجن ..ويلتفت لعيسى ويسأله..
    ــ علي حسين و حورية كاظم ... ديلا انسباك؟
    عيسى فتح عيونه... اسم ابوه واسم امه... وبذهول:
    ــ ايه.. ويش فيهم...
    ــ انا لله ياولدي.. دا سحر تفريق .. غالبا يسووه ضعاف النفوس يفرقوا بين الناس وخصوصا بين المرأه وزوجها... الله يعدل الأحوال بقدرته ويرجعوا لبعض
    عيسى يحاول يتمالك نفسه.. ويفكر بشكل سليم.. بس ابوه وامه ماتوا يعني ماله فايده هالسحر.. وفوق هذا ابوه مات قبل امه بسنين .. ترك عيسى الشيخ يكمل فك السحر وطلع عنه بدون مايقول له ان المسحورين توفوا..

    وفي بيت ام علوي العصر.. يبدي الدرس عادة..
    ام علوي قاعده بالحوش ماسكه الخيزرانه وقدامها مجموعة بنات ومجموعة اولاد.. البعض يكون يروح المدرسه الصبح والعصر يجي يتعلم عندها والبعض الآخر زي بدر و جاسم وبعض البنات على طول وياها وما يروحوا مدارس امثال بدور ..بعكس جنه اللي كانت تروح المدرسه والمعلمه..
    كانت تراجع ليهم ماسبقت دراسته ^^...
    ــ بدر شهاب..
    ــ نعم...
    ــ ينعم بحالك ياعيني .. بدي لي النصبه من حرف السين ..
    ــ ساسوسي.. شاشوشي.. طاطوطي ,, ظاظوظي ..
    ــ بس يكفي عفيه عليك.. الله ينور عليك ياولدي شاطر انت مايحتاج..نشوف جاسم عبدالحميد.. كمل
    جاسم كان سرحان ومو في الدنيا..
    ام علوي تعيد السؤال...
    ــ جاسم عبدالحميد مو هنا له؟
    جنه ترد بداله:
    ــ هنا..
    وتضرب ام علوي الخيرزانه عالأرض..
    ــ وينهو مايجاوب..
    جاسم استوعب الموضوع ويصير يسأل جنه ويش السالفه وتهمس له جنه .. عين عين,, وهو ابدا داقنه الصمخ ..
    كتبت له على الأرض حرف العين بصبعها.. الا جاسم مسوي روحه فهلوي بعد ما فهم رسمة جنه ع = 4 وبصوت عالي:
    ــ 4 , 5 , 6 , 7
    ام علوي ردت وضربت عالأرض بالخيرزانه:
    ــ ويه ويه.. الا قاعد تعد لي؟ اني قايله منت ويانا..غربال يغربلك.. الأرقام دي من سنين خلصناها ماشبعت منها بالمدارس.. !!
    وتلوح الأرض بضربه تطلع الغبار وتخلي جاسم ينتفض من الخلعه.. وتصرخ فيه..
    ــ عين.. النصبه اقول لك النصبه...
    جاسم من الربكه:
    ــ عاااا.. عاااااا.. عاااا
    ــ يوه.. ويش ماكل..؟
    ويصيروا الجهال يضحكوا عليه وام علوي جتها الضحكه بس تحاول تصير شديده حق يتعلمو.. وماشغلتها الا ضرب في هالأرض بهالخيزرانه:
    ــ اخلص.. وويش آخرة هالعاااا...؟
    ــ عوووو .. عووووو
    ــ انقلب ديب.. لا تعاوي ياولدي وقولها عدله ..
    ــ عااا عووو ...
    وبهدوء متردد كسر اخر النصبه
    ــ ..... عي!؟
    ــ عدل .. ويش فيك.. هذا وانتا ولد استاد المفروض اشطر واحد.. اني الا باشوف جنه تكمل عدل لو لا.. كملي ياعيني عن اخوش مفهي اليوم..
    جنه بأبتسامه عريضه:
    ــ غاغوغي.. فافوفي..
    ــ زين يابتي روحي للنون وكملي خلي اخوش يستحي على وجهه ويتعلم..
    ــ نانوني.. هاهوهي
    ــ ولو رجعنا للبدايه من الراء.. ؟ سمعيهم وتعلموا منها...
    ــ راروري....
    وسكتت جنه.. ارتبكت..
    ام علوي.:
    ــ ويش فيش يابتي ادري بش تعرفي شاطره كملي ..
    جنه بأرتباك واستحياء وصوتها الحماسي انخفض:
    ــ ذاذوذي...ثاثوثي .. شاشوشي.. ثاثوثي
    ولا تسمع الا اللي وياها الجهال انفقعوا ضحك ...
    ام علوي استوعبت الموضوع وتذكرت ان جنه غلطه..في ز ، س ، ص
    جنه تفشلت وشوي وتصيح...
    ام علوي عورت قلبها فصارت تداري الموقف بشلخه.. :
    ــ على ويه تضحكو.. اني يوم اني قدها ماعرف اقول خ اقوله ح ولا اعرف اقول ر اقولها ل .. فلو باقول خياره كنت اقول حياله..كبرت وصرت اقولها عدل ..
    وصاروا الجهال يضحكو زياده.. وجنه شوي تعدلت نفسيتها وابتسمت...
    وطلعتهم من المعلمه..
    بدر كان يرفض ان بدور تمسكه في الطريق لا يتعثر من رجوله كان يفضل انه يمشي عند الجدران اريح له ولنفسيته من يمسكه احد... وكانت بدور تلبي له هالرغبه وما تضغط عليه.. فمتقدمه عنه تمشي مع جنه اللي كان جاسم يجاكرها على حروفها وهي تصرخ عليه وتتوعده بتشتكي عند ابوها...
    شوي الا يسمعوا صوت هدره وراهم طالعه من احد البيوت وشوي مرأه تطلع بالسرعه وهي تصيح شكلها مطروده وداير راسها وتصقع في بدر و يطيح و تصير تهدر عليه و هي تصيح :
    ــ ويش فيك تمشي عند الطوفه كنك قطو..؟
    التفتوا له لقوه طايح والمرأه كلما حاولت تشيله هو يباعدها مو راضي.. آخرتها رمته وهي معصبه ماكانت تدري برجوله...
    ــ اهوووو ناقصتنك الحيين اني...
    هي مامشت عنه خطوتين الا تسمع جاسم يصرخ فيها:
    ــ حجيه... مو لنش كبيره تعاملي الصغار هاللون.. الدين التعامل .. الدين النصيحه
    بدور تطالع جنه ماهي فاهمه ويش يقول اخوها.. وجنه جتها الضحكه وتهمس لبدور:
    ــ هذا كلام ابوي له اذا هذأه على اخلاقه الخايثه و شافه ما يتقبل نثيحة احد...
    المرأه بحرقة قلب ومبين عليها مغلوبه على امرها ومو قصدها تعامله كذا.:
    ــ اني الاقيها من وينا لو من وينا.. سبوس اني مابقى احد مالعب فيي ..لا ولد ولا جيران والحين حتى الجهال.. ويش اسوي اني بعمري ويش اسووووي...

    بدور تسأل جنه:
    ــ منهي دي؟
    جنه تهز كتوفها بمعنى مادري..:
    ــ بث كأن ثوتها مر علي.. كأنه ثوت وحده مرأه جت من ذمان بيتنا .. و قالت لأمي اذا تبغاها تشتغل في بيتنا بث امي مارضت...
    وتمشي المرأه عنهم ويروح جاسم يحاول يساعد بدر .. مد ايده اله يقومه..
    بدر اللي كان يحاول يقوم صار يطالع ايده الممدوده... ومتردد..
    ابتسم جاسم وبتصرف مايبغى يخلي بدر ينحرج منه :
    ــ امسك ايدي وقوم بس.. لا تخاف مابمشي وياك .. اصلا فقيل انت... افقل مني ..
    ابتسم بدر وضحك ضحكه خفيفه وهاديه.. ومسك ايد جاسم شد عليها وسحبه للارض..
    طاح جاسم و صار يطالع في بدر بنظره مندهشه...
    بدر يضحك عليه:
    ــ شفت .. فقيل انا صحيح..
    صاروا يضحكو على بعضهم وقام جاسم بعدها وقوم بدر.. وصاروا يسولفوا طول الطريق...

    الليل وبين ما عيسى يتعشى مع خالته.. والأفكار تروح وتجي في باله..سألها بهدوء:
    ــ اماه..
    ــ امي..
    ــ تتوقعي امي وابوي الله يرحمهم فيه احد يكرههم..
    ــ ويش هالسؤال الغرييب رحمة الله عليهم ماشوف.. ابوك بياض عليه لآخر لحظه بحياته والكل يشهد بأسمه
    ــ حتى امي؟
    ــ يوو ويش فيك ياولدي .. ويش فيها امك؟
    ــ يعني حتى امي ماعمرها اشتكت لش منه ولا صار بينهم خلاف..
    ــ لا .. حتى امك رحمة الله عليها .. ماشوف احد كرهها لو آذاها غير عمك.. عمك الله يهديه.. لدرجة زي ماقلت لك تهمها بالبوق ووصلت فيه يتهمها بالسحر بعد..
    عيسى استوعب الموضوع... ترك اللقمه من ايده وبالموت بلع اللقمه اللي كانت في فمه.. وفي باله..
    ــ عمي.. علي حسين.. عمي.. صح... الأسم الحقيقي لعمي.. علي حسين...واسمه الفاني المعروف به سلمان..
    وسأل خالته بريبه وشك:
    ــ قلتي لي فجأه هو انقلب عليها ماتدري هي من ويش ,, وطردها و اهانها .. اماااه اباقول لش شي انا شاك فيه كنت والحين تأكدت...
    وصار يحكي لأم علوي سالفة السحر..
    ام علوي طقت على صدرها:
    ــ يعني افتهم ان فيه احد سوى لأمك وعمك سحر.. سحر عمك وخلاه يسوي كل اللي سواه لليوم ..
    ــ ايييييه ووديت السحر توي اليوم العصر للشيخ اللي قلتي به..
    ام علوي تحط ايدها على راسها :
    ــ علي ياعلي ياعلي.. عليييييك ياعلي... مين هاليهودي عديم القلب والضمير اللي سوى هالفعله.. اني حاسني قلبي ماتوصل نكران المعروف والجمايل في عمك لهالدرجه.. حسبي الله على من فعل هالعمله عسى الله لا يربحه ولا يوفقه ولا يهنيه..
    ورفعت مشمرها وصارت تصيح وتشتكي:
    ــ غربل امك وحرمك منها وظلمك و يتمك وضيع حقوقك.. عسى الله ينتقم منهم ويعجل عليهم ياكريم...

    على باب بيت سيف رجع عباس.. يدق فيه وابدا مايفتح..

    عباس يفكر:
    ــ وين راح هالمجنون .؟ وين مختفي..؟
    وبعد 3 ايام..
    الى الملتقى..

  2. 9 أعضاء قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أموله (06-13-2011), أنيـ القلب ـن (08-20-2011), الاحساس المرهف (05-30-2011), حباً والف كرامة (06-04-2011), زهرة الريف (05-30-2011), طفله مثل القمر (06-01-2011), طفلة تحت المطر (06-19-2011), عطر الكون (06-02-2011), عفاف الهدى (06-01-2011)

  3. #32
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    الفصل الثالث عشر ................................

    على باب بيت سيف رجع عباس.. يدق فيه وابدا مايفتح..

    عباس يفكر:
    ــ وين راح هالمجنون .؟ وين مختفي..؟
    وبعد 3 ايام..
    بين ما عباس في البقاله سمع ثنين من الرجال يسولفو بأستغراب عن بيت سيف ..:
    ــ ريحة جيفه تطلع من بيتهم من الصبح تارسه الزرنوق .. مايندرى ويش داخل بيتهم و دقينا عليهم الباب ماحد يفتح.. يالله سترك ...اكم جيرانه متجمعين عند باب بيته و طايحين فيه طق .. الريحة مو صاحيه...
    عباس انصرع من سمع الخبر وراح يركض بيت سيف وفعلا من وصل كفخته الريحه... عباس منصرع ويتمنى اللي يفكر فيه مو صحيح:
    ــ معقوله.. معقوله مات و انفجر و طلعت ريحته.. لا ان شالله.. لا ان شالله
    وصار يطق وياهم.. آخر شي قال:
    ــ اكسروا الباب..
    الجيران خايفين:
    ــ سيف محنا قده شراني .. وان كسرنا بابه بنروح فيها..

    ــ اكسروه على مسؤوليتي...
    واجتمعوا عليه كل الرجال وقلعوه الباب .. ليتفاجأوا بالمنظر ...
    سيف مرمي بالحوش على وجهه و الريحة تفطس ...
    عباس طاح على ركبه.. والجيران مابين اللي شهق واللي انصدم واللي صار يردد:
    ــ انا لله وانا اليه لراجعون...
    عباس مو مصدق ولا مستوعب...

    وفي السوق باسم قاعد مع محمد.. و كل واحد فيهم مو عارف ويش يقول للثاني عاللي صار و كيف طلعت امينه من عندهم مخذوله ...
    الا يسمعوا الهدره عن بيت سيف .. باسم انصرع وقام يركض .ولحقه محمد.. وصلوا ودخلوا البيت اللي كان بابه مخلوع و الجيران سادين المدخل بتجمعهم.. و الوضع مو طبيعي..
    باسم من شاف ابوه منشب على وجهه وريحته طالعه ارتمى جنب عباس على ركبه وهو مذهول وزحف ناحية ابوه وقلبه على ظهره و بينت احشائه من بطنه المنفجر ... و الكل ساعتها شهق و صارو يسحبوا باسم اللي كان منصدم ويشاهق... ومحمد يحضنه ويخبي راسه لا يشوف ...
    وبسرعه واحد منهم تصرف و راح جاب شرشف وغطاه به و اتصلوا بالأسعاف يجيو يشيلوه على شان اجرائات الوفاه و الشهادة قبل لا يودوه للمغسل ....
    وفي بيت زينب ( ام بدر ) امينه كانت موجوده الصباح عندهم... و زينب ترضع رحمه... الا بجية حسينه تركض و دخلت وهي منصرعه ... وتنافخ وهي حاطه ايدها على قلبها :
    ــ انتين.. انتين هنا.. زين اشوى زي ماتوقعت...
    امينه انصرعت:
    ــ خير.. ويش صاير؟
    حسينه قعدت و هي مرتبكه و ماهي عارفه ويش تقول...
    زينب:
    ــ حسينه... ويش صاير ؟؟ خوفتينا؟
    حسينه:
    ــ والله ماني عارفه ويش اقول ليكم.. يا ام بشير لا راعش الله وبسم الله على عمرش .. لا تختلعي..
    امينه توترت زياده:
    ــ ويش صااير.. ويش صاااير؟؟
    ــ ابو نذير...
    ــ ويش فيه...؟؟
    ــ من متى؟ من متى خبرش فيه؟
    ــ عفر 4 واليوم خامس... ويش صاير ويش سوووى؟
    حسينه بأرتباك ..
    ــ ريحة طالعه من بيتكم كسروا الباب من شوي .. و لقوه... لقوه..
    امينه فتحت عيونها وفهمت الموضوع.. صارت تتنفس بسرعه...
    ــ لقوه.. لقوه ويش؟
    حسينه ماتحملت صارت تصيح:
    ــ البقيه براسش...
    امينه وزينب شهقو شهقه قويه على اثرها رحمه تركت الرضاعه و صارت تصيح مختلعه وزينب تنتفض وقفت ترضيع و صارت تمسح على رحمه و تهدي فيها:
    ــ بسم .. بسم الله على عمرش الرحمن الرحيم,, انا لله وانا اليه راجعون.. لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
    امينه صارت تتأوه وهي تزحف على ركبها تبغى تقوم ماهي قادره..
    ــ آآآه..ودوني.. ودوني باروح بيتنا....
    صارت حسينه تساعدها وقامت وهي ماسكتنها...
    امينه لبست النعال مقلوب وماقدرت حسينه تعدله ليها وصارت تمشي وتتعثر ... آخرتها وهي بنص الطريق طفرت طبقه من نعالها.. وبين ما حسينه راحت تجيبها ليها لقتها تركت الثانيه بلا وعي , وصارت تهرول حافيه.. حملت حسينه نعالها و صارت تركض وراها..
    امينه وصلت بيتهم ولقت التجمهر الكبير على الباب..
    حسينه صارت تكلم الرجال :
    ــ اجاويد تباعدوا مرته خلوها تدخل.. تباعدوا..
    دخلت امينه وهي ترتجف .. شافت باسم مسند على الجدار و شابح بعيونه.. وعالأرض قدامها جثه مغطيه بشرشف والريحه تارسه البيت..
    قربت منه والرجال يحثوها تصبر و لا تفتح الشرشف وتفوض امرها لله...
    الا انها وصلت لعنده ورفعته وشافت المنظر الرهيب .. رمت بنفسها عالأرض وصارت تشيل رمل من الحوش وتنثره فوق راسها وهي تصافق فيه وتصارخ:
    ــ وين بتروووووح... وويش اخذنا منك.. ؟ بهالطريقة تتركنا... قوووووم.. قووووم ...
    حسينه صارت تهديها و تحاول تباعدها.. الا ان امينه دخلت في حالة هستريا اقوى من تقدر حسينه تخليها تهدأ:
    ــ خلييييييني... ماحد حاس فيني.. تقولو لي اصبرررر؟؟ اصبرررررر ...! اني طول عمري ماكنت غير صابره... متى.. متى عاملنا زي الخلق ؟؟ متى حس فينا ... طول عمره بخلان علينا بكل شي .. الحين بيروح هاللون..
    واحد من الجيران :
    ــ هدي يا اختي .. مايصير كذا.. اذكري محاسن الميت لا تذكري سيئاته ميت هو الحين.. خلاص ...
    امينه زادت صريخ و شالت كف رمل و رمته على سيف وهي تصرخ فيه:
    ــ محاااااااااسن.. أي محااااااااااسن... 18 سنه وياه ماشفت غير الضيم والمرار... زوج بنتي غصب عنها لولده. وولدي صابه انفصام شخصيه منه ماعمره لا هو ولا اخوه سمعوا منه كلمه حلوه غير السباايب والشتايم و الطق .. يطقني حتى اني ماني سالمه منه عالطالعه والنازله .. وانقتل ولده وبنتي تجارمت بالقضيه ويوم جبت بنتها وبنت ولده يقول لي مو بنت ولده.. وصلت فيه يطعن بشرف بتي ... أي محااااااااااسن تتكلمو عنها.. مااااااااحد فيكم حاس مااااحد
    التفت عباس اللي كان متيبس الى باسم .. واللي كان مو احسن حال منه.. الدموع تصب من عيونه بلا شعور مسند على ذاك الجدار كافس رجول و ماد ايده على ركبته و الرجول الثانيه مادنها بأنكسار عالأرض... و في عالم اخر ... ومحمد جنبه مو عارف ويش يسوي !

    وصلت الأسعاف وشالوه... وراح عباس بعد ما جى وياه حسن وشهاب يشوفو القضيه بالمستشفى ويخلصو الأجرائات..
    في حين ظلت امينه بنص الحوش جالسه بدون حركه..
    وحوالينها الجيران ...وصلت ليها فاطمه اللي من شافتها بهالوضع طاحت عليها وحضنتها وصارت تصيح:
    ــ بسم الله عليـﭻ خالتي .. بسم الله على عمرﭺ ,, سامحيني... سامحيني... لا راعـﭻ الله...
    امينه صمت والدمع محتقن بعيونها ..


    جعفر في البقالة ... يجمع الحسابات .. الا بدخلة واحد طول بعرض معضل .. عليه...
    ــ كِنت..
    جعفر بأستغراب يطالعه:
    ــ هاا.. كنت..؟
    ــ ايه اقول لك كِنت..
    ــ كنت ويه..؟ وينا؟؟ ويش بغيت..
    ويضرب الرجال بكفه عالطاوله من قوة الضربه تحرك القلم والدفتر...
    ــ دخان.. دخان كنت.. تسوي روحك غشيم لويه..!؟
    جعفر بأبتسامه عريضه ورافع حواجبه مستنكر من هالتصرف الهمجي:
    ــ اسمح لي ياخوي مااحفظ انا اسامي الدخان و لا ادق ليها خبر.. والبقاله مافيها الا دا..
    وياخذ من الرف اللي جنبه علبه ويمدها عليه...
    ويخطفها الرجال منه ويطلع الفلوس ويرجع يكفخهم عالطاوله..
    جعفر بأستياء:
    ــ خير ان شالله ويش فيك ياخوك.. لويش التعصيب ... ؟؟
    يلتفت له الرجال بعد مافتح العلبه و اشعل له زقاره وينفخ الدخان في وجهه:
    ــ كيفي انا حر...
    جعفر بيكسر الشر فسكت عنه وجلس على كرسيه وصار يكمل حسابات الا بالرجال يطفي السجاره على الطاوله ويتركها ويطلع..
    جعفر مقهور:
    ــ منهو دا... ؟ نايبه تصقعه...
    الا بدخلة سيد رضا عليه .. وشاف الطاوله عليها السجاره وجعفر قاعد ينظفها..
    ابتسم السيد وبين ما ياخذ الأغراض من الرفوف سأله :
    ــ سلام ياخوك ,, هالفعله من اللي طلع ها؟
    جعفر مستغرب:
    ــ عليكم السلام.. ايه ياخوك ويش دراك.؟
    ــ انتبه منه تراه راعي مشاكل وبلاوي ...
    ــ مادريت لكن انا لويه هالمعامله...؟!!!!
    سيد رضا يحط الأغراض عالطاولة ..:
    ــ امممم ويش اقول لك ياخوي.. هذيلا هالبيت بلاويهم بلاوي الله يهديهم مغربلين الديره ..اذا ماكنت تعرف واحد من ولادهم فسبب التعيلف اختهم الله يستر عليها .. وانت واحد مو من الديره وماتدري فحبيت انصحك لا اكثر..
    جعفر على طول جت على باله اللي كانت مع ابو جابر واللي هددته من فتره بقولها له بيندم...
    ابتسم وسأل السيد:
    ــ ماعرفناكم ياخوك.. عرفنا..
    ــ سيد رضا آل ...
    ــ والنعم ... انا جعفر آل ..
    ومد ايده وصافحه...
    جعفر:
    ــ هههه سبحان الله خلال هالشهر من هالديره عرفت سيدين واحد صغير وواحد كبير .. تصدق عاد يشبهك واجد..
    ــ هههههه لا تقول سيد هشام..؟
    ــ ايييه... خفيف هالدم..
    ــ يسلم عمرك هذا ولدي...
    ــ صحيح.. ! ما شالله عليك تزوجت وانت صغير شكلك.. مو مبين عندك ولد بهالعمر.؟؟ الله يحفظه .. عندك غيره..
    ابتسم السيد:
    ــ لا.. الله يرحمها.. ماعندي الا هو...
    جعفر وللمره المليون يعاتب روحه في باله:
    (يلعن شكلي ولقافتي واسألتي اللي ماتودي ولا تجيب .. بس ضايقته...)
    ــ الله يرحمها ويحسن اليها اسمح لي ياخوك..
    ــ لا شدعوه مسامح ماقلت شي.. يللا تشرفنا بك..
    ــ دقيقه دقيقه... سيد.. هاك..
    ومد على السيد فلوس ..
    السيد:
    ــ داويش دا؟ ليش الأغراض دي بكم؟
    ــ لا عدل حسابك.. ديلا بقايا فلوس دفعوهم لي اهلك وماخذوا الباقي..
    ابتسم السيد:
    ــ رحم الله والديك...


    وقف جعفر على باب البقاله يطالع في السيد وهو رايح بيته ولفت نظره بنهاية الشارع الرجال اللي آذاه من شوي يدخن وهو يطالع فييه..
    جعفر دخل بسرعه:
    ــ يالله سترك.. شكلي ابتلشت هنا بعد.. افففف مافيني شدة شبقات و طردات من كل شغله بسبتها... لا حول الله ويش هالحظ اللي علي..!!


    >>>>

  4. 3 أعضاء قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أنيـ القلب ـن (08-20-2011), ديموـه (06-27-2011), عفاف الهدى (06-28-2011)

  5. #33
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    وفي بيت عم عيسى.. وعلى اخر التشطيبات.. خلاص كم يوم ويرجع راعي البيت
    وبين ماكان عيسى يعدل الدرج الخارجي و يسد كل الشقوق ويفكر باللي حاصل .. تعب مخه من التفكير وقعد في الزراعه اللي عالباب ماسك سكين الأسمنت في ايده ويطقطق على الدرج وهو سرحان .. لفت سمعه صوت مختلف لأحد الدرجات غير الدرجه اللي طلع منها السحر.. كان الصوت مجوف غير بقايا الدرجات صوتهم مكتوم...
    صار يحوم و يتأملها من كل النواحي .. لقاها من فوق السراميكه حقتها مبين انها كانت مكسورة من فتره و تصلحت بجبس ابيض... على لون الدرج فمو باين ...
    جازف عيسى وصار يكسر فيها .. مر عليه رئيس العمال واستغرب منه.. :
    ــ عيسى ويش تسوي ؟ الدرجه دي سليمه .. حق ويه كاسرنها..
    عيسى يستمر بالكسر :
    ــ صوتها.. صوتها مو سليم.. كانت مكسوره وماتصلحت عدل...
    ابتسم رئيس العمال :
    ــ بارك الله فيك ,, بيستانس راعي البيت..شغل عدل...
    ومشى عنه يشوف بقية التشطيبات..
    ماخلص عيسى تكسير الا يتفاجأ بوجود سحر ثاني فهم من خلاله ان الدرج كان سليم و ان الكسر فعلة فاعل على شان يدفنه .. ماكان مندهش ابدا ولا كانت له أي ردة فعل... اخذه بهدوء ايضا وتوجه فيه بس خلص شغل على طول للشيخ وكانت الصاعقه لما قال له..
    ــ ويش صاير ياولدي على الأسحار عندكم... هذا هالمره سحر طاعة و انصياع.. شكلها نفس اللي سوت سحر التفريق بين الأثنين سوى هالسحر على شان يتجة علي حسين اليها ..
    عيسى منذهل من صيغة المؤنث في الكلام:
    ــ اليها؟ ليش مكتوب فيه مين؟
    الشيخ يجمع الحروف المقطعه ويبتسم :
    ــ فخرية محسن.. ابوها نفس اسمي.. ياسبحان الله... هذي الدنيا بلاوي ياولدي .. فرقت بين اثنين على شان تلقى مرادها .. اعوذ بالله منهم .. الحين انا بافك السحر ان شالله و ....
    عيسى مو وياه نهائيا من بعد ماسمع اسم اللي سوت السحر حس ان الدنيا تدور به ... هالبلاوي من مرت عمه..!!
    صار يتذكر كيف طردته من البيت موليه بعد ماتوفت امه.. مع انه كان ساكن معاها بصندقه في اخر الزراعه.. يتذكر كيف كان عمه ما يكسر ليها ولا كلمه.. ويتذكر كيف مرضت امه لما اتهمتها بسرقة ذهبها ومن بعد هالمرضه والطرده القويه من عمه بفتره توفت ..
    كل الأمور اتضحت لعيسى وبس ناقصنه يجي معتوق مع ابوه في أي يوم ويقابلو عمه..
    عيسى يفكر هل اذا انفك السحر الحين بيرجع عمه لوضعه الطبيعي..؟
    وهل بيعرفه لو قابله..؟
    الأفكار تحوم في راسه ومسببه له عذاب و الم فضيعين..

    في السجن ...
    حليمه من جية امها و اخذها لرحمه و هي منطوية على نفسها ومنعزله وساكته... كانت تظن لو احد بيزورها بيخفف عنها الآلام بس خاب ظنها بشوفة وجه امها اللي انرسمت فيه ملامح الكآبه و الحزن.. و اللي ماصدقت منها ولا كلمة...
    سناء :
    ــ حليمه الحين ثبت عليها الحكم.؟
    ام أحمد:
    ــ لا لسا يابنتي .. هي موقفه على ذمة التحقيق
    ــ بل بتصك سنة كامله وهي على ذمة التحقيق
    ــ ايييه بابنتي الأدله في قضيتها معدومه وماحد من اهلها حولها يساعدها..
    ــ مسكينه.. الله يكون بعونها..
    ــ ويكون بعونك يابنتي.. انتي شخبار نفسيتك الحين..
    ــ ايييه ياخاله.. ويش نسوي.. هالمصيبه وعتني عالدنيا بس بعد ويش .. ماغير اقول الحمدلله على كل حال مابيدي حيله.. ساعات الوم نفسي اني السبب من البدايه باللي صار فيني .. هو صحيح غصب عني لكن اني مهدت له وهذي نتيجة غبائي وساعات الوم اهلي اللي ما كانوا حولي ولا علموني الصح من الغلط..
    ام احمد تمسح على ظهر سناء بهدوء وتتأملها بعيون حانيه خصوصا انها تشبه بنتها خلود :
    ــ ايييه يابنتي الله يكون بعونك ويسامحك...انتي على نياتك رغم سنك.. ماتفهمين شي بهالحياه..!
    شوي وحده من السجانات جت ونادت:
    ــ ام احمد آل ... عندك زياره..
    ام احمد انذهلت:
    ــ انا... مين؟؟
    ــ تفضلي معاي وتعرفين..
    طلعت ام احمد وهي ماهي مصدقه.. تتمنى تكون بنتها اللي جت ليها.. تركض وقلبها يسبقها.. لكنها انذهلت لما وصلت وطلبو منها تلبس عبايه وتتغطى قبل لا تدخل غرفة الزياره...خابت آمالها.. الزائر ماكان بنتها..
    ــ مين انت؟
    ــ انا المحامي وكلني اخوك اشوف قضيتك... و احاول اطلعك ..
    ام احمد احتقنت الدموع بعيونها وقاطعته :
    ــ اخوي .. اخوي رجع من السفر .. وعرف عني .. متى رجع؟
    ــ صار له اسبوع تقريبا.. على ما لقينا بنتك وعرفنا التفاصيل
    ــ وبنتي.. شخبارها.. وليش مالقاها الا بعد اسبوع..
    ــ والله مادري شقول لك يا ام احمد...
    ــ ايش .. ايش اللي صاير ..؟ علمني.. تكفى...
    ــ يا ام احمد بنتك مع الأسف في مستشفى الأمل النفسي.. الله يعافيها ان شالله لما رحنا بيتها لقيناه انباع من زمان من لما انقتل زوجها باعوه اخوانه و ارسلو بنتك للمستشفى ... لأنها بعد اللي صابها وبعد الحكم عليك انهارت و.. .. و ...
    ام احمد خلاص صارت تصيح وتصرخ:
    ــ و ايش.. لا تسكت.. علمني كل شي
    ــ و.. جنت..
    ام احمد صارت تصفق وجهها و تصارخ وتصيح :
    ــ آآآآه يابنتي ... آآآه .. حسبي الله ونعم الوكيل .. انتقم الله من اللي كان السبب ..وانا اقول وينها ماتجيني .. نستني وخلتني.. اتاريها تعاني وانا ما ادري..آآآآآآآآه ياخلووود .. وين اخوي ماجى معك ليه..
    ــ هدي ياخاله هدي.. انا الحين جاي اعلمك اني راح اباشر اجرائات الدفاع في قضيتك وان شالله تطلعين بس ابي اعرف تفاصيل القضيه بالكامل .. ايش اسبابك في القتل .. ؟؟ اما اخوك صارت له شغله مفاجأه بجده فمن عرف التفاصيل وكلني بالقضيه وراح يرجع بعدين .. تطمني..


    في المستشفى.. ناصر يهدي فهيمه اللي كانت تصيح.:
    ــ الناس تفرح وتبارك بهالأمور وانتين تصيحي..؟ لويه..

    ــ مو وقته ياناصر.. مو وقته.. اني ابي اباري ولدي فيصل .. مو قادره عليه بروحه كيف بجيب ياهل ثاني..
    ــ فيصل ماعليه الا العافيه ان شالله يمكن يهدأ والله يهديه لما يشوف له اخت او اخو يتسلى فيه..
    ــ خايفه.. خايفه بعد يكون مثله..
    ــ الطبيب قال هالمرض نادر واحتمالية وجوده في العالم قليله مو بعد يصير عند نفس العائله طفلين بنفس المرض.. تعوذي من بليس.. و هدي بالش مو زين لش التوتر..
    فهيمه في بالها والدموع تجري عالخد..
    (( يارب ياحبيبي ساعدني وهون علي مصيبتي..الهمني الصبر وعوضني ياااربي ياكريم))

    في بيت عباس ...
    بشير .. بعد ماسمع خبر موت ابوه.. و ان اهل الفريق طلعوا يشيعوا جنازته.. والنسوان تجمعوا في بيت عباس يواسو امينه ويعزوها...
    تخيل له ابوه قدامه.. واقف .. وماسك الصفريه اللي ضربه بها على راسه..
    ــ كل منك.. انت.. انت اللي قتلتني.. مو كفايه قتلت اخوك..؟ تقتل ابوك بعد..؟ كل من ضربتك.. لكن انا بقتلك... بقتلك..
    ويرفع الصفرية وبيصفقه .. ويطلع بشير من الغرفه للحوش بين النسوان وهو يصارخ..
    ــ مو منيييييييي.. مو منيييييييي
    النسوان من شافوه وهو رجال كبير صاروا يصارخو ويتفالتو..
    ام علوي صارت تنادي في امينه:
    ــ اقري عليه يا بتي .. هديه بآيات الله ..
    امينه قامت تمسكه وودته الغرفه وصارت تهدي فيه ...
    ــ بسم الله عليك...
    حسينه تهدي في النسوان اللي صاروا يهدرو مو داريين ويش فيه... وتقول ليهم يعذروه مصدوم ومو في وعيه..
    ويوم هدأ مامداها قامت عنه مسك رجولها .. وصار يصيح ويترجاها ما تطلع عنه.
    ــ ابوي.. ابوي بيقتلني...
    ــ لويه يقتلك.. بسم الله عليك.. ابوك خلاص ما هو بهالدنيا..
    ــ الا شفته.. حامل الصفريه بيقتلني زي ماقتلته بها...
    ــ هاا.. ويش تقول...
    اعتصر قلب امينه من الخوف خصوصا ان الطب الشرعي اثبت ان عباس توفى نتيجة نزيف دماغي كان عنده ورم سابقا ومع تعرضه لضربه اسفل الدماغ حصل انفجارفي احد الشرايين ونزيف سبب له الموت ببطأ .. وجاري التحقيق في مسألة الضربه من وين تعرض ليها .. وماكان منها الا تدلي بشهادتها انه بسبب ولدها و تخلي عباس يعطيهم شهادة طبيه تثبت انه مريض بالفصام وتصرفاته مو في محلها لا ياخذوه السجن.. ليقرروا دراسة حالته لأحالته لمستشفى الأمل للمعالجه..
    بشير ودموع تصب صب :
    ــ شفته نسيتي.. قتلته.. ضربته.. داك اليوم... لما ضربش.. بالصفريه.. ضربته..
    امينه تهدأ اعصاب ولدها:
    ــ يايمه مو من ضربتك.. هو اوتعى ويوم فاني راحو له اعمامك عباس وحسين... مافيه شي كان .. مو منك..
    ــ اجل لوووويه جاي لي.. لووويه..شفته والله شفته...
    صارت تهدي فيه لين ما نام.. وطلعت الحوش للحريم الجالسين
    الا بقومة وحده بتعزيها...
    من شافتها امينه... انتفض بدنها...
    ــ عظم الله اجرش ... آخر الأحزان..
    ملامح هيثم مرسومه على وجه هذيك المرأه البائسه..
    امينه بأرتباك و ألم و تواسي نفسها وفي بالها ان هالمرأه ماليها ذنب ان ولدها سبب نصف شقائها وعذابها:
    ــ طول الله عمرش...
    زينب كانت مع امها فمن شافت المرأه قالت:
    ــ اماه دي المرأه شفناها مره بالطريق صقع فيها بدر وكانت تصيح.. منهي دي.؟
    ــ ام هيثم..
    ــ هيثم مين.؟
    ــ انشبي لو انقلعي البيت اني قايله لش لا تلحقيني في فواتح غربال...


    ام هيثم على نياتها:
    ــ اسمحي لي عاد ماقدرنا نجي في فاتحة المرحوم نذير .. بس الحين قلت لازم اوجب مايصير بعد..
    قاطعتها امينه:
    ــ نذير... تقولي لي نذير.. فاتحته.. هههههههههههههههههههههههههههههه واللي يرحم امش.. سكتي مافيني شدة تقليب مواجع .. تقول نذير.. ههههههههههههههههههههههههههه
    النسوان انصرعوا من ضحك امينه.. وصاروا يهدوها ...
    امينه بلا وعي :
    ــ قومي اطلعي برى.. برااااا..
    ام هيثم تصروعت .. وقفت والدموع في عيونها محتقنه وصارت تصارخ:
    ــ كل من رحت له طردني.. اني ويش مسويه في حياتي .. ويش مسوووويه...
    وصارت تضرب بنفسها و النسوان يهدوا فيها.. ويهدوا في امينه...
    حسينه:
    ــ ياجماعه احسن الله عزاكم ورحم الله والديكم بس ممكن خلاص العزا لهاليوم يكفي .. ام بشير مو على بعضها تعبانه بتريح...
    وطلعوا النسوان.. و صارت هالقصه المفجعه حديث كل لسان..
    ذاك الرجال اللي عمره مارحم اهله كيف مات.. و هالمرأه المبتليه بشتى انواع الأبتلائات...

    وبعد يومين من هالحادثه.. رجع عم عيسى من السفر... ولكن على اية حال!!!

    الى الملتقى...

  6. 9 أعضاء قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أنيـ القلب ـن (08-21-2011), الاحساس المرهف (06-28-2011), Dremas (06-29-2011), ديموـه (06-27-2011), زهرة الريف (06-28-2011), صفــآإء ..~ (06-28-2011), طفلة تحت المطر (06-30-2011), عطر الكون (06-27-2011), عفاف الهدى (06-28-2011)

  7. #34
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    الفصل الرابع عشر .........


    وبعد يومين من هالحادثه.. رجع عم عيسى من السفر... ولكن على اية حال!!!
    كان مسافر مع مرته وولده سلمان لأجراء عملية جراحية خطيره في الدماغ ادت الى شلل نصفي ...
    وصل البيت و سلمان كان يدف كرسيه.. وعلى باب البيت كان واقف رئيس العمال مع بعض العمال ومن بينهم عيسى
    مرت عمه من شافته واقف وياهم دخلت على طول البيت . وعيسى من شافها انتفض بدنه...
    . في حين وقف سلمان يشكرهم على جهدهم ..
    رئيس العمال يطالع ابو سلمان و بأسى يسأل سلمان :
    ــ خير ان شالله عسى ماشر .. ويش فيه الوالد..؟؟
    ــ الشر مايجيك .. هذي نتيجة العمليه اللي سواها مع الأسف اكبر نجاح تحققه توصله لهالحاله...
    ــ انا لله... ومافيه علاج .؟
    ــ فيه علاج طبيعي بس يبغى له تعب وصبر وان شالله يتعافى ..
    ــ ان شالله.. على هالوضع يبغى لينا نحط سطح مايل صوب الدرج على شان اسهل في الطلعه والدخله..
    ــ على قولك.. يعطيكم العافيه واذا نقصكم شي من اجركم علمونا..
    ــ الله يعافيك لا والله عطيتونا اجرنا وزياده... نخليكم الحين ..
    ومشوا عنهم الا بسلمان ينادي عيسى...:
    ــ هااا عوويس اخبارك... عساك عالقوه..
    الكل مشى و ظل عيسى و بهدوء:
    ــ الحمدلله على سلامتكم .. بخير الله يقويك...
    التفت ابو سلمان ناحية عيسى وصار يطالعه بعيون مليانه حزن... والدموع فجأه صارت تسيل ..
    عيسى يطالع فيه مذهول ,, سلمان كان وراه فما يدري ويش صاير .. انتبه لنظرات عيسى اللي بهدوء قال:
    ــ ماتشوف شر... عمي ..
    في هاللحظه زادت دموع ابو سلمان... وبصعوبه بالغه قال وهو يأشر على عيسى :
    ــ ع.... ل...ي..
    صار سلمان يحاول يشيل ابوه ليركبه عالدرج .. فجى عيسى وساعده كل واحد من جهه
    وطول ماهم ماسكينه ابو سلمان لاف راسه صوب عيسى و يصيح و يهمس بصعوبه و تقطيع:
    ــ علي...
    عيسى يحس بأختناق ...وسلمان مستغرب لي شابوه ينادي عيسى بإسم علي ..
    دخلوه داخل البيت و ركبوه لغرفته ،،... نزلوله على سريره .. الا عيسى يسمعه يهمس...
    ــ علي يا اخوي... لا تروح و
    كلام متقطع مافهم منه عيسى شي.. قطع عليهم مرت عمه اللي دخلت و بكل قهر ومن غير مطرود
    :
    ــ بيرتاح ابو سلمان.. تعبان من السفر.
    سلمان واقف ويطالع في امه مو مستوعب الموضوع وليش ابوه يقول لعيسى يا اخوي وليش يناديه علي...! وويش الكلام اللي قاله !
    طلع عيسى من البيت وقف على بابه من برى يطالع و في باله:
    ــ السحر و انفك.. وانا ما بنفك عن هالبيت لين اخذ حقي...
    وفي المقابل ام سلمان منتفض بدنها و في بالها:
    ــ مستحيل اخسر بعد كل اللي سويته وزي مابعدتك وانت صغير ابعدك وانت كبير..
    ويقطع عليها سؤال من سلمان:
    ــ اماه.. صدق يعني ابو عيسى كان باايق حلال ابوي ... بس ولده ماله ذنب... احسه طيب ... و ما يصير تطرديه بهالطريقه و
    ــ اسكت انت ماتفهم شي ...
    ــ ما افهم ويش...؟
    ــ يعني برايك ليش جاي ويا العمال لبيتنا.. والحين بعد شاف ابوك على هالحاله.. مو بعيده يصير زي ابوه و يبوق حلالك..
    ــ حلالي... أي حلال ...!!
    ــ يعني اذا مات ابوك ...
    سلمان استاء من كلام امه:
    ــ بعد عمر طويل ويش تقولي اماه..
    ــ ماقلت شي .. بعد عمر طويل ان شالله... عيسى المفروض ما يدخل هالبيت.. كم مره اعلمك هالموضوع.. هو وامه وابوه بلاوي .. الله يسامح عمتي اللي تزوجت مره ثانيه وعطت ابو عمك توكيل بأموال ابوك اليتيم وحلاله وخلته يتصرف فيه فما كان منه الا انه يخلي عمك بدل ابوك يورثه ...
    ــ انتين متأكده من هالسالفه..
    ــ اجل اكذب عليك.. سلمانو لا تصير غبي و تصفى عالحديده بعد عمر طويل وتالي تقول لو دريت طاوعت امي...

    ترك سلمان امه وفي باله:
    ــ صحيح كلام امي.. انا هالعيسى من اشوفه يكش بدني والسبب هالقصه.. يعني معقوله يسوي روحه مظلوم وبريء وطيب ..!! .

    في بيت ام علوي .. عيسى من وصل شاف خالته جالسه بالحوش مغطيه غداه من الظهر بفوطه وقاعده تنتظره..
    عيسى :
    ــ قواش الله اماه..
    ــ هلا بعد ابوي... تعال هدا هو غدا ويش حلاوته من بيت جيراننا مسوين عقيقه لولدهم وطرشوا لينا صحن...
    ماحست ام علوي وهي متربعه الا براس عيسى منسدح على رجولها..
    هالحركه اللي مايسويها عيسى الا اذا كان متضايق و مكتوم..
    صارت تحوس في شعره ... شوي تحس بسخونة دموعه ... بهدوء سالته:
    ــ امي ... ويش فيك...
    وصار عيسى يقص على خالته اللي صار في هاليوم وكيف عاملوه...

    في بيت ابو بدر...
    زينب تسولف مع شهاب:
    ــ مايعلم بحالها الا الله.. بالمستشفى من امس الله يفرج عنها..
    ــ اييه اللي صار فيها هالمرأه مو قليل .. اولادها وين الحين؟
    ــ جزى الله عباس الف خير خلاهم وياه ... بيتهم ماينطب
    ــ ولا عاد باسم شاف حالة ابوه و يالله شلعناه من البيت منهار فقير الله...
    شوي صار صلاح يصيح.. شالته امه وهي تهدر عليه:
    ــ انا لله هالولد ما يهجد ولا يركد مايمديه ينام الا قعد.. شوف اختك شلون هاديه وتعلم منها..اهدى هداك الله..
    رحمه.. كانت تشارك المهد مع صلاح اخوها بالرضاعه .. نايمه بهدوء ... تنام بسرعه و تسكت بسرعه... هاديه لأبعد حد..
    من سمعت صوت صياح صلاح فتحت عيونها ..وصارت تشاركه الصياح
    زينب :
    ــ زين لك قعدتها...
    شهاب يضحك:
    ــ الا حسدتيها...
    ــ اهووو ما احسد اني نايمه الجاهله وسمعت صياح ويش تبغاها تسوي.؟؟.
    الا بدخلة بدور عليهم تركض وهي مستانسه..:
    ــ قعدت رحووووووووم..
    وتشيلها ..
    زينب :
    ــ انا لله ماشوفش متحمسه لأخوش هالكفر..
    بدور:
    ــ بنيه دي بنيه غير.. ياغناتي اختي..
    شهاب:
    ــ ماهي اختش اخت صلاح بس..
    ــ ماني اختي بعد...شمعنى صلاح واني لا..
    شهاب وهو يضحك:
    ــ والله مادري كيف اشرح لش .. هي رضعت ويا صلاح فصارت اخته بالرضاعه..
    ماشافوا بدور الا تحط رحمه بعد ماسكتت من الصياح على المنام وتركض وتنسدح على ركبة امها اللي كانت متغطيه بالمشمر وترضع صلاح... وبحماس:
    ــ رضعيني ..
    زينب اختلعت وطلعت راسها من المشمر..
    ــ هااا.. ويش تقولي !
    زينب بأبتسامه عريضه:
    ــ حق اصير اختهااا شيه بس صلاحووو...
    زينب تنفض ركبتها وتطير راس بدور:
    ــ قومي هذا اللي ناقص ارضع عجله كم سنه وتصير طولي ,, قومي انقلعي برى..
    شهاب مو قادر يمسك عمره من الضحك..:
    ــ اختها انتين ..والله اختها اختها على ولاية علي .. قومي بس قومي..
    الا بجية بدر.. متعكز على عكازتين شراهم له ابوه ليسهل عليه الحركه.. ووقف على الباب مبتسم من ضحكهم عساه يفهم السالفه.. وشهاب ماسك بطنه:
    ــ تعال شوف اختك استخفت .. هههههههههههههه
    ابتسم بدر.. ابتسامه شاحبه.. وتركهم..
    هدأ شهاب من الضحك بعد ما انتبه لرد فعل بدر .. صار يتأمل الأرض وبحزن وفي باله :
    ــ ايييه ياولدي.. ويش بيدي اسوي لك ... كل مني هاللي فيك.. كل مني..
    ويرفع طرف غترته يمسح دموعه..وهو يداري على روحه:
    ــ غربال يغربل بليسش يابدوروه دمعتي عيوني من الضحك
    زينب حست على شهاب هالدموع مو من الضحك ... و ارتسمت ملامح الأسى على وجهها...واللي حاولت تداريها بتهزيأ في بدور ..

    في بيت عباس... باسم و بشير كل واحد منهم في عالم آخر..
    بشير مابين الخلعات و التخيلات اللي يشوفها..
    وباسم منطوي على روحه ... وهالوضع مو عارف عباس يتصرف وياه نهائيا,.
    كان يحاول يخليهم ياكلوا بس هم ابدا مو مطاوعين..

    >>>

  8. الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أنيـ القلب ـن (08-21-2011)

  9. #35
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    عباس بالحوش حاط العشا ويناديهم :
    ــ اذا ما اكلتوا بتمرضو .. امكم فيها اللي مكفيها لا تزيدوها هم على همها..قومو اكلوا وطاوعوني...
    بشير بعيون حمرا منسدح بالغرفه ماذاقت النوم الا كم ساعه من كثر الكوابيس و باسم مو احسن منه حال..
    شوي الا بطلعة باسم و اللي خلع عباس بأستفسار مفاجئ:
    ــ انت قلت... قلت بتساعدنا نطلع اختنا من السجن بس نعلمك كل شي...
    عباس مستغرب و بأرتباك:
    ــ ايه قلت... ليش ويش عندك غير سالفة الشنطه..؟
    باسم بلا وعي :
    ــ بشير.. هو اللي قتل ابوي بعد بدون ما يقصد.والله بدون مايقصد..
    عباس فتح عيونه:
    ــ ويش تقول انت..؟؟
    ــ اقول لك بشير مريض سمعت امي تقول فيه انفصام شخصيه.. و سمعت من يومين اول ما مات ابوي انهم بياخذوا بشير يفحصوه لأنه متلبس بسالفة ابوي .. و هو قال لأمي و ابوي من قبل انه قتل نذير لأنه واحد حاول يهجم على حليمه و نذير ما دافع عنها...
    ــ ها.. ويش تقول..؟؟ يعني بذيك الليله مو بس نذير و حليمه في البيت كان بشير وياهم !
    ــ ايه وزي ماقلت لك واحد بعد رابع...
    عباس صار يربط السوالف و الأحداث في مخه... ويتمتم..:
    ــ نفس الليله اللي انقتل فيها نذير شفت واحد بالنخل يدفن شي كأنه شنطه.. ماركزت مين هالواحد وتحت أي نخله دفن لو اني شفت وماكنت جبان كنت نبشت وطلعت الشنطه وعرفت الموضوع.. بس الخوف اللي يقطع الجوف قاطعني قطاع ديك الحزه.. قايل انا بحاول اساعدهم بس اساعدهم بويش؟
    عباس مرتبك:
    ــ ماعرفته... مين اللي كان بيهحم على اختك؟
    ــ لا مادري هذا الكلام على قول بشير هو اللي شافه..
    ولا يسمعوا الا صوت انفاس بشير تتلاحق على باب الغرفه..
    التفتوا له لقوه رامي روحه على ركبه و قاعد يطالع فيهم وحالته ما تتفسر..
    عباس وباسم قاموا له يركضوا مسكوه وصاروا يهدوا فيه ....
    بشير بلا وعي صار يكرر :
    ــ قتلته... كل من الحيوان قتلته...
    عباس :
    ــ قتلت مين .. ومين الحيوان..!!!؟؟
    بشير يزيد جرعة الصريخ ويصير يكافخ في روحه ويصارخ ويضحك ساعه وساعة يصيح ويكرر قتلته وكل مني انا..
    وشوي هدأ وصار يرتجف بشكل مو طبيعي .. ارتجاف خلى باسم وعباس اللي ماسكينه يهتزوا معاه..
    ثواني وصار ينوح.. نوح يخوف .. عباس من الأرتباك مو عارف ويش يسوي وياه .. وبلا وعي صار يسطر خدوده:
    ــ بشير .. اصحى..بشير...
    بشير تتسارع احداث ديك الليله في مخيلته.. يذكر ملامح هالشخص الرابع معاهم بالغرفه بس طول هالفتره كان يحس نفسه مو ذاكرنه من شدة الصدمه اللي مر بها... وشوي اتضحت الذاكره وياه.. وعرفه... كان... هيثم !
    ومع تسطير عباس ... وصدمة بشير بأستيعابه اللي صار بشكل كامل.. اغمى عليه..
    عباس صار يصارخ على باسم:
    ــ وقته هالكلام اللي قلته .. ويش نسوي الحين..
    باسم ميت خوف و رعب:
    ــ هو كل كذا.. مامات صح.. لا تقول لي مات..
    عباس منقهر:
    ــ مامات.. مغمى عليه شكله...
    ويسدحوه ويصير كل واحد منهم في زوايه بالغرفه مسند راسه للجدار ويفكر ... مين الحيوان اللي كان يتكلم عنه بشير..
    وويش السالفه بالضبط...
    الى ان غفت عيونهم....



    قعدت حليمه من نومها مرتعبه... كانت ام احمد سهرانه تفكر في بنتها وفي الحاله اللي وصلت ليها..
    ــ بسم الله عليكِ يابنتي.. شفيكي مرعوبه؟
    لتتفاجأ من حليمه تقول ليها ودموعها تسيل:
    ــ اماه.. احضنيني... لا تخليني ..
    ام احمد ما قدرت .. مسكت حليمه وحضنتها وصارت تمسح على راسها وتهدي فيها وهي الأخرى صارت تصيح وياها...
    حليمه ترتجف و بلهجة خايفه تسرد على ام احمد حلمها :
    ــ شفت امي ماسكنها عمي وابو زوجي من ايدها ويسحبها.. كنت اترجاه يخليها بس هي كانت مطاوعتنه.. وتمشي وياه...
    وماكانت غير تبتسم وتقول لي... فرج... واني اترجاها ماتروح وياه وهي تكرر لي فرج.. آخرتها قالت انها بروح بس مو وياه...
    ام احمد تبتسم:
    ــ خوفتيني يابنتي .. شفيها الحلمه... باين عليها فرج ان شالله..
    ــ بس زوج امي يخوف بالحلم ووين بيروحوا؟
    ــ للخير والعافيه والفرج... تعوذي من ابليس ونامي ...
    انسدحت حليمه تفكر في الحلم ماكانت متطمنه له نهائيا..مع انها ما درت عن موت سيف ولا درت ان امها منومه بالمستشفى منهاره عصبيا... غمضت عيونها لعلها ترجع وتنام...


    ــ صباحك الصباحي والورد والتفاحي
    صباحك صباحين صباح الكحل في العين ...
    صباح يطرد الفقر .. صباح يقضي الدين ..
    بشرى تضحك وام عبدالله حاملتنها وتلاعبها في الحوش.:
    ــ حبيبتي و اريدش .. والعبدة تغسل أيدش .. حبيبتي واني امش ... اشق شبدي واضمش
    الا بنزلة جعفر يدق صبع وياها ويغني:
    ــ يا اهل الطاق و الطرطاق ,, يا اهل المقص و المقراض
    اعطونا طاقكم طرطاقكم ,, مقصكم مقراضكم
    لزين يجينا طاقنا طرطاقنا ,, مقصنا و مقراضنا
    و نرد عليكم طاقكم طرطاقكم ,, مقصكم مقراضكم
    سكتت ام عبدالله وصارت تطالع فيه وهو يحفط في الحوش ومروق على هالصبحيه .. وصارت تضحك:
    ــ ههههههه ويش جيب طاري المقص والمقراض..
    جعفر يضحك.. اهو عطيني اياها.. حملها وصار يلاعبها قربها من وجهه وهو يغني ليها .. شوي بسرعه خاطفه تمتد لخشمه و تشمخه بأيدها .. خلته يفرفر بها في الحوش وهو ميت ضحك...
    ــ تقولي لي ويش جيب طاري المقص والمقراض .. خشمي قبع من اظافرهاااا..
    ــ ههههههههههه ماحد قال له يصير حليو...
    ــ ايه.. ماعليه تسخري علي..
    ــ ويش فيه..؟ وويش فيك ماعليك الا العافيه قمر متى بس الله يبلغنا فيك..
    الا بنزلة علي وهو يضحك :
    ــ اذا جعفرو قمر انا ويش اطلع وانا؟
    جعفر يطالعه بنص عين.:
    ــ انت خسوف..ياملقوف..مصدق روحك على ويهم ادري..
    علي يضحك:
    ــ انا خسوف يمكن هااا.. يمكن.. اصدق بس ملقووف.. خخخخخخ قالوها .. رمتني بدائها و انسلت..
    ــ منهي اللي رمتك و تسلسلت.. اهو بس اهو..يقرا لينا في الكتب ويجيب لينا كلام عجيب غريب..
    وياخذ علي بشرى من عند جعفر وام عبدالله تضحك عليهم.. وجعفر يوصي بشرى تشمخ علي في خدوده وخشمه...
    ام عبدالله تبتسم:
    ــ ايييه ياولدي بكره تسافر و بتوحشنا.. تسالني الحين و انت ويه؟ انت شمعة هالبيت..
    جعفر غطى عيونه بأيده وصار يسوي روحه يصيح عن سخريه:
    ــ وينا بتروح ياشمعتنا يللا الله كريم يروح الشمع ويظل الكهربا >> ويأشر على روحه...
    صاروا يضحكو عليه.. شوي الا بنزلة ابوهم حسن...
    واللي فجأه صار يوصي جعفر:
    ــ انتبه لروحك بهالديره ...
    جعفر مستغرب:
    ــ شيه ويش صاير؟
    ــ اسمع ابو جابر يقول فيها ناس بطاليه معروفين اذا حطوا احد في بالهم ماخلوه لين ياخذوا حيفهم فيه...
    ــ ويش علي منهم..
    وفي باله:
    ــ والله وطلع ابو جابر خوش آدمي.. خايف علي ها.. خخخخخ.. الا خايف على روحه لا افضحه..
    ــ انت راعي بقاله الحين وجايز يجو يتعيلفو فيك وهذانا اقول لك انتبه لروحك اعرفك تنفعل لو تفتعل وياهم شبقه و يكسروا عافيتك..
    ــ لا ان شالله مافيه الا الخير.. مع السلامه بروح الحين..
    فاطمه في المطبخ تنادي:
    ــ لا احد يروح جهز الفطور دقيقه..
    حسن بقهر يكلم علي:
    ــ روح شوف امك بتخمر في غرفتها لمتى لابوها لابو اخلاقها الخايسه مو لا شغله ولا عمله..
    ركب علي يشوفها..
    ام عبدالله:
    ــ انا لله .. ياولدي يابو علي وسع صدرك وبالك عليها..
    ــ موسعنه ياعمه والله موسعنه .. بس هي كلما جى ليها لسانها يطول مأمله بسكت ليها على طول...

    طق علي الباب على امه... مره ومرتين وثلاث..
    ــ مين..
    ــ انا علي..
    ــ ويش تبغى..؟
    ــ افتحي..
    ــ مفتوح الباب اصلا..
    علي استغرب بالعاده تتقفل بيبان الغرف بالليل يخافوا يطب حرامي لو شي ويدخل عليهم...
    دخل وفي باله:
    ــ مخلتنه امي مفتوح شان يرجع ابوي ويدخل ...
    ــ ويش عندك.؟
    ــ قومي انزلي ويانا افطري
    ــ مالي نفس اذا جعت تالي باكل بروحي..
    ــ مايصير كذا اماه..تتعبي نفسيتش و تقهري روحش وصايره ويا ابوي تشابقوا على اقل شي كبرنا ترى حنا صرنا رجال..
    ماخلص كلامه الا مريم تقعد على سريرها قعود وتصير تصيح وتتشكى:
    ــ هذا انت قلتها صرتوا رجال .. الله يرضى يكفخني وولاده طوله...
    ــ لا مايرضى.. وانتين مأملتنه كفخش برضاه... غصبن عليه.. قومي بس ويانا و تعوذي من بليس..
    حضنت مريم ولدها وصارت تمسح على ظهره:
    ــ الله لا يحرمني منكم ولاد.. ياما كنت اتمنى تصير عندي بنيه اخاويها و اسولف وياها... الحمدلله عوض علي بولاد يشرحوا القلب.. لوما ابوهم يبط الشبد
    ــ اماه بعد انتين الله يسلمش قهرتيه ,, اجل تكسري كلامه وتطردي مرأه فقيره مسكينه من بيتنا... مايصير
    مريم انفعلت.. وفكت الحضن ودفت علي:
    ــ اهوو مناك تظل رجال تدافع عن ابوك ها.. توي اقول مافيه منكم.. مالت علي بس مالت.. ماتحسوا فيني .. يعني تبغاني ادري ان واحد منكم خذوه الشرطه بسبة ولدها واسكت؟
    علي صار يمازح امه:
    ــ ههههه خلاص اماه.. حقش علينا.. ندري تحبينا و من خوفش علينا تفلتي كلام ما تقصديه...
    مريم دايره عنه وحمسانه..
    ــ خلاص اماه عاد.. ماباقي شي ويخلص الشهر واسافر .. مايصير يخلص وانتين زعلانه وماتشاركينا الحياه...
    مريم من قال ليها ولدها كذا عودت دارت عليه و حضنته وصارت تصيح..
    شوي الا تهمس له:
    ــ تأسفت اصلا اني بعد يوم طردتها.. بس ويش اسوي ابوك ماعطاني مجال صار يشابق ويهزأ و اني ادافع عن روحي وصار اللي صار..
    علي يضحك :
    ــ ايه والدليل خليتي باب الغرفه بدون قفل .. عل وعسى يرجع الوالد هااا..
    فكت مريم الحضن و مسكت اذون ولدها تقرصها له... وهو يتأوه ويضحك عليها..
    ــ تأدب يا صبي تأدب...

    نزلت معاه وتأسفت من حسن قدام الكل ... وعاد الوضع الى ماهو عليه في بيت حسن و حسين...


    الظهر الساعه كان جعفر متعود يسكر البقاله مع اذان الظهر يصلي بالمسجد ويرجع يفتح البقاله للساعه 1 بعدها يسكرها ويروح بيتهم يتغدى و يرد ليها عالساعه 3 العصر الى 7 المغرب..
    كان الجو حار و الشمس صاهيه.. كذا مره اقنعوه يظل في البقاله ابرد له وياخذ غداه وياه و هو ابد مايرضى مايشتهي ياكل بروحه...
    الساعه 1 سكر البقاله..
    الفريق فااضي وهدوء .. الكل في بيوتهم بهالوقت...
    وبين ماهو يمشي في احد الزرانيق يحس ان فيه احد وراه يمشي .. وكلما التفت ماشاف احد..
    خاف وتذكر كلام ابوه.. صار يسرع مامداه طلع من الزرنوق الا يصفق في واحد طول بعرض ... ويشهق شهقه:
    ــ بسم الله ... آسف ما انتبهت لك...
    رفع جعفر راسه وعرفه.. كان اللي يتحرش فيه من كم يوم في البقاله على قوطي دخان واللي حذره منه سيد رضا..
    مسك جعفر من ثيابه وسد بوزه وصار يسحبه.. وجعفر يحاول يقاوم .. لدرجه تطفر نعاله من رجوله في الزرنوق...
    عطى جعفر جمع في بطنه خلاه يدوخ.. وسحبه عن وسط الفريق والزرانيق لا يطلعو الناس من الصريخ .. صوب البحر..

    ورماه على الساحل وقعد فوقه وصار يضرب فيه وجعفر يحاول قد مايقدر يقاومه ولا يتحرك من ثقله عليه ويصارخ:
    ــ ويش سوويت انا.. ويش سوويت ؟؟
    والرجال مستمر في الضرب :
    ــ ياحيوان .. تتعرض لبنات الناس ليش.. هاااا.. ليش..؟
    ــ أي بناااات .. ما تعرضت لأحد...
    ــ الا .. لا تشلخ.. مفكر نفسك من برى الديره مابنسوي فيك شي... الا اجيبك لو من سابع سما لو من قاع سابع ارض.. يا ×××× يا ××× ...
    الشمس صايره عموديه عليهم و العرقات تزخ غير الدم اللي صار يطلع من بوز جعفر وخشمه من الضرب وجعفر خلاص مو قادر يقاوم ولا يشوف شي من هالحاله... شوي الا يسمع صوت فلعه و اللي فوقه يصرخ ويرفع ايده فوق راسه:
    ــ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
    ويطب على جنب مغمى عليه...
    جعفر ساعتها خلاص .. اغمى عليه هو الثاني...
    الى الملتقى...

  10. 7 أعضاء قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أموآج (07-23-2011), أنيـ القلب ـن (08-23-2011), الفراش الفاطمي (07-10-2011), بلسم لجروح (07-01-2011), زهرة الريف (07-01-2011), طفلة تحت المطر (07-02-2011), عفاف الهدى (07-07-2011)

  11. #36
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    الفصل الخامس عشر .........


    الساعه 8 الليل .. جعفر مارجع للبيت..
    و اهله بدوا يتهوسوا.. خصوصا ان الساعه 7 خلاص يسكر البقاله
    مريم بخوف :
    ــ قوموا روحوا شوفوا اخوكم... اني قايله ما جى الظهر مو على شان حرارة الشمس اكيد صايره له شي ..
    حسن : ــ هدي يامرأه ماعليه الا الخير ،، الحين بيروحوا اخوانه يشوفوه...

    طلعوا علي و محمد ... متوجهين الى الديره اللي يشتغل فيها جعفر..

    فتح جعفر عيونه لقى روحه في غرفه ظلمه ، مسدوح و مغطى و يحس جسمه كله مترضرض.. يتذكر انه تلطخ بس مو عارف هو وين و مين اللي اسعفه... ويسمع صوت خياط مكينه على خفيف..
    مامداه قام بيستكشف المكان وبيدور على الباب في هالظلمه الا ينفتح الباب ويلاقي قدامه واحد ماهو عارفنه من الظلمه للضوا عيونه مو قادر يشوف حامل تبسي فيه اكل..
    ــ هااا اخوك.؟ صحيت؟ الحمدلله عالسلامه..
    جعفر اختلع وقعد عالمنام:
    ــ الله .. يسس.. لمك.. وين انا .؟
    شغل الرجال الليتات والتفت له:
    ــ ماعرفتني؟
    جعفر يتأمل فيه..:
    ــ وجهك مألوف.. ايييه.. سيد رضا...
    ــ ههههه اشوى تشوف .. انا قلت الله يستر من هالتبكس اللي حصلته شان ما تعمى..
    قعد السيد بالتبسي وصار ياكل مع جعفر اللي كان ميت جوع و مو قادر يحرك فيه أي شي..
    جعفر بتساؤل:
    ــ كيف دريت فيني اني عالساحل ؟
    ــ كنت راجع من الحداق و الا اشوف ديك العماره هايمه على واحد تلطيخ وبكوس قلت لااا .. بيروح فيها.. ويوم تأملت عدل وعرفتك بعد .. شلخت راسه بمربوع وطب وغم.. وشلتك الى هنا..
    جعفر كان يشرب ماي..شرق:
    ــ هااا.. لا يكون مات..
    السيد صار يضحك:
    ــ لا .. لا تخاف دا قطو ابو سبعة ارواح.. انا صرت اروح واجي عالساحل من بعيد لبعيد وشفته قام بعد فتره ..
    ــ عسى ماعرف انك اللي ضربته؟
    ــ لا ما انتبه..
    تنهد جعفر ..
    ــ اشوى عليك..
    ــ ههههه من ناحية اشوى.. فمو اشوى علي بس.. يعني هو هاللعين لو شافني اذا ما لقاني مو بعيده يتعيلف في اهلي و ياذيهم..
    ــ يادافع البلا.. الله يعينكم.. مشكوور اخوك ماقصرت ..
    جعفر يتلفت حواليه:
    ــ الساعه كم الحين لكن؟
    ــ تقريبا 9
    جعفر فتح عيونه:
    ــ بل انا قلت يمكن 7 .. ماقصرت اخوك سامحني كلفت عليكم بقوم اهلي الحين اكيد يحاتوني
    ــ انا صرت اروح واجي عالبقاله كان يجي احد ظليت هناك للساعه 8 ونص وتوي راجع ..
    قام جعفر وهو مو قادر يتحرك.. ورجع طاح من الألم يحس روحه مكسر تكسير..
    السيد:
    ــ هااا.. يبغى لك مستشفى..عفر! وبعدين لا تروح لأهلك بهالدراعه كلها دم بعدين يخافوا.. خذ البس دراعه من دراعاتي..خوب نفس قياسي شكلك..
    ــ لالا.. مايحتاج لا تكلف على عمرك ..
    ــ لا اكلف ولا شي خذ بس ولا تدل عانت ضيفنا ومع الأسف آذاك واحد من ديرتنا..
    ــ في كل ديره الشين والزين.. رحم الله والديك..
    اخذ جعفر الثوب حس انه جديد:
    ــ ياخوك جديده ماودي يصير فيها دم لو شي..
    ــ حلالك شدعوه.. ماعليك خذها انت بس..
    اخذها جعفر وفي باله:
    ــ بااين عليهم ناس على قد حالهم ومع هذا كريمين مره.. والله لو ما اسعفني شان قضى علي ..

    ــ اسمع انت لازم تبلغ على هالنحيس اللي ضربك وانا بشهد وياك عليه لو بغوا شهود .. مايصير تخليه لا يتمادى وياك و ويا غيرك..
    ــ ان شالله بكره من الصبح بروح ابلغ عنه..
    ــ ايه لا تجي البقاله انا باكلم راعيها و بعلمه باللي صار..
    ــ رحم الله والديك ماقصرت والله مانى عارف شلون اجازيك..
    ــ لا تجازيني ولا شي.. انتبه لروحك.. والا تدري قوم بوصلك بيتكم مافيك شده على عمرك وخوفه يطلع بعد هالعله و يتقصد لك مره فانيه.. ولو اني ما اظن فيه شدة ..
    ما مداه جعفر طلع من عند السيد الا يلاقي قدامه على باب البقاله اخوانه واقفين ويحاولو يفتحو الباب و يطلوا من نافذتها يدوروه..
    ناداهم من بعيد:
    ــ علي .. محمد..
    هم من شافوه طالع من داك البيت ومتكي على السيد يساعده على المشي راحوا له ركض وهم خايفين:
    ــ ويش تسوي هنا ؟ ويش فيك؟؟
    جعفر يضحك:
    ــ سلموا اول عاد...

    السيد: ــ ماينلاموا .. لا تخافوا ماعليه الا العافيه ان شالله ...
    خذوه من عند السيد و تشكروه وصار يحكي ليهم اللي صار فيه طول الطريق الى ان وصلوا البيت ... ومن دخلوا وشافته امه تصروعت وجعفر في عالم ثاني يفكر باللي صار فيه وويش بيسوي..

    ...>>>

  12. الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أنيـ القلب ـن (08-23-2011)

  13. #37
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام


    في بيت عم عيسى..
    ابو سلمان مو راضي ينام .. كان طول الليل ينادي :
    ــ علي... علي...
    ام سلمان خلاص زهقت و صارت تهمس لولدها :
    ــ أي علي..! فيه احد ينادي على روحه... خرف ابوك خرف
    سلمان:
    ــ اماه ابوي شكله مريض ... يعني قالوا الدكاتره العمليه اثرت بس على اطرافه مو على دماغه..
    ترد تهمس:
    ــ خرف اقول لك..
    ابو سلمان يلتفت الى مرته وبعصبيه مفاجأه خوفتهم :
    ــ وين السيده؟ ابسألها ليش سوت كذا مستحيل تكون مرت اخوي ,, ووين عيسى ولد اخوي.. ليش مو هنا..؟
    ام سلمان خلاص حست قلبها طاح في الأرض.. وصارت تتعلثم ماهي عارفه ويش تقول...رجع ابو سلمان يستفسر عن حادثه صارت من اكثر من 20 سنه وكأنها صارت من كم يوم !
    سلمان يطالع في امه وابوه...ومستغرب الا بصرخه ابوه مره ثانيه:
    ــ روحوووووو نادوا لي عليها... لو ودوني ليها...
    سلمان بأستغراب :
    ــ يبه.. لكن مرت عمي توفت..!!
    ــ هااااا.. ويش تقول؟
    ــ ايه.. توفت من تقريبا 23 سنه ..وولدها توك شايفنه رجعتنا هو اللي حملك معاي...
    ام سلمان قاطعت ولدها لا يزيد بالكلام :
    ــ الحين لويه هالهدره.. نام وارتاح وريحنا.. روح بس ياولدي غرفتك ابوك اليوم مادري ويش فيه..
    مامداه سلمان بيقوم عن سرير ابوه الا يمسكه ابوه بقوه ويسأله:
    ــ ولد عمك هو اللي حملني وياك؟
    سلمان : ــ ايه..
    ام سلمان منقهره و خايفه :
    ــ ويش فيك على هالأسئله خلي الولد ينام تعبان..
    ابو سلمان يصرخ ومو طايق مرته :
    ــ اطلعي برااا انتين ولا عليش .. روحي نامي بغير هالدار ... برااا..
    ام سلمان طلعت وهي ميته من الخوف سكرت الباب وراها وظلت متسنده عليه تسمع كلام ابو سلمان ويش يقول لولده..
    ماسمعت الا ابو سلمان يصيح مثل الأطفال وينحب وولده مو عارف كيف يتصرف وياه.. اخرتها قال له:
    ــ عيسى.. عيسى ياولدي وينهو.. ابغى اشوفه...

    ام سلمان و اليقين خلاص اخذ محله في قلبها :
    ــ الرجال مو صاحي.. هذا السحر.. اكيد السحر انفك.. ويش فيه على طاري اخوه ومرته وولده ؟؟
    صارت ام سلمان تنتظر ولدها يدخل ينام... وفي نيتها تطلع وتكشف على الدرج...

    عيسى بعد ما فضفض لخالته وعرفت السالفه .. طلبت منه ما يروح يواجه عمه الا بعد جية اهلهم البحرانيين.. خوفا من مرت عمه وعمه جايز يرجع لحالته.. ولو انها فهمت بما انه ناداه بأسم ابوه فأكيد السحر انفك ..
    طلع عيسى بهالليله يتمشى بعد مانامت خالته.. ووصل وهو يفكر الى بيت عمه .. دخل الزراعه وصار يتمشى فيها وبقايا الذكريات اللي عاشها مع امه تاخذه و توديه.. الى ان وصل الى البيت ووقف قدامه يتأمله..
    في هاللحظه انتبه الى شخص طلع من البيت وقعد عالدرج.. كانت مرت عمه طالعه بعبايتها.. وتحاول بسكين تفتح الدرج من الجهه اللي تذكر انها دخلت فيها السحر .. بس ماكان قادره لأنه عيسى جدد الدرج و عدله...
    وبعد ضربه ضربتين... قعدت عالدرج وهي منقهره..
    عيسى متخبي ورى وحده من اشجار الزراعه... فجأه حس روحه يبغى يجننها ..
    اخذ حجر صغير ورماه صوبها...
    وقفت وهي خايفه.. صارت تتلفت يمين وشمال.. ماشافت احد...
    مامداها بتدخل البيت وهي خايفه.. الا تسمع وراها :
    ــ لا تخافي ترى الدرج سويتها عدل...
    شهقت من الخلعه شهقه ودارت وراها لقته واقف يطالع فيها ... تعلثمت :
    ــ وويش .. تقول؟ ووويش مجيبنك هالحزززه.؟
    عيسى يتقرب من الدرج وهي تتراجع من الخوف لين خلاص صارت عند الباب وعيسى عند الدرجه اللي كانت مكسوره..
    قعد ومسك حجره وضرب فيها الدرج وصار يضحك بسخريه:
    ــ هه.. شفتي.. قويه مايكسرها شي.. هي كانت مكسوره... وفيها اشياء.. عجيبه.. طلعتها ونظفتها و رجعت رممتها..
    ام سلمان حزتها حست كأن احد كب ماي بارد عليها..
    ــ ووويش تقووول؟طلعت ويش...؟؟؟
    عيسى بأبتسامه:
    ــ وصخ... ويش فيش مختلعه... ؟؟
    ــ لا.. ولا شي .. اطلع الحين لا اقعد لك سلمان.. اطلع..
    قام عيسى من على الدرج ونفض الغبار وهو يلعب في اعصابها:
    ــ انا بطلع.. بس تأكدي لي جيه...
    مشى خطوتين عنها ورد التفت ليها:
    ــ وترى الوصخ اللي شفته فيه ناس شافوه غيري وعرفوا نوعه...
    دخلت ام سلمان تركض وسكرت الباب وراها وطاحت على ركبها ماسكه قلبها وهي تنافخ من الخوف...
    وفي ذاك الوقت سلمان سمع الكلام اللي دار بينهم.. انتبه لأمه وهي طالعه ولحقها بهدوء وصار يراقبها من نافذة الغرفه المطلة على برى... ولما دخلت ماحب يطلع من الغرفه وهي بهالحاله..
    ظل يفكر..
    ــ ويش اللي بين امي وعيسى.؟ وليش امي كانت تكسر الدرج ؟ وويش اللي خوفها من كلام عيسى ؟وويش فيه ابوي فجأه يحبه ويبغى يشوفه وهو اللي من اوتعيت بهالدنيا مايشتهي طاري ابوه ولا امه ولا يطريه.. لازم اروح لعيسى واسأله بنفسي .. اذا امي وابوي ثنينهم مو راضيين يعلموني...!


    في بيت عباس..
    عباس منسدح في غرفته جاينه ارق مو قادر ينام.. يكفر بكلام بشير ... ويحاول يربطه باللي شافه..
    ــ على قولة بشير انه بعد ماقتلوا نذير طلعوا هو و اخته ودفنوا الشنطه تحت وحده من النخيل...بس انا ماشفته هو واخته في ديك الليله و شفت واحد ملثم يحفر تحت النخيل ومادريت به هل كان يدفن لو يطلع شي مدفون... بس بما انه نفس المكان فأكيد انه كان يطلع شي مدفون..
    ويفرك في راسه:
    ــ اففففف..هذا مايدل الا على انه اللي كان وياهم رابع بالغرفه هو نفسه اللي حفر وراهم وطلع الشنطه...

    شوي الا يسمع برى في الحوش بشير يصرخ:
    ــ حرررريقه.. حرررررررريقه
    قام عباس طفر من محله وطلع يركض له..
    لقاه في نهاية الحوش يحاول يحمي روحه من شيء غير موجود..
    عباس مايشم ريحة حريق ولا شاف شي يحترق...
    مامداه بيجي صوب بشير الا بشير يصرخ فيه:
    ــ لاااااااااا تقرب بتدوس الناااااااار..
    عباس انصرع زياده....
    ــ أي نار ويش فيك..
    ــ النار قدامك.. ماتشوفها.؟؟ كبيره.. دخان... ريحة الحريق طالعه... تبااااعد
    قعد باسم من النوم وعلى طول طلع وياهم :
    ــ ويش صاير؟
    لقى بشير متيبس في صوب وعباس متيبس هو الآخر في صوب ثاني ..
    عباس وبصوت خافت يكلم باسم:
    ــ بشير؟ فيه شي ؟
    باسم بحزن:
    ــ قلت لك مريض ... بس من طاحت امي اهملنا علاجه المفروض يروح المستشفى من بعد ماتوفى ابوي..
    عباس بخوف:
    ــ لا .. ضروري نوديه... هذا مو بس خطر على اللي حواليه لو ماتعالج.. خطر على روحه....
    وصار ينادي بشير ويطلب منه يقوم ومافيه حريق وبشير مصر ان النار موجوده وانه يشوفها ويشم ريحتها وخايف يتقرب منها...
    ماشاف عباس الا باسم يكب سطل ماي قدامه في المكان اللي يدعي فيه بشير النار..
    شوي بشير صار يضحك ودموعه تطيح بلا شعور:
    ــ طفيتها... انطفت... انطفت..
    عباس خلاص نشف دمه من بشير وصار يعاتب باسم منقهر فيه:
    ــ لا تسوي له هالحركات حق يسكت.. انت بكذا تزيده وسواس وجنون..!
    وصارت الأفكار تاخذه وتوديه:
    ــ مجنون! ويش فيه.! تلاقيه حتى قصة قتل نذير من خياله! ياساتر لازم اوديه يشوفوه يتعالج...!!!

    >>>

  14. الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أنيـ القلب ـن (08-23-2011)

  15. #38
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام


    وفي بيت شهاب..
    و الكل نيام...
    بدر يجر خطواته على جدار حوشهم بعد ماترك العكازات على جنب..
    يحاول يمشي بدونهم.. يتعثر في كل خطوه ويقوم ..
    يحس بصعوبه ومع ذلك ماوده يتراجع...

    شهاب.. كان يدري بولده و اللي يسويه في كل ليله.. وكان يراقبه من النافذه ومابيده حيله.. خايف يطلع له و يضايقه و مخلنه على راحته .. ينفس عن الألم اللي فيه ويحاول..
    يعرفه .. ان كلمه مابيسمع كلامه في هالموضوع.. وهو اللي ما اقتنع بالعكازات الا بعد الحاح شديد...
    سند شهاب راسه عالنافذه وصار يذكر بدر لما كان عمره 5 سنوات وكيف كان ملازمنه على طول و يساعده من صغره..
    وكيف كان متشوق يكبر ويصير رجال ..
    كيف كان مايرضى احد يسوي له شغل خاص فيه ومعتمد على نفسه بشكل كبير...
    ويذكر وقت الحادثه وشلون تضرر ولده لما دخل للمحل وعلى باله انه داخل.. وهو طفل صغير مابيده حيله بس الفطره اللي فيه دفعته لمثل هالتصرف ...
    تنهد شهاب تنهيده تمنى من قوتها لو كل الألم اللي بداخل قلبه على ولده يطلع... وفي باله:
    ــ لازم ارجع رجولك زي ماكانت.. لو ادفع دم قلبي.. لو وين ماقالوا علاجك.. لازم اعالجك...

    صوت صلاح شتت افكار شهاب اللي على طول من سمع صوته رجع وانسدح وتغطى لا تسأله زينب عن أي شي...
    دقايق وقامت زينب .. شالت صلاح تهدي فيه لا يقعد رحمه و عن حساب لا يقعد شهاب..
    وهي تهزه بين ذراعيها لينام.. توجهت للنافذه وكأنها تدري باللي بتشوفه.. وفعلا كانت تدري...
    صار شهاب يطالعها .. وهي تراقب بدر و تحاول تكبت صوت صياحها مكتفيه بدموع ..
    شوي شافها بتطلع من الغرفه للحوش .. قام بالسرعه ليها:
    ــ زينب..
    ومسك ايدها..
    ــ لا تطلعي له.. خليه على راحته..
    زينب تهمس بغصه:
    ــ تعبت.. تعبت واني اشوفه كل ليله بهالحاله... ماينام زي لول ولا ياكل زي لول ولا حتى يسولف ولا يضحك زي لول ,, خايفه عليه.. بيموت ..
    شهاب يضغط على ايد زينب..
    ــ مابيموت.. الله وياه.. خليه يطلع اللي فيه.. تعرفيه ولدش .. اذا اصر على حاجه مايحب احد يساعده فيها ولا يضايقه فيها... خليه وانا لازم بعالجه...
    قعدت زينب جنب شهاب والدموع تسيل:
    ــ ويش بنسوي؟ مابيدنا حيله..
    ــ بيدنا.. ورب العالمين يدبرها...
    ــ شلون... علاجه قالوا الدكاتره مافيه الا في مصر خبيرين بهالعمليات .. يبغى لك تكلفة السفر فوق تكلفة العلاج.. مافينا شده... انت على هالدكان وهالزراعه واني على هالولادات و الرضاعات....و عايشين على الله ..
    ــ بايبيعها...المزرعه.. بابيعها..
    زينب نحيبها المخنوق يزيد:
    ــ واذا بعتها .. من وين بتجيب بضاعه للدكان..
    ــ با أأجره.. وبفلوس اجاره بنعيش.. والله يسهل .. انتين بس لا تبيني له ان احنا داريين باللي يسويه.. تعرفيه مايحب احد يحس فيه انه ضعيف لو مهزوم.. خليه بعزة نفسه لا تكسريها.. وان كنا امه و ابوه...


    حزتها... ارتفع صوت الأذان وكان شهاب على ركبه... يحاول يقوم بدون مايتسند للجدار..
    رفع راسه مع الصوت.. وصار يتأمل في السماء .. وعيونه مليانه حزن مكبوت...
    ام علوي صحت من النوم .. وطلعت الحوش بتتمسح... في حين عيسى مانام طول الليل وكان هو الآخر مسند راسه بالحوش على احد جدران الغرف ..واللي التفت بعيون نظراتها منكسره و ابتسامه متألمه يطالع في خالته اللي كانت تلهج بذكر الله والصلاة على محمد وآله بعد ماطلعت من الحمام وتتمسح للصلاه.. وتتوجه لغرفته تطق الباب عليه بهداوه...
    ــ امي.. عيسى... اذن اذان الله .. قوم ياعيني يعطيك الله الحِلم والعلم والهدايه ...

    وبالمستشفى... هناك مكان ما ترقد امينه .في الأنعاش.. جهاز مراقبة القلب...
    وتحولت التذبذبات مابين ارتفاعات وانخافاضات الى خط مستقيم يشير عدة نبضات .... الى توقف الحياه...
    ورحيل امينه.. اللي كانت تتمنى تعيش يوم حلو في حياتها...
    واللي ماخلفت لولادها غير الشقا والحظ ذاته..
    مافرحت بزواج بنتها ولا قرة عينها بطلعتها من السجن
    ما عاملها أي زوج بأحترام ولا أي واحد فيهم كانت نهايته وياها خير
    مابلغت في ولادها و لا عرستهم .. مافرحت حتى بشهادة تخرجهم
    ما غنت لرحمه أي اغنيه ولا لاعبتها مثل باقي الجدات..
    رحلت يوم جمعه.. مع اذان الفجر... بهدوء.. بدون ما تودع أي احد...

    الساعه 10 الصباح.. تلقوا بيت حسن وحسين بما انهم اللي نقلوها المستشفى مع عباس... اتصال من المستشفى ردت فاطمة على التلفون وانصعقت بالخبر .. رمت السماعه وارتمت على ركبها عالأرض ... جتها ام عبدالله وشافتها على هالحاله جلست جنبها وهي متصروعه:
    ــ فاطمه ويش فيش..؟؟
    الا تشوف فاطمه تهز و بذهول تكرر:
    ــ خالتي امينه يايمه.. خالتي امينه...
    مريم نزلت من غرفتها وقفت تطالعهم ماهي داريه ويش فيهم.؟
    ام عبدالله تحضن بنتها:
    ــ ويش فيها خالتش؟؟ لا تهزي يابعد امي و علميني...!
    فاطمه بدت تنوح وصارت تصارخ:
    ــ خالتي امينه ماتت يايمه.. ماتت...
    ضربت ام عبدالله صدرها:
    ــ هااااااا... انا لله وانا اليه راجعون
    ولا يسمعوا الا صوت طيحه التفتوا لقوا مريم طايحه على باب الغرفه وجهها شابح وعيونها منذهله وبأرتباك وتردد وخوف:
    ــ مين..؟ مين اللي ماتت؟؟
    فاطمه التفتت لمريم ودموعها تسيل:
    ــ امينه خالتي... ام بشير...
    مريم صارت تحاول تقوم بعد ما استوعبت الخبر ماهي قادره... زحفت لبرى الحوش وظلت جالسه..
    نزل علي وكان نازل بيروح يخلص آخر اموره خلاص هالأسبوع آخر اسبوع له قبل لا يسافر..
    قعد جنب امه منصرع و مسك ايدها يبغى يقومها :
    ــ اماه ويش فيش؟
    مريم بذهول :
    ــ مو قصدي.. ماكان قصدي..
    ــ ويش اللي ماكان قصدش..؟
    قطرات من دموع مريم طاحت على كف علي اللي انصرع من شاف هالحاله...
    ــ اماه.. بسم الله عليش ... خوفتيني ويش اللي صاير..
    شوي يسمع صوت مرت عمه داخل الغرفه تنوح:
    ــ ويلي عليـ ياخالتي... ويلي عليـ.. رحتي وما فرحتي بشوفة بنتـ.. رحتي ويتمتي عيالـ من عقبـ... آآآه ياخالتي...رحتي وحنا مقصرين بحقـﭻ...
    علي استوعب الموضوع نسبيا:
    ــ تعني.. ام بشير؟اماه.. مرت عمي تعني ام بشير؟
    مريم تزيد دمعاتها وترتجف وهي بين ذراعين ولدها:
    ــ ما قصدي..
    علي متوتر :
    ــ هدي اماه.. ويش اللي ماقصدش؟؟
    ــ ماقصدي اطردها .. كل مني .. كل مني ماتت..
    ــ اماه ويش تقولي .. هذا يومها واجلها .. قدرها اليوم تموت ..

    وصل الخبر الى عباس... وسمعوا ولاد امينه ...
    باسم صار يصارخ مو مستوعب الموضوع و عباس يحاول يهدي فيه.. في حين بشير واقف جامد ووجهه مايتفسر ..

    حسن وحسين فتحوا بيتهم لفاتحتها... وبين ما فاطمه وامها ومريم اللي كانوا في عالم آخر مع النسوان الا بدخلة جاسم ولد عبدالحميد مطرشينه الرجال .. من شافته امه قامت تركض :
    ــ ويش مجيبنك .ويش تبغى.؟؟. ماتشوف حريم هنا.. اطلع برى..
    جاسم وهو يتمالك انفاسه:
    ــ بشير... بشير وهم يدفنوا امه انحاش وما انتبهوا له وين راح.. فقاعدين ندور عليه....
    ــ يوووووو انا لله.. ماحدا دخل هنا .. روحوا دوروا عليه عدل....

    طلع جاسم.. في حين حسينه سمعت بالسالفه ..
    ــ انا لله.. هو عاد كأني سمعت انه مريض بعد.. عسى ما يأذي روحه
    ــ لا ان شالله ماعليه الا العافيه...الله يرحمش يا ام بشير ويحسن اليش.. ارتاحت من هالدنيا
    ــ ايييه ارتاحت وقلبها ما تطمن قبل لا ترتاح .. الله يفرج عنش ياحليمه ويهديكم يابشير وباسم...
    ــ الا فوين الحين هم عايشين..؟؟وويش مصير رحمه الحين ؟؟

    ظلت حسينه تسولف مع كريمه الا بدخلة زينب عليهم...من اللي سمعته تركت الصغار مع بدور وبدر و جت بلا وعي مدهوش بالها..من شافتها فاطمه داخله عليهم قامت ليها وحضنتها وصاروا يصيحوا.. فاطمه بألم:
    ــ ام بدر.. رحمه .. ابغاها عندي.. جيبيها لي ..
    ــ هدي روحش ياخيه وخليها وياي فيش اللي مكفيش..
    ــ قصرت اني بحق حليمه وحق امها.. جيبي لي رحمه كان يهون علي عذابي ..
    ــ أي عذاب .. هونيها على روحش .. سويتي اللي تقدري عليه والله يشهد منتين مقصره...
    الا يسمعوا مريم تنوح:
    ــ كل مني.. كل مني اني اني اللي قصرت و طردتهااا .. اني..
    وصارت تكفخ في خدودها والناس يحاولو يهدوها..

    جى الليل... وبشير ماله اثر... صاروا الرجال يدوروا عليه وكلهم خوف يكون آذى نفسه..
    شوي عباس خطر على باله بدون شعور النخل القريب من بقالته واللي شاف فيه الرجال الملثم..
    راح يركض وخاب ظنه لما وصل للنخله ومالقى بشير.. صار يمشي في النخل لحد ماوصل للبيت اللي كان متأجرنه نذير .. وكان عباس مايدري انه كان بيت نذير سابقا...ومن صارت جريمة القتل فيه والناس متشائمه منه ومو راضي احد يستأجره ولا يشتريه...
    لقى بشير.. متسند على البيت... و منكس راسه بين ركبه..
    انصرع وتقرب منه:
    ــ بشير.. قوم يا يبه.. ويش فيك قاعد هنا.؟؟ هوستنا عليك وحنا ندور..

    بشير قام فجأه وبلا وعي مسك عباس بيزنطه وهو يصارخ فيه..
    ــ هيثمووه يا ........ بذبحك.. والله ما اخليك... ما اخلييييك

    الى الملتقى

  16. 7 أعضاء قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أموآج (07-23-2011), أنيـ القلب ـن (08-23-2011), الفراش الفاطمي (07-14-2011), Dremas (07-17-2011), زهرة الريف (07-15-2011), صفــآإء ..~ (07-23-2011), طفلة تحت المطر (07-15-2011)

  17. #39
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    الفصل السادس عشر....


    جى الليل... وبشير ماله اثر... صاروا الرجال يدوروا عليه وكلهم خوف يكون آذى نفسه..
    شوي عباس خطر على باله بدون شعور النخل القريب من بقالته واللي شاف فيه الرجال الملثم..
    راح يركض وخاب ظنه لما وصل للنخله ومالقى بشير.. صار يمشي في النخل لحد ماوصل للبيت اللي كان متأجرنه نذير .. وكان عباس مايدري انه كان بيت نذير سابقا...ومن صارت جريمة القتل فيه والناس متشائمه منه ومو راضي احد يستأجره ولا يشتريه...
    لقى بشير.. متسند على البيت... و منكس راسه بين ركبه..
    انصرع وتقرب منه:
    ــ بشير.. قوم يا يبه.. ويش فيك قاعد هنا.؟؟ هوستنا عليك وحنا ندورك..

    بشير قام فجأه وبلا وعي مسك عباس بيزنطه وهو يصارخ فيه..
    ــ هيثمووه يا .××××....... بذبحك.. والله ما اخليك... ما اخلييييك

    عباس يحاول يفك نفسه من ايد بشير.. آخرتها صفعه صفعه .. تركه بشير بعدها وقام بلا وعي وصار يرفس في باب البيت لين انفتح و هجم داخله وهو ينادي..
    ــ حليمه.. خييييه... حلييييمه...
    دخل عباس وراه.. الوضع مره كان مخيف بالنسبه له.. ليل وظلمه و البيت مهجور من بعد الحادثه ولا احد راضي يتأجره ولا يشتريه..
    وقف بشير بوسط الحوش مقابل غرفه من الغرف وصاريهلوس ويشاهق وكلامه يتقطع..احداث هذيك الليله صارت تتسارع في مخيلته شوي مسك راسه وصار يصارخ وقعد على ركبه و صار يصفع في راسه..
    مسكه عباس وحاول يهديه خايف من اللي قاعد يسويه و يحس بالذنب لأنه سطره..
    ولا شافه الا التفت له بسرعه ومسك كتوفه بالقوه وصار يقص عليه اللي صار بهذيك الليله و انه قتل نذير دفاع عن اخته اللي كان مدخل عليها هيثم..
    عباس صار يمسح على وجه بشير وراسه وصدره يهدي فيه يسمي بالله ويصلي على محمد و آله:
    ــ متأكد.. متأكد من اللي تقوله يا بشير؟
    ــ ايه... ايه.. وبعدين هيثموه انحاش
    ــ وانت و اختك ويش سويتوا بعدها؟
    ــ اختي.. اختي.. خذت السكينه اللي قتلت بها.. ايه خذتها وحطتها في شنطه ودفناها في نخل..
    عباس على طول تذكر هذيك الليله واللي شافه..:
    ــ هيثم.. هيثم كان لابس دراعه خضرا و غتره صح؟
    ــ ايه.. ايه..
    ــ بس خلاص.. قوم الحين هدي تعال وياي وبتطلع اختك.. صدقني بتطلع..
    بشير صار مثل الطفل يصيح ويضحك ويرتجف..:
    ــ انا ابغاها تطلع بس خايف..

    ــ لا تخاف.. امشي وياي الحين و ماعليك شر .. انا بوقف معاكم..

    طلع عباس مع بشير ووصلوا للنخل اللي شاف عباس فيه هيثم وعلشان يتأكد من شكوكه..:
    ــ تحت أي نخله دفنتوا الشنطه؟ تذكر ؟
    بشير على طول توجه الى النخله اللي اكدت شكوك عباس.. مسك عباس بشير وضمه وصار يهدي فيه ويوعده انه بيساعدهم..
    وطول الطريق عباس يتذكر الأحداث اللي شافها ويذكر كلام باسم على سالفة الشنطه اللي تورط فيها مع محمد حسن ، لما وقفوهم من طرف هيثم


    في السجن...
    سناء تصيح في حضن ام احمد اللي بعد ماباشر اخوها قضيتها ووكل ليها محامي شاطر اثبت انها قتلت دفاعا عن شرف بنتها.. و بنتها في مستشفى الأمراض العقليه بسبب الصدمه اللي لقتها... وقرر الحكم ليها انها تطلع من السجن في هذا اليوم بعد اتمام ثلاث سنوات و 9شهور على مايخلص اخوها و محاميه بقية الأجرائات مع اهل القتيل ..
    ام احمد وهي تمسح على راس سناء:
    ــ الله يفرج عنكِ يابنتي و ترجعين لحضن امك .. لا تبكين راح ازوركم ..
    حليمه بأبتسامه:
    ــ سناء.. المفروض نفرح لأم احمد ونبارك ليها مو تصيحي وتضايقيها ...
    سناء :
    ــ تعودت عليها و احبها واجد مثل امي بهالمكان كيف بتروح..

    حليمه بأبتسامه تحاول تداري حزنها على فراق ام احمد:
    ــ بس ولو الحب انش تتمني لغيرش السعاده و سعادتها مو بهالمكان...
    ام احمد خنقتها العبره وقامت لحليمه على سريرها قعدت جنبها وحضنتها :
    ــ الله يفرج عنك يا بنتي... ويريح قلبك ... ويجمعك مع حبايبك آمين يارب...


    ومدت ايدها لسناء وحضنتها هي الثانيه.. شوي الا تشوف السجينات اللي وياها بالعنبر التفوا حواليها وفي وجوهم علامات الفرح لأجل فرجها وعلامات الحزن لجل فراقها..

    ... ماعدا حصه اللي ظلت على سريرها تحاول تلهي نفسها بلعبة بنتها اللي خذوها مؤخرا للملجأ...
    ام احمد تهمس لوحده من السجينات كانت قريبه من حصه:
    ــ حصه لسا ما انفكت ؟
    ــ لا والله من خذوا بنتها ذاك اليوم كنا متوقعين انها راح تنبسط وترتاح خصوصا لأنها ماكانت تعاملها كويس لكن اللي صار العكس..
    ابتسمت ام احمد :
    ــ هذا الطبيعي .. انا اتطمنت الحين على حصه. ان لها قلب..
    ومدت ايدها..:
    ــ حصه يمه تعالي هنا معانا...
    حصه تكابر وبقوه:
    ــ هاااه... لا ... ما ابي..
    ــ تعالي يمه ماتبين تودعيني خلاص بطلع من عندكم..
    ــ افتكيتي و ارتحتي.. ليه تبيني اودعك؟؟
    كلمة ليش اودعك.. طلعت بنبره مختلفه .. كانت نبره مخنوقه وتداري الألم كثر ما تقدر...
    حسوا عليها الكل.. قامت ام احمد من سرير حليمه وتوجهت اليها وقفت قدامها في حين حصه كانت مايله بوجهها بأتجاه آخر ماتبغى تطالع فيها ...
    ام احمد حطت ايدها على كتوف حصه وشدت عليهم:
    ــ الله يعطف قلب اهلك عليكِ مثل ماعطف قلبك على بنتك .. و تطلعين من هنا ..
    حصه بنبره مقهوره ومتحسره:
    ــ ما ظني ..
    ــ ليه لا .. لا تيأسين من رحمة ربك... شوفيني انا تحول حكمي من اعدام الى مؤبد و الله جاب لي اخويا يفكني من هالقيد و يطلع الحق... خل ايمانك بالله قوي ...
    حصه بأنفعال صارت تصارخ:
    ــ انتِ ما تدرين ماتدرييييييييين. عن هلي ماتدريييين..
    ام احمد ضمت راسها لحضنها وهي واقفه وبهدوء صارت تواسيها:
    ــ ادري والله ادري يابنتي....
    حصه ضمت ام احمد وصارت تزيد قوة الضم مع صياحها وتردد:
    ــ ماتدرين...

    سناء وهي تصيح من الموقف تسأل حليمه اللي سندت راسها على حديدة السرير .. ذاك الراس اللي اعتاد يتسند بأنكسار ...:
    ــ ماتدري بويش؟
    حليمه والدمعه تنسل من عيونها:
    ــ ماتدري ان السجن ارحم ليها من الطلعه .حصه بنت قبايل.. ماتدري ان السجن ليها حياه ميته والطلعه موت الى الأبد....

    فهمت سناء... ان اهل حصه مثل خوالها .. حالفين لأن طلعت وشافوها بيذبحوها...انطوت ساعتها على نفسها و انشغلت بجروحها و همها عن جروح وهموم الآخرين...

    نامي يا رحمه نامي................ أحلمي اسعد أحلامي
    نامي نومة الهنية......... نومة الغزلان في البرية

    صارت الأغنيه تتقطع الى ان خفتت و تبدل الدموع في محلها...
    فاطمه وهي تهز رحمه في حضنها و تفكر باللي صار على هالعايله ... من بداية مأساه خالتها امينه المرحومه مع بنتها لما تطلقت من ابو حليمه الى وفاتها..
    واللي تعهدت فاطمه مع حسين وقتها يتولوا امر رحمه الى ان يفرج الله عن حليمه ... في حين تعهد عباس ببشير و باسم ...
    حسين يواسي فاطمه ويهديها...
    ــ اذكري الله وصلي على نبيش.. هذا حكمه وقضاءه وكلنا ليها..
    ــ انا لله وانا اليه لراجعون... واللهم صل على محمد وآله... مو بقادره استوعب اللي صار وكلما افكر بالأيام اللي عاشتها خالتي المرحومه يزيد همي .. وكلما يَيت ادور عن مكاني بينهم ما القى الا القليل.. مقصره اني في حقهم.. مقصره...
    حسين بعد سكوت تنهد من القلب وهمس:
    ــ تبغي تزوري حليمه بالسجن؟
    فاطمه بعد ما حطت رحمه في المنام بجنب بشرى... التفتت متفاجأه وابتسامه خفيفه اعتلت دموعها:
    ــ صج...!! بتخليني اروح لها؟
    حسين يهز راسه بالأيجاب..
    فاطمه رفعت ايدها للسما:
    ــ ياعسى ربي مايحرمني منك ولا من طيبك وعطفك وحنانك...
    ــ بس لا تقولي لأحد انش بتروحي خصوصا امش.. تعرفيها ما بترضى وبتسوي لش سالفه...
    ــ زين متى بتوديني؟
    ــ من بكره لو تحبي..
    انسدحت فاطمه والنوم مجافيها لسببين... اولهم فرحانه لأنها بتشوف خويتها من بعد مامرت على فراقها سنه كامله .. والسبب الثاني والصعب .. الخوف والحزن والألم و تفكيرها كيف بيكون اللقاء في ذاك المكان وكيف بتعلمها عن امها و اللي صار!
    قطع افكارها صوت بشرى اللي قعدت على المنام وانتبهت لرحمه جنبها نايمه وصارت تحوس في وجهها مستغربه وتحاول تقعدها..
    قامت فاطمه وقتها وحملت بشرى وصارت تدور فيها تبغاها ترجع تنام... حواجبها معقوده و تحاول تخنق العبره.. وهي تتأمل وجه رحمه الملائكي واللي توها كملت الشهرين.. نايمه بهدوء و ماخذه من ملامح امها الكثير ..

    في بيت فهيمه وناصر ..
    فهيمه مو قادره تنام من كثر ما تقوم الحمام.. الوحام قاضي عليها وهي بشهرها الثالث.. ماعلمت امها ولا أي احد...
    ناصر:
    ــ لمتى يعني هذا حالش؟ ليش ماتبغي تقولي ليهم خلهم يساعدوش ويواسوش وانتين المعتبره هالشي هم.!
    فهيمه بتعب:
    ــ مالي خلق اقول لهم و فيهم اللي مكفيهم...
    ــ يعني فجأه بتروحي ليهم وانتين بدبتش مثلا..
    ــ اوووه لا تقهرني ..
    ــ وين القهر بهالموضوع... هونيها وتهون.. ليش يا مرأه هالحنه .. الله بصير بعباده... ليش هالكئآبه اللي فيش ها؟؟ علميني بالله؟؟!
    فهيمه بألم:
    ــ خايفه.. خايفه ماكون قد الحمل والمسؤوليه.. انا فيصل و يالله قادره عليه والخوف الأعظم انه...
    يقاطعها ناصر:
    ــ خلاص.. لا تفاولي... ليش تيأسي من رحمه ربش.. وبعدين فيصل ان شالله ماعليه الا العافيه.. بس تقومي بالسلامه بنسافر معاه امريكا للعمليه... دام فيه حل ليش ما نجربه.. وربش كريم..
    فهيمه تغطي وجهها تداري حزنها ودمعها وبصوت مخنوق:
    ــ الله كريم... الله كريم...

    وفي اليوم التالي .. فاطمه لابسه عباتها بتروح الى حليمه تزورها...
    ــ بروح اشوف ام علي اذا صارت احسن تعاون امي على اليهال...وبقول ليهم اني بروح اعمل لي تحاليل بالمستشفى حاسه بشوية دوخه
    حسين: ــ ان شالله .. عاد ام علي طولت حالتها شهر من بعد ما توفت ام بشير و زاد عليها سفر علي ..واللي ما وصل منه ولا مكتوب يطمنها للحين..

    ...>>


  18. 2 أعضاء قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أموآج (09-10-2011), أنيـ القلب ـن (09-09-2011)

  19. #40
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    طلعت فاطمه وراحت غرفة مريم طقت عليها الباب ودخلت..
    مريم كانت جالسه تمشط شعرها ومبين على وجهها التعب ..
    ــ اخبار اليوم ان شالله احسن
    ابتسمت مريم ابتسامه ذابله:
    ــ احسن الحمدلله...
    ــ بغيتـ في شغله ماعليـ امر و لا كلافه..
    ــ خير ان شالله؟
    ــ بروح بعد شوي المستشفى بسوي تحاليل .. وابي احد يعاون امي على بشرى و رحمه.. مابتقدر عليهم الثنتين
    ابتسمت مريم :
    ــ ويش دعوه روحي و انتين متطمنه.. و طمنينا عليش.. هذاني شوي الحين وبنزل لخالتي وبقعد معاها..
    ــ مشكوره فديتـ

    طلعت فاطمه وفي بالها...
    ــ سبحان الهادي.. الله يريح بالـ و يطمنه..
    وطول مشوارها قلبها يرقع بالقوه وفكرها مشوش.. مو عارفه كيف بتقابل حليمه وكيف بتخبرها عن اللي صار..

    بنفس الوقت بالسجن كانت الوداعيه لأم احمد اللي طلعت عنهم مخلفه وراها جو غريب كآبه ممزوجه بفرح ..
    هدوء يعم ارجاء السجن الا من بعض تنهيدات ، الا بصوت الأقفال تنفتح والسجانه تنادي.
    ــ حليمه ال.... ، زياره..
    حليمه وقتها ماجى على بالها أي احد ممكن يزورها في هالمكان غير امها اللي زارتها مره و الحين شكلها بعد مرور شهر ردت زارتها..
    طلعت تجر امالها الخُطى ، و تتمنى لو تكون مع امها بنتها رحمه لتشوفها دخلت الغرفه اللي كانت فاطمه تنتظرها فيها وكانت المفاجأه..
    ظلت الثنتين منهم واقفات يتأملوا بعضهم.. بذهول بأندهاش و الدموع طاغيه في العيون...
    فاطمه فتحت ذراعيها وتقدمت لحليمه وبصوت مخنوق:
    ــ وحشتيني ياخيه..
    حليمه اللي تجبست مكانها صارت تحاول تسحب نفسها لفاطمه اللي ماتوقعتها ابدا تزورها خصوصا ان في ذاك الوقت صعبه أي وحده تروح السجن لزياره و الناس ماتخليها بعد الزياره من الهدره ..
    حليمه كانت تحس نفسها من انسجنت منبوذه وما احد حولها.. وتفاجأت من امها لما شافتها من شهر والحين فاطمه!
    كسرت احاسيسها دي حضنها المشتاق اللي تحسست انه حقيقه مو وهم ..
    و بدد حزنها و المها و طفى اشواقها الملتهبه.. ومع كل عصره الدموع كانت تنهمر شلال..
    ــ شخبار يالغاليه الله وحده يعلم شكثر مشتاقه لـ بس الظروف تمنعني اجي ازور
    ــ اني الحمدلله على كل حال.. مشتاقه ليكم .. احس بالغربه واني بهالمكان ومن اشوف احد ترجع لي الروح ..
    جلسوا على الكراسي الموجوده , صمت عم الأرجاء فجأه الا من صوت شهقات الدموع الخافته والمتقطعه...
    فاطمه وبنفس الوقت حليمه :
    ــ ويش اخبارأمي وويش اخبار.. ــ حليمه فيه موضوع...
    حليمه سكتت:
    ــ ويش .؟ خير ان شالله
    فاطمه وقلبها تحسه بيوقف خصوصا ان سؤال حليمه عن امها زاد الأمر تعقيد:
    ــ مادري شنو اقول لـ.. بس هذا حكم الله و قضاءه ولازم تعرفين...
    حليمه توترت:
    ــ ويش صاير؟؟ علميني؟؟؟
    فاطمه وهي ترتجف مثل الطير المذبوح و الكلام يتقطع تقطيع:
    ــ امـ .. امـ .....الله اخذ امانتها
    قالتها و الدموع صارت تزيد...
    حزتها حليمه انهارت وطاحت من على الكرسي على ركبها زحفت و حطت كفوفها على ركب فاطمه و بدون تصديق ولا شعور:
    ــ لا.. لالا.. ويش تقولي انتين؟
    حضنت فاطمه راس حليمه وصارت تواسيها و الدموع ماتوقف:
    ــ ماباليد حيله وهذا امر الله وحكمه.. صار لها شهر و على بالي انتي والله وما نسيتـ و كل همي شلون اوصل لـ الخبر.. رحمه عندي لا تخافين عليها..
    رفعت حليمه راسها وهي تشاهق مو مستوعبه:
    ــ عندش؟ وين اخواني؟ ووين عمي؟
    ــ عمـ توفى قبل امـ بكم اسبوع.. و اخوانـ مع عباس ..
    حزتها حليمه تركت ركب فاطمه و قعدت بأنكسار على الأرض...
    ــ حتى بالموت.. حتى بالموت مارحم امي وخذها وياه... خذهااااااااا
    صارت تصارخ وتصفق على خدودها وفاطمه تهدي فيها :
    ــ هذا امر الله مالعمـ فيه أي دخل .. اذكري الله ياحليمه... وصلي على نبيش
    دخلت السجانه وصرخت في حليمه تسكت ولا تصارخ لا بترجعها العنبر... وعطتها خبر ان باقي ليها 10 دقايق وياها وتنتهي الزياره...
    حليمه صارت تمسح دموعها بقهر وبقوه وكلما مسحت دمعه انهمرت غيرها...
    فاطمه مو عارفه ويش تسوي ...!!
    حليمه و هي تداري الحزن و تقوي نفسها وبصوت مرتجف ومتقطع:
    ــ مين عباس؟
    ــ عباس .. راعي البقاله في فريقنا.. وصديق حسين رجال طيب و وحيد.. خذهم عنده..
    ــ و هم شخبارهم..
    ــ الحمدلله بخير..
    اسأله طبيعيه روتينيه عند أي لقاء.. صارت تتابع من حليمه لفاطمه اللي كانت مندهشه من التحول المفاجئ في نفسية حليمه .. الى ان انتهى وقت الزياره وودعت كل وحده منهم الثانيه على امل اللقاء..
    خذت السجانه حليمه بعد ما رجعت القيود على ايدها .. و اللي التفتت لفاطمه بأبتسامه خفيفه بعيون تحمل من الحزن اطنان...
    دخلتها العنبر .. وقتها صارت حليمه تشاهق بصوت عالي ودموعها تصب.. السجينات التفوا حواليها يواسوها ويهدوها وهم مو عارفين ويش فيها...
    في حين فاطمه ظلت في الغرفه 5 دقايق الأفكار في راسها تتزاحم... شقد حليمه ضعفت و تغيرت .. و شكثر الشحوب اخفى ملامح وجهها اللي من عرفتها كانت ملامح ذابله و حزينه و اكبر من عمرها ...و زادها هالهم كبر .. الا اخذ من عمرها سنين و سنين..
    طلعت لحسين في السياره, ركبت و ركب معاها الحزن ..
    ماحب حسين لما شاف حالتها يسألها عن أي شي.. و رجعوا للبيت ورفيقهم الصمت..

    >>>

  20. 2 أعضاء قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أموآج (09-10-2011), أنيـ القلب ـن (09-09-2011)

  21. #41
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    رجعت البيت لقت مريم وهي حامله رحمه ومن شافتهم وهي مستانسه استقبلتهم:
    ــ طلعتكم.. سبحان الله جت رساله من علي... بخير ويسلم عليكم.
    حسين ابدى رد فعل سعيد :
    ــ لاااا.. قرة عينكم... الحمدلله يوم انه بخير
    في حين فاطمه اكتفت بأبتسامه وبهدوء:
    ــ الحمدلله على سلامته..
    ودخلت غرفتهم..
    مريم تبدلت ملامح الفرح اللي كانت على وجهها الى الحزن اللي لازمها من شهر:
    ــ ويش فيها؟ ويش صار عالتحاليل؟
    حسين:
    ــ لا تزعلي منها شوية فقر دم بسبة التوتر والقلق .. وتعرفيها هي ماتحب المرض.. الا وين اخوي؟
    ــ طلع مع محمد راحوا بيت عباس يشوفوا بشير و باسم ..
    ــ اهاا.. اجل بروح انا ليهم بعد..

    طلع من البيت يمشي بيت عباس قريب وبين ماهو يمشي .. شاف هدره بالشارع بين مرأه و رجال والناس متجمعه حواليهم على باب بيت احد الجيران
    ــ خلاص ما نبغاش تشتغلي هنا.. لا تطقي لي الباب كل شوي..روحي الله يسهل عليش
    ــ لويه عاد ويش مسويه اني والله ماسويت شي وفقيره على باب الله، اذا ما اشتغلت بياخذوا بيتنا ولدي رهنه وين تبغيني اروح..
    ــ وويش نسوي في ولدش .. ماجت لش ولينا المصايب الا من تحت راسه..
    وتصير المرأه تزحف على ركبها و تبغى تمسك رجول الرجال تترجاه يخليها ولا يطردها:
    ــ داخله عليك بالله ومحمد وعلي...
    والرجال يتباعد عنها ومنحرج ومو عارف ويش يسوي غير انه يكرر ليها رفضه..
    دخل البيت وسكر الباب وراه.. وهي صارت تطق على الباب و بصياح مخنوق تترجاه...
    الرجال و النسوان المتجمعين حواليها كل واحد راح في طريقه بدون ما يسألها ويش فيش او يمد ليها يد العون...
    حسين استغرب مايعرف هالمرأه مامداه بيروح صوبها الا يسمع نسوان ثنتين مروا جنبه:
    ــ مسكينه.. بس ويش بيدنا عليها.. ولدها هيثم ماقصر كل بيت في هالفريق له وياه فعله... وفوق هذا فقيرة الله و مريضه وولدها رهن بيتهم و الديانه يطالبوها ...و ماحدا يبغى يتكلف بها ولا يدخلها بيته..
    ــ امحق زمن و امحق حياه.. اللي الواحد يصير فيه يخاف يجيب ولاد اذا هذي تاليتهم يادافع البلا...

    حزتها.. وبلا شعور.. تراجع حسين ولأول مره في حياته عن مساعدة احد .. خصوصا بعد ما تذكر فعايل ولدها ، و غير طريقه لا تلتفت له.. وفي باله:
    ــ يارب سامحني .. بس هالمره مابيدي حيله

    وصل بيت عباس ودخل عليهم .. لقاهم يتناقشوا في موضوع حليمه.. وانصدم لما سمع ان هيثم له يد بالسالفه وخبرهم باللي شافه جيته ليهم..
    عباس:
    ــ والله ماتستاهل ام هيثم.. بس ويش يسوي الواحد؟ الولد مفلوت في السجن وبلاويه بلاوي وفوق هذا تتعاقب بداله مظاليم
    حسن:
    ــ ويش تبغاها ياخوك تسوي و اخوها اللي قتل رجلها.. حملت كل المسؤوليه.. المشكله ان القضيه مو لاقيين فيها شهود على وجود شخص رابع وياهم وهو سبب المصيبه...
    عباس:
    ــ لكن انا شفته ديك الليله وتأكدت انه هيثم ميه بالميه..
    الكل في نفس واحد:
    ــ هااااا..شفته وساكت كل هالمده..؟
    عباس مختلع:
    ــ ويش تبغوني اسوي لازم اتأكد خبركم فيني نظري على قدي.. كيف اروح واقدم شهاده على واحد مادريت ويش جيبه داك الصوب و حق ويه.. الحين بشير يوم علمني بالسالفه تأكدت..
    حسين:
    ــ عاد لو رحنا المحكمه وقدمت شهادتك ولو طلعت الشنطه و ثبتت على هيثم تهمة التعدي و عاقبوه.. ويش بيصير على بشير و هو القاتل؟
    محمد:
    ــ بس.. بشير فيه حاله نفسيه.. يمكن ما يقتلوه ولا يسجنوه على شان حالته..
    حسن:
    ــ ليش ويش فيه؟ ووين هو الحين
    باسم :
    ــ نايم داخل... و هو قبل لا تتوفى امي ومن ايام وفاة ابوي قالوا ليها بشير لازم يروح ليهم قسم الأمراض العقليه يتعالج فيه انفصام حاد و ممكن يسبب خطر للي حوله.. بس امي خلته ويانا و ما ودته خايفه عليه من القتل يوم درت انه قتل نذير..
    حسين:
    ــ انا لله ... بس ممكن مايقتلوه بعد مايتعالج ينسجن بس فتره لأن فعلا دفاع عن الشرف و مريض نفسيا..
    و استمر النقاش الى وقت متأخر من الليل و عندهم النيه يسووا اللي يحسوه سليم و في مصلحة الجميع...


    في بيت ابو سلمان..
    عيسى كان جالس جنب عمه ماسك ايده ..
    مرض عمه بعد العمليه وصار مايقدر يتحرك من سريره بالمره.. هالأمر ضايق سلمان ولده و اللي ضايقه اكثر ان طلق امه فجأه ومايدري ليش .. يحس احوالهم وحياهم اعتفست من شافوا عيسى حواليهم هالمره بالذات ...
    سلمان وقتها كان يعيش في صراع نفسي .. هالموضوع اثر على شخصيته المغروره و المتكبره نسبيا و خلاه في حالة تفكير مستمر بالمستقبل و باللي ممكن يصير .. خايف ابوه يخلي عيسى يشاركه في الورث اذا ما عطاه الورث كله على قولة امه.. وخايف يظلمه في نفس الوقت ويكون لعيسى حق وهو مايدري عنه...

    حالة ابو سلمان كانت مو طبيعيه.. وكأنه يحتضر.. شد على ايد عيسى وقال له والدموع تنهمر:
    ــ انا ظلمتك.. وظلمت امك.. سامحني
    عيسى بهدوء يبغى يتأكد من اللي سمعه :
    ــ ويش سويت فينا؟؟
    ــ كل شي .. كل هالخير اللي انا عايش فيه ماعدا اللي في البحرين.. هذا حلال ابوك.. انا تعبي وشقاي في البحرين وهو نصيبك يا سلمان.. اما اللي هنا كله نصيب اخوي المرحوم علي حسين ال...
    سلمان فتح عيونه:
    ــ هاا..؟ عمي من عايله ثانيه؟
    ــ ايه هذا السر اللي كتمته عليكم طول السنين.. انا اخوه من ابوه.. تزوجت امي جدك حسين وقتها كنت يتيم و اسمي علي حسين ال... ، اعتبرني مثل ولده و كان يسموه ابو علي فلما جاب عمك سماه علي ايضا.. فعلشان لا تخربط جدتك في اسامينا صارت تسميني بأسمي الثاني واللي صرت معروف به.. سلمان... مرت السنين وتوفى جدك و توفت جدتك وكبرنا ويوم توفى عمك مادري ويش صار فيني .. صرت انسان ثاني .. طردت امك و ما اعترفت بك ولا سجلت لك اوراق و زورت وصيه من ابوك ان حلاله كله لي و ما احد يعرف انت ولد مين غير خالتك ام علوي و جيرانها اللي مابيدهم حيله و مافي شي يثبت كلامهم ...
    عيسى صار يصيح ومو عارف ويش يقول في حين سلمان انهار ومو مستوعب الموضوع.
    ــ انا توي من فتره بس.. ادري ان اسمك مثل اسم ابوي دريت من واحد من البحرين جاني اسمه معتوق و اكد لي امه بيرجع مع ابوه المره الجايه ويشوفك ويتأكد

    ابو سلمان:
    ــ ايه اهلك في البحرين يدروا بهالموضوع بس ما تعاملوا مع ابوك ولا مره .. وكنت اتعامل وياهم بأسمي الحقيقي علي حسين مو بأسم سلمان.. واستثمرت وياهم بتعبي و شقاي في مصنع جدك هناك على ايام حياته .. فهم الوحيدين اللي يعرفوني بأسم علي حسين لأن لي علاقات بهم وماكانوا يعرفوا ابوك شخصيا .. و حتى يوم يتوفى ابوك مادروا عنه ولا جو جنازته.. توها من فتره واصلتني رساله منهم بموضوع بيت المصنع خصوصا لأن صحتي ماعادت مثل لول..
    عيسى مو عارف ويش يقول...
    ابو سلمان و بتعب:
    ــ سامحني يا عيسى .. سامحني... و روح اسأل عن عبد الإله الـ... ساكن في.... ،،،هو واحد من اصحابي المقربين توي اتصلت فيه من كم يوم وعلمته باللي صار ووصيته يسوي لك شهاده ميلاد عنده واسطه قويه.. عيسى.. انت انولدت في 15\10\1368 هـ ، هالتاريخ كان بداية تعاستي وبداية ظلمي.. ما انساه لين اخر لحظه في عمري..

    طلع عيسى على رجاء عمه انه يسامحه.. مو عارف ويشي سوي وويش يقول.. في حين انهار سلمان قدام سرير ابوه مو مستوعب اللي صار ... صار يصيح مثل الأطفال..
    ــ ويش هالكلام اللي سمعته يايبه..؟ فسر لي اللي صاير.. وليش طلقت امي... ليش كل المصايب جتنا مجتمعه... ليش؟
    ابو سلمان غمض عيونه وصار يتذكر ديك الليله اللي شاف فيها ام سلمان طالعه من البيت في الليل ,, واللي حزتها نادى سواقهم الثاني الخاص بمشاويره يلحقها لحد ما شافها تدخل بيت ,, انصدم ولما طلعت منه طلب من السواق ينزل ويشوف ويش فيه هالبيت ليتأكد من شكوكه ,, ودرى بعدها انه يسكن فيه مشعوذ يعمل اسحار...
    لترجع به الذاكره لما شافها على درجة البيت تدور شي و يفاجأها عيسى.. ويستغرب من اللي صاير وما يفهم منه شي ..
    يربط الأحداث ببعضها ليعرف ان سبب اللي صار فيه وسبب مرضه هي مرته و اسحارها...

    هالأمر اللي المه و اكتفى بتطليقها بعد هالعمر و انصاف عيسى.. و انه يخفي حقيقة مرته عن ولده الى الأبد.. فويش يقول له عنها؟
    اكتفى حزتها بقول:
    ــ امك ظلمت عيسى وظلمتني وظلمتك.. امك شيطان من جهنم.. مابمنعك تروح ليها لأنك مو صغير.. بس انا اعلمك .. سبب شقائنا وسبب اللي صار كله هي امك... و اياك ثم اياك تصير مثلها... انا دللتك واجد بحسبة انك ولدي الوحيد بأموال مو حلالنا و حرمت عيسى من حلاله ومن ابسط حقوقه اثبات نسبه وعيشته في جحيم حاله حال اولاد الحرام بدون أي اثبات..الحين كل شي برجعه له وبعوضه عن حرمانه كل هالسنين قد ما اقدر..فأنت... اختار احد الأمرين يا تروح وتشتري سهم شركاي بالمصنع في البحرين وتشتغل عليه فهذا هو نصيبي الوحيد او انك توقع على البيعه ويرسلو لك سهمك وتسوي فيه اللي تبغاه .. بس هالبيت .. والمزراع.. و المصنع اللي هنا.. تأكد انه مو لك..
    سلمان ما كان عنده أي رد فعل الا انه يصيح.. انقلب طفل صغير حزتها..
    مسح ابوه على راسه وصار يهديه:
    ــ اختار اللي يريحك وعيش حياتك.. وانسى هالهموم .. بعدك صغير و الحياه محطات وتجارب... خليني الحين بنام... تعبان ياولدي و الأعترافات تعبتني زود
    طلع سلمان من عند ابوه.. وماكان يدري ان هالكلام اللي دار بينهم .. هو آخر كلام.........!

    الى الملتقى

  22. 7 أعضاء قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أم علي الأكبر (09-17-2011), أموآج (09-10-2011), أنيـ القلب ـن (09-09-2011), زهرة الريف (09-09-2011), صفــآإء ..~ (09-17-2011), طفلة تحت المطر (09-11-2011), عفاف الهدى (09-11-2011)

  23. #42
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    الفصل السابع عشر....


    في بيت ام علوي.. وعلى رجلها الحنونه .. عيسى حاط راسه.. تداعب بأناملها شعره و تواسيه. ودموعهم تصب..:
    ــ هذي الدنيا يا ولدي .. وهذي احوال البشر.. سبحانه مقلب الأحوال و مبدلها.. اللي امس عذبوك اليوم رحموك.. الله ينتقم من اللي كان السبب في الظليمه.. سامحه ياولدي.. ولو اني حلفت ما اسامحه من بعد اللي سواه في امك المرحومه.. بس يوم عرفت السبب عور بأفادي.. ويوم دريت بحالته ما قويت الا اسامحه.. ياولدي ما احد ماخذ من احد شي .. ولا ماخذ من هالدنيا شي.. روح دور على اللي قال لك عنه من باﭽـر..

    عيسى يكتفي بمسح الدموع.. لا مجال مع الأفكار اللي تشابكت في راسه انه ياخذ و يعطي ولا يعلق حتى...

    وفي بيت شهاب ( ابو بدر)..
    ابو بدر يحسب فلوس ويحطهم في صندوق...
    ام بدر :
    ــ متأكد يا ابو بدر ان المزرعه ماتسوى ليها اكفر؟
    ــ لا و الله زين جابت هالسعر في هالوقت الدنيا ضاربه..
    ــ و الدكان ويش صار عليه؟ حصلت احد يتأجره..؟؟
    ــ لا للحين ,, الله كريم.. اهم شي الحين تدبرت فلوس عملية بدر و تكلفة تذكرتين..
    ــ حق ويه فنتين بس؟
    ــ انا وهوو
    ــ و اني؟
    ــ ويش فيش يا مرأه.. انتين خلش هنا ويا باقي الجهال كيفا بعد .. !!
    زينب شوي وبتصيح:
    ــ مابيهدى لي بال و اني مادري ويش صاير عندكم..
    ــ بيهدى لش , اجل لوسافرتي بيهدى لش بال و بدور و صلاح مايندرى بنخليهم عند من؟ عند خوالهم البعيدين لو عند عمهم اللي على قد حاله .. خليش هنا وياهم يامرأه اهدأ لبالي انا بعد لا احاتي من الصوبين.. وفوق هذا ما بتكفي المصاريف زيادة .. حنا الحين خل الله يسهل سالفة المحل شان القى له متأجر حق تضمنوا انتون مصروفكم مدة سفرنا ..

    زينب على مضض و كاتمه الحزن و الدمعه:
    ــ الله كريم ..

    بدر اللي كان جاي بيوصل سلام من احد استاذته بالمدرسه الى ابوه... وقف عند باب الغرفه ومادخل...
    ومنصدم من اللي سمعه .. مو مستوعب ..
    رجع غرفته و رمى عكازاته من القهر عالأرض و نفسه على منامه... يحس انه مخنوق بس الدمعه مو راضيه تطلع..
    جت له بدور :
    ــ بدر بدر.. اباقول لك لغز و اتحداك تحله.. حامل و محمول نصه يابس و نصه مبلول..
    بدر مو وياها ... وهي تعيد و تزيد في السؤال.. الى ان انتبه لكلامها و بصوت متألم:
    ــ انا..
    بدور مو مستوعبه:
    ــ انت.؟ ويشو انت؟
    ــ انا جواب اللغز اللي تقولي عنه...
    ــ هههههههه خبل .. خطأ ... السفينه ويش عررفك... اباروح اسأل امي وابوي اشوف يعرفوا لو لا...

    طلعت من عنده وهو يفكر في سؤال بدور.. وفي باله:
    ــ انا الحامل هَم و ضيقه و محمول على عكاز و حزن على قلب امي وابوي و محاتاه... نصي يابس..
    ( ويطالع صوب رجوله .. )
    ونصي مبلول... ( وعيونه تدمع )
    ويبتسم ابتسامة ما ابتسمها من اول ماصابه الحادث .. لكنها كانت ابتسامة قهر مبلله بالدموع.....



    فاطمه .. وبعد مرور يوم على شوفتها لحليمه.. مازالت مكتئبة..
    حسين :
    ــ عاد لا تخليني اتأسف اني سمحت لش تروحي ليها.. مايصير كذا بعد يالغاليه من امس و اكلش و نفسيتش مو زي الناس .. وانا متحجج لأمش و مرت اخوي ان وياش فقر دم..
    فاطمه بأبتسامه متكلفه لا تضايق حسين:
    ــ شنو اسوي غصبن علي.. من شفتها حسيت نفسي جبانه .. ومو قادره اتحـﭽـى ولما تحـﭽـيت صدمتها ولا قدرت اواسيها... كنت احاتي روحتي لها و احسها صعبه.. لقيت نسيان اللي صار بينا وشوفة حالتها اصعب..
    حسين ينتهد:
    ــ انا قايل مابقول لش.. بس تجبريني اقول لش شان تتعدل نفسيتش شوي..
    ــ شنو؟
    ــ ان شالله ان شالله بتطلع من اللي هي فيه والله بيفرج عليها..
    فاطمه بأسى :
    ــ ان شالله
    حسين :
    ــ لا اتكلم صدق.. مو من باب التمني و الدعاء..
    فاطمه فتحت عيونها وبحماس:
    ــ صج !
    ــ ايه ان شالله..
    وصار حسين يقص على فاطمه اللي صار في بيت عباس و اللي اتفقوا عليه...

    الليل .. الساعه 8 .. وبين ماجعفر يقفل البقاله...
    الا يسمع صوت بنيه من وراه ومبين عليها تصيح و مخنوقه..
    ــ لو سمحت.. ماشفت سيد هاشم اليوم؟؟
    جعفر عرفها.. هذي نوريه اخت سيد رضا...
    جعفر وهو منكس راسه:
    ــ الا ... شفته... جى البقاله عالساعه 4 العصر عفر.. خير ان شالله
    ــ ياعلي .. وينا راح...
    كانت نوريه بتتركه وبتروح تدور عليه..
    جعفر نادها:
    ــ خيه ويش صاااير؟؟
    التفتت عليه و الكلام يتقطع تقطيع من الخجل منه و الخوف على هاشم :
    ــ طلع من الساعه 4 العصر على حساب بيشتري له من البقاله.. وتأخر قلت يمكن راح يلعب مع اصحابه معتاد يلعب وياهم.. لكن مارجع للحين... وما هو مع حدا من الصبيان اللي يقعد وياهم ,, كلهم يقولو انه من مغرب خلاهم...
    ــ ياساتر.. لا تخافي خيه الحين ارجعي انتين البيت الوقت بيتأخر و الشارع فاضي و انتين بنيه ينخاف عليش.. روحي انا بدور عليه وباجيبه البيت .. يمكن يرجع البيت هو الحين او رجع .. مايلقى احد يفتح له الباب؟؟ ارجعي خيه ارجعي..
    نوريه بنفس مخنوق وخايف:
    ــ تسلم ياخوي ماتقصر.. رحم الله والديك...
    ورجعت البيت
    وبين ما جعفر يدوره في الفريق وبين الزرانيق .. وفي أي مكان يخطر على باله يكون متواجد فيه..
    خطر على باله فجأه.. اخوان البنت الفاشله اللي تورط وياها وكانت سبب في ضرب سيد رضا لأخوها
    ويتذكر تهديده له و لسيد رضا لما اشتكوا عليه عند الشرطه... و اخذوه يومين بالحجز .. انه بيراويهم وبيردها ليهم...


    حزتها بس جعفر ارتبك من الخوف .. على طول صار يركض صوب بيتهم
    طق الباب طق قوي ومتتابع..
    فتحت له الباب البنت وطلت بدون غطا بس شال على راسها بدون لف ايضا :
    ــ مين...؟
    ومن شافته وقفت قدامه بالكامل وبأبتسامه خبيثه..:
    ــ هااا ,, جيت ... والله انك فهيم ...
    الا بصوت اخوها اللي كان متورط مع جعفر وسيد رضا من وراها يصرخ:
    ــ ويش تسوي عند الباب .. مين دا.. ؟؟ داخل يللا
    ــ زيييين...
    وتهمس له:
    ــ جى لك برجوله..
    ــ زين زين دخلي داخل الحين..
    جعفر في باله:
    ــ يازعم تعرف تضبط عرضك .. دخلي داخل هاا.. الحمدلله والشكر...
    ويوقف الرجال عالباب طول بعرض :
    ــ حي الله من جانا...
    ــ الله يحييك.. وين سيد هاشم..
    الرجال وهو دف بسبابته خشم جعفر :
    ــ اوووه عليك خشم شلاب تشم عدل .. ياملعون.. هشوووم داااخل..
    جعفر يفر راسه و يبتباعد عن اصابع الرجال اللي نرفزته.. وماسك اعصابه:
    ــ لويه ماخذنه.. جاهل وماله ذنب في اللي صار بينا..
    ــ جاهل..!! هالجاهل لسانه طويل و حنشه حنش بعبع.. قرضني قرضه ولد الدين زين ماطير جلدي.. شوف
    ويراوي جعفر عضة من سيد هاشم حمرااا على ذراعه
    جعفر :
    ــ ماحدا قال لك تسحبه غصبن عنه .. وين هو.. جيبه... وليش ماخذنه..
    ــ اقول انا مو جايبنه عندي سياحه وتغيير جو.. جايبنه لغايه في نفسي .. ولازم اسويها..
    ويسحب جعفر من رقبة ثوبه لداخل البيت ويسكر الباب وراه ويفر به فرتين في الحوش و هو حده معصب فيه:
    ــ اخذ حيفي فيك.. لو فيه؟؟ اختار..انا للحين ماسك اعصابي ومالمسته..
    جعفر مختلع من هالفعل المفاجئ ويحاول يفك ايادي الرجال عنه :
    ــ ويش فيك .. شيل ايدك
    ولا يشوف الا سيد هاشم كان قاعد بالزاويه و من شافه جى يركض ناحيته...و دموعه اربع اربع:
    ــ عمي ... طلعني من هنااا... >>> يسمي جعفر عمه لأن عباره صديق ابوه..
    جعفر :
    ــ لا تخاف حبيبي بنروح البيت الحين..ويش سووا فيك..
    ــ ماسووا فيني شي بس سحبوني لهنا.. وانا خااايف..
    ــ لا تخاف ..هذانا وياك

    الرجال يزيد الضغط على جعفر :
    ــ وين بتروح... اقول لك انت و الا هو.. اختار اخلص.. لازم افش غلي في واحد منكم... ولو اني افضل ابوه.. بس ابوه مايبين هالخايس عفر رايح شغله
    سيد هاشم بقهر يضرب في ايد الرجال:
    ــ لا تقول عن ابوي خااايس.. و خل عمي .. خلييييه
    ويدفه الرجال بعيد ويطيحه:
    ــ اخليييه.. والله ما اخليييه لين تخلخل ضلوعه..
    ويصير سيد هاشم يصيح.. و جعفر مو قادر يفك من الرجال:
    ــ بتخليني لو ويش..؟؟
    ــ لو ويش هااا.. راويني .. ويش بتسوي يعني ..انت اللي بتخليني اشلخ بدنك لو اشلخ بدن الجاهل...
    ويفلت جعفر من ايد الرجال ويدفه ويطيحه على وجهه وبالسرعه يخطف سيد هاشم بيطلع وياه الا يسمع الرجال ميت ضحك وهو يقوم:
    ــ اسمع... انت رووح هالمره... بس احلف لك بالله و اقسم لك.. اني مابخليك.. و لا بخلي هالفعنوص الصغير .. وراكم وراكم.. حتى عمته مابتسلم مني... دام انك ماخليتني اخذ حيفي فيك هالمره.. صدقني وانا عند كلمتي باخذ حيفي فيكم كل ابوكم يا خوات الشلب...
    جعفر هالكلام هز بدنه.. رجل في حوش بيت هالملاعين والرجل الثانيه برى..
    قال لسيد هاشم:
    ــ حبيبي ارجع البيت انت لعمتك تنتظرك
    ــ و انت..؟
    ــ بتفاهم مع هالرجال..
    ــ اخاف يطقك..
    ــ ههههه لا تخاف حبيبي .. قوي انااا...
    دخل جعفر وسكر الباب وراه.. في حين سيد هاشم.. ظل واقف برى و مو مطاوعنه قلبه يترك جعفر داخل..
    شوي صار الرجال يضحك بهستريا:
    ــ هاااا .. خفت من تهديدي اشوف...
    ويصير يسطر في جعفر...
    ومن يرفع جعفر ايده يقاوم.. يصرخ فيه :
    ــ لا تدافع عن روووحك.. قلت لك خلني اخذ حيفي فيك لا اطبق تهديدي.. هذا شي.. والشي الثاني ان طلعت من هنا ورحت اشتكيت علي عند الشرطه فوالله ما بخليك..
    ــ لا تخليني.. اختلت منك الديار..
    ــ لاااااااا.. ابدا مو هامنك روحك.. اجل لويه رجعت... ايوااا على شان الساده... خايف على بتهم وولدهم هااا... عرفنا لك..جرب اجل تشتكي و الله لأخلي هالياهل الدفش دا يعوف حياته... لأعقده و اكرهه فيها.. اسوي فيه سواه تشيب راسك زين... ولا عندي فيها.. و احلف لك لأخلي سيرة عمته على كل لسان...

    حزتها انفتحت عيون جعفر حدها بلا شعور من هالكلام اللي استفزه.. ويتفل على وجه الرجال..
    هالتصرف من جعفر زاد قهر الرجال فزاد الضرب عليه..

    سيد هاشم يسمع الكلام اللي يدور بينهم من ورى الباب.. ما رجع من الخوف على جعفر..و لا يندل البيت كان يرجع و يخلي عمته تستنجد بأي احد... متعود على طريق واحد من البيت للبقاله للمعلمه.. وكلهم خط مستقيم..
    ومن صوت الطق والتشدخ رجوله يبست ومو قادر ولا في باله يروح يطلع من أي زرنوق من الزرانيق المؤديين بالآساس الى شارع البقاله وبيتهم... فصار يطق في الباب ويصيح:
    ــ افتح الباااب.. خل عمي جعفررر.. افتحه...
    3 دقايق فقط كانت كفيله ترضرض بدن جعفر ترضرض..
    ليفتح الرجال الباب و يفلت جعفر في الطريق ويرد له التفله وبقهر و حيونه مو صاحيه منه يفلت على وجهه نعاله اللي انفصخ من الطق .. وبقهر:
    ــ احمد ربك اني صرت طيب وياك ومافرمت بدنك في القاع... و قد اعذر من انذر ان اشتكيت لتعرف ويش باسوي.. بااايعنها انا.. بااايعنهااا...و هي خاربه وخالصه..

    وكفخ الباب...
    جعفر يحاول يقوم .. ويشيل طبقة نعاله ويلبسها ويدور عالثانيه وين انفلتت و حالته حاله ووجهه مايتفسر من الطق ...
    الا ينتبه لسيد هاشم يلبسه الطبقه الثانيه وهو يصيح ويشاهق..
    جعفر بألم:
    ــ لوويه مارحت البيت؟؟؟
    سيد هاشم رفع راسه و عيونه مليانه خوف ودموع:
    ــ ما .. ما اندل..
    ورغم الألم الشديد اللي في جعفر الا انه ضحك:
    ــ خلف الله عليك.. اطلع من هالزرنوق بتشوف البقاله على يمينك .. بيتكم اخر بيت في السيد اللي قبال البقاله,, ماتوقعتك جبنه..
    سيد هاشم بس يشاهق و دموعه تصب..:
    ــ انا مو جبنه... ما اندل... بووزك.. بووزك طلع منه دم..
    جعفر يمسك شفايفه ويشوف في ايده دم...
    ــ يوو .. دم .. ويلي ... ههههههه لا تخاف حبيبي .. الرجال ما يتعوروا...

    قام جعفر وهو مو قادر يشيل عمره... مسك ايد السيد بيرجعه البيت...
    يمشي و هو يتعثر من الألم صايره خطوات الصغير اسرع منه...

    مامداه بيوصل لباب البيت الا ينفتح.. كانت نوريه طول الوقت تفتح وتسكر في الباب تطالع رجع جعفر ومعاه ولد اخوها لو لسى.. لتتفاجأ بشوفة جعفر بهالحاله واللي تفاجأ اعظم انها شافته فعطاها ظهره تنحنح:
    ــ احم.. يالله.. الحمدلله على سلامته.. داهو لقيناه لا تخافي عليه...
    ــ لوو سمحت.. وينا لقيته.. وويش صاير فيك..
    ــ خيه لا تسأليني.. ولا تخافي بس متهاوش مع ناس وانا ادور هاشم ،، ماليكم علاقه بهم لا تحاتوا.. من نحاستي تورطت وياهم.. يللا في امان الله
    نوريه بهمس:
    ــ رحم الله والديك.. يعطيك العافيه ماقصرت..

    وترك جعفر نوريه عالباب.. اللي وقفت وهي حاضنه سيد هاشم ومستغربه من اللي صار..
    دخلت وياه وعلى طول تولت هاشم اسأله.... وهاشم بدوره خبر نوريه باللي صار وبالتهديد...
    حزتها نوريه صارت تصيح عور قلبها جعفر وحست بالندم يوم تستنجد به .. و عرفت شقد هو رجال لما تحمل مسؤوليتهم و انطق مقابل سمعتها و سلامة ولد اخوها...

    جعفر وهو يتمشى راجع البيت.. يدندن ويا روحه ويترنح... ويغني:
    يا اسمر اللون من قال لك تجي حافي
    يا اسمر اللون صايبني عليك اجنون
    والعشق يبغي لطافه مايريد اجنون
    العشق لو تبتلي به ناقتي حنت
    ولو تبتلي به عجوز في القبر ونت



    اآآآه.. الا انا اللي اون.. ون... تووو ..ترري >> يحرك ايده المرضرضه
    ويش اقول انا استويت كني هيثموه السكران .. مايندرى به بأي سجن مقطوط عاد..... آآآه ويلي ياراسي مانى قادر انتقم الله منك يالمرزبه جعلك تعاوي طول الليل من عوار ايدك... آآه يا ايدي آآآه..
    وشوي الا يطلع له كلب من احد النخيل .. ويصير يعاوي عليه ويلحقه من وادي لوادي..وتكمل عليه..
    حزتها جعفر مسك طرف دراعته و ركيض وهو يعرج.. لدرجة طفرت طبقه من نعاله... ويوصل ديرتهم ويمر على بقالة عبااس شخط من السرعه... وكان عباس توه مقفل البقاله عوايده في التأخير وينتبه للكلب ويشيل طابوقه ويلوحه بها يخليه ينحاش
    ساعتها جعفر اختفى اصلا من سرعة الركض
    عباس مستغرب::
    ــ بسم الله الرحمن.. دا من دا.. لا يكون جني.. اعوذ بالله... ماشفته عدل شخط شخط,,

    ماوصل جعفر بيتهم ويفتح الباب الا يلاقي امه تستقبله وهي ميته خووف و تدق صدرها من شافته:
    ــ ويش فيك .. ويش هالحاله؟؟
    ــ لاحقني شلب ..
    ــ هاااه.. شلب وترضرضت كذاا.. لايكون نفس الرجال ديك المره شلخك.. ويلي عليك ياولدي ويش هالوجه اللي مابقى فيه محل صاحي...
    وتقعده امه وشوي وتصيح عليه..
    ــ شيه...وينا ابوي و حمدوه؟
    ــ ناموا من سلوم تقول دجاج ... ( سلوم = مغرب)
    وتحط على وجهه ثلج ملوت بخلقه... وهو يتحمل الألم ..
    ــ وي وي.. ويلي يا وجهي..
    ــ صدق لو تشدب عليي.. هالحاله من شلب لاحقنك..
    ــ أي والله شلب لاحقني ...ومادري تالي وينا ذلف .. آآه ويلي اماه.. تحطم مستقبلي
    ــ لويه بسم الله عليك..
    ــ مع هالوجه المخفس منهي بتاخذني..
    وتعص امه الخلقه على وجهه وهي تضحك:
    ــ غربال يغربلك من صبي.. دي ويه هالضربه طايح على ويه..
    ــ ماذكر من الخلعه..نعالي بكبره مادري وينا انحاش..
    ــ بسم الله على عمرك الرحمن الرحيم .. هفففف..
    شوي الا يسمعوا صوت صياح...من غرفة الجلوس
    وتحط مريم الخلقه في ايد ولدها :
    ــ قعدت رحمه بروح اشوفها..
    ــ اووه اماه الا صارت عندش هاليومين..
    ابتسمت مريم:
    ــ ايه تغير علي جو
    ابتسم جعفر وفي باله:
    ــ انتين اللي تغيرتي واجد ...الله يريح بالش يا يمه و يعطيش على قد نيتش ..

    ظلت نوريه طول الليل تفكر في اللي سواه جعفر .. محتاره هل تعلم اخوها اذا رجع بالسلامه لو لا..
    حست بجعفر انه ما تعرض للضرب الا على شان يحميهم وما تبغى تخلي طقه و عواره يروح ببلاش..
    خصوصا انها لما استجوبت هاشم فهمت عليه انه هدده لو بلغ الشرطه بيتعرض حتى ليها هي...
    ابتسمت و غفت عيونها وفي القلب دعاء .. الله يوفق هالأنسان و يعطيه على قد نيته...

    وفي اليوم الثاني... الصبح انتبه الكل على صوت درس قرآن..
    ام علوي كانت في الحوش تاكل فطور مع عيسى...
    رفعت ام علوي راسها ..
    ــ انا لله و انا اليه لراجعون... مايندرى دا مين..
    عيسى خلص فطوره:
    ــ الحين ابطلع اروح اشوف اللي قال به عمي .. و بمر المغسل اشوف مين المتوفي..

    طلع عيسى.. وصل المغسل لقى الناس متجمعين برى يستعدوا لتشييع جنازه.. تقرب مامداه بيسألهم مين المتوفي ؟ الا يسمعهم يقولو:
    ــ رحمك الله يابو سلمان... انا لله و انا اليه لراجعون...
    عيسى وقف و مو مستوعب اللي سمعه.. الا بطلعة الرجال من المغسل شايلين النعش ومن بينهم سلمان ولد عمه
    حزتها عيسى حس رجوله يبست
    تنحى على جنب.. وعبروا متوجهيين للمقبره...
    صار يمشي وراهم ، و شريط ذكرياته مع عمه يتسارع.. الى ان وصلوا للمقبره وهم يدفنوه.. و في مسامعه يتردد اعتذار عمه.. و اسم الرجال اللي طلب منه عمه يروح له..
    خلصوا من الدفن توجه عيسى الى سلمان.. وبأختناق ودموعه انهارت بعفويه:
    ــ عظم الله لك الأجر..
    التفت سلمان الى عيسى... و توجه ناحيته ... و عيونه مليانه حزن...
    وبلا شعور....




    الى الملتقى..





  24. 8 أعضاء قالوا شكراً لـ Princess على المشاركة المفيدة:

    أموآج (10-02-2011), أنيـ القلب ـن (09-29-2011), بلسم لجروح (10-01-2011), زهور الريف (11-10-2011), زهرة الريف (09-29-2011), صفــآإء ..~ (10-11-2011), طفلة تحت المطر (09-29-2011), عفاف الهدى (10-04-2011)

  25. #43
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    الفصل الثامن عشر..


    طلع عيسى.. وصل المغسل لقى الناس متجمعين برى يستعدوا لتشييع جنازه.. تقرب مامداه بيسألهم مين المتوفي ؟ الا يسمعهم يقولو
    :
    ــ رحمك الله يابو سلمان... انا لله و انا اليه لراجعون...
    عيسى وقف و مو مستوعب اللي سمعه.. الا بطلعة الرجال من المغسل شايلين النعش ومن بينهم سلمان ولد عمه
    حزتها عيسى حس رجوله يبست
    تنحى على جنب.. وعبروا متوجهيين للمقبره...
    صار يمشي وراهم ، و شريط ذكرياته مع عمه يتسارع.. الى ان وصلوا للمقبره وهم يدفنوه.. و في مسامعه يتردد اعتذار عمه.. و اسم الرجال اللي طلب منه عمه يروح له..
    خلصوا من الدفن توجه عيسى الى سلمان.. وبأختناق ودموعه انهارت :
    ــ عظم الله لك الأجر..
    التفت سلمان الى عيسى... و توجه ناحيته ... و عيونه مليانه حزن...
    وبلا شعور.... احتضنه .. وشد عليه ..
    كان سلمان يرتجف مثل الطير المذبوح.. بدون انين.. بدون صياح.. بدون دموع ... هالموقف خلى قلب عيسى ينقبض.. صار يطبطب على ظهر سلمان ويمسح عليه... ودموعه تصب مو مستوعب هالموقف اللي هو فيه ..
    يذكر وجه عمه ويتذكر آخر كلامه له .. و مابين يوم وليله يفارقهم بلا وداع..

    وفي بيت عباس ...

    عباس : ــ ها ويش قلتوا..؟؟ فكرتوا باللي قلته زين ما زين .؟
    حسن : ــ والله نشوف ويش ممكن يطلع بيدنا والله كريم..
    حسين: ــ المشكله انها تهمت روحها وتسترت على اخوها.. ودا بالقانون يتسمى التستر على مجرم.. فما يندرى ويش حكمها ..؟؟
    عباس: ــ بس اخوها مو بكامل قواه العقليه.. ولا هو مجرم متعمد.. فعلا كان دفاع عن شرف..
    حسن : ــ لازم نشوف محامي اول وناخذ استشارته قبل لا نروح ونفتح القضيه ونتورط و نزيد الطين بله...
    حسين: ــ و لازم نودي بشير المصح النفسي زي ماقال اخوه .. هو المفروض يكون هناك ويتعالج ,, بس هل انتون متأكدين لماقتل بشير نذير... كان مريض وقتها والا مرض بعد ما قتله..؟؟
    عباس : ــ هاا..؟ وويش اللي يفرق في كلا الحالتين دفاع عن شرف اخته...
    حسين : ــ تفرق عالأقل حتى لو كان دفاع عن شرف ما يتعاقب او تتخفف العقوبه لأنه مريض نفسيا.. !!
    حسن : ــ وين باسم.؟ نادي عليه و اسأله...

    جى باسم .. وسألوه...
    باسم:
    ــ اخوي.. حسيت انا من لما كنا صغار ان فيه شي.خصوصا لما يتهاشو امي وابوي لو يطقه ابوي لو يطق حليمه... ينقلب واحد فاني... كان دايما يقول انه يشوف اشياء و فجأه نشوفه فرحان بدون سبب وفجأه زعلان.. كنا كل نفكره يشلخ علينا بس علشان يلفت النظر له.. خصوصا ابوي كان دايما يفشله و يعتبره ماله فايده بالحياه .. فترك المدرسه وصار يشتغل وياه في المنجره بس على شان يرضيه ...
    حسين: ــ مامره سوى فعل عجيب مايتصدق؟
    ــ ايه.. كان دايما يتهاوش مع ابوي و ما يخاف منه وعادي يضربه حتى..
    حسن:ــ ياساتر ... ومن متى هالكلام؟ وليش ؟
    ــ من سنين ,,, اذا هاوش ابوي امي لو حليمه او ضربهم.. بشير ماكان عنده مانع يهجم عليه ويضربه..

    عباس: ــ امممم.. لازم نشوف محامي خلال هاليومين ونستشيره .. ونرتب الأوضاع...
    حسن: ــ عساه خير..
    عباس: ــ هيثموه الخايس اصلا مسجون من ديك الليله عشان قضية الحشيش طاح حظه..
    حسين: ــ مو معوره قلبي الا امه من وادي لوادي تدور ماهي عارفه ويش تسوي بعمرها....

    بعد يومين..
    وعلى باب مرت ام جابر,, مرت ابو جابر الأولى .. بعد ما راحت للرابعه و قالت ليها انه عندها
    وقفت ام هيثم... طقت الباب فتحته ليها... استقبلتها ودخلتها... ماكانت تدري بها من هي...
    سألتها عن ابو جابر... استغربت... و خافت خصوصا انه اول مره تجي مرأه وتسأل عنه...
    دخلتها عليه المجلس ,, وقعدت جنب زوجها بتشوف قضية هالمرأه ومن هي؟
    ام هيثم اللي كانت ترتجف و ميته خوف و الحزن ذابحها... ظلت واقفه كم دقيقه وهم يطلبو منها تقعد .. الا ان انهارت على ركبها وصارت تصيح:
    ــ دخيلك يا ابو جابر.. اني والله مالي بهالدنيا غيره.. طلبتك تساعدني...
    وصارت تصيح .. و تشاهق ..
    ابو جابر و مرته انصرعوا..
    ام جابر :
    ــ ويش فيش؟؟ وويش صاير ؟؟ وويش تبغي ابو جابر يسوي لش..اساسا مين انتين؟
    ام هيثم والكلام يتقطع تقطيع مابين شهقاتها والدموع:
    ــ اني .. ام هيثم...
    من قالت اسم هيثم.. اعتفس وجه ابو جابر ....
    ام جابر ماكانت تعرف مين هيثم ولا سمعت به.. كانت مرأه طيبه كافه عافه ماتطلع من بيتها الا للضروره القصوى .. مو مثل زوجاته الثانيات..
    ابو جابر و لهجته مو مرتاحه :
    ــ خير ان شالله..
    ــ خذووه.. خذووه من دي شهر لو زود وسجنوه.. مادري لويه .. اكيد مآذي احد .. هالولد تاعبني وشاقيني بس مالي غيره والله.. طلبتك تروح و تكفله.. و اني حاضره باللي تبغوه..و طلبتكم تخلوني اشتغل عندكم اسوي أي شي .. مالي احد بهالدنيا وكلما رحت لأحد صكو الباب في وجهي ..
    كلام ام هيثم اثر في مرت ابو جابر... كانت مرأه كبيره بالسن.... بنت عم ابو جابر فلذلك ظلت على ذمته و اخذ عليها بدل الوحده .. ثلاث... و هي ام جابر..
    جابر اللي ضاع من عندها من لما كان في اول شهوره ,ودورا عليه بكل مكان في الفريق .. وبلغوا عن اختفاءه ولكن مالقوه ،، اختفى الطفل .. فص ملح وذاب...

    وهجرها ابو جابر وقتها من قهره وعرس عليها يبغى يحرق قلبها .. و هي مو داقه خبر له لنها بغت تموت من حزنها على ولدها... مرضت و كبرها الهم سنين و سنين ..
    لكن مع ذلك كان ابو جابر رجع ليها لأنه يحبها ويرتاح ليها.. ولسوالفها.. لا تحن ولا تتطلب ..
    فكانت ملجأه اذا بغى الراحه من الهدره..
    كانت امرأه طيبه وعلى نياتها... صارت تصيح مع ام هيثم لا شعوريا.. وصارت تطلب من ابو جابر يساعد ..
    ابو جابر اخذ ام جابر و دخل وياها غرفه ثانيه .. وخلو ام هيثم تنتظرهم بالمجلس..

    ابو جابر:
    ــ انتين ماتدري بهالهيثم بلاويه بلاوي مايندرى لويه ماخذينه .. وبعدين انا ما احبه ولا ارتاح له...من جو بهالفريق دي 6 سنين عفر و انا مو مرتاح له هالآدمي..
    ــ لويه عاد ويش سوى لك الصبي.. مسكينه امه تقطع القلب.. حاسه فيها والله...فرقى الضنى غالي.. وانت ما شالله عليك يا ابو جابر عندك واسطات وبتقدر تساعدها ان شالله..
    ــ حسب البلوه اللي مهببنها.. اففففف استغفر الله اقول لش هالصبي ما اطيقه...
    ــ لويه عاااد..!!
    ــ مادري من اشوفه ينقبض قلبي و اتضاااايق.. حتى لو ماسوى لي شي وعبر علي عبور..
    ــ يادافع البلا.. عاد على شان خاطري اول مره اطلبك .. زين دخيل الله خليها تشتغل في البيت ولو ان ماعندي شي فيه داك الزود .. بس كبرت اني وابغى من يشيل الحمل عني.. وحاول دخيل الله تشوف بس ويش سالفته .. عالأقل طمن قلب امه عليه..
    ــ افففف ... انا لله وانا اليه لراجعون.. خلاص ان شالله يصير خير...
    ــ ياعساني ما انحرم من طيبك وعطفك.

    خلى ابو جابر ام هيثم تبات مع مرته و طلب منها تشتغل عندها.. وطلع من عندهم و التفكير شاغل باله....

    وفي بيت ابو سلمان.. عيسى جالس و سلمان منسدح جنبه غافيه عيونه...
    الأفكار تاخذه و توديه..
    يبغى يرجع البيت لخالته اللي طل عليها و خايف عليها لنها بروحها... وبنفس الوقت معور قلبه ولد عمه بهالحال وبهالموقف بروحه...
    ويقطع افكاره شهقه من سلمان اللي صحى من النوم مفزوع...
    حضنه عيسى و صار يمسح عليه.. وسلمان شابح بعيونه مثل المفزوع:
    ــ لحالي صرت.. ما احد وياي.. حتى امي اللي توقعتها من تسمع بالسالفه تجي لي.. ماجت..
    ــ يمكن ماسمعت.. مادرت..!!
    ــ مستحيل.. اصلا امي ماعمرها عاملتني بحنيه ما كأنها امي نهائيا ,, مصدوم انها منها ومن اللي سوته فيك..
    ويشد على عيسى.:
    ــ وانت صابر وساكت وماعلمتني.. خليتني على عماي اعاملك معامله زفت.. سامحني يا عيسى.. سامحني..
    عيسى يشد على سلمان وهو مستغرب كيف درى عن امه.. :
    ــ كيف دريت عنها.؟ قال لك المرحوم.؟
    ــ لا .. كلكم خبيتوا عني.. بس انا دريت بروحي.. شفتها هذيك الليله لما حفرت انت تحت درج بيتنا... ولحقتها لما لحقها ابوي وهم مايدرو وهي رايحه لبيت الساحر... عرفت كل شي وقتها... بس اللي ما تخيلته يصير منها انها تسمع بموتة ابوي وماتجي حتى تشوفني ...ولا تعزيني...ولا حتى تهتم

    عيسى:
    ــ هدي بالك وقوم وياي..
    سلمان يمسح دموعه ويشد على روحه:
    ــ وين؟
    ــ بيتي.. بروح لخالتي ام علوي .. ولا ودي اخليك بروحك.. قوم وياي..
    و يالله طاوع سلمان عيسى .. وراح وياه..
    دخلو البيت.. لقو ام علوي تسف في خوصها..
    الحوش كان بارد بداية الخريف و ريحة الخوص الرطب منتشره فيه.. وصوت ام علوي اللي كانت تدندن ويا روحها عاطي الجو حنيه و دفء..
    بمجرد ماسكر عيسى الباب وقال:
    ــ يماه.. يالله.. وياي ضيف..
    تغطت ام علوي نص غطا..
    ــ حياه امي.. تفضل..

    سلمان:
    ــ مساش الله بالخير ..
    ــ هلا يمسيك بالنور والسرور...
    ــ انا سلمان ولد عم عيسى.. شحوالش خالتي...
    حزتها تركت ام علوي الخوص من ايدها ووقفت و هي حاطه ايدها على قلبها:
    ــ وي.. وي هلا بيك يا امي.. عظم الله لك الأجر..
    سلمان.. من ردة فعل ام علوي العفويه.. وكلمة امي اللي طلعت منها بكل حنان وخوف.. جته الغبنه... رد عليها بصوت مخنوق:
    ــ سلم الله عمرش...
    ــ ويش حالك ياولدي؟
    كلمة ولدي .. اللي ماسمعها من امه ولا مره.. زادته غبن على غبنته
    ــ الحمدلله على كل حال.....
    ــ وي ياعسى الدهر مايضيمك.. ولا يهينك .. ياعساك طولة العمر و السعاده و الحلم والعلم و الهدايه.. وياعسى ابوك الرحمه و الجنه..
    عيون سلمان حزتها غرقت بدموعه المكبوته.... وصار يحاول يكبتها .. في حين عيسى يطالع فيه ومبتسم ومعوره قلبه عليه..
    ام علوي :
    ــ تعال ياعيني استريح...
    ام علوي مرتبكه من جية سلمان خطت خطوتين على ورى بتتباعد ونسيت ان وراها مغطس معدن فيه الخوص المنقوع...
    فضربت رجولها فيه..
    سلمان لا شعوريا وهو خلاص بيجلس في الجهه اللي تباعدت عنها ام علوي لما سمع صوت ضربة رجولها بالمغطس قال بأنفعال:
    ــ بسم الله عليش...
    و حبى على ركبه وباعده عنها وبين ماهو يباعده ام علوي ابتسمت و مدت ايدها الا هي على راسه.. تحسسته وصارت تمسح عليه...وهي واقفه:
    ــ سمت عليك الزهرا ام الحسنين...
    سلمان وقتها... ومع شعوره بيد ام علوي تمسح على راسه... حس بشعور اليتيم الفاقد للتو.. و اللي محتاج حنان من حواليه..
    بلا شعور مسك اطراف شيلتها وشد عليها وصار يون ودموعه اخيرا طاحت...
    عيسى ماتحملهم صار يصيح هو الآخر..
    ام علوي تحاول ما تصيح لكنها ماقدرت صارت تمسح على راسه وكتفه وتخفف عنه...
    ــ طلع اللي فيك ياولدي..فضفض..
    وظل سلمان على هالوضعيه وطلع كل الحزن والحسره اللي فيه و ام علوي تطبطب على كتفه و تمسح على راسه و تهدي فيه:
    ــ ياولدي مادايم الا الله سبحانه... كلنا بنروح ,, خل ايمانك بالله قوي و ترحم عليه...


    وفي الليل .. في بيت حسن وحسين...

    جعفر منسدح يحاول ينام و الأفكار في راسه تدور..
    يفكر في اللي صار عليه و يفكر بالسيده نوريه .. وده لو يتقدم ليها بس ظروفه الماديه ماتسمح .. وفوق هذا عنده اخو اكبر منه مسافر ويحتاج لعرس هو الآخر... ( من سنين كان لازم اول شي يعرسو الكبار بعدين الصغار سواء ذكر او انثى)
    نام و هو على امل... تمشي الأيام زي ما يتمناها...

    وفي غرفة حسن مريم تنوم رحمه بعد ما رضعتها فاطمه...
    وتفكر هي الثانيه بحياتهم وحياة هالبنيه وحياة اولادها.. وتدعو الله يفك قيد امها ويرجعها ليها بالسلامه...

    و بالسجن... حليمه مجافنها النوم.. منسدحه و حاطه ايدها تحت خدها ,, هالات عيونها للخدود.. و ملامحها جامده و ما تتفسر... و سناء منسدحه في سريرها مقابل حليمه تتأملها و دموعها تسيل و بأمنيه انانيه نسبيا تتمنى لو ام احمد متواجده معاهم تخفف الحزن عن حليمه وتاخذها بأحضانها...

    تنوعت المشاعر مابين كل مكان والثاني متأرجحه مابين حزن و دعاء و شوق و حنين..





  26. #44
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    وفي بيت ام جابر ...
    واللي ماكان فيه احد غير ام جابر و ام هيثم

    طلعت ام جابر الحوش مو جاينها نوم.. لقت ام هيثم هي الثانيه جالسه بالحوش ضامه نفسها و رافعه راسها للسماء وتصيح و تتمتم
    ام جابر كحت لا تخلعها.. انتبهت عليها ام هيثم مسحت دموعها بالسرعه ... ووقفت :
    ــ بغيتي شي ام جابر..؟
    ابتسمت ام جابر:
    ــ لا عطاش الله العافيه.. انتين ضيفتي الليله ويش دعوه من الحين بتقابلي شغلش... استريحي ...
    قعدو الثنتين...
    هدوء.. لكم دقيقه... بعدها كسر هالهدوء سؤال من ام جابر..:
    ــ كم عمره ولدش..؟
    ــ 26 سنه...
    ــ الله يحفظ عليه...
    ام هيثم ببراءه وبدون ماتدري:
    ــ و انتين يا ام جابر؟ وين جابر ولدش,, للحين ماشفته.. وكم عمره؟
    ابتسمت ام جابر ,, ابتسامه بين عليها الحزن وبتنهيده:
    ــ ولدي.. ولدي مادري وين ارضه ووين سماه... حي هو لو ميت... ان كان حي سبحان الله يكون بعمر هيثم ولدش تقريبا.. اصغر منه بسنتين.. الله يحفظه لش و يطلع بالسلامه ..و ان كان ميت فالعوض على رب العالمين...
    ام هيثم حست بأحراج و تضايقت على شان ام جابر وتمنت لو انها ما سألتها..
    ورجع جو الصمت.. الى ان قالت ام جابر:
    ــ من تقريبا 24 سنه.. طلعت للعين الغربيه اني مع ولدي جابر.. كان بعده باللفه له شهرين بس .. ماكان عندي احد اخليه وياه , اهلي ساكنين بعيد في ديره فانيه و ابو جابر مسافر.. و الجيران بعدي ما اتعود عليهم.. و استحي منهم... وبيني وبينش.. كنت اخاف على ولدي و ابغاه دايما تحت عيني .. ذاك اليوم كانت العين زحمه مره .. نزلت اسبح فيها وتركت جابر في سلته تحت نخله كانت قريبه من العين.. و ظليت اراقب فيه.. وفجأه و اني اغسل شعري... ومع الصابون طاح خاتم ذهب من صبعي.. وبلا شعور طمست في الماي ابغى اصيده... و صرت احاول الاقيه , بغيت افطس من كثر ما طمست احاول ادوره.. كان هديه من ابو جابر وما حبيت اضيعه بهالسهوله.. . وبعد فتره واني اطامس و ادور ناسيه ان ولدي وياي خصوصا انه كان هادئ و نايم ...ومغطى بخلقه عن الهوا و الذبان..التفت صوب النخله ...
    اختنق صوت ام جابر ساعتها.. تحس نفسها مو قادره تكمل...
    ام هيثم تأثرت وياها وفهمت ويش اللي صار ,,و دموعها تسيل بشكل مو طبيعي .. صارت تمسح على ظهرها ...
    ام جابر بأختناق ودموعها تسيل:
    ــ مالقيت السله.. وطلعت من العين... وصرت اسأل في النسوان اللي حوالين النخله .. وين السله.. كلهم اكدوا لي ان مرأه متغطيه جت وخذتها .. وما وحده فيهم سألتها لأنهم مايعرفوني ولا يدروا السله لمين ولا يدرو ويش بداخلها..
    ام هيثم لا شعوريا صارت تصيح و تنحب بصوت عالي...
    ام جابر هدأت و صارت تطالع في ام هيثم مستغربه من تفاعلها المفاجئ اللي فجأه صارت تضرب في صدرها... وتقول:
    ــ حاسه فيش و مجربه.. حاسه فيش ومجربه...بس اني ولدي هيثم مات..
    ام جابر تمالكت نفسها وبتساؤل مندهش:
    ــ مات..!!
    ــ ايييه مات.. غرق بعين و اني كنت وياه من اهمالي... الحزن و الجرح هو نفسه ياخيه... نفسه..
    ــ اجل.. مين هيثم؟ المسجون...
    ام هيثم تتنهد وهي تمسح دموعها...
    ــ هذا ولد وحده اعرفها... اني مو من هالديره توي جايه ليي 6 سنين بس... ولاني من الديره اللي جيت منها اهلي تبروا مني ...
    وتصير تصيح و هي مقهوره و فيها من الحزن ما يعادل حزن ام جابر:

    ــ تبروا .. لأني انحشت مع ابو هيثم و عرست عليه بدون رضاهم... كان مقطوع من شجره ماله احد بهالدنيا .. وكان يشتغل في مزرعة ابوي ....كبرنا وربينا مع بعض وتعلقنا ببعض كان ابو هيثم الله يرحمه يجمع القرش على القرش لجل يتقدم لي ولكن لما تقدم ابوي رفضه و هزأه و سمعه كلام جارح.. هالشي حز بخاطري و خلاني اقترح على ابو هيثم من قهري وحسرتنا ننحاش.. في البدايه كان متردد بعدها وافقني... و انحشنا لديره غير ديرتنا.. الله عطاني هيثم و توفى ابوه بعدها بسنه طاح من فوق نخله.... ظليت وحيده بعد ما ورثني بيت صغير مالي الا الله و عطف الناس حواليني... بعدها بسنتين.. غرق ولدي في العين وهو يلعب مع صبيان .. و مادريت به الا وهو جثه محموله بذراع وحده من النسوان...اكلني الهم.. و كان الود ودي ساعتها لو الله ياخذ روحي ويريحني... الدنيا اسودت بعيوني.. فقدت زوجي اول تالي فقدة ضناي.. حسيت ان الله يعاقبني على عصياني لوالديني... رجعت ديرتنا بعدها بفتره لكنهم استقبلوني بالطرد .. تمنيتهم لو يذبحوني .. بدل لا يضربوني.. تمنيت ما ارجع للبيت اللي تركته بذكريات كلها حزن و ألم.. لكني رجعت وكلي قهر و حسره..... ولقيت وحده فقيره على بابه.. بحضنها ولد صغير ابو شهور .. خرسا ما تتكلم..... وحالتها حاله و نفسيتها مريضه ..
    دخلتها بيتي و اهتميت فيها.. كانت تعاني من حاله نفسيه صعبه عجزت اعرفها.. ومع ذلك ما آذتني تعلقت بولدها صرت اداريه و اهتم فيه لحد ما اوتعيت في يوم.. ولقيتها راحت لربها.. وظليت اني و الولد... اللي ماكنت اعرف حتى اسمه.. فسميته هيثم... وظلينا عايشين بذاك البيت 19 سنه وهو حسبة ولدي اللي فقدته.. لكن ما الله اراد له الهدايه..

    كان تاعبني ومشقيني و مسبب لي مشاكل بالديره.. لحد ما فجعني في يوم انه رهن البيت وعجزت ساعتها افك الرهن فما كان منا الا نترك البيت و الديره و نجي لديرتكم.. ومع هذا المشاكل من طرف هالولد ظلت تلاحقنا ..
    كذا مره كنت اطرده من البيت.. لكن قلبي مايطاوعني وهو حسبة ولدي و ربيته.. تعلقت فيه يا ام جابر والله يشهد... و الحين قلبي كل يوم وليله يتقطع بسكاكين على فراقه...


    ام جابر شبحت بعيونها.. ومسكت ام هيثم من كتوفها وبأنفعال هزتها:
    ــ متى جت على باب بيتكم المرأه.؟ وويش كان لابس ولدها... قولي لي ... قووولي لييي؟؟!!
    ام هيثم استوعبت صريخ ام جابر فيها على ويش وويش ظنها فيها... صارت دموعها تتقاطر بلا شعور و بتردد مبين عليه الخوف و عيونها تترتجف :
    ــ ت.. ت... تبان. ابيض. وفانيله خفيفه حمرا و ملفوف بخلقه صفرا.. ( التبان : سروال قصير مره مايغطي الفخذين)
    هدأت حزتها ام جابر.. تذكر بالضبط ويش اللي كان على جابر .. كان عليه تبان ازرق و فانيله زرقاء و الخلقه الملفوف بها بيضاء..
    صارت ام جابر تتعذر من ام هيثم و تطلب منها تسامحها على انفعالها وتعذرها..
    رجعت كل وحده فيهم لغرفتها .. وحطت راسها..
    ام جابر ضامه المخده و دموعها تسيل .. من حرقة قلبها اللي ما هدأ لحظه
    و ام هيثم شارده تفكر في ولدها و تفكر هالولد اللي شافته هل هو فعلا ولد المرأه لو بايقتنه وبدلت ثيابه ؟ انكمشت على نفسها وفي قلبها تردد.. ( هيثم ولدي مهما كان ومهما صار)


    وفي الصباح...

    فتح سلمان عيونه على صوت ام علوي تدرس الأطفال قرآن .. لقى عيسى مو موجود.. طلع من الغرفه وهو يتنحنح...
    ام علوي وقفت الدرس:
    ــ صباحك خير ياولدي.. عيسى في الغرفه هناك .. الحق عليه قبل لا يطلع و اجدع وياه >> اجدع = افطر... جدوع = فطور..
    دخل سلمان على عيسى لقاه بسروال وفانيله و يخيط ثوبه و الفطور على جنب مغطى بخلق...
    ابتسم عيسى:
    ــ صباحك خير ..
    سلمان بأبتسامه متعبه:
    ــ صباحك نور.. ويش تسوي..؟
    عيسى يقص الخيط خلص من الخياطه:
    ــ ههه .. ارقع فوبي...
    ــ ههه والله فنان.. تعرف تخيط.؟
    ــ ايه يعني خياطه على قد الحال..
    ويلبس الثوب و يفره على جنب مكان الخياطه..ويصير يجره و يعدله صار متكفس شويه ضغط على الغرزه وهو يخيط
    ــ يبين الخياط.. غربال شديت على الخيط
    ــ لا زين ما يبين...
    ــ مشينا ناكل ... بسم الله
    ويشيل الخلقه ... ويبتسم:
    ــ مادري يعجبك فطورنا لو لا؟
    كان قرص بيض مقلي و خبز عربي و شاي ...
    ابتسم سلمان:
    ــ لويه مايعجبني ..؟ ليش الناس ويش يفطروا؟
    ــ ههههه مادري؟
    ــ مين سواه دا؟
    عيسى يدق على صدره:
    ــ انااا...
    سلمان يطالع في عيسى :
    ــ ما شالله عليك.. توي ادري بك تعرف كل شي.. شايل عمرك شيل...
    عيسى و هو ياكل :
    ــ الحمدلله الحياه علمتني ما اعتمد على احد... الله يحفظ لي خالتي ام علوي كانت شايلتني شيل و انا صغير ومن مرضت و راح بصرها.. تعلمت اخدم روحي بروحي..

    صار سلمان ياكل الفطور..ويبلع كل لقمه بغصه على حاله..يقارن بين نفسه اللي عاشت بعز و رخاء واللي ماكان يسوي ولا شي لنفسه و لبسه اللي ماينتظره ينشق ليشتري فوقه الف لبسه ولبسه ومع ذلك ما كان يعيش بنفس السعاده و الراحه و الأمتنان اللي حسهم في عيسى البسيط ...
    بلا شعور انسلت دمعه و طاحت في كاس الشاي اللي كان يهفه عن الحراره .. انتبه له عيسى وصار يطالع فيه..
    ضحك سلمان بأصطناع ومسح عيونه:
    ــ من بخار الشاي حار.. حرقني ودمع عيوني...
    ابتسم عيسى:
    ــ خليه يبرد له..!

    خلصوا فطورهم وطلعوا...
    سلمان : ــ تسلم يا ولد العم عالضيافه .. ماقصرت.. برجع بيتنا الليله و بلم اغراضي...
    ــ ليش؟ وين بتروح؟
    عيسى وهو يطالع في السما مع تنهيده من القلب:
    ــ البحرين... لأهلي اللي هناك
    ــ يعني بتسوي زي ما قال لي معتوق ووصاك عمي .؟ بتروح تشتري سهم شركاء المرحوم من هناك و بتدير الحلال؟
    ــ ايه.. ويش اسوي اقعد هنا... مالي غرض .. كل الحلال هنا حلال ابوك المرحوم وبالتالي حلالك..
    عيسى يحط ايده على كتف سلمان:
    ــ شدعوه ياخوي.. حلالك حلالي...
    سلمان ما تحمل و صار يصيح بهدوء ومن قلب..
    ضمه عيسى وصار يمسح على ظهره في حين ظلت ايادي سلمان منسدله ..وبصوت مخنوق:
    ــ سامحني.. سامحني على كل غلطه ارتكبتها بحقك.. ماكنت ادري باللي جرى عليك.. سامح المرحوم.. ماكان بوعيه لما ظلمك ..
    عيسى يطبطب على ظهر سلمان وبخفه:
    ــ مسامحنكم جميع.. دنيا و آخره.. انت.. و عمي.. و حتى امك...
    سلمان وقتها ومن طاري امه بالذات... و هي السبب في كل اللي صار... زاد صوت صياحه المختنق و ضم عيسى هو الآخر وصار يشد على ملابسه :
    ــ امي... ياليتني ماكنت ولد امي... امي؟ وين هي امي عني؟ انا مو مسامحنها كيف انت تسامحهاا؟؟
    ــ لااا..استغفر ربك.. مهما كان هذي امك..


  27. #45
    مشرفة منتدى التصاميم والإبداع الصورة الرمزية Princess
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    My Small Kingdom
    المشاركات
    8,121
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    33
    تم شكره 337 مرة في 116 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    4147

    رد: اوهـــــــــام و احـــــــــــــــلام

    وصل عيسى سلمان و راح يدور عالرجال اللي وصاه عمه يروح له .. ليسجل نفسه.. انسان بشهادة ميلاد تثبت له كيان بهالوطن..

    في بيت ابو جاسم ( استاذ عبدالحميد)

    جاسم جالس هادئ مو عوايده.. مبرطم وحزين..
    جنه:
    ــ ويش فيك مبرطم و ثاكت؟ مو عوايدك؟
    ما يرد عليها...
    جنه:
    ــ ما رحت المدرثه اليوم حق ويه؟
    مايرد عليها...
    جنه تستفزه:
    ــ لا يكون منحاااش و الله لعلم ابوي عليك

    جاسم ابدا في عالم ثاني....
    راحت جنه وسالت امها:
    ــ ويش فيه جاثموه.؟ مايرد عليي؟
    كريمه تشخل العيش:
    ــ ويش دراني عنه اكلت القطوه لسانه.. عفر !

    الا برجعة ابوه من المدرسه ....
    واللي على طول من شافه قاعد بالحوش و في عالم آخر..
    عبدالحميد بأنفعال:
    ــ ويش فيك ماجيت اليوم المدرسه هاااا.. من متى اخذك وياي انا حق اطمن ... ولا عاد اليوم يوم توديع خويك بدر بيسافر خلاص... المدير لنه متفوق قرر يسوي له حفله اليوم و تجمعنا نسلم عليه هو وابوه اللي كان وياه يخلص اجرائات اوراق غيابه..
    كريمه طلعت من المطبخ :
    ــ أهااا.. علشان كذاااا....
    جاسم منقهر وشوي بيصيح:
    ــ مانا رايح.. لويه اروح.. ؟
    عبدالحميد:
    ــ آه يالملعون.. وتقول مانا لي هااا..يعني ويه؟ منت مودعنه؟ ماتقدر على فراقه؟ اووووه والله ماتوقعت العلاقه تصير بينكم بهالدرجه... و انا اقول يطالع فيني من بد الآساتذه كلهم في حفل توديعه طلع على شانك يدور عليك... اكو جى وياي
    جاسم قام منفعل ولا هو مستوعب كلام ابوه و صار يصيح وبقهر:
    ــ ما قال لي انه بيسافر .. سمعت من الصبيان .. لويه ماقال لي .. ها لويه.. مانا مودعنه .. مانا ..
    الا يسمع صوت ورى ابوه ... وبنفس الوقت ابوه قال لكريمه:
    ــ يالله يالله.. تفضل يا ابو بدر..
    وصوت ابو بدر برى البيت ..
    ــ لا تسلم بس بدر خله يشوف جاسم وبنمشي..

    جاسم وقف مذهول.. الا ببدر بعكازاته يدخل و في عيونه دموع...و يسرع ناحية جاسم وهو يقول له:
    ــ ماقلت ليهم انا بعد يمكن سمعوا من ابهاتهم لأن ابوي قال بالسوق انه بسافر.. ليش ويش هم بالنسبه لي علشان اقول ليهم و اخليك انت ياغبي يابهيم .. انا مابغى اروح اصلا ..
    ويتعثر ويطيح ويركض له استاذ عبدالحميد الا بجاسم يركض له ويقعد عالأرض ويحضنه ويصير يصيح:
    ــ لا.. روووح... انا اقول لك روووح.. روح وتعالج و ارجع لينا مثل لول.. خلينا نلعب مع بعض و نستانس.. اذا مارحت بزعل عليك ليوم القيامه ومابكلمك...

    في المطبخ جنه و امها يصيحوا...
    ابو بدر برى يسمع كلامهم و يمسح دموعه بغترته..
    و عبدالحميد حضنهم ثنينهم و بهدوء :
    ــ الهي لا يحرمكم من بعض ولا يغير عليكم.. وترجع يابدر بالسلامه...



    العصر وفي مكتب المحاماه....
    عباس و حسن و حسين يناقشو قضية حليمه مع محامي...
    المحامي:
    ــ من الأساس يا اخواني اذا كانت المتهمه ما قتلت بدافع الدفاع عن شرفها.. لنها قتلت بالأساس زوجها و تركت المجرم.. ولأن زوجها شريك في الجرم مع المجرم يرجع الأمر لأهله.. ابوه و اخوانه.. هم اللي يحددوا حكمها تاخذ حكم او تدفع ديه او لا شيء عليها.. اذا كانوا متأكدين من جرم ابنهم...
    عباس:
    ــ طيب مو هي اللي قتلته؟ قتله اخوها واللي يصير اخوه.. وهو مريض نفسيا معاه انفصام .. ثارت حميته على اخته فقتل اخوه
    المحامي بأستغراب:
    ــ لا اله الا الله.. يعني هو اخوه من ابوه مثلا وهي اخته من امه او العكس.
    ففضل اخته على اخوه و صار اللي صار...دوختوني وضحوا لي الله يرحم والديكم.
    حسن:
    ــ ايه عدل كلامك .. خصوصا ان بعد الله يرحمه مالينا نذكر سيئاته.. معروف المغدور بسوء سيرته.. و المجرم اللي كان معاه و ساس البلا مسجون الحين بتهمة تعاطي حشيش..

    المحامي:
    ــ اف اف .. شهالقضيه المشربكه..
    حسين:
    ــ والحل الله يسلمك؟

    المحامي:
    ــ خلوني هاليومين بس ارتب امور القضيه و ارفع دعوى قضائيه على المجرم و ارجع افتح القضيه ونتلاقى بالمحكمه ان شالله... انتوا بس جيبوا لي اوراق طبيه تثبت ان المدعو بشير مصاب بأنفصام و شهاده من احد اقربائه انه يعاني هالحاله اذا كان ارتكب الجريمه قبل الفحص ..

    حسين:
    ــ طيب لو اثبتنا التهمه على المجرم و طلعت المتهمه من السجن ويش بيصير على بشير؟
    ــ هالشي اذا كان مريض راح ينحكم ضمن القتل الغير متعمد بسبب المرض. وليس لسبب الدفاع عن شرف اخته لأن مافيه شهود على هالحادثه.. لأن لو بنتعبر السالفه شرف..كان كل من قتل احد وقال ادافع عن شرف اهلي... و لا تدروا هل صار اصلا اعتداء او ماصار هالشي ما ينحكم عليه بالكلام فقط... فراح ياخذ الحق العام فقط للقتل الغير متعمد و اذا طلب اهل القتيل ديه يدفع لهم لكن بما انهم اخوه و الأب متوفي فالأمر متروك حسب حالته الصحيه.. فجايز ينوخذ للمستشفى للعلاج و كسجن ايضا..
    عباس:
    ــ هيثم يحتاج استجواب.. على شنطه فيها اداة الجريمه انا شفت المتهمه و بشير يدفنوها ديك الليله بنخل وبعدها اختفت .. اخذها هو لأنه هدد باسم و طرف ثاني يكون ولد حسن من فتره بها...
    المحامي:
    ــ خلاص ان شالله مايصير الا الخير.. انا بنفسي راح اروح له السجن و احقق معاه... ونشوف ايش اللي يطلع معنا..المهم بيوم اللي نروح المحكمه جيبوا الشاهدين معاكم..



    طلعوا من مكتب المحامي.. وكلهم امل و بنفس الوقت اسى على بشير ..

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •