طلعت فاطمه وراحت غرفة مريم طقت عليها الباب ودخلت..
مريم كانت جالسه تمشط شعرها ومبين على وجهها التعب ..
ــ اخبارﭺ اليوم ان شالله احسن
ابتسمت مريم ابتسامه ذابله:
ــ احسن الحمدلله...
ــ بغيتـﭻ في شغله ماعليـﭻ امر و لا كلافه..
ــ خير ان شالله؟
ــ بروح بعد شوي المستشفى بسوي تحاليل .. وابي احد يعاون امي على بشرى و رحمه.. مابتقدر عليهم الثنتين
ابتسمت مريم :
ــ ويش دعوه روحي و انتين متطمنه.. و طمنينا عليش.. هذاني شوي الحين وبنزل لخالتي وبقعد معاها..
ــ مشكوره فديتـﭻ
طلعت فاطمه وفي بالها...
ــ سبحان الهادي.. الله يريح بالـﭻ و يطمنه..
وطول مشوارها قلبها يرقع بالقوه وفكرها مشوش.. مو عارفه كيف بتقابل حليمه وكيف بتخبرها عن اللي صار..
بنفس الوقت بالسجن كانت الوداعيه لأم احمد اللي طلعت عنهم مخلفه وراها جو غريب كآبه ممزوجه بفرح ..
هدوء يعم ارجاء السجن الا من بعض تنهيدات ، الا بصوت الأقفال تنفتح والسجانه تنادي.
ــ حليمه ال.... ، زياره..
حليمه وقتها ماجى على بالها أي احد ممكن يزورها في هالمكان غير امها اللي زارتها مره و الحين شكلها بعد مرور شهر ردت زارتها..
طلعت تجر امالها الخُطى ، و تتمنى لو تكون مع امها بنتها رحمه لتشوفها دخلت الغرفه اللي كانت فاطمه تنتظرها فيها وكانت المفاجأه..
ظلت الثنتين منهم واقفات يتأملوا بعضهم.. بذهول بأندهاش و الدموع طاغيه في العيون...
فاطمه فتحت ذراعيها وتقدمت لحليمه وبصوت مخنوق:
ــ وحشتيني ياخيه..
حليمه اللي تجبست مكانها صارت تحاول تسحب نفسها لفاطمه اللي ماتوقعتها ابدا تزورها خصوصا ان في ذاك الوقت صعبه أي وحده تروح السجن لزياره و الناس ماتخليها بعد الزياره من الهدره ..
حليمه كانت تحس نفسها من انسجنت منبوذه وما احد حولها.. وتفاجأت من امها لما شافتها من شهر والحين فاطمه!
كسرت احاسيسها دي حضنها المشتاق اللي تحسست انه حقيقه مو وهم ..
و بدد حزنها و المها و طفى اشواقها الملتهبه.. ومع كل عصره الدموع كانت تنهمر شلال..
ــ شخبارﭺ يالغاليه الله وحده يعلم شكثر مشتاقه لـﭻ بس الظروف تمنعني اجي ازورﭺ
ــ اني الحمدلله على كل حال.. مشتاقه ليكم .. احس بالغربه واني بهالمكان ومن اشوف احد ترجع لي الروح ..
جلسوا على الكراسي الموجوده , صمت عم الأرجاء فجأه الا من صوت شهقات الدموع الخافته والمتقطعه...
فاطمه وبنفس الوقت حليمه :
ــ ويش اخبارأمي وويش اخبار.. ــ حليمه فيه موضوع...
حليمه سكتت:
ــ ويش .؟ خير ان شالله
فاطمه وقلبها تحسه بيوقف خصوصا ان سؤال حليمه عن امها زاد الأمر تعقيد:
ــ مادري شنو اقول لـﭻ.. بس هذا حكم الله و قضاءه ولازم تعرفين...
حليمه توترت:
ــ ويش صاير؟؟ علميني؟؟؟
فاطمه وهي ترتجف مثل الطير المذبوح و الكلام يتقطع تقطيع:
ــ امـﭻ .. امـﭻ .....الله اخذ امانتها
قالتها و الدموع صارت تزيد...
حزتها حليمه انهارت وطاحت من على الكرسي على ركبها زحفت و حطت كفوفها على ركب فاطمه و بدون تصديق ولا شعور:
ــ لا.. لالا.. ويش تقولي انتين؟
حضنت فاطمه راس حليمه وصارت تواسيها و الدموع ماتوقف:
ــ ماباليد حيله وهذا امر الله وحكمه.. صار لها شهر و على بالي انتي والله وما نسيتـﭻ و كل همي شلون اوصل لـﭻ الخبر.. رحمه عندي لا تخافين عليها..
رفعت حليمه راسها وهي تشاهق مو مستوعبه:
ــ عندش؟ وين اخواني؟ ووين عمي؟
ــ عمـﭻ توفى قبل امـﭻ بكم اسبوع.. و اخوانـﭻ مع عباس ..
حزتها حليمه تركت ركب فاطمه و قعدت بأنكسار على الأرض...
ــ حتى بالموت.. حتى بالموت مارحم امي وخذها وياه... خذهااااااااا
صارت تصارخ وتصفق على خدودها وفاطمه تهدي فيها :
ــ هذا امر الله مالعمـﭻ فيه أي دخل .. اذكري الله ياحليمه... وصلي على نبيش
دخلت السجانه وصرخت في حليمه تسكت ولا تصارخ لا بترجعها العنبر... وعطتها خبر ان باقي ليها 10 دقايق وياها وتنتهي الزياره...
حليمه صارت تمسح دموعها بقهر وبقوه وكلما مسحت دمعه انهمرت غيرها...
فاطمه مو عارفه ويش تسوي ...!!
حليمه و هي تداري الحزن و تقوي نفسها وبصوت مرتجف ومتقطع:
ــ مين عباس؟
ــ عباس .. راعي البقاله في فريقنا.. وصديق حسين رجال طيب و وحيد.. خذهم عنده..
ــ و هم شخبارهم..
ــ الحمدلله بخير..
اسأله طبيعيه روتينيه عند أي لقاء.. صارت تتابع من حليمه لفاطمه اللي كانت مندهشه من التحول المفاجئ في نفسية حليمه .. الى ان انتهى وقت الزياره وودعت كل وحده منهم الثانيه على امل اللقاء..
خذت السجانه حليمه بعد ما رجعت القيود على ايدها .. و اللي التفتت لفاطمه بأبتسامه خفيفه بعيون تحمل من الحزن اطنان...
دخلتها العنبر .. وقتها صارت حليمه تشاهق بصوت عالي ودموعها تصب.. السجينات التفوا حواليها يواسوها ويهدوها وهم مو عارفين ويش فيها...
في حين فاطمه ظلت في الغرفه 5 دقايق الأفكار في راسها تتزاحم... شقد حليمه ضعفت و تغيرت .. و شكثر الشحوب اخفى ملامح وجهها اللي من عرفتها كانت ملامح ذابله و حزينه و اكبر من عمرها ...و زادها هالهم كبر .. الا اخذ من عمرها سنين و سنين..
طلعت لحسين في السياره, ركبت و ركب معاها الحزن ..
ماحب حسين لما شاف حالتها يسألها عن أي شي.. و رجعوا للبيت ورفيقهم الصمت..
>>>
المفضلات