في بيت حسين...
فاطمه خذت رحمه ترضعها على شان تسكت.. وامينه طول الوقت تصيح وتدعي ليها.. وام عبدالله تهدي في امينه:
ــ يابنت الحلال هدي بالش وما عليكم الا العافيه.. ما يضيعكم الله بصير بعباده وهذي رحمه وصارت خية بشرى بالرضاعه وكلما بغيتي جيبيها ...
ــ بتتعبوا والله.. باكلف عليكم.. ويش بيدي وين اودي هالبنيه... اني قلت بادبر عمري وباخذ ليها حليب قواطي ..
فاطمه:
ــ لا.. لا قواطي ولا شي .. وحنا موجودين.. وعندﭺ هم بعد ام بدر الدايه.. توها والد و هَم ترضع.. لا تحرمين الياهله الصحه.. يكفي امها ماهي حواليها..
ــ ايييه.. ويش بيدي على هالبت و امها ... الله يكون بالعون...
وبعد ما نامت رحمه... قررت امينه ترجع البيت.. الا ان حسين مارضى..وقف ليها بالحوش وساد الباب .. من بعد الحاله اللي هم فيها وبعد اللي شهده من سالفة حليمه الى ضرب بشير وحالته النفسيه الى هالسالفه.. قرر انه يكلم سيف .. وطلب من امينه تبات معاهم بالمجلس الليله.. على شان رحمه لو احتاجت لشي .. وأأمن ليهم من سيف..
وطلع من البيت..
مريم في غرفتها فوق سمعت هالكلام كله من النافذه ... وصارت تتمتم والوضع مو عاجبنها:
ــ فاتحين البيت ملجأ .. واجد علينا صراخ جاهله وحده طول الليل مو الحين جاهلتين..
ويفاجأها حسن من وراها يهزأها:
ــ نسيتي جهالش اربعه في عين العدو بسم الله عليهم ماكان صريخهم مقلع البيت..
مريم نقزت ودارت وراها:
ــ وي وي يمممممممممه... بسم الله على عمري الرحمن .. متى جيت ودخلت مالك حس..
حسن:
ــ ايه .. اعلمش يا مَره.. تتسنعي وتحترمي .. وضيوف اخوي ومرته.. هم ضيوفي... تفهمي لو لا...
توجه حسين لسيف وفي طريقه صادف عباس اللي من درى بالسالفه قرر يروح وياه... وحسين يوصي فيه لا يفتعل مع سيف أي مشكله هم رايحين بقصد الأصلاح...
وصلو وطقو الباب فتح ليهم باسم اللي كان شكله متبهدل...
ــ وين ابوك؟؟
ــ ابوي ماقعدت من نومتي الا هو مرمي على وجهه بالحوش... يقول امي صفقته بصفريه على راسه.. اكو منسدح بالدار..
عباس يحاول يتمالك ضحكته... صفقته بصفريه ! توهم يدروا...
حسين مايبغى يضحك بس اسلوب باسم وهو يوصف الضربه وعباس اللي قاعد يحاول يكتم ضحكته.. اجبره يضحك ..
في ديرة اخرى وفي احد البقالات.. جعفر كان قاعد حاط ايده على خده ويهف روحه بالمهفه.... يطالع الرايح والجاي...
شوي الا يشوف ابو جابر جاي دخل البقاله واللي من شاف جعفر.. تصروع وتلعثم ومو عارف ويش يقول..
جعفر بأبتسامه عريضه:
ــ هلا .. هلا عمي.. قواااااك الله... ويش حااااالك....؟؟ من زمان عنك ماشفناااااك.... هلا البقاله و البياع تحت امرك.. ويش بغيت..؟؟
ابو جابر نسى اصلا ويش كان يبغى .. ووجهه تغيرت الوانه... وحالته حاله.. صار يعدل غترته..
ــ ها.. زين زين.لا ولا شي شفتك وجيت اسلم عليك.... سلم على ابوك
جعفر في باله : ــ اييييه هيييين تسلم علي هااا..
مامداه بيطلع من البقاله الا جعفر يقول له :
ــ عمييي... شيه طلقت وحده من نسواانك؟ ماسمعنا
ابو جابر التفت له بسرعه وهو مختلع منه..
وجعفر الملقوف يحوس ويرتب الأغراض في الرفوف وهو يبربر ويقرقر:
ــ ايه... بالصدفه شفتك داخل بيت في هالفريق هنا و عرفت مين اللي فيه يعني ها... بالصدفه
ولا يحس جعفر الا بقبضة ابو جابر تحوش ثوبه من ورى بالقوه و يسحبه لعنده ويهمس في اذونه بقهر والشرار يطلع من عيونه:
ــ اسمع وهذانا اقول لك.. مو على شان انك ولد خويي تقوم تتليقف في اللي مالك فيه... تاكل تبن وتنفبر ولا لك شغل.. ولا طلقت انا ما طلقت... مايخصك... وخل هالكلام يطلع في ديرتنا لأنحرك.. تفهم..
جعفر طب قلبه في بطنه .. اول مره يسوي له ابو جابر كذا.. خوفه من صدق... وبأرتباك:
ــ اننن ششششاااالله...
ويدف ابو جابر جعفر .. وجعفر بأبتسامه عريضه يداري موقفه
ــ امززززززززح وياك عمي...
ويشيل ابو جابر قوطية دخان من المصففين ويفلتها في وجه جعفر من قهره...
شال جعفر القوطيه وقعد على كرسيه وهو ماسكنها ويضرب بها على راسه وجبهته وخدوده وهو يهزأ في روحه:
ــ ويش لك ياجعفروه تتلقف .. هااا.. ويش لك .. ويش لك..
الا ببنيه على باب البقاله وصوتها مبين فيه انها مرتبكه ومستحيه وبتضحك..
ــ لو سمحت اخوي..
جعفر انتبه لروحه وتفشل زياده وقف على باب البقاله وعيونه في الأرض ...
ــ نعم اختي..
ــ بغيت قوطي دهن ماعليك امر..
ــ ان شالله..
(( في قديم الزمان بالقرى.. والى الآن عند البعض.. البنات ما يدخلوا لبقاله خصوصا اذا كانت صغيره.. ويطلبوا حاجتهم من برى ))
جاب جعفر القوطي وحطه بكيس ومده على البنيه.. اللي لفت كف ايدها بطرف عباتها وخذت الكيس وناولته الفلوس وكفها ملفوفه مايبين منها ولا شي...
جعفر ارتبك من هالبنت.. ويحس اول مره تمر عليه بالحياه بنيه كذا.. بالعاده يذكر بمحل القماش كفوف النسوان ترتفع فوق وتحت تأشر على اللي يبغوه.. و حتى وجههم البعض يتجاهلو مكانه ويفتحو وجههم في اتجاه ثاني وهم يطالعو والبعض حتى ما يعتبروه رجال اصلا خصوصا اذا كانو نسوان كبار ويقولو حسبة ولدهم فما يتغطو بالمحل موليه...
وهذي مبين عليها بنيه.. صغيره... ماهي مرأه كبيره وفوق هذا مستره من فوق لتحت..
وقف على باب البقاله يراقبها وهي تمشي لين وصلت لبيتهم آخر الشارع ودخلت..
وفي باله:
ــ ايه .. كذا البنات العدلين.. بس غريبه لويه طالعه هي ماحد عندها يعني يشتري قوطي هالدهن؟
ويرجع يضرب في روحه:
ــ افففففف ملقوووف جعفروه ملقوووووف !!!
في بيت سيف ..
سيف مشتعل :
ــ ترجع البيت لا اكسر رجولها..
حسين يهديه:
ــ ياخوي مايصير هالمعامله.. الله ورسوله واله وصوا بالنساء.. مايجوز على اقل شي تضربها هي وولدها .. تدري المستشفى قالو بشير عنده انفصام شخصيه.. من هالمعامله.. بيموت من ايدك ترى... هدي بالك عليهم..
ــ انفصام لو ام إرعام لو ام هجام .. انا رجال ما احب احد يطلع عن طوعي ولا عن شوري ... بتظل في بيتك خلها تظل ولكن بتتطلق وخل عصيانها ينفعها
عباس يحتلطم:
ــ ايه تفتك منك.. ابركها ساعه..
حسين يداري على كلام عباس:
ــ لا عاد ماتوصل للطلاق .. زين خليها كم يوم على شان الجاهله والرضاعه لين نعدل الأوضاع وان شالله مايحصل الا الخير..
ــ هذانا قلت وقد انذر من اعذر
عباس يضحك:
ــ خخخخخ اعذر من انذر ياحظي !
ــ اللي هي عاد.. تمصخ السالفه بمصخها ليها زياده ولا عاد ابغى رجولها تعتب باب هالبيت..
حسين :
ــ ان شالله خير... انت بس استهدي بالله ...
وطلعو من عنده... وعباس طول الطريق ضحك ومسخره فيه... وحسين يضحك ويهزأ في عباس اللي راح وياه على قلة فايده..
وفي بيت ناصر..
ناصر:
ــ ماتلاحظي ولدش استقرت احواله وهادئ من الدوا..؟؟
ــ ايه الحمدلله قلت حركاته .. بس ماراحت كلش ..
ــ ايه الدكاتره قالو حتى بالعمليه ماتروح موليه.. تخف النوبات لكن...
ــ شنو تصرفنا ... مع هالحاله؟ والعمليه ماتتسوى هنا ومن وين بندبرها..
ــ ندبرها ربش كريم بس نصبر وان شالله خير ..ويش فيش صار لش فتره صحتش مو لهناك..
فهيمه تمسح على وجهها وشعرها:
ــ ليش شنو فيني؟ شنو متغير؟
ــ احسش صفرا وذبلانه...
فهيمه نظراتها تحس انها عارفه ويش فيها بس مو متأكده..
ــ هههههه.. اما عاد... تهقى يعني .. من التفكير في فصول...!! بقوم اسوي العشا .. تبي شي؟
ــ لا سلامتش اذا تعبانه لا تسوي شي...خبز ولبن يكفي ..
ــ لا مافيني الا العافيه...
ــ . وين فيصل ؟
ـ بالحوش يلعب ... الحين اناديه يقعد معاك..
طلعت فهيمه من الغرفه وشوي الا فيصل ينادي على ابوه:
ــ يبه يبه .. امي مادري ويش فيها
طلع ناصر لقاها قاعده على الأرض قعده مو طبيعيه وماسكه راسها بكفوفها ..
ناصر :
ــ فهيمه.. ويش فيش؟؟ ويش صاير..
ــ مادري.. بس فجأه حسيت دوخه... والدنيا تدور فيني...
ــ هذا من قلة النوم والأكل .. قومي ارتاحي بس قومي...
وداها الغرفه وسدحها عالسرير :
ــ بروح ادبر انا العشا وانتين استريحي... قايل لش وجهش مو طبيعي
وطلع عنها..
في هالوقت كانت الغرفه هدووء ماينسمع فيها الا صوت عقارب الساعه ... القلق اللي في فهيمه خلاها تسمع هالصوت بوضوح.... صارت تفكر ودموعها تسيل :
ــ يارب .. يارب مابي اكون حامل.. يارب ابي ولدي فيصل اتفرغ له.. ماني حمل مسؤوليه اكثر.. يارب ارحم ضعفي يالله...
وفي بيت حسن وحسين.. التلفون يرن..
والتلفون عادة مايرن الا نادرا ومن اماكن تكون مهمه.. لأن ماحد عنده تلفون بالفريق الا هالبيت وكم بيت ماليهم علاقه بهم..
ام عبدالله:
ــ خير اللهم اجعله خير... علي... محمد.. واحد منكم عاد يجي يشوف هاللي يصيح يسكته..
ويجي محمد طاير .. ويرفع السماعه :
ــ السلام عليكم.... عليكم السلام...هااا... ويش
وشوي ينقلب ملامح وجهه الى دهشه وفرح واستغراب:
ــ لاااا... لااااا .. صحيح... ان شالله .. ان شالله مشكووووووور
ام عبدالله واقفه تطالع فيه مستغربه ومبتسمه هي الثانيه وماتدري على ويش ...
سكر السماعه وصار يناقز في الحوش ...
ــ علي .. علي . وينك ياااااا علووووووووه....
الى الملتقى..
يوم السبت القادم.. البارت هذا طويل عن بارتين ونص
المفضلات