ارتفع صوت بكاء مولود..... واي جنين كان.. وهو كبر في اجواء السجن ...
وطلعو الدكتورات من عند حليمه للمشرفه اللي كانت معاها امينه ... وخبروهم:
ــ السجينه حليمه الـ... جابت بنت..
امينه ماهي عارفه وقتها كيف تترجم مشاعرها.. هل تصيح والا تفرح... صارت الدموع تتقاطر على خدودها بنفس الوقت شاده على صدرها جهة قلبها.. تحس الألم يعصره...
في حين حليمه بالغرفه مابين الصحوه والأغماء تطالع ناحية بنتها ودموعها تتناثر وفي بالها:
ــ مين كان يتوقع ما تموتي من اول شهر في بطني.. مع طق ابوش.. مين كان يتوقع انش بتعيشي بهالدنيا... ؟؟يالله ترحمها برحمتك وتستر عليها
المشرفه صارت تمسح على كتفها وتواسيها :
ــ مبروك ماجاكم.. الحين تقدرين تشوفينها..
دخلت امينه الغرفه تجر خطواتها .. بشوق..
بألم..
بخوف ..
وصلت لعند حليمه اللي كانت مابين الصحوه والأغماء من شدة التعب... ووقفت عند راسها ... وصارت تمسح على شعرها.. ودموعها قطرات قطرات على جبهة حليمه صارت تنزل... وايدها تتنقل مابين شعر حليمه و جبهتها لتمسح الدموع...
رفعت امينه ايدها الثانيه و حطت عباتها تحت عيونها لتمنع الدمع لا يطيح..
حليمه تبغى تميز الواقفه وبتعب وابتسامه فرحانه :
ــ امااه.. اماااه..
امينه بصوت مبحوح ومتألم:
ــ امي.. خلف ابوي و طوايفي ..
ــ انتين امي... ؟؟ امي؟؟
وصارت حليمه تصيح بلا شعور بعد ما استوعبت ان هذي الواقفه على راسها امها..
.. وامينه وياها تصيح .. موقفهم هذا خلى الممرضات بالغرفه يشاركوهم هالحاله ..
حليمه بعتاب:
ــ وحشتيني اماه... وينش عني ..؟؟ ليش خليتوني بروحي هنا...
ــ مو بيدي يابتي غصبن عني.. لو بيدي كل زياره اجيش ..
ــ من عمي .. عمي ماخلاكم صح..
ــ ماعليش يابتي.. الحين اني جنبش .. لا تتكلمي واجد لا تتعبي..
ــ اماه.. جبت رحمه.. شفتيها..؟؟
خلاص .. بداك الوقت امينه انخرطت في نوبة صياح مرتفع الصوت .. تحاول تكتمه بس مو قادره...
ــ يالله ترحمنا برحمتك... الحمدلله على سلامتش ياغناتي... شيه دريت بش حملتي اني.. شيه دريت
وصارت تسطر في خدودها.. وحليمها تسحب ايدها و تترجاها لا تضرب نفسها والتفتت جنبها على سرير صغير بنتها رحمه .. وصارت تهمس لأمها و دموعها تتناثر :
ــ اماه..طلبتش.. امانه هالبنيه تخليها عندش.. ارحميها من هالزمن ومن هالمكان... اني مايندرى ويش يصير علي .. وويش نهاية امري ... مابغاها تعيش في هالمكان وياي.. خذيها اماه وياش ... خذيها...
امينه صارت تسترجع كلام بشير واعترافه.. وتطالع حالة بنتها و رجاها الحين على رحمه...
وترجع وتتذكر حالة بشير النفسيه المتدهوره...تحترق بين نارين ماهي عارفه تطفي أي نار منهم..؟!
حملت رحمه وصارت تتأملها.. حضنتها لصدرها... شوي الا يسمعو المشرفه جايه ليهم وهي منفعله:
ــ لو سمحتي الولد اللي جاي معاكِ شفيه مريض والا شنو.. روحي له جاني العسكري يقول انه جالس يصرخ بالأنتظار ولا هو براضي يتحرك..
امينه حطت رحمه وهي منذهله.. وحليمه ماهي داريه مين اللي جاي معاها...
وراحت امينه لغرفة انتظار الرجال واللي كان صوت صراخ بشير ينسمع على بعد كذا متر قبل دخولها ..
دخلتها لقته في احد الزوايا منكمش على روحه ويرتجف .. ومن شاف امه صار يزحف ليها ويحضن سيقانها وهو يصيح ويشاهق بخوف مو صاحي:
ــ اماااه... اخذيني.. فيه واحد.. يبغى يقتلني... اماااه
امينه انصرعت والتفتت للعسكري اللي كان هو الآخر مستغرب من بشير :
ــ منهو اللي كان بيقتلك.. ماكان فيه احد هنا غيرك... كيف شكله؟؟ منهو ؟؟
بشير وهو يرتجف والكلام يطلع منه مقطع تقطيع :
ــ طويل .. طويل .. وماسك سكينه.. جاني من ورى .. شفت ظله قدامي ...
العسكري عرف حزتها ان بشير مختل عقله . وبهدوء:
ــ.. انا عالباب واقف ماحد دخل كيف جاك من وراك ؟؟ .. الله يعافيك ويشافيك ..!!
حزتها امينه استوعبت ان بشير تطورت وياه الحاله على قول الطبيب .. ووصل لمرحلة يشعر فيها ان حياته مهدده بالخطر .. وان فيه احد يحاول يقتله بدون سبب .. وانه هو الوحيد اللي يشوفه ...
حضنت ولدها وهي تحس نفسها بتموت من الحزن عليه وصارت تهدي فيه:
ــ بسم الله عليك امي.. مافيه احد ,, لا تخاف.. هنا الشرطه ماحد بيلمسك.. امشي .. امشي وياي ماتبغى تشوف اختك حليمه...؟
بشير صمت .. لا اجابه لا بنفي ولا اثبات...
خذته امينه وياها .. وما مداهم دخلو قسم النساء.... تجمد بشير ولا رضى يدخل.. صارت امينه تحاول تسحبه:
ــ امي ويش فيك...؟ مابتدخل تشوف اختك.؟؟
صار بشير يهز راسه بسرعه ويكرر بصوت منخفض الى ان ارتفع بصراخ:
ــ لالالالالالا..لالالا...
امينه خافت عليه وعلى حليمه لا تخاف ويش فيه... حطت ايدها على بوزه وهو مستمر يهز راسه بشكل هستيري بالنفي مو راضي!!
ــ خلاص اقعد هنا عالكرسي دقايق وباجي وبنطلع.. لا تصارخ ها امي.. داخله عليك بالله لا تصارخ ..
قعد بشير عالكرسي ورجوله تهتز.. متصلب ورافع كتوفه حد ماعنده.. ومستمر بهز راسه...
دخلت امينه لحليمه :
ــ ماعليه يابتي هذا ولد جيراننا قلت له يوصلني وشكله صار عليهم شي مو زين يادافع البلا وصار يصارخ بخليه يرجعني الحين البيت .. الود ودي لو اقعد وياش اكثر بس ويش اسوي.. بجي مره فانيه ان شالله.. ولا تحاتي رحمه.. في عيوني ..
ــ اماه .. ويش حال اخواني.. بشير وباسم.. ويش حال بشير ؟؟
امينه حست على حليمه شقد خايفه على بشير .. هالخوف اللي شافته في عيونها اكد ليها اعتراف بشير :
ــ الحمدلله زينين مافيهم الا العافيه .. اني طلعت من ورى عمش فما يدروا اني جيت لش..
ــ سلمي عليهم اماه..وعلى اهل الفريق.. خصوصا فاطمه .,, ولدت صح.. ويش جابت؟... وانتبهوا لروحكم.. وادعوا لي... لا تنسوني..
مسكت امينه ايد بنتها وشدت عليها:
ــ وشيه احنا نقدر ننساش امي.. ماننساش .. وابشرش فاطمه جابت بشرى ..
حليمه بأبتسامه مابين الدموع:
ــ الحمدلله.. سلمي عليها سلام كثير..
حضنت حليمه بالحزن والدموع.. وشالت رحمه وياها.. وطلعت ...
في بيت ناصر و فهيمه..
فهيمه متكدره من بعد زيارة الطبيب النفسي ومنسده نفسها عن الأكل وضاربه بوز ...
ناصر يحاول فيها:
ــ ماتاكلي ..؟ لا تنهاري... ...باشوف له صرفه صدقيني .. باشوف له..
فهيمه وهي تضرب على فخوذها وتهز :
ــ شنو بتـﭽوف له ووين ؟؟؟.. هالمرض نادر .. توريت يقول لك .. توريت..مدري شنو هالتوريت و من وين لنا والدكتور يقوول وراثه .. من وين جاي ؟؟ >>> لمزيد من التفاصيل عن هذا المرض راجعو قوقل .. تحديدا ويكيبيديا الموسوعه الحره ( متلازمة توريت )
ــ مايخالف .. بنوديه يتعالج .. بنسافر برى ..
ــ بشنو ياحسره... ووين بنوديه.. ماسمعت الدكتور شنو قال.. يقول حتى لو سوى العمليه يخف المرض بس مايروح.. ضاع مستقبل ولدي.. ضاع...
ــ زين سكتي لا يسمعش الولد وتعقديه زياده على عقده..وصبري روحش يامرأه.. الجاهل يحتاجنا سند نكون جنبه لا يزيد مرضه.. لا تنهاري.. اكلي..
وصارت فهيمه تخفف على نفسها وتحاول تصبر روحها.. وماهي مستوعبه اللي في ولدها... في حين كان فيصل واقف ورى باب الغرفه يسمعهم ومو فاهم ويش يقولو .. يحرك في اصابيعه حركات متتاليه بشكل لا ارادي... ويفكر باللي سمعه..
في بيت شهاب .. النسوان طالعه وداخله تبارك لزينب مولودها الجديد .. وفي الغرفه كانت حسينه و كريمه قاعدين .. وفاطمه و ام عبدالله معاهم يباشروا الضيوف..
زينب :
ــ استريحوا عاد اني باقوم كلفتوا على عمركم والله..
ام عبدالله:
ــ لالالالا.. وين تقومي.. انتين توش ولدانه.. وتحتاجي راحه... وويش نسوي حنا.. غير الا جدوع و دلة قهوه ودلة شاي.. خوب مو خروف... (( جدوع = الضيفه وعادة تكون فواكه ــ ايضا تأتي هالكلمه بمعنى : فطور ))
حسينه :
ــ استريحو بس محنا غُرب ... ايه يا ام بدر وويش حال بدر الحين ان شالله احسن..
زينب:
ــ الله كريم يبرد عليه هالحروق ويقوم بالسلامه ان شالله...
ــ يالله.. ربكم كريم ويفرجها.. عاد مايندرى وين تتسوى له عمليه لو شي حق رجوله .. حرام يظل الجاهل ....
و مامداها تكمل حسينه كلامها الا تفلصها كريمه من تحت لتحت وتطالع فيها على جنب بنظره خوفت حسينه وتذكرت ان كريمه وصتها لا تفتح السالفه لأم بدر لأنها ماتدري للحين..
زينب مستغربه منهم:
ــ ويش فيكم.. واي عمليه.. لا هي حروق ان شالله ماعليه الا العافيه.. مايبغى له عمليات بس علاجات وتبرى.. تسلمو والله .. ادعوا له..
كريمه بأبتسامه:
ــ الله يشافيه ولا يكدرش عليه...
شوي الا بدخلة بدوور تركض لأمها ومعاها جنه :
ــ اماااه .. اماااه.. الحقي بدر .. بدر ..
اللي بالغرفه كلهم اختلعوا..
كلهم كانو موجودين ماعدا ام عبدالله كانت طالعه بتجيب الشاي والقهوه...
فاطمه قامت تركض :
ــ ويش فيه...؟؟؟؟ !!!
وزينب قامت وراها.. والكل طلعوا مختلعين....
الى الملتقى...
المفضلات