مع غروب شمس هذا اليوم الحافل .... ارتفع بالمستشفى صوت بكاء طفل يبشر بحياة جديده في عائله شهاب...
ولدت زينب بالسلامه .. وجابت ولد...
حسن يبارك لشهاب ويهدأه :
ــ الحمدلله عالسلامه ياخوي ومبروك ماجاكم.. واللي جابه بالسلامه يقوم اخوه بالسلامه ماعليكم سوء ان شالله...
ــ الله يسلمك ياخوي ماقصرت انت والله بعد من الظهر وانت ويانا ارجع ارتاح في البيت وبندبر عمرنا في الرجعه..
ــ لا عادي ويش دعوه احنا جيران ...
وبين ماحسن يمشي بيطلع لسيارته.. حس بدوخه مفاجأه فقعد بسرعه على الكراسي..
شهاب انتبه له قعدته كانت مفاجأه وعرف انه به مكروه..
راح له يركض:
ــ سلامات يابو علي .. ويش فيك..؟
ابو علي يبتسم :
ــ لالا .. مافيني شي .. بس دار راسي شويه.. لا تحاتي..
ويحاول ابو علي يقوم الا انه الدنيا تدور به ويرجع يقعد..
شهاب يمسكه ويسنده عليه:
ــ هذا ضغطك... كل بسببنا اهملت نفسك... تعال للدختور خله يكشف عليك ..
ــ لا مايحتاج هو لأن طاف موعد دواي عادي ياخوك لا تهم حالك .. وبعدين لا تقعد تحط كل اللوم عليك وهدي بالك .. مافيني الا العافيه.. شوف هذاني ها .. هاا
ويمشي خطوه .. خطوتين .. ثلاث بكامل قواه.. ويرجع ويطيح... خلاص مو موتعي..
ويركض شهاب ويجيب له الممرضين وياخذوه للغرفه يركبو عليه مغذي وينظمو له ضغطه اللي ارتفع ..
وظل شهاب جنب حسن لين صار احسن حال..
مسك كفه و بأبتسامه :
ــ يابو علي الله يهديك من متى وانا اقول لك خلاص ارجع البيت كفيت ووفيت وانت مصر تقابلنا لآخر لحظه.. هاا. شووف ويش سويت بروحك.. تبغى تزيدني هم شكلك .. وتخليني احاتيك ؟؟
ابو علي يشد على كف ابو بدر:
ــ انا ويش قلت لك...؟؟ مافيني الا العافيه ولا تحاتي.. عادي هالحاله تجيني بين كل فتره وفتره.. توي راجع من العمل صار لي اسبوع وانا في الصحرا وتعب... فيعني مو منك لا تلوم حالك..
الا بدخلة حسين عليهم يركض:
ــ خير ان شالله وصلت المستشفى اسأل عنك يا ابو بدر .. الا يقولو لي معاك يا اخوي..
حسن:
ــ ضغطي عسى الله يضغطه ضغاط.. عادي ياخوي عادي..
حسين :
ــ ويش اخبارك يا ابو بدر .. الحمدلله عالسلامه ماتشوفو شر..؟ ويش اخبار ولدك و ام بدر ..؟
ابو بدر بهدوء:
ــ ام بدر الحمدلله ولدت بالسلامه.. وبدر ادعوا له الله يعافيه.. يبغى له عنايه وراحه بالمستشفى فتره.. حروقه قويه...
حسين تألم لحال ابو بدر .. فحاول يداري حزنه عليه بسؤال مع ابتسامه:
ــ الحمدلله على سلامتها.. ومبروووك ماجاكم يتربى في عزكم ان شالله... ويش جاابت؟
حسن :
ــ جابت له ولد... بس ماقال لينا ويش بيسميه؟
شهاب متفاجئ:
ــ تدرو.. مافكرت بهالسالفه موليه.. رايحه عن بالي..
حسين يمزح وياه:
ــ لا يكون بتخليه بدون اسم بس .!!
حسن :
ــ ههههههه لا ويش دعوه.. هااا ويش قلت يا ابو بدر..
ابو بدر :
ــ ويش رايك يا ابو علي انت اللي تسميه..
حسن متفاجئ:
ــ انا؟
ابو بدر يحط ايده على كتف حسن:
ــ ايه ياخوي .. وقفت ويانا خوش وقفه ما انساها لك.. سميه وعسى الأسم اللي تختاره له يكون بداية خير للجميع..
حسن :
ــ على كذا ياخوي.. ويش رايك بأسم صلاح.. عسى ربي يصلح هالحال الى احسن حال ان شالله..
ابو بدر:
ــ يــــــــالله.. وهو كذلك.. صلاح...
منتصف الليل وفي عيادة السجن انتبهت حليمه لأم احمد صوت تنفسها انها مهي نايمه وتصيح بعد ...
حليمه تهمس :
ــ ام احمد.... صحيتي.؟؟
ام احمد بهدوء وبأسى:
ــ سامحيني يابنتي .. ماكان قصدي اضرك..
حليمه تتأمل وجه ام احمد على يمينها اللي كانت تطالع السقف ودموعها تصب ... وترد تلتفت شمالها الى سناء اللي كانت عاقده حواجبها من اول ماجابوها.. ومبين عليها نايمه بتوتر شديد..
وبهدوء:
ــ مسامحه ياخاله.. ادري ماكان قصدش ..لاتحاتيني مافيني الا العافيه ان شالله
ام احمد بهمسات مخنوقه ومبحوحه:
ــ تصدقي .... والله انها تشبه بنتي خلود.. وينك ياخلود الله يسامحك.. من دخلت السجن ابد ماشفتها ولا زارتني...
حليمه معوره قلبها ام احمد وماهي عارفه ويش تقول ليها..
ام احمد تتنهد :
ــ اييييه.. قلبي على ولدي انفطر.. وقلب ولدي عليا حجر !!
حليمه تتحسس بطنها وتفكر:
ــ ياترى .. اللي في بطني بيرفق بحالي.. والا بيصير هو والزمن علي ... آآآه..يالحنينه... امااااه... وحشتيني... وينش عني وينش...؟
في بيت سيف ..
باسم طلع ونام مع ابوه بدل امه وظلت امينه جنب ولدها بشير طول الليل .. كان يشاهق وصخونته تزيد...
تصيح على حالتهم.. ومقهوره من رد فعل سيف لما قالت له ان بشير تكلم اخيرا.. وهو ابدا مو داق خبر واكتفى بقول:
ــ ليش اول ماولدتيه كان اطرم.. يتدلع كل هالفتره كان.... !!
غفت عينها.. وبين ماهي غافيه .. حلمت حلم غريب ..
حلمت بولدها باسم يلحق حيه سودا تخوف.. و هي تناديه يتركها ولا يلحقها.. وهو ابدا ما يسمع كلامها... وكأن بشير في ايده سكين يلحق باسم و بيقتل هالحيه وشوي طلعت حليمه خذت السكين من بشير وقتلها هي وقطعتها قطعه قطعه....
فزعت امينه من هالحلم المخيف على صوت شهقة قويه من بشير اللي صحى وهو مفزوع مره وحالته حاله. يصيح وينتفض . ويقول لأمه :
ــ امااااه . امااااه . باقول لش .. باقووول لش..
امينه مختلعه قعدت جنبه على منامه وحضنت راسه وهي تصيح:
ــ بسم الله على عمرك الرحمن الرحيم .. قول امي .. قول يابعد ابوي .. ويش فيك .. قتلتني ياولدي .. والله قتلتني...
الى الملتقى..
المفضلات