الفصل السادس....................................


طلع بدر من البقاله وكانت في اول الفريق وبيتهم اخر الفريق كان للبيت بابين ابوه مخلي المجلس ببابه محل للخضار..
وبين ماهو يتمشى يلوح بكيسه فرحان.. و في باله البهلوان والشقليطه والربيان له ولبدور يحبوهم و البيبسي لأبوه والجبن لأمه تحبه... الا يشوف الناس تتراكض قريب بيتهم والصراخ يصرخ وصياح و ناس تجيب ماي و دخان وايد يطلع من محل الخضره راح يركض له والناس تباعده ... لقى امه تصارخ برى وجنبها بدور :
ــ ويلي عليك يا ابو بدر... مادري هو داخل المحل لو لااااا.. اجاااويد شوووفوووه..
وهي تزحف ماهي قادره خلاص دخلت شهرها والنسوان اللي بالطريق يحاولو يمسكوها ويهدوها..
طاح الكيس من أيد بدر وتنفر .. وصارت الناس تدوس على اللي كان فيه..
وراح يركض للمحل ...
شوي الا يشوفوا لجماعه ابو بدر جاي يركض من بعيد وهو متصروع ,ويسمع صريخ ام بدر مره تصرخ تناديه ومره تقول ولدي لا يدخل طلعوه..
ويدخل بسرعه في المحل اللي الحريق اكل كل اللي فيه والناس تسحب فيه ويحاولو قد مايقدرو يطفو النار اللي كانت تشتعل بقوه من الخشب والكراتين بالمحل ... وهو يصرخ :
ــ بدررر .. ولدي بدررر دخلللل داخل ...
وبين ماهم يخمدو النار واللي يحاول يدخل يطلع بدر ,,, الا بطلعة بدر يركض متلوت بخيشة مبلله بالماي يغطي ابوه فيها الخضار الورقيه لا تذبل اقدامه اشتعلت وصارت النار شوي شوي تصعد لسيقانه وطاح عالأرض وهو يصرخ ويستنجد..
بسرعه تلاحقو عليه و طفو النار وشالوه .. ومن حسن الحظ ان حسن ومحمد ولده كانوا بالسوق يشترو اغراض للبيت في هالوقت ,, وسمعوا صراخهم فعلى طول نجدهم حسن بالسياره واخذو بدر وامه وابوه للمستشفى ... تاركين وراهم بدور اللي كانت تدور بصياحها ..و ماهي عارفه ويش تسوي.... ؟؟؟ فأخذها محمد وياه بيتهم...
..
وهناك....

ام عبدالله :
ــ بسم الله عليش امي... لا تخافي امش واخوش مافيهم الا العافيه ان شالله
بدور وهي تصيح وتشاهق :
ــ النار حرقت رجول بدر كلها و امي شالوها ماكانت تقدر تمشي ...
فاطمه :
ــ لا تخافين .. ابو علي وداهم المستشفى ما فيهم الا الخير ان شالله... شربي ماي يمه... لا تصيحين..
الا يسمعو تنهيده واحد منكسر خاطره عليها ومن قلب:
ــ آآآآه... بسم الله عليش .. لا تصيحي له .. قطعتي قلبي
جعفر ومحمد التفتوا الى اخوهم الكبير علي ... اللي كان مفهي ومبين على عيونه انه مره متأزم مع شكل بدور الطفله وهي تصيح...
جعفر يضرب محمد بكوعه على خفيف ويساسره:
ــ لا الصبي فيه شي هالجامعه مو مقصره فيه مخلتنه حساس بزياده..!!
محمد يحاول يمسك ضحكته:
ــ بففف خخخخخخخ تتوقع..؟؟؟ لا بالله اجل انا مانى رايح جامعات اذا باصير زي حجي علي !!
علي في باله:
ــ ما شالله عليها جمال وبراءه ولطافه.. سبحان من خلقها... اييييه اذا جت حزتك ياعليووو .. ونويت تخطب... ما بشرط على امي تدور لي غير هالنمونه...... اممممم جايز عندها اخت كبيره ...
ويلتفت لمحمد وجعفر ويسألهم بأستعباط يازعم مهتم:
ــ كل اللي في بيتهم الحين طلعو ؟ هي اللي بقت بس !
جعفر :
ــ ايه بالمستشفى... امها وابوها و اخوها وداهم ابوي .. ويش فيك تسأل وانت تعرف الجواب؟
ــ لا بس خفت بقى احد في بيتهم وانتون ماتدرو..
محمد:
ــ مين بقى .. هذي عيلة ابو بدر ... ماظنتي عنده جهال اكثر .. امااه عنده.؟
مريم ببرود: ــ ويش دراني عنهم.........
ام عبدالله تصفق كفها اليسار بباطن كفها اليمين :
ــ حلاتش ..وهم جيرانش .. في الفريق نفسه... !! ماقول غير خلف الله عليش..
فاطمه تقاطع امها تدري بها بتقعد تهدر على مريم وبيبدو ثنتينهم هدره مابتخلص:
ــ ما عندهم الا هالبنيه وولد اكبر منها وامهم حامل .. الله يقومها بالسلامه هذا شهرها..
ام عبدالله :
ــ هذا اذا ماولدت الحين من الخلعه....!
فاطمه تطالع في امها تترجاها لا تتكلم كذا قدام بدور:
ــ يمــــــــــه...!!

وفي المستشفى حالة طوارئ ... بدر يتأوه وفي حاله الم شديده جدا بسبب الحروق اللي صابته
وفي المقابل امه في قسم آخر نتيجة الخوف جاها الطلق بتولد خلاص ... مع استغراب الدكتوره منها انها كيف تحملت الألم كل هالوقت لو تأخرت ربع ساعه اكثر لكانت عرضت نفسها وجنينها للخطر !
ابو بدر في ذاك الوضع وفي ديك الحاله مشط المستشفى تمشيط من الروحه والجيه وهو يرتجف خايف عليهم ثنينهم...
حسن مسكه وصار يهديه:
ــ هدي ياخوك ماعليهم الا العافيه ان شالله..
ــ وين اهدي .. وين اهدي وهذي حالتهم.. وانا السبب في اللي صار...
ــ استهدي بالله بس وصل على نبيك.. انت السبب في ويه؟؟ هذا اللي الله كاتبنه..
ابو بدر يضرب في صدره وهو مقهور ووجهه احمر وعيونه محتقن فيها الدمع:
ــ انا اللي تركت زقارتي ماطفيتها عدل من العجله وطلعت عنها وقفلت عليها المحل...
ويضرب في روحه زياده:
ــ انا.. انا اللي استاهل احترق اناااا...
حسن مسك شهاب وقعده عالكراسي وصار يهدي فيه .. الا بطلعة الدكتور من عند بدر يخبرهم ان بدر تصنفت حروقه كحروق من الدرجة الثالثه ( راجعو قوقل لتتعرفو على هذه الحروق بالتفصيل ) ...><
ويحتاج للراحه السريريه والعنايه الفائقه بالمستشفى لفتره من الوقت...
شهاب وقتها مسك حسن بلا شعور من كتوفه ويصير يهز فيه وهو منفعل يصارخ:
ــ ولدي احترق بسبتي.. ولدي ما شاف من الدنيا شي .. بعده ماشاف شي ...
حسن مو عارف ويش يسوي لشهاب ... تفاعل وياه واثر فيه موقفه... فخلاه يعبر عن اللي بداخله على راحته...

في بيت سيف ..
باسم دخل يركض ركض :
ــ ماااااا دريتووووووو ..
امينه كانت تجهز الغدا لسيف اللي كان منسدح في الحوش ويهف على روحه بالمهفه...
سيف اعتدل :
ــ ويش صاير ؟
امينه طلعت على باب المطبخ .. اسلوب باسم ينبأ بوجود خبر مهم:
ــ حريقه.. حريقه شبت في دكان الخضره حق شهاب..
سيف حط المهفه عالأرض :
ــ ياساااتر؟؟؟ وانا اقول هبت علي ريحة حريقه من شوي .. قلت عفر احد حارق نخيل ...!
امينه صارت تطق على صدرها..:
ــ ياعلي.. ياعلي ياعلي ياعلي.. انا لله..؟؟ وويش صار فيه عسى ماهو بالمحل..عسى الحريقه ماوصلت لبيتهم؟؟
وصار باسم يخبرهم عن اللي صار ... في الوقت اللي كان فيه بشير داخل غرفته نايم صايبتنه صخونه من اليوم اللي رجعوه فيه البيت من البحر ...
امينه :
ــ مادريت وين راحت الياهله بتهم؟
ــ مادري بس شكله محمدو ولد حسن اخذها وياه..

سيف :
ــ لا تحطي غدا الحين انا بطلع الفريق اشوف ويش العلم..
امينه :
ــ اني بعد بلبس عباتي وبطلع وراك بروح بيت حسن ...
طلع سيف ...
امينه غطت غداهم خذت عباتها وهي طالعه الحوش تمشي تعدلها بتلبسها وهي ماهي عارفه وين راسها من طرفها متوتره من الخبر الا تسمع صرخة بشير داخل الغرفه:
ــ لاااااااااااا.. لااااا..لالالالالا..
امينه منذهله:
ــ هذا .. بشير !!
باسم فاتح عيونه حدها:
ــ ايييه...!!
ويركضو له الغرفه .. ويلقوه نايم بس يحلم كابوس ويصرخ .. ــ لاااا.. حليمه... حليييييمه...
حزتها امينه رجولها ماهي شايلتنها وانهارت على ركبها..
ماهي عارفه هالصدمه اللي صابتها من فرحتها لأن بشير تكلم اخيرا بعد 11 شهر صمت او لأن اول مانطق به اسم حليمه اخته.... !!
باسم صار يحاول يشيل في امه اللي توجهت لسرير بشير وصارت تصحي فيه وهي تصيح ودموعها تتناثر:
ــ بشير .. امي .. اقعد.. بسم الله على عمرك الرحمن..
و يفز بشير وهو مختلع حده بشهقه عظيمه ويحضن امه بالقوه وهو ينافخ .. عيونه متورمه ومفتوحه حدها.. ويتحول شهيقه الى انين .. والدموع بدت تتناثر..
باسم مو عارف ويشي يسوي حزتها فطلع على باب البيت.. وظل واقف ... الا بمرور هيثم عليه..
هيثم وقف وصار يطالع في باسم بنص عين ويقرب منه:
ــ انت اخو المقبوووورررر نذيررر ... صحح؟؟
ويرفع ايده:
ــ رحمة الله عليييييييه
باسم بإستغراب و استكراه :
ــ ايه .. ويش عندك ؟؟
ــ ويش عندي .. ههههه جاهل انت وماطلعت من البيضه وتكلمني كذا.. كيف لو كنت رجال... !!
باسم حقره وبيدخل البيت.. الا هيثم يقول له:
ــ اقول .. يالحبيب ...انا ترى علي دين لأخوك... دين كبيرررررررر ..... اخذت منه فلووس ولا عطيته شي بمقابلهم... مع اني المفروض اعطيه شي غاااالي علي ... بس ويش اسووي به وهو بححححححح بين يوم وليله....... وفوق هذا قبل لا يموت ترك عندي شنطه فيها حوايج بس كلها ماتسوى بالنسبه لي ... تعال يوم مجلس بيتنا وخذهم.. خبرك الواحد مايقدر يطالع حوايج ميتين .. ولا طاوعني قلبي ارميهم يمكن فيهم حاجات تفيدكم....
ــ ليش ماخذ منه كم؟؟ .. وويش كان المقابل ؟؟ ويش داخل الشنطه ؟؟؟
ــ بل بل ... صراحه اسأله واجد بنفس الوقت.. ههههه لا استطيع ان اجاوب... انت تعال وبعدين بتعرف .. واذا ماجيت صدقني انك...
ويفرك وجهه بالسرعه ...
ــ هالوجه ما بتفتك من رقعته لين ما تموت... !!
دخل باسم وسكر وراه الباب وتسند عليه وصار يفكر:
ــ مايندرى كم هالفلوس ... شكلهم واجد اللي خلو هيثم يخاف ربه فيهم ويجي يقول لي .. شكلي بروح اشوف سالفته الليله...

قدام دكان شهاب المتفحم.. تجمع رجال الفريق.. حسين اللي كان توه راجع من العمل وتفاجأ باللي صار ولاقى قدامه عباس واقف مع الجماعه وصار يسأل فيه عن احوال شهاب وعايلته.. وعباس يشكي له اللي صار...
حسين :
ــ وويش دا المنفر على باب المحل ؟ جبن الحمدلله مترصع و اكل جهال...
عباس :
ــ يـــــــــالله.. هذي حوايج بدر شارنهم من عندي المسكين مامداه يفرح بهم..
وصار عباس يلم الأشياء العدله ... ويزيح اللي اختربو زباله...
ــ يبغى لي احط له بدالهم عدلين مسكين ما يستاهل اللي صار ليهم.... ان شالله بخير والله لو تشوفه يفطر قلبك طلع يدحن من الحريقه في رجوله .. اكلتهم اكال...
وتتغير نبرة صوته ويصير مخنوق :
ــ هالولد مافيه منه والله انه حباب طالع على ابوه .. يالله تفرج عنهم....
وبين مع الرجال يشيلوا اثار الحرايق الا يلفت نظر عباس بعد ماوقف مخلص تجميع حاجات بدر... سيف وهو يحوس في المحل المحترق بطريقة مريبه...

عباس يساسر حسين.. :
ــ شوف هالمجنون ويش يسوي ؟يقلب في هالخشب المحترق يمين وشمال يشوف شان يلاقي خشبه عدله ياخذها وياه المنجره.... يا من يصفقه بهالمربوع على راسه..
حسين :
ــ حرام عليك لا تظلمه ماتدري لويه يحوس هو عاد...؟؟
شوي الا بجية سيف صوبهم وهو ماسك وحده من اخشاب المحل ...ويتفلسف:
ــ الخشب مو عدل ولا قوي لذلك احترق المحل كله ومابقى منه الا رماد ... الله يهدي ابو بدر بيته كله طين الا هالصوب مخلنه خشب .. ما قصرت النار فيه مااااا قصرت..
حسين يطالع عباس على جنب .. عباس صار يحوس في ثيابه وشعره مرتبك حس انه فعلا هالمره ظلم سيف..
الا سيف متفرغ وبضحكه:
ــ عاد خساره كله خرطي ما فيه ولا خشبه عدله...
عباس ماقدر ارتفع ضغطه ... فمشى عنهم.. قهره سيف المجنون فلا يتهور بلا شعور.. وفعلا يصكه ضربه !
حسين مستغرب حده وفي باله :
ــ مريض هذا شكله..يالله تهديه...!!
رجع حسين بيتهم .. ولا دخل الا يسمع صوت ضحك جهال بالقوه حدهم مستانسين.. وصوت علي :
ــ بااااصيدشششش .. انا البعبععععع بعبوووععععععععع عاااااااا عييييييي عووووووووو
والغبار قايم في الحوش والمراكض ... علي يلعب الصيده مع بدور واخوه مهدي...