الفصل الخامس................
ارتفع صوت رضيعة السجينه تصيح...
وصارت السجينات تنقلها بين اياديهم وتناغيها لتسكت..
سناء فاتحه عيونها تتأمل المشهد... ماهي متخيله الوضع...
وبفضول عفوي :
ــ بنت مين هذي ؟
التفت ليها وحده من السجينات :
ــ تقدرين تقولين وجود حصه..بنت امها .. ابوها مايدري عنها من اصله
ــ ومين حصه ؟
اشروا عليها وكانت جالسه فوق احد الأسره و سارحه في عالم آخر..
سناء بخوف:
ــ ياربي يعني ماليها ابو هالطفله..؟
ــ ياسااتر.. بلاكم نص قضاياكم بهالسجن متشابهه... كم عمرك انتي.؟
ــ 22
ــ بعدك صغيره على هالسواة... وش اللي جرك للحرام..
سناء ما تحملت وصارت تصيح وتضرب في روحها:
ــ ياويلي .. ياويلي .. والله كان غصبن عني .. ماتوقعته يسوي فيني هالسواة...
صارت السجينه زميلتها تهديها...
ــ فضفضي .. قولي كل اللي بقلبك
ــ كل من ابوووي .. كل منه...
ــ اعووذ بالله.. وش اللي من ابوك؟ وليش منه.. شفيكي تقطين بلاك عليه...
صارت سناء تصيح وتشاهق وتهلوس كلام متقطع وغير مفهوم:
ــ كل واحد في بيت... مصري ... صدقته .. ماكان قصدي .. والله لو جبت مثلها.. يااااويلي ....ما ابغى .. والله ماني كذا.. ماني كذاااا...
ساعتها حصه... ام الطفله انتبهت لسناء وهدرتها من قبل كانت معوره راسها فشبت عليها:
ــ ليه.؟ انتي يعني احسن منا في ايش ؟ فاكره نفسك الشريفه وحنا الــ××××× ... لا ياقلب امك.. انتبهي لكلامك.. برضاك والا مو برضاك الحاله وحده..
وقفت وحده من السجينات وضعها نفس وضع سناء وكانت حامل .. مبين عليها علامات التعب والأنكسار... وصارت تصرخ بقهر وحزن :
ــ لا مو الحال واحد.. بتحطينا حنا الضحايا واللي بكيفهم بكفه وحده...؟؟؟
ــ هههههههههه ضحكتيني ياحلوه انتي كمان... والله ما صرتي ضحيه وانتي في بيتك.. طلعتي له برجلك..بإسم الحب ؟؟ أي حب اللي تتكلمون عنه.. الرجال كلهم ذيابه .. ماحد بيخاويك وبيخليك سالمه... اكرمينا بسكاتك بس اكرمينا...
ــ انتي ما تدرين عن ظروفنا على شان تتكلمين عنا... وبعدين شدراك ان حنا كنا متعمدين نسوي هالشي مو غصبن علينا ..
وجلست هالسجينه تكمل كلامها وهي تصيح وتضرب في راسها:
ــ انا ماطلعت له والله ماطلعت .. هو سواقنا كان بيوصلني لأهلي وزوجي بالعمل.. و انفرد بي في البر سوى فعلته وهرب .. تركني بالسياره في البر ... مين يصدقني؟؟ زوجي اللي طلقني بعدها و الود وده يذبحني؟؟.. لو اهلي اللي يقولون جبت لهم الفضيحه..؟ انا كنت ضحيه والله الوحيد الشاهد عاللي صار.. انكتبت قضيتي خلوه غير شرعيه .. والحيوان اختفى.. وماعاد له ذكر..... كلام الناس مايرحم.. والله السجن اهون علي .. ومتأكده محكوميتي بتنتهي ولا احد بيجي ياخذني حالي حالك .. في هذا الشي تساوينا .. ماحد يبينا في الآخير ولا احد يرحمنا... ما احد بيرحمك غير بنتك.. اعطفي عليها وخذيها شوي ..
ــ بتسكتين ولا كيف .. و لا تقعدين تستجدين عطف من احد..ولا انا ما ابي احد يرحمني... بترحمني ذي .. ساس البلا ... >> تأشر على بنتها...قلت لك اولا واخيرا انتي مثلنا.. رضيتي والا لا....
لا شعوريا هجمت السجينه الحامل على حصه وصارت تشدها من ثيابها وهي تصرخ وتصيح فيها:
ــ مو مثلك .. قلت لك مو مثلك... انتي وحده بلا احساس.. انتي والحيوانات واحد...
وتراكضو السجينات يفكوها لا تقوم عليها حصه وتضربها وهي حامل فتتضرر...
سناء خلاص مو متحمله هالكلام اللي سمعته.. نفس قصتها ولكن مع اختلافات بسيطه ...احداث قصتها صارت تتسارع في مخيلتها ...
الا بدخلة مشرفات السجن بعد الصريخ... في داك الوقت كانت حصه خلاص طفح بها الكيل وقامت تشد شعر الحامل و السجينات مو قادرين يفكوهم ...
السجانه صرخت فيهم:
ــ وجع انتي وياها... بس ... اتركو بعض...هيه انتو ياللي تتعاركون...
تباعدت جميع السجينات عن الثنتين ... اللي وقفو و ردات فعلهم متناقضه.. حصه ماهي داقه خبر في حين الحامل مبين انها بتموت من الخوف...
السجانه في ايدها عصايه... حطتها مره على كتف الحامل .. وردت شالتها على كتف حصه... وظلت العصايه على كتف حصه... تركب وتنزل .. تركب وتنزل بخفه.. لين عاجلتها بضربه قويه.. الضربه ما حركت حصه بأي رد فعل .. على عكس الحامل اللي من مجرد النظر للي صار صرخت خايفه..
استدارت السجانه للحامل :
ــ لا تفكرين ماضربتك مثلها على شان السبب الوحيد رحمة للي في بطنك .. بس لأنها....
والتفتت لحصه وبالعصاه صارت تدف فيها:
ــ لأنها وحده قوية عين و ×××× .. و مو اول مره تسوي هالسواة... الظاهر ياحصيص مشتاقه للأنفرادي...
حصه ببرود مدت اياديها... بمعنى.. حطي الكلبشات ( القيود )
السجانه استفزتها هالحركه... مسكت الكلبشات و سكرت فيهم ايادي حصه وضربتها على بطنها بالعصايه:
ــ قايله انك قوية عين ويبي لراسك تكسير...
والتفتت للحامل اللي جلست على ركبها من الخوف ....
الحامل من شافت السجانه تطالع فيها مسكت سيقانها تترجاها:
ــ لا تكفي .. ماعاد اعيدها.. انا حامل ماقدر عالأنفرادي لحالي .. ما ابي .. والله ما اعيدها..
بهالوقت حصه تكلمت:
ــ خليها .. ماسوت شي .. انا اللي بديت...
الكل بالسجن استغرب من حصه متبلده الأ حساس كيف تكلمت و قالت شي مو لصالحها....
في حين سناء خلاص .. شبحت عيونها.. وطاحت مغمى عليها....
وعم هدوء عنيف بالزنزانه..... جت سجانه ثانيه .. خذت المغمى عليها وهي تهزأ فيهم:
ــ والآخير معكم بهالعنبر .. كل شويه وحده.. !؟
وشالوها للعياده.... في حين حصه توجهت للأنفرادي .. لتقضي فيه 3 ايام...عقوبه...
وبالعياده على 3 اسره.. استلقت .. ام احمد.. اللي لازالت مغمى عليها وحالتها ماهي مستقره والدكتوره تخبر المشرفات ان وضع ام احمد نفسي اكثر من كونه جسدي.. و حليمه صابها نزيف تمت معالجته وتحتاج للراحه السريريه لمدة شهر ... وسناء مجرد صدمه عصبيه ادت الى الأغماء وبيتحسن وضعها بعدها..
حليمه كانت تسمع هالكلام كله بس مغمضه عيونها... في داخلها الم شديد صعب تداريه فكانت عيونها تحكي واقع المرار .. متندمه انها لحظة ماتلقت الرفسه من ام احمد تمنت لو يطيح جنينها و ترتاح من همه كونه نتيجة ذكرى تعيسه في حياتها.. ذكرى من انسان مالاقت منه غير الشقى والعذاب ... صارت تحت الشرشف تمسح بخفه وهدوء على بطنها وفي اعماقها:
ــ سامحني ياطفلي .. مهما كان مالك ذنب ..
في بيت ناصر وفهيمه...
وبين ما فهيمه تعدل سرير ولدها فيصل و تنفضه..
لفت نظرها تحت مخدته شعر وايد صغير جدا ... مبين انه مقصص بمقص ...
راحت تركض تشوف فيصل ولدها خصوصا انه من لما قعد من النوم على طول دخل الحمام وغسل وطلع يقعد على باب بيتهم... عاده فيه كل يوم ...
الا ناصر مستعد بيروح العمل ...
فهميه بتعجب و خوف :
ــ ابو فيصل .. تعال شوف..
ــ خير ان شالله ويش صاير؟
ــ سرير فيصل متروس شعر ..
ناصر يتثاوب :
ــ رجال .. وشعره حت في سريره من زود التدحن.. ويش فيها..
ــ عاااد .. لا تتغشمر ... أي شعر في ابو 5 سنين.. شكله من شعره مقصوص بمقص.. عاد طلعتك شوفه عالباب وخليه يدخل بشيك على راسه..
ناصر مامداه يطلع برى .. الا يشوف فيصل اللي من طلع ابوه فز وشكله خايف و مغطي وجهه..
ناصر :
ــ فيصلو ويش فيك..؟
ويمسك اياديه يشيلهم عن وجهه ويشهق..
ويدخله داخل ..
فهيمه من شافته دقت صدرها وفتحت عيونها:
ــ حواجبك وينهم؟ ووين شعرك...؟؟ وليش هدومك مقطعه جذيه.؟
( كانت حواجبه مطيره و بداية شعره مقصصين بمقص و ثيابه ايضا)
ناصر :
ــ ليش كذا ياولدي ..؟؟ ليش مسوي في روحك هالفعله؟
فيصل صار يصيح مبين عليه انه متأزم وغصب عنه.. ويقول:
ــ ما كنت اقصد .. ما انتبهت لروحي الا اقصص في نفسي بمقص
فهيمه ماقدرت حست شوي ويغمى عليها .. ماهي عارفه ويش فيه ولدها .. ضمته وهي تصيح:
ــ لا انا قايله الصبي شكله ممسوس.. لازم نشوف له حل ياناصر.. ما اقدر اتحمل اكثر من جذيه.. لمتى ؟ لين يموت ولدي وانا اطالع..؟ اليوم قص شعره وحواجبه وهدومه.. بكره مايندرى شبيسوي؟
طلع جعفر على شان خاطر ابوه بعد هدره طويله عريضه حس انها بتنقلب على امه
بيشوف ابو جابر ويطلب منه السماح يرد يشغله في المحل... لكنه لما وصل تفاجأ بوجود هندي في محله ...
والنسوان ماخذين وياه الراحه ماكنه رجال ..! اللي تعلي صوتها عليه واللي تسبه والحاله قايمه...
جعفر بقهر وفي باله:
ــ مادق لي خبر يعني اسبوع غبت و شاف له هندي محلي .. الله يالدنيا .. لكن مانى راجع.. وبروح اخذ كروتي حق الأيام اللي طافت وطقاق ان شالله..
راح لبيت ابو جابر بيت مرته الأوليه اكبر وحده .. وسألها عنه:
ــ ابو جابر ياولدي ماهو هنا. في بيته الثاني...؟؟ مين انت؟
ــ ماعليه مايحتاج . باروح له الحين..اسمحوا لي عالأزعاج..
ويروح للبيت الثاني وترد عليه من ورى الباب تخبره انه في البيت الثالث.. اليوم يوم المرأه الثالثه..
وهكذا الجواب في الثالث .. ليتفاجأ في البيت الرابع والأخير ... بالجواب :
ــ صحيح اليوم المفروض هو هنا .. لكنه راح لمرته الأوليه يقول تعبانه ومريضه...
جعفر الف استفهام فوق راسه... و صار يمشي وهو يفكر .. 4 نسوان كل وحده تقول هو عند الثانيه واخيرا يطلع ولا عند أي وحده فيهم وفوق هذا مكذب عليهم الأوليه مافيها شي ؟؟؟!!
صار يفكر .. وين راح ..وين ممكن يلاقيه.. رجع راح للمحل وسأل الهندي عن ابو جابر وكانت الأجابه: ..
ــ مافي معلوم .. هوا من 4 يوم يجي بس العصر مغرب بعدين يروح بس ...
جعفر مستغرب من ابو جابر اللي اختفى فجأه ولا هو في أي محل من المجاورين .. فص ملح وذاب !
وبين ماهو يمشي بيلف في احد الزرانيق هو توه داخل الا يصقع فيه جاسم ولد استاذ عبدالحميد.. يصير له ولد خاله.... ( مريم امه اخت عبدالحميد ) ويطيح على الأرض وهو مرتعب
جعفر اختلع منه وما مداه حتى يقومه من على الأرض لأنه بحركه خاطفه وسريعه قام وهو مرتعب بزياده يوم شاف جعفر .. و مبين عليه ملحوق... دف جعفر وانحاش ..
انتبه جعفر لفلوس طايحين على الأرض مكان اللي طاح فيه جاسم...
ــ جاسمووه ياهبل ... فلووسك.. وقف ..
وجاسم ابدا مايسمع يركض مافيه الا غباره وراه..
شوي الا بدر يركض بعصبيه ويلف في الزرنوق ويرد يصقع هو الثاني في جعفر ..
جعفر :
ــ آآآي ... دويه دا انتون .. ويش فيكم...؟؟ يا دا الزرنوق الأغبر ..
هالمره مسك بدر اللي كان مبين عليه معصب حده.. ويأشر وهو يتلاحق انفاسه:
ــ الحرامي .. الزفت... جاسموووه.. باق.. فلوووس
جعفر يهدي في بدر :
ــ كم.؟؟؟؟؟
ــ 5 .. 5 ريال
ــ متأكد انهم لك .؟؟؟
ــ ايييه من عند استاذنا الرياضيات ....قال اللي بجيب علامه كامله بيعطيه 5 ريال..ماتصدقني روح اسأله...
ــ اهاااا...استاذ محسن.. هههههه والله تطور وصار يوزع 5 .. على ايامنا 3 .... دا هم... طاحو من عنده وهو منحاش..
( في ذلك الوقت كانت 5 ريال عند طفل عمره 10 سنوات شي كبير جدا... 3 ريال اكبر مبلغ ممكن يستلمه الطفل كمصروف والغالب ريال او ريالين... الـ 100 ريال كانت مبلغ كبير عند الغالبيه و الـ 10 تجيب الف شيء وشيء .. رحم الله ايام القريشات اللي هيك >< )
بدر بأبتسامه :
ــ شكرا ...
ــ عفوا حبيبي.. انت ولد شهاب راعي الخضره صح؟
ــ ايه...
جعفر منقهر من تصرف ولد خاله ... صار يسأل بدر :
ــ عاد...لويه باقهم من عندك؟
ــ هو كل يحط دوبه و دوبي .. كأن مافيه بالصف الا انا.. يوم يشابقني يوم يبوق حوايجي ويرميهم في الدرام .. واليوم باق الـ 5 ..
سكت بدر شويه:
ــ انت مين؟ انت بياع القماش اذكر اشوفك... لويه تسأل عن جاسمو؟
ــ هههههه بياع القماش.. داك لول .. جاسمو ولد خالي.. اراويك فيه لكن المنتحس دا... انتبه لروحك..
ومشى عنه..







المفضلات