الفصل الرابع عشر .........
وبعد يومين من هالحادثه.. رجع عم عيسى من السفر... ولكن على اية حال!!!
كان مسافر مع مرته وولده سلمان لأجراء عملية جراحية خطيره في الدماغ ادت الى شلل نصفي ...
وصل البيت و سلمان كان يدف كرسيه.. وعلى باب البيت كان واقف رئيس العمال مع بعض العمال ومن بينهم عيسى
مرت عمه من شافته واقف وياهم دخلت على طول البيت . وعيسى من شافها انتفض بدنه...
. في حين وقف سلمان يشكرهم على جهدهم ..
رئيس العمال يطالع ابو سلمان و بأسى يسأل سلمان :
ــ خير ان شالله عسى ماشر .. ويش فيه الوالد..؟؟
ــ الشر مايجيك .. هذي نتيجة العمليه اللي سواها مع الأسف اكبر نجاح تحققه توصله لهالحاله...
ــ انا لله... ومافيه علاج .؟
ــ فيه علاج طبيعي بس يبغى له تعب وصبر وان شالله يتعافى ..
ــ ان شالله.. على هالوضع يبغى لينا نحط سطح مايل صوب الدرج على شان اسهل في الطلعه والدخله..
ــ على قولك.. يعطيكم العافيه واذا نقصكم شي من اجركم علمونا..
ــ الله يعافيك لا والله عطيتونا اجرنا وزياده... نخليكم الحين ..
ومشوا عنهم الا بسلمان ينادي عيسى...:
ــ هااا عوويس اخبارك... عساك عالقوه..
الكل مشى و ظل عيسى و بهدوء:
ــ الحمدلله على سلامتكم .. بخير الله يقويك...
التفت ابو سلمان ناحية عيسى وصار يطالعه بعيون مليانه حزن... والدموع فجأه صارت تسيل ..
عيسى يطالع فيه مذهول ,, سلمان كان وراه فما يدري ويش صاير .. انتبه لنظرات عيسى اللي بهدوء قال:
ــ ماتشوف شر... عمي ..
في هاللحظه زادت دموع ابو سلمان... وبصعوبه بالغه قال وهو يأشر على عيسى :
ــ ع.... ل...ي..
صار سلمان يحاول يشيل ابوه ليركبه عالدرج .. فجى عيسى وساعده كل واحد من جهه
وطول ماهم ماسكينه ابو سلمان لاف راسه صوب عيسى و يصيح و يهمس بصعوبه و تقطيع:
ــ علي...
عيسى يحس بأختناق ...وسلمان مستغرب لي شابوه ينادي عيسى بإسم علي ..
دخلوه داخل البيت و ركبوه لغرفته ،،... نزلوله على سريره .. الا عيسى يسمعه يهمس...
ــ علي يا اخوي... لا تروح و
كلام متقطع مافهم منه عيسى شي.. قطع عليهم مرت عمه اللي دخلت و بكل قهر ومن غير مطرود
:
ــ بيرتاح ابو سلمان.. تعبان من السفر.
سلمان واقف ويطالع في امه مو مستوعب الموضوع وليش ابوه يقول لعيسى يا اخوي وليش يناديه علي...! وويش الكلام اللي قاله !
طلع عيسى من البيت وقف على بابه من برى يطالع و في باله:
ــ السحر و انفك.. وانا ما بنفك عن هالبيت لين اخذ حقي...
وفي المقابل ام سلمان منتفض بدنها و في بالها:
ــ مستحيل اخسر بعد كل اللي سويته وزي مابعدتك وانت صغير ابعدك وانت كبير..
ويقطع عليها سؤال من سلمان:
ــ اماه.. صدق يعني ابو عيسى كان باايق حلال ابوي ... بس ولده ماله ذنب... احسه طيب ... و ما يصير تطرديه بهالطريقه و
ــ اسكت انت ماتفهم شي ...
ــ ما افهم ويش...؟
ــ يعني برايك ليش جاي ويا العمال لبيتنا.. والحين بعد شاف ابوك على هالحاله.. مو بعيده يصير زي ابوه و يبوق حلالك..
ــ حلالي... أي حلال ...!!
ــ يعني اذا مات ابوك ...
سلمان استاء من كلام امه:
ــ بعد عمر طويل ويش تقولي اماه..
ــ ماقلت شي .. بعد عمر طويل ان شالله... عيسى المفروض ما يدخل هالبيت.. كم مره اعلمك هالموضوع.. هو وامه وابوه بلاوي .. الله يسامح عمتي اللي تزوجت مره ثانيه وعطت ابو عمك توكيل بأموال ابوك اليتيم وحلاله وخلته يتصرف فيه فما كان منه الا انه يخلي عمك بدل ابوك يورثه ...
ــ انتين متأكده من هالسالفه..
ــ اجل اكذب عليك.. سلمانو لا تصير غبي و تصفى عالحديده بعد عمر طويل وتالي تقول لو دريت طاوعت امي...
ترك سلمان امه وفي باله:
ــ صحيح كلام امي.. انا هالعيسى من اشوفه يكش بدني والسبب هالقصه.. يعني معقوله يسوي روحه مظلوم وبريء وطيب ..!! .
في بيت ام علوي .. عيسى من وصل شاف خالته جالسه بالحوش مغطيه غداه من الظهر بفوطه وقاعده تنتظره..
عيسى :
ــ قواش الله اماه..
ــ هلا بعد ابوي... تعال هدا هو غدا ويش حلاوته من بيت جيراننا مسوين عقيقه لولدهم وطرشوا لينا صحن...
ماحست ام علوي وهي متربعه الا براس عيسى منسدح على رجولها..
هالحركه اللي مايسويها عيسى الا اذا كان متضايق و مكتوم..
صارت تحوس في شعره ... شوي تحس بسخونة دموعه ... بهدوء سالته:
ــ امي ... ويش فيك...
وصار عيسى يقص على خالته اللي صار في هاليوم وكيف عاملوه...
في بيت ابو بدر...
زينب تسولف مع شهاب:
ــ مايعلم بحالها الا الله.. بالمستشفى من امس الله يفرج عنها..
ــ اييه اللي صار فيها هالمرأه مو قليل .. اولادها وين الحين؟
ــ جزى الله عباس الف خير خلاهم وياه ... بيتهم ماينطب
ــ ولا عاد باسم شاف حالة ابوه و يالله شلعناه من البيت منهار فقير الله...
شوي صار صلاح يصيح.. شالته امه وهي تهدر عليه:
ــ انا لله هالولد ما يهجد ولا يركد مايمديه ينام الا قعد.. شوف اختك شلون هاديه وتعلم منها..اهدى هداك الله..
رحمه.. كانت تشارك المهد مع صلاح اخوها بالرضاعه .. نايمه بهدوء ... تنام بسرعه و تسكت بسرعه... هاديه لأبعد حد..
من سمعت صوت صياح صلاح فتحت عيونها ..وصارت تشاركه الصياح
زينب :
ــ زين لك قعدتها...
شهاب يضحك:
ــ الا حسدتيها...
ــ اهووو ما احسد اني نايمه الجاهله وسمعت صياح ويش تبغاها تسوي.؟؟.
الا بدخلة بدور عليهم تركض وهي مستانسه..:
ــ قعدت رحووووووووم..
وتشيلها ..
زينب :
ــ انا لله ماشوفش متحمسه لأخوش هالكفر..
بدور:
ــ بنيه دي بنيه غير.. ياغناتي اختي..
شهاب:
ــ ماهي اختش اخت صلاح بس..
ــ ماني اختي بعد...شمعنى صلاح واني لا..
شهاب وهو يضحك:
ــ والله مادري كيف اشرح لش .. هي رضعت ويا صلاح فصارت اخته بالرضاعه..
ماشافوا بدور الا تحط رحمه بعد ماسكتت من الصياح على المنام وتركض وتنسدح على ركبة امها اللي كانت متغطيه بالمشمر وترضع صلاح... وبحماس:
ــ رضعيني ..
زينب اختلعت وطلعت راسها من المشمر..
ــ هااا.. ويش تقولي !
زينب بأبتسامه عريضه:
ــ حق اصير اختهااا شيه بس صلاحووو...
زينب تنفض ركبتها وتطير راس بدور:
ــ قومي هذا اللي ناقص ارضع عجله كم سنه وتصير طولي ,, قومي انقلعي برى..
شهاب مو قادر يمسك عمره من الضحك..:
ــ اختها انتين ..والله اختها اختها على ولاية علي .. قومي بس قومي..
الا بجية بدر.. متعكز على عكازتين شراهم له ابوه ليسهل عليه الحركه.. ووقف على الباب مبتسم من ضحكهم عساه يفهم السالفه.. وشهاب ماسك بطنه:
ــ تعال شوف اختك استخفت .. هههههههههههههه
ابتسم بدر.. ابتسامه شاحبه.. وتركهم..
هدأ شهاب من الضحك بعد ما انتبه لرد فعل بدر .. صار يتأمل الأرض وبحزن وفي باله :
ــ ايييه ياولدي.. ويش بيدي اسوي لك ... كل مني هاللي فيك.. كل مني..
ويرفع طرف غترته يمسح دموعه..وهو يداري على روحه:
ــ غربال يغربل بليسش يابدوروه دمعتي عيوني من الضحك
زينب حست على شهاب هالدموع مو من الضحك ... و ارتسمت ملامح الأسى على وجهها...واللي حاولت تداريها بتهزيأ في بدور ..
في بيت عباس... باسم و بشير كل واحد منهم في عالم آخر..
بشير مابين الخلعات و التخيلات اللي يشوفها..
وباسم منطوي على روحه ... وهالوضع مو عارف عباس يتصرف وياه نهائيا,.
كان يحاول يخليهم ياكلوا بس هم ابدا مو مطاوعين..
>>>
المفضلات