الوصول إلى حقائق الأشياء وإدراك ماهيتها لا يتم إلا عبر المعرفة، إذ أن المعرفة هي البوابة
الأساسية لفهم الحقائق، فالمختبرات الحديثة والمجاهر المتطورة في عالم عرف بعالم السرعة
والتطور العلمي والتكنولوجي تجزأ الذرة وتحلل الخلية لتصل إلى جزئياتها الدقيقة لتتعرف عليها. وهكذا
الأمر في سائر شؤون الحياة، فالسياسي لا يحلل حدثاً سياسياً إلا بعد أن يمتلك معلومات شبه واقعية
عن الخبر وأسبابه ونتائجه، والخبير الاقتصادي لا يقدم برنامجاً اقتصادياً ناجحاً إلا بعد دراسة دقيقة
للخزائن والثروات والواقع المعيشي وكل المعطيات حتى يتسنى له تقديم مخططاً ناجحاً، وهكذا... والكون يشكل جزءاً مهماً أساسياً من الحياة، فمن يعيش في هذا الكون لابد أن يطلع عليه وعلى الرابط
الأساسي فيه، وذلك لأن الكون قائم على مجموعة من الارتباطات العامة، وهذه الارتباطات لا تقوم إلا
على وجود رابط، والسؤال: من هو الرابط؟ فالباري عز وجل هو الرابط والمدير الأساسي ولكن خوّل
من يقوم بهذا الدور من صفوة خلقة، وفي الحديث الشريف: ( أبى الله أن يجري الأمور إلا بأسبابها)،
والصفوة هم خلفائه في الأرض، وقد قال عزوجل: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة)
كما جعل لجسم الإنسان مديراً وهو القلب فإذا شكت الجوارح يبدل القلب شكلها إلى قطع ويقين.




رد مع اقتباس
المفضلات