ديمه وميشو ومحمد كلهم بالبيت .. رجعهم جدهم .. ديمه اول مادخلت البيت صكت على نفسها الباب وما سمحت لاحد يدخل .. ميشو كانت تهذي وتتكلم وتصيح عند امها وام محمد كانت ميته خوف على بنتها اذت بومحمد بتلفونات لين رد .. وبومحمد قبل لا يرد البيت راح المصبغه وطلع وحده من دشاديشه ولبسهم لان ام محمد لو شافت الدم بدشداشته بتموت من الخوف .. ومن رجع استلمته ام محمد تسأل عن بنتها وطمنها ... والكل قام يدعيلها تقوم بالسلامه .. بومحمد سأل عن ديمه وقالوله نايمه .. مايبون يضايقونه وراح غرفتها وطق الباب ولا ردت
بومحمد دخل وشافها مغطيه روحها بالبطانيه
بومحمد : ديمه
ديمه تحركت على السرير ودرى انها قايمه ..
بومحمد : اذا قاعده قومي ابي اكلمج ..
ديمه عدلت قعدتها احتراما لابوها .. ونزلت عينها ..
بومحمد قعد على القنفه الصغيره اللي عند السرير ..
بومحمد : انوار بخير .. ان شاء الله شفيج متضايقه ؟
ديمه : مافيني شي
بومحمد نزل عينه على الارض واهو عارف ان هذي بدايه معاناة جديده مع ديمه ..
بومحمد : فيج شي قوليلي ... ترى انا مو ناقص اشيل همين .. هم اختج ابيها تقوم بالسلامه وهمج مابيج تردين لحالتج الاوليه ..
ديمه : لاحد يشيل همي .. مافيني شي
بومحمد : لاتكلميني جذي وجني واحد غريب ... انا ابوج ... ويهمني اشوف بنتي بأحسن حال .. عاجبج حالج الحين ؟؟ انتِ شفتي نفسج شلون انهرتي بالمزرعه ؟؟؟ والحين تبين تقنعيني ان مافيج شي ؟؟
ديمه كعادتها ماتتحمل أي كلمه حساسه .. حطت ايدها على وجهها .. مو ناقصه احد يعاتبها .. تبي احد يخفف عنها ..
ديمه بجت بصوت واطي وغطت وجهها بيدينها ..
بومحمد تخرع وقام من مكانه وشال ايدينها
بومحمد : قوليلي شفيج يا ديمه لا تعورين قلبي ..
ديمه : يباااااااااا انوار ماتت لا تقول اهي بخير وتقص علي .. اللي شفته مو شويه .. يبى بقي كبيرررررر جنه سيارة دعمها واحنا بالسباق وطيرها وقطها ورى شجر المخفي .. مادرينا عنها .. ماسمعنا الا صرخه وحده وبس بس يبا ماسمعنا غيرها ... تبيني اروح اشوفها واهي ميته ؟؟؟ اشوف انوار اللي قاعده معاها طول طووووووووول هالسنين .. نشرب وناكل ونقعد ونطلع مع بعض .. اشوفها بلحظه ميته ..!!! يبا انا من وين والا من وين بلاقيها من بقى لي ؟
وقعدت تبجي بحرقه بومحمد عرف سالفه بنته ....
" بقي ..! بقي دعمها .. شلون ومنو دخل البقي المزرعه ؟"
تساؤولات وردت بذهنه بس قطعها صوت بجي ديمه ويوم شافها عرف وتأكد ان صار شي بأنوار ماراح يفقد بنت وحده بيفقد بنتين ..! وقربها منه وضمها بحنان يبي يحسسها بقربة منها و يطمنها ..

بومحمد : يا ديمه ياحبيبتي لا تبجين انوار حالتها بالضبط بالعنايه يومين بس ويحدوون شفيها ..
ديمه : يبا اهي اللي كانت اتحن تبي المزرعه ..
بومحمد : هذا قضاء وقدر وجم مره اقولج احنا مانعترض على حكمة ربي ..
ديمه : والنعم بالله ..
--------
مرت يومين كئيبين .. على الكل .. وبالاخص عايله بومحمد .. ومن دخل الدكتور غرفة انوار .. وكان جاي بيقرر حالتها .. و بومحمد اهو اللي كان لحاله موجود ..
بومحمد : هاه دكتور بشر ؟ مرت 48 ساعه ؟
الدكتور : أي نعم ..
بومحمد بخوف : هاه شصار ؟
الدكتور : امم للأسف بنتك الحين دخلت بمرحله الغيبوبه .. والله وحده العالم متى راح تصحى .. وراح تكون بعنايه كامله .. لكن متى تصحى هالشي مو بيدنا ..
بومحمد قعد على الكرسي من اللي سمعه
بومحمد : دكتور انت شقاعد اتقول ؟
دكتور : كان ودي اقول غير جذي بس المريضة بنتك ولازم نقولك حالتها بالضبط ..
بومحمد : يعني بتقعد عندكم بالمستشفى ؟
دكتور : أي نعم .. والامل بالله كبير ..
بومحمد : والنعم بالله ... الله كريم ..
ربت الدكتور على كتفه وراح ..
بومحمد الدنيا صغرت صغرت صارت كبر خرمه الابره .. ولف على انوار .. وشافها منسدحه وجزء كبير من الشاش مغطي جبهتها .. ولانهم سوولها خياطه 6 غرز .. الجرح كان عميق .. ومتى ما التئم الجرح راح يسوون له عمليه تجميليه عشان مايشووهه منظرها .. هذا اذا بغت ..
بومحمد : انوااار يبا تسمعيني ؟؟
بومحمد : انواااررر
هذي كانت محاولة يائسه .. من بومحمد عشان يصحي بنته .. ودق تلفونه ورد عليه بدون مايعرف منو المتصل ..
مشاري : هلالا عمي بشرر شلونها الحين ؟
بومحمد : دشت غيبوبه
مشاري : لالالالا شلون يعني ؟ متى بتقوم ؟
بومحمد : كل شي بيد الله .. ماندري متى ..
مشاري : عمي وينك الحين ؟
بومحمد : عندها
مشاري : جايك مع السلامه
بعد شوي .. الا مشاري على باب الغرفه والغريب انه مادخل .. استغرب بومحمد لان الباب فيه جامه اكيد مشاري طل وشاف ماكو احد المفروض يدخل ..
بومحمد طلع له : حياك
مشاري : لا عمي انا جاي اوصلك جدي يبيك
بومحمد : براحتك ..
كان وده يدخل ويشوف شصار عليها .. وعلى الجرح الي بوجهها بس من وقف عند الباب شي غريب رده .. شلون انوار القويه اللي محد يكسر كلمتها والي ماتضيع حقها يشوفها بهالوضع ..! صعبه تشوف انسان قوي بلحظه مرمي على الفراش بين الحياه والموت ..! ماقدر ومن طلع له عمه رقع السالفه وخذاه وطلع من المستشفى بكبره ..
-------
مرت اسبوعين على هالسالفه.. وضع انوار لا جديد .. عايله مشعل دروا باللي صار .. وزاروهم كذا مره .. ودلال بهالفتره كثرت زياراتها لديمه وتعرفت عليها عن قرب وانسجموا مع بعض.. وخصوصا انها بحاجه لأي احد يسد غياب انوار اختها .. كانت شبه منهاره .. مشعل من درى بحاله ديمه بعد اللي صار بأختها واهو قلبه يعوره .. وده بهالوقت بالذات يوقف جنبها ويصبرها .. بس مابيده شي .. وكان يسأل دلال كل ماردت منها ..
دلال : قلتلك البنت تعبانه ..
مشعل : قلتيلها مشعل يسلم عليج ..؟
دلال : أي قلتلها ..
مشعل : شقالت ؟
دلال : لحول قالت الله يسلمه من الشر
مشعل : بس ؟ ماقالت لج شي ثاني ؟
دلال : امبلا قالت اكرهه خليه يطلقني
مشعل فتح عيونه : شنو
دلال :هههههههههه مادري عنك يعني شبتقول قالت الله يسلمه وبس لا تنشب لي ياخي
مشعل : وانوار اختها شلونها ؟
دلال بأسف : لا جديد
مشعل : الله يقومها بالسلامه والله انها خوش بنت ماتستاهل ..
دلال : امين يارب ..
دخلت عليهم ام مشعل : يلا العشى جاهز
دلال :اهم شي جبتوا البيبسي ؟
مشعل : هيه انتِ يوم من الايام كليتج بتروح وطي ..!
دلال : يعني شسوي ادمااااان انا ماقدر ..
مشعل : اعوذ بالله كيفج نبهناج مو بعدين مشعل ابي كليتك ماسلف احد
دلال : هههههههههههههه ياربي يختلق مشاكل من لاشي ..!
مشعل : شنو يعني مانتغشمر ؟
دلال : انزين امش العشى برد ..
مشعل تغير مع دلال .. وصار يعاملها أحسن .. لان وضعه استقر .. و رد مشعل القديم .. وهالشي ريح دلال على الاخر .. وصارت بناء على رغبته تزور ديمه كل ثلاث ايام .. وتقربت منها حيل .. وصارت مثل اختها .. ولان ديمه ارتاحتلها اكثر ..
---------
على اليوم الثاني .. بالمستشفى .. كانوا الكل قاعدين ام محمد وعيالها وبومحسن ومحسن ومنصور .. لان ماكانوا يخلونها لحالها .. عشان لي صحت يكون عندها احد .. من اهلها عشان تتعرف عليه .. وبيتأكدون من سلامه الدماغ .. والذاكرة .. وكان الدكتور منبه بومحمد ان اذا صحت انوار من الغيبوبه في احتمال كبير جدا تصاب بشلل .. وهالشي اهو اللي مخرع بومحمد .. وعلى ذاك اليوم كانوا كلهم مجتمعين .. بدال جمعه بيت عمانهم .. وصار امر طبيعي هالجمعه تتم بالمستشفى ..
ميشو : بابا انوار طولت واهي نايمه متى تقوم ؟
بومحمد وهو يطالع بنته بحسره : بتقوم ان شاء الله
ام محمد تضايقت : ميشو اذا ماعندج الا هالسالفه خلاص انزلي تحت العبي ..
ميشو : خلالالالاص اخر مره .. بقعد ساكته
ام محمد : انزين انثبري بدون صوت ..
وبعز السوالف بين جدهم وابوهم .. كانت ميشو بعيد عنهم وقاعده عند انوار وتقولها قصه ليلى والذيب ..
ميشو : ادري انتِ نايمه وكل واحد ينام يقولون له قصه كان يا ماكان كان في بنت اسمها ليلى .....الخ
واهي تتكلم وكانت اتطالع السقف وتتذكر باقي القصه وتشرح وتتكلم لحالها ماتدري ان انوار بعالم ثاني ..
ميشو : توته توته خلصت الحتوته
وطالعت انوار .. وشافتها مغمضه ..
ميشو : هيييه انتِ انا تعبت وانا اقول قصه قولي شكرا
انوار مغمضه
ميشو : انا زعلت خلاص انا تهاوشت مع امي عشان اقولج القصه وانتِ طلعتي ماتحبيني ليش يعني عشان قصصي مو حلوه..!!
بهاللحظه كانت اهي بعالم ثاني بالضبط اتحس انها تشوف كل شي ماي بماي وتحس جنها تسمع صوت ناس بعييييييد ماتشوفهم .. صوت الازعاج اللي حواليها اهو اللي ارغمها انها تبطل عيونها وتفتح وتشوف منو هذول المزعجين اللي ماخلوها تنام عدل ..!!
بطلت عينها الا تشوف وجه طفله زعلانه .. وهزت راسها مرتين تبي تصحصح .. بس في ثقل على راسها منعها .. بس اكتفت بفتح عيونها وحاولت اكثر واكثر تبتسم لين نجحت بهالشي ..
ميشو ضحكت .. وراحت لامها وماكانو يدرون شسالفه ..
ميشو : ماقلتلكم قصتي حلوه قلت قصتي لانوار وواستانست
ام محمد : أي انزين روحي وفكينا جم مره اقولج ان ماسكتي بنزلج تحت
ميشو : يما انا ما اجذب والله انوار قامت واضحكت لي
ام محمد بملل تلف صوب سرير بنتها وتشوفها مبطله عيونها وانصدمت .....!
ام محمد قامت من مكانها والابتسااااامه على وجهها بفررررررررح كبيررررر
ام محمد : انواااار قمتي يما ؟
انوار تطالع امها وتبتسم ماتقدر تسوي شي اكثر كل شي بجسمها ثقيل ..
ام محمد : يما انوار تكلمي قولي شتحسين فيه ؟
انوار بتتكلم بس بومحمد سكتها
بومحمد بفرررحه : لالا تتكلمين الا لين يجي الدكتورررر
وراح للدكتور وجاه الدكتور وملامح وجهه مرتاحه ..
الدكتور وقف على راس انوار .. ومسك الفايل وسجل عليه ملاحظات وسألهم اسئله متى قامت وجذي .. وبعدين .. وقف عند انوار ..
الدكتور : انوار حركي ايدج
انوار تطالعه ووده تقولها ماقدر كل شي ثقيل ثقيل
الدكتور : ادري صعبه الحركه عليج الحين بس حاولي حاولي يلا عشان تساعدينا
انوار لفت وشافت وجه ديمه والدموع مغرقته دموع الفرح وشافت جدها وامها وابوها ..
حاولت وحاولت تحرك ايدها لكن بالاخير ما حركت الا اصبع واحد
الدكتور : ممتاااااز في تقدم .. يلا نجي عند الايد الثانيه
وتحاول تحركه لين بعد حركت اصبعين
الدكتور : ممتاز انوار انتِ تساعدينا الحين ..
الدكتور مو جهه كلامه لبومحمد : الحمدلله الايدين عدوا مرحله الخطر .. الحين نجي على القدمين ..
ويروحون صوب رجيلها .. ويأشر لهاالدكتور عشان اتحركهم .. وتحاول
الدكتور : عادي عطينا اشاره انهم يتحركون لو بالاصبع الاخير ..
حاولت لدرجه وضحت على ملامح وجهها الارهاق .. ولا قدرت ..!
الدكتور : ها انوار ؟ ساعدينا ..
انوار بالاخير استستلمت ونزلت دموعها ماقدرت سوت اللي تقدر عليه اتحس بثقل الكون على جسمها ..!
الدكتور : اوكي انشوف الرجل الثانيه ..
ونفس الطريقه الرجل الثانيه موراضيه تستلم اوتتحرك ..
الدكتور طلب بومحمد على مكتبه .. والكل كانوا يطالعون بعض باستغراب ... ونظرات ماتترجم الا لشي واحد شنو مصير هالبنت اللي بالسرير ؟؟
بالمكتب عند الدكتور ..
الدكتور : مااخفي عليك ان بنتك فيها فتور بأعصاب القدم .. وهالشي ما صار الا من خطأ صار من نقل البنت من مكان الحادث الى المستشفى ..
بومحمد : شلون ؟
الدكتور : يعني طريقه نقل البنت من مكان الحادث على السياره ماكانت سليمه .. انتوا بدال ما تنقذونها من هالحادث تسببتوا له بإعاقه ..
بومحمد : يعني انوار ماراح تمشي ؟؟
الدكتور : اهو الله رحمها لو شديتوا رجولها اكثر كان انقطعت الاعصاب الي من الرجل اللي المخ وماراح تقدر تمشي البنت .. لكن بحالتها هذي فتور بأعصاب الرجل .. يعني في امل مع العلاج الطبيعي ..
بومحمد : في امل ؟؟
الدكتور : أي اذا استجابت للعلاج الطبيعي احتمال كبير ترد تمشي على رجلها مره ثانيه لكن الفتره بتكون طويله تقريبا كورس كامل ست شهور بالضبط .. ولازم لازم تتقيد بالمواعيد بالضبط .. هذا اذا كانت تبي ترجع تمشي من جديد ..