يتبع..


::
الجــزء السـابع عشـر ::
المنظر كان مأساوي .. منظر عمره ماراح ينساه .. قوة الضربة طيرتها + القاري بكبره طاح عليها بعجلاته وحدايده بقمة اندفاعه .. الضربة ابدا ماكانت هينه .. المشهد اللي شافوه ديمه ومحمد وميشو عمرهم ماراح ينسونه عمرهم ماراح يشوفون مثله الا اذا فبرنامج مشاهد مثيره !! ديمه من الصدمه واللي شافته خلاها لاشعوريا تركض مو عارفه اتجاهها المهم تهرب من الواقع اللي صار جدامها .. ماتبي المأساه تتكرر وتفقد اغلى ما خلق ربي اختها وصديقه عمرها وحبيبه قلبها انوار .. محمد مازال جاثي على ركبته خايف خايف يروح يشوف انوار يلقاها جثه خاايف .. قوته خانته بذيج اللحظه .. بومحمد ما شاف جدامه الا ديمه واهي تمشي بشكل هستيري ولحقها من شافها واهو قلبه يقوله ان في شي كبير صاير .. مشاري اول ماراح واشر له محمد على مكان انوار .. ركض ودخل بين الشجر .. وشاف القاري فوقها وقلبه يتقطع شلون بيكون شكلها واهي تحت هالقاري الكبير ؟ شنو مصيرررررررها ؟؟ ومن بعد ما رفع القاري بعناااء كبيررررررر وجهد اكبر .. شافها وصررررررخ ..
مشاري بخوف: انوووووووار .......!
حدايد العجله انطبعت بوجه انوار والجرح اللي سببه بجبهتها كبير وينزف بغزااااره .. التراب امتلا من الدم اللي مازال ينقط من على جبهتها والبنت مغمضه ..! ورجولها نشبت بالشجر وموقادر اهو يطلعها ابدا .. يعني ماكو الا يقطع كل الاغصان اللي مازالت متعلقه بشغف برجل انوار .. الخوف التوتر الارتباك كانوا اسياد الموقف .. منظر الدم بوجهها وشكلها واهي طايحه .. كان يزيد من دقات قلبه المضطربه .. حاس ان هالشي ماراح يعدي على خير ابدااااااا .. شكلها مو شكل وحده بتقوم سليمه .. كل اللي صار لالحين رسايل المخ متعطله عند مشاري ...
" هذي انوااااااااار اللي جداااااااااااااااااامي ؟؟؟؟؟؟ انوااااااار بنت عمي اللي صحتني من سباتي العميق .. انوار اللي شالت عن عيني غشاوة كان معمية بصيرتي طول السنين اللي طافت .. انوار اللي متعني اليوم وجاي اقولها عن كل التغيرات اللي صارت لي بفضل الله ثم هي ؟ ليييييييييش ياانوارررررررر تروحين حتى اعتذار ما اعتذررررررتلج ..... !!"
الصدمه والرسايل والمخ وكل شي اشتغل فجأه عند مشاري .. من سمع صوت بومحمد .. كان شكل مشاري يطالع انوار ببلاهه .. او عدم تصديق .. او كأنه يطالع شي غريب اول مره يشوفه .. عيونه مفتوحه على وسعهم .. صوت بومحمد نشط كل الخلايا الحسيه عند مشاري وخلاه امام الامر الواقع امام صدمة وفاجعه جديدة ..!
مشارري يأشر عليها: عمييييييييي انواااااااار
بومحمد ماكانت تعابير وجهه اقل من مشاري
بس الفرق بينهم ان بومحمد تصرف بطريقه عمليه سريعه..
بومحمد : تنزززززف جيب السياااااارة بسرررررعه
مشاري كلامه مقطع : عـ مــ ـي شلــ ــون انشيـــ لهـا ؟؟؟
بومحمد بصرخه اكبر : انت لالالالالحين واقف ؟؟ ماتجيب السياااااااااااارة
رفع مشاري دشداشته وربطهم على خصره وركض لين وصل سيارته ماكانت بعيده حيل .. وثواني الا اهو عندهم وداس على الزرع المهم يكون قريب يقدرون يركبونها ..
مشاري : يلا شلون نركبها ؟
بومحمد والحيره على وجهه وكأن شي يعيقه : الشجره !
مشاري بغضببببب : عميييييييي البنت تنزززززززف حرااااااااااااااااام عليك وانت تقول الشجره ؟؟؟؟؟؟؟
بومحمد سكت
مشاري : عميييييييي
بومحمد : شلون الحين ؟
مشاري : عمي ممكن اتصرف ؟؟
بومحمد بعد الحيره كلها وافق مضطر : تصرف بس ان طولنا البنت بتروح من ايدنا الدم الي خسرته واااااااااااجد تصرف يا مشاري
مشاري فتح السياره وقربها حيل .. وطلع غترته من الكشن الوراني وعطاها عمه
مشاري : اربط الجرح لا ينزف اكثر ..
بومحمد تصرف بسرعه ووماقدر يربطه لكنه اكتفى بأن يضغط على الجرح العميق عشان يخفف من شده النزيف ..
مشاري راح صوب الشجر ويجر رجيلها بخفه بس بالاخير اتضح له ان الخفه والحذر ماراح ينفعونه .. الا بحاله انه يقطع الاغصان من جذورها .. توهق واحتار بأمره .. وشده الحاح عمه بأنه يتصرف خلته يتهور ويجرّ رجيلها بقوة وبأيده وبقوة وجهد اكبر حاول كسر جم غصن ذوي الاعواد الغليضه .. وبصعوبة طلع الرجل الاولى .. والرجل الثانيه كانت اكثر معاناة من الاولى الشجر كانت متشربكه اغصانه ومادري شلون ساااااايحه على بعض .. تكسر الاول يطلع لك الثاني .. وهالشجر بالذات كانوا يسمونه "المخفي" .. أي احد بيلعب وبينخش ينخش فيه .. لان من الصعب احد يدخل فيه ويطلع بسهوله الا من منفذ واحد بس .. وانوار طيرها البقي بنص هالشجر .. وهذا اللي صعب الامر .. وتمشخت رجيلها وانطبعت عليها الجروح .. وبعد ما طلع الرجل الثانيه .. صرخ عمه
بومحمد : خلصصصصت يلالالالالا اركب السياره
مشاري : تقدر تشيلها لحالك ؟؟
بومحمد : أي شغل السياره
رفعها ابوها من الارض واهو شايل جثه بين ايدينه .. الدم غرق دشداشته .. وغترت مشاري صارت شماغ من كثر اللون الاحمر اللي صبغها .. وركب ورى وبحضنه بنته .. وصك مشاري الباب بقوة وانحنت رجيلها مره ثانيه بما ان السياره مو ذاك الوسع ..
مشاري داااااس بنزين موعارف الاتجاه بالضبط بس بيثبت البوابه بيطلع .. واول ما طلع من المزرعه .. صرخ عمه هالصرخات كانت تعيش مشاري برعب .. خايف يسمع خبر يدمره كليا .. خايف يقول عمه ماااااااتت البنت ..!! كـان يسوق السياره وماسك السكان بيدينه الثنتين لان ايدينه كلها ترجف ويبي يثبتها على شي .. التعب والجهد اللي بذله انهكوه ..
بومحمد : غترررررتك تغرقت دم عندك شي اسد فيه الجرررح ؟
مشاري يفتش بسيارته .. متأكد ان مافيها شي ..
بومحمد : عندكككك؟
مشاري : أي عندي ..
ويخفف بنزين ويوقف على صوب وياخذ دشداشته ويشقها بأسنانه وبيدينه ويعطي عمه
بومحمد : انت خبببببببببببل ؟؟
مشاري : ياعمييييي البنت بتموت ان انزفت اكثر وانت تحاسبني اخذ عمييي بسرعه ورانا درررررررررب على المستشفى
خذا بومحمد القطعه المشقوقه بخوووف كبير على بنته يمكن الوقت ما يسعفهم وتروح بنته بين ايدينه .. والقطعه كانت كافيه انها تسد الجرح او تخفف من نزيفه ..
ركب مشاري وداس على 180 والله رحمهم الخط فاضي .. وبالطريج
مشاري : عمي حاول تصحيها يمكن تقوم
بومحمد : البنت بين الحياة والموت وتقولي تقوم ؟؟
مشاري : عمي صل على النبي واذكر الله
بومحمد : الف من ذكره ياولدي البنت تموت بين ايدي .... مابقى فيها دم القطعه الثانيه تغرقت ..
مشاري والالم يزيد بقلبه .. وده يقوم من النوم ويطلع كل اللي شافه كابوس او حلم مزعج سخيف مايتكرر مره ثانيه .. بس للاسف كل هذا واقع مر ..
مشاري : عمي ابشرك قربنا من المستشفى ..
بومحمد وشبه ابتسامه منهكه : على الطواااارئ
اول ما وصلوا المستشفى .. نزل مشاري ونسى سيارته مفتوحه و نزل مع عمه انوار اللي كانت بعالم البرزخ ( بين الحياة والموت) ومو حاسه بشي .. وركبوها على السرير وسيدا دخلوها .. دخل معاها عمها ومشاري .. و الدم مازال ينزف.. اشكالهم بومحمد بدشداشه انصبغت باللون الاحمر .. من الدم طبعا .. مشاري دشداشه مقطوعه من تحت .. أي احد يشوفهم يجزع من منظرهم ..
وبعد فترة طويله مرت عليهم .. سوو فيها كل الاجراءات والفحوصات والاشعه و.. الخ دخلوها العنايه المركزة ..
بومحمد : ياخوفي يكون فيها اشياء داخليه مادرينا عنها
مشاري بخوف : يعني شنو ؟
بومحمد : اخاف فيها نزيف بالمخ او كسر او شي ترى احنا ماكنا حذرين معاها ..
مشاري : نزيف بالمخ ؟؟ لا ان شاء لله عمي تكفى لاتخرعني انا بروحي عظامي صابه
بومحمد : مايندرى من يطلع الدكتور يطمنا
مشاري : ان شاء الله خير
وبعد فتره تقارب الساعه طلع الدكتور ..
الدكتور : والدها ؟
بومحمد : أي نعم بشر دكتور ؟
الدكتور : اليوم راح تبقى عندنا بالعنايه لمدة 48ساعه اذا افاقت بعدها راح ترد سليمه اما اذا ما افاقت اممم (ونزل راسه )وقتها لنا كلام ثاني ..
بومحمد : يعني شراح يصير فيها ؟
الدكتور : لاتنسى كميه الدم اللي نزفت مو شويه .. احنا عوضناها الدم المفقود .. بس اذا قامت راح تردلكم طبيعيه .. واذا لا يعني بتدخل بغيبوبه يمكن تطول مدتها من الاسبوع الى السنين !
مشاري شهق : غيبوبه ....!!
طالعه الدكتور : لاتنسون الضربه كانت على الراس ..
بومحمد : لا اله الا الله ..
مشاري : الحين دكتور من تعدي 48 ساعه راح تتحدد حالتها ؟
الدكتور : بالضبط
مشاري : مشكور دكتور ..
واستئذن منهم الدكتور وبومحمد قعد بقلة حيله .. وقعد يذكر ربه .. ويصبر نفسه
مشاري: ان شاء الله تقوم بالسلامه ..
قعدوا كلهم على الكراسي .. وكل واحد منهم فكره سرح فيه بعالم ثاني ..
مشاري لالحين يحس بألم بقلبه ... مايدري هل هو من اللي صار او من المنظر اللي شافه كل ماطالع عمه يزيد قبضته على صدره .. كل مايشوف هالدم كله طلع من راسها هل من المعقل بتقوم بظرف يومين ..!
وبلحظه الصمت تكلم بومحمد .. سأل سؤال حيرهم ثنيناتهم ..
بومحمد : شلون صار الحادث؟
مشاري قعد يستذكر الاحداث اللي صارت .. وفهم منها جم شغله ..
مشاري : في شي قوي دعمها وطيرها .. لين دخلت بالشجر وتعلقت رجيلها وحدايد العجله ضربت براسها وفتحت الجرح العميق ..
بومحمد : شنو هالشي ؟؟
مشاري : مادري عمي مادري ..
ودخل ايده داخل شعره لين اصابعه تخللت كل شعره بضيق ..
حاس بالذنب .. وكان بيعتذر لها عن كل اللي سواه وكان بيوريها ولد عمها الجديد .. انسان غير انسان ثاني .. انسان اقل وصف له انه فصخ قناع الغرور والخبث اللي كان لابسه .. بس الله ماشاء انه يعتذر لها اليوم ! يجوز ما يقدم اعتذاره الا بعد شهور سنين اسابيع باجر الحين ؟ محد يدري .. اهي تحت العنايه المركزة وكل شي وارد .. والله سبحانه بيده كل شي ..
بومحمد قام من مكانه
بومحمد : دييييمه خليتها بالمزرعه وجيت !! شصار عليها ؟
بدوا شوي شوي يصحصحون .. ويرجعون لوعيهم .. كانوا طول هالفتره تحت تأثير الصدمه ..
مشاري : عمي استريح دق عليهم من المستشفى بس تراهم مع جدي .. يعني لاتخاف عليهم ..
بومحمد : ديمه خليتها واهي منهاره ..
مشاري رجع راسه على الكرسي بتعب .. وتذكر منظر انوار وغمض عيونه بألم وده يمسح هالمنظر من ذاكرته وينهيه ..
مشاري : اكيد اللي شافته مو شويه ..
بومحمد : يلا قوم بنمشي
مشاري : وين !
بومحمد : بنروح البيت عاجبتك اشكالنا جنه طالعين من حرب !
مشاري : عمي انت روح
بومحمد : لا والله وناسي منو جايبني !!
مشاري تذكر انه جايب عمه وتأفف بداخله وده بس يطل على انوار بيشوفها صج حيه من بعد كل اللي صار والا بعالم آخر ؟ بس ماقدر طبعا .. وراح مع عمه ووصله البيت .. ورجع بيته .. ولقى امه وابوه قاعدين يتقهوون بعد اذان المغرب
محسن من شاف ولده فز من مكانه مخترع
محسن : شفييك ؟؟؟ مسوي حادث ؟
مشاري وده يتكلم بس حس انه بينهار .. وصعد غرفته وكان ماسك جيس وطنشهم كلهم
محسن : شفيه هذا مو صاحي ؟؟
مها : خله انا بروح اشوف شفيه اكيد شي جايد الله يستر
وتصعد امه له اوهو على طول دش الحمام وتسبح .. وقعدت تنطره واهي قاعده علىا لسرير شافت السويج طايح على المكتبه ووراحت صوبه ولقت الجيس وفضولها غلبها وفجته وشهقت شافت معالم غتره لكنه مصبوغه بالدم !! خاااااافت على ولدها معقوله صاير فيه شي ؟ حادث شلون كاهو يمشي جدامها من وين هالدم كله !! قلبها عورها .. ووصارت تروح وترد بقلق .. وبعد ماطلع من الحمام ولابس بجامته .. مسكته
مها : تكفى يما شصاير ؟
مشاري انسدح على السرير خلاص يبي ينسى نفسه يبي ينسى الدنيا يبي ينسى هاليوم الاسود ..! بس شلون .. !
مشاري : مافي شي يما انا تعبان ابي انام
مها : انت ما شفت دشداشتك اللي جاي فيها ؟ جنك متهاوش مع جلابه ؟ وبعدين لا تقص علي واتقول مافيني شي ! وهذا شنو ؟؟
وأشرت له على الغتره
مشاري شافها وزادت نقزات قلبه المؤلمه ..
مشاري : تكفين يما ابي ارتاح خليني ..
مها : انت تبي تجنني انا بستخف انت صايرلك شي قول تكلم
مشاري : انوار بنت عمي منصور
مها : شفيها ؟
مشاري : صارلها حادث وانا وعمي ودينها المستشفى
مها بخوف : حادث !! شلون ؟ ومتى وشصار على البنت ؟

مها مهما كان انوار وديمه والبنات تربوا بالبيت نفسه وما هانت عليها العشره ..

مشاري : يما الحادث شلون صار مادري انا لحقت على الاخر .. انا خذيتها على المستشفى .. الغتره اللي بيدج عطيتها عمي عشان يسد الجرح وامتلت الغتره كلها واضطريت اقطع من دشداشتي عشان ماتنزف اكثر ..
مها : لي هالدرجه الحادث قوي ؟
مشاري غمض عيونه : واكثر واكثر واكثرررر
مها من الصدمه خلت مشاري يرتاح وراحت لزوجها تعلمه .. ومشاري حط راسه ونام تعبااااااااان نفسيا وجسديا ومعنويااااااااا