ديمه : حمود يلا مشينـا
محمد : زين خلصتي .. بسرعه
ديمه : ههههههه تتطنز
مشوا صوب الشارع الرئيسي
ديمه : يوه عاد اللحين وين نلقالنا تاكسي !
محمد : مشعل موقف لنا .. يلا امشي بسرعه كاهو وقفه
ديمه وقفت مكانها .. هو طبعا راح عنها .. وفتح الباب وركب ..
"مشعل بيركب معانا ! "
حست بشعور فرحه مع حزن ماعرفت تحدده بالضبط .. تبي تتجاهله اليوم كثر ماتقدر تبي تحدد نوعيه هالمشاعر اللي داخلها .. وبنفس الوقت مستانسه انه بيكون معاهم .. بهالرحله ..
مشى التاكسي لين وقف عندها وهي على الرصيف ..
نزل مشعل من التاكسي وناداها
مشعل : يلا ديمه تأخرناااا
ديمه : سوري
ركبت معاهم .. ومشى التاكسي .. وكانت روما تزخر بالمباني التاريخيه العريقه .. والشوارع التي تنطق بالحضاره ..هي مدينه من طابع خاص مميز.. له سحر وجمال مختلف عن بقيه العواصم الاوربيه .. لانها تحتفظ برونق الاصـاله القديمه .. ديمه انقهرت ماتقدر اتصور جذي .. لازم تثبت السياره .. لانها مرت على مناظر ماتتطوف ..
ديمه : وقفوا وقفوا
مشعل : ليش؟
ديمه : بصور
مشعل : ترررررى متأخرين
ديمه : شورانا ؟؟ بنقعد لي المغرب انا بصور هالمناظر والله ماتتطوف
مشعـل تنهـد ..
محمد : أي والله مشعل خله يوقف .. على الاقل بتكون الصور تذكـار ..
مشعـل : ان شاء الله بالرده بتصورون .. اللحين خلنا نلحق على ابوكم .. ترى عبالكم سيدا على النافورة لا بننزل بقارب نعبر نهر ..
محمد : احللللللف
مشعل : عشان جذي اقولكم مانبي نتأخر كفايه ديمه نقعتنا تحت ..
ديمه : سوري والله غصبٍ عني
مشعـل : انزين خلنا نمشي بتجينا مناظر احلى من اللي شفتيها وبتصورينها ان شاء الله بس انتِ خلي منج العناد
اسكتت ديمه .. وشافت انها زودتها ..
بعد ماوصلوا .. نزلوا
ديمه : وين النافورة ماشوفها ؟
مشعل : من قالج انها هني ؟
ديمه : اجل ليش نزلنا !!
مشعل : بنركب قارب عشان يوصلنا الضفه الثانيه ..
ديمه بخـوف : لالالا مابي
محمد : يوووووه صح!!
ديمه : حمود قوله اني اخاف من البحر
مشعل : بس هذا مو بحر عشر دقايق ونوصل
ديمه : بحر نهر نفس الشي يعني بنركب قارب نفس الشي مابي
مشعل : مايخوف والله ماتحسين فيه
ديمه ترجف : مااااابي مااااابي ماتفهم ؟؟؟
مشعل بدا يعصب : انزين لييش تخــافين منه ؟
ديمه صبت دموعها : يعني ماتعرررف ؟؟؟؟
مشعل قعد يتذكر .. وشهق كأنه تذكـر واعتذر لها
مشعل : اييييي ........ سوري والله ماكنت اقصد
ديمه تسمح دموعها : خلاص اذا مانقدر نوصل النافورة الا من النهر رجعوني الفندق
مشعـل : لا شلون اخر يوم !
ديمه : لا باجيلنا اسبوع
مشعل عض لسانه .. اخريوم له هو مو لهم .. مايبي يعدي اليوم وهي بعيده عنه ..
مشعل : بس مايصير الكل يستانس اليوم الا انتِ
ديمه غطت وجهها بيدها : استانس بأي مكان بس الا النهر او البحر .. ماقدر
مشعل : خلاص ديمه ولايهمج بتروحين النافورة بس ماراح تمرين على النهر ..
ديمه : صج ؟ عادي يصير ؟
مشعل : أي افا عليج .. صبر اوقف تاكسي
وقفوا تاكسي وركبوا .. والله رحمهم ان هالتاكسي يعرف انجليزي و قالهم يقدرون يروحون النافورة بس بتاخذ ربع ساعه بالسياره والنهر يختصر المسافه بس اهم قالوا بالسياره احسن عشان ديمه ..
محمد بالسياره يهدي ديمه .. اللي كانت هاديه بس سرحانه وهو ماعجبه حالها ..
محمد : ديمه خلاص انسي شفيج سرحانه ..
ديمه : مافيني شي زينه .. متى بنوصل ؟
مشعل : خمس دقايق بالكثير ..
نافورة تريفي
ديمه خلاص عينها على النهر .. ومو حاسه باللي حولها .. كثر ماحاولت تبتعد عن الذكرى كثر ما اقتربت الذكرى منها اكثر اواكثر اما بقصد او دون قصد .. نزلوا من السياره وصلوا للنافورة وكان شكلها ضخم وكان معلم من معالم روما بالفعـل الناس يصورون عندها .. ووكان في كوشكات يبيعون ميداليات وتحف صغيره وقبعات وتيشرتات وهالسوالف .. مشعل تندم على اللي قاله .. ماكان لازم يذكرها .. وخاصه بيوم مثل هذا .. كان وده يشوفها فرحانه طول اليوم عشان يخزن صورتها بذاكرته.. ويحتفظ فيها ذكرى .. بأحلى رحـله قضاها بعمره .. استغلت ديمه الفرصه وصورت النافورة و صورت النهـر والقوارب اللي فيه .. والشجر والسماء .. وكل منظر حلو شافته .. بعدين عطت محمد التلفون
ديمه : محمد اخذه انا ماعندي مخابي
محمد : اوكي بس ترى يمكن اصور .. انزين ؟
ديمه : اوكي كيفك بس ياليت ماتزيد عن خمس
محمد : يمكن اقل
ديمه : اخذ راحتك .. بس لا يضيع
محمد : افا عليج لاتوصين ..
خذاهم مشعل وقعد يدّور بومحمد .. بس الظاهر انهم ياخذون جوله بالنهـر كل جوله تاخذ ساعه عشان يتعرفون على المتاحف الموجوده .. فا مشعل ماراح يتحرك من هالمكان .. بيقعدون يتمشون فيه .. لين يطلعون من النهر .. قعدوا على الكراسي .. بس ديمه راحت صوب النهر .. وتطالع فيه بشرود ذهن ..
مشعل : شفيها ؟
محمد : ماعليك شوي وتنسى
مشعل : بس ماكنت اقصد اذكرها..
محمد: ماعليك اعرفها اهي تحب تقعد مع نفسها ..
مشعل : بس مو زين لها تتذكر
محمد : يعني شسوي ؟ امنع عنها التفكير ؟
مشعل : انا بروح اشوفها
محمد : بس لاتضغط عليها خلها على راحتها .. يمكن ماتبي تتكلم
مشعل : بس هذي مو حاله .. اختك بتروح دام استمرت على هالحال
محمد : لاتحاول سوينا كل السبل معاها نفس النتيجه الانعزال والهدوء
مشعل انقهر الا يشوف حل
مشعل : انزين ترى بروح اشوف شفيها تجي معاي ؟
محمد : لا انا بقعد لاني ادري انها بتقول مافيني شي وخروا عني
مشعل : بس يمكن تستحي مني ولا تقولي هالكلام وتسمعني للأخر
محمد : مادري جرب وشوف
مشعل : يعني ماراح تجي معاي ؟
محمد : لا
مشعل : كيفك
راح مشعل وهو متضايق من الحال اللي توصلته ديمه ... المفروض ماتسوي جذي بروحها وتسلم روحها للذكريات .. وتصير اسيرتها .. قرر يسوي اللي عليه بس يطلعها من هالحـاله .. ولو يخفف عنها أي شي ..
تقرب مشعل من النهر وصار خلفها .. شافت ظلاله قبالها وبلعت عبرتها ماتبي احد يخفف عنها بتنهار .. عمرها ماشكت ولا قالت اللي بقلبها الا له .. ولشبيهه .. الحين تأكدت ان وجود مشعل بحياتها بيسبب لها الالم .. فوق الالم اللي هي فيه .. فتح لها جروح قديمه حاولت تنساها .. بس الغريب من هذا كله انها ماشكت الا له !!
مشعـل : ديمه ....
ديمه لفت عليه : هلا
مشعل : امممم انا اسف نسيت والله (وحط ايده على راسه) نسيت ان المرحوم متوفي غرقان .. راح عن بالي ساعتها .. ماكنت ادري انج تخافين من البحر او النهر عشان هالسبب .. ماكان قصدي اقلب عليج المواجع ..
ديمه : ليش تتأسف .. انا كنت ناسيه اصلا .. لاني اشوف البحر او النهرعادي بس ما ادخله .. دايما كنت اقوله لا تدش البحر .. كان يقولي لازم نحدق انا وربعي .. وشالفايده ؟ راح.. اخاف والله اخاف من البحر .. غاامض والداخل فيه مفقود والخارج مولود ..
مشعل : مو مشكله اتخافين من البحر .. لانج مو محتاجته بشكل اساسي عشان تدخلينه .. اللي يحبونه يدخلونه .. بس المشكله انج تقوقعين نفسج بزمن ولا تطلعين نفسج منه .. خلاص انسي المرحله اللي طافت انتِ بمرحله جديده .. الضربه اللي ماتقتل شتسوي !!؟
ديمه بحزن : تقـوّي
مشعل : وانا ابيج قويـّه .. وابيج تنسين كل ذيج الذكريات اللي ما جنيتي منها الا الالم .. شاللي استفدتيه منها ؟ ضيعتي كورس كامل .. ضيعتي قعده اهلج ولمتهم وسوالفهم .. انعزلتي انطويتي على روحج .. ضيعتي صحتج .. ديمه اللي تسوينه لا ترضين فيه الله ولا رسوله .. انا ماقلت لج هالكلام االا لاني اشوفج عزيزه على الكـل .. ومحد يحب يشوفج بهالحـال.. انا مابي منج الا وعـد ..
ديمه : شنو ؟
مشعـل : تتغلبين على الصراع اللي داخلج .. وترسمين الابتسامه على وجهج على طول .. وتنهين صفحه الماضي ومن اليوم تفتحين صفحه جديده .. الجاي احلى صدقيني .. عطي دنياج فرصه تعطيج ماعندها .. مثل ماعطتج من مرّها تعطيج من حلاوتها ..
ديمه من سمعت كلامه لاشعوريا ابتسمت .. حست بشي غريب حست بهالانسان ساحر عرف يحط ايده على الجرح ويداويه وهي اللي عجزت تداويه شهور .. ديمه كانت محتاجه وقفت احد معاها تبي شي معنوي ماتبي الماديات مشعل بكلامه لها كان اكبر دافع لها لتغيير الحال اللي هي فيه .. عرف بكلامه يطلعها من حالتها المؤقته على الاقل .. عطاها روح المنافسه .. والتحدي .. وخلاها تتحدى ذاتها .. " اانا شلون ضيعت سنين عمري .. وانا مدفونه بذكريات راحت مالها رجعه .. صج ان كل انسان محتاج لذكرياته .. بس يتذكر الحلو منها ويترك المّر .. صحيح ان الفتره اللي مرت ماكانت كافيه اني انسى اللي صار .. لكن اانا اقوى من جذي .. لازم اسوي حد لكل هالصراعاااات اللي بداخلي .. لازم اغير نظره الكل فيني .. "
كلامه اثر فيها بشكل كبير حيل .. خصوصا وانها تعبتره عمها مبارك بكل شي .. فا تقبلت منه هالكلام .. اللي بيكون شمعه تنور عليها دربها من ظلام الذكريات ..
مشعل : توعديني ؟
ديمه هزت راسها بايجاب
مشعل : من اولها خنتي الوعد ؟
ديمه طالعته باستغراب
مشعل :وين الابتسامه اللي قلناعنها ؟
ديمه ابتسمت بشوق كبير انها تتغلب على اللي بداخلها وترضي ذاتها والكل
مشعل نادى محمد
محمد : يلا عاد وين اهلي؟
مشعل : مكاننا هذا واضح للكل اذا خلصوا من جولتهم بيشوفونا ..
قعدت ديمه ومحمد بالكراسي .. مشعل راح كوشك يبيع ايس كريم وخذالهم وقعدوا ينطرون .. ومرت نص ساعه ثانيه ..
محمد : بقى صورتين ..
ديمه : أي ديربالك لاتزيد عن خمس .. وراي اسبوع بصور فيهم
محمد : انزين زيدي لي وحده لاتصيرين بخيله
ديمه : يلا عاد حمود .. لاتصير جذي ..
مشعل ابتعد عن مكانهم وراح يشوف متى يوصل القارب الي فيه بومحمد .. واول ماردّ نادى محمد ..
ديمه قعدت تاكل ايس كريم ومستغربه شعندهم مشعل ومحمد يتساسرون .. ! بعدين راح محمد للمكان اللي كان فيه مشعل اول .. ورجع مشعل قعد بالكراسي ..
ديمه زهقت من القعده .. وشافت ان اهلها مطولين .. قامت تتمشى على النهر ..
المفضلات