عندما يهرب الزوج من منزل الزوجية إلي الاصدقاء والجلوس علي المقاهي والبحث عن أي وسيلة لقضاء أوقات فراغه بعيدا عن زوجته فلابد أن نبحث عن الاسباب التي أدت إلي ذلك..
علماء نفس واجتماع يؤكدون أن النشأة الاجتماعية وما اكتسبته شخصية الزوج من الاعتماد علي النفس واحتواء الاخرين واستعداده النفسي لتحمل مسئوليات زوجته واطفاله.. هي جزء اساسي من الاسباب التي تجعله رافضا الجلوس مع اسرته والعامل الثاني هو نشأة الزوجة وسلوكها وكيفية تعاملها معه ومدي توفيرها للاجواء المناسبة من هدوء وترتيب للبيت وتوفير وسائل الراحة التي تجعله يفضل الجلوس بين اسرته وليس مع اصدقائه. تقول حنان مصطفي: بدأت اشعر بالملل من تصرفات زوجي الذي اصبح يفضل لقاء أصدقائه ويتصل بهم اكثر مما يتحدث معي وكنت أشعر به موجوداً في المنزل بجسده لكن مشاعره كلها مع أصدقائه. وبعد شهر العسل يخرج ولا يعود إلا في ساعات الليلة المتأخرة، واستمرت حياته في السهر ولعب الطاولة والرحلات البحرية بـ" نفس حياة العزوبة".
فالزواج لم يكن محطة مهمة وإنما كان محطة ترانزيت لنفس رحلة العزوبية والتي تمثل رحلة قيام بلاوصول، لقد كنت أنتظر أن يتبدل حاله بعد إنجاب الأولاد ولكن الحال ظل كما هو عزوبية بلا حدود. وتحكي أميرة محمد: في أيام مباريات الكرة يتحول منزلنا إلي قسم طوارئ يتحرك زوجي بعصبية قبل المباراة وفي أثنائها يفقد عقله، وإذا تحدث أحدنا يسبه أو يقذفه بأي شيء، وبعد المباراة هناك تصرفان كلاهما مر. إذا فاز فريقه يرتدي ملابسه سريعا ويخرج وهو يتحدث في التليفون المحمول مع أحد أصدقائه فرحا مثل الأطفال، وإذا انهزم فريقه يتحول البيت إلي مأتم يظل أسبوعا كاملا بأخلاق لا تطا.. وأحيانا يصر علي مشاهدة فريقه في الملعب ولا يغير موقفه مهما كانت الظروف. ومازلت أذكر أنني مرضت فجأة وطلبت منه أن يذهب بي إلي المستشفي لكنه انتهرني ورفض أن يسمع هذا الكلام "الفارغ في يوم المباراة" و خرج وأنا أتألم فاضطررت للاتصال بوالدي. وعندما عاد إلي المنزل متأخرا بعد أن احتفل مع أصدقائه بفريقه الفائز ولم يجدني في المنزل اتصل بمنزل أهلي وعلم أنني بالمستشفي فنام حتي الصباح دون أن يسأل عني وفي اليوم التالي كان يعيش فرحة الانتصار ولم يغير مرضي شيئا من حالة البهجة التي يعيشها!. وتقول سهام حسن: قبل الزواج كان مفهومي للزواج أنه حالة استقرار ولكن بعد الزواج كان الأمر مختلفا كنت أنا وحدي المستقرة، أما زوجي فهو لا يكاد يهبط علي أرض إلا وطار محلقا مرة أخري. وهو لا يفعل ذلك للعمل ولكن للنزهة لأنها عادة قديمة وهو لا يستطيع أن يتخلص منها ويرفض أن أكون معه لأنها كما يقول رحلة انطلاق وانفكاك وهو لا يريد أن يقيده أحد. والآن أعيش مع ابنتي وحيدة وزوجي يسجل غياباً كاملاً وعندما أناقشه في ذلك يرد علي بطريقة مادية لا تطاق يقول ببرود وسلبية: وماذا تريدون مني؟ أنا قصرت في شيء الثلاجة مكرسة بالخضار والفاكهة واللحم وأنتم في أحسن حال! في هذه الأيام أفكر جديا في الطلاق ولكن كلما نظرت إلي ابنتي شعرت بالضعف والجبن.
وتقول أمال علام: للأسف زوجي صغير جدا كل تصرفاته تذكرني بالمراهقين بالرغم من أنه في الثلاثينات• فهو يدخل غرفته ويغلق ويجلس طوال الليل والنهار يتنقل بين عبر المواقع المخلة والفاسدة وعندما يراني يرتبك تماما مثل الطفل مع أمه• حاولت أن أناقشه وأوضح له أن هذا الأمر لا يصدر من عاقل لكنه توسل أن أتركه لأنه تعود علي ذلك منذ المراهقة وسوف يحاول مع الوقت أن يتخلص من هذه العادة الذميمة. لكني أشك في ذلك لأنه وصل إلي مرحلة الادمان تأكدت تماما من أن هذا الرجل لا يصلح للحياة الزوجية لأنه لم يكن مهيأ لها وعندما فاتحت جارتي في أمره وجدتها تعاني من نفس المشكلة. ويبدو لي للأسف أن كثيرين من شباب هذه الأيام لم يعدوا أنفسهم للحياة الزوجية ويعيشون طوال حياتهم في جلباب العزوبية. وتقول حنان سعيد: انفصلت عن زوجي بالطلاق بعد أن تأكدت من عدم جدوي إصلاحه فهو رجل بلا مشاعر ولا مسئولية، يدخل البيت ظهرا لينام.. في موعد الغداء يجلس علي المائدة•• يخرج في المساء ليعود للنوم.. ولا يعرف شيئا عن الحياة الزوجية وفي حياتي كلها لم يصادفني إنسان في سلبيته، أنجبت منه ومع ذلك طالبت بالطلاق وبنفس السلبية واللامبالاة استجاب لرغبتي ودون أن يناقش الأسباب.. وعندما سألوه قال: هذا ما كنت أريده إنها امرأة طيبة لكني لا أحب هذه المسئولية الثقيلة!. وتري اسماء سمير: زوجي يدعو أصدقاءه يوميا لطعام الغداء وبعده يجلسون في لعب الورق والأنس وفي المساء يخرج إليهم من جديد لمدة عام كامل أنا خادمة لأصدقاء زوجي وعندما رفضت الاستمرار في هذا الدور طردني من المنزل. وتقول د.عزة كريم الخبيرة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية إن إهمال الأزواج وانشغالهم عن شئون أسرهم من الظواهر التي تركت تأثيرها علي نفسية أفراد الأسرة ومع الأسف نجد أن معظم الأزواج يقضون وقتهم في السهر خارج المنزل برفقة الأصدقاء للعب الورق أو مشاهد الأفلام أو الجلوس أمام الكمبيوتر ضاربين بمشاعر الزوجة عرض الحائط غير مبالين لما تسببه هذه التصرفات من مشاكل صحية ونفسية وعواقب وخيمة!.
منقووول
المفضلات