كم منا اهتم بالقشور والشكليات وترك اللب والجوهر ؟ أنتقي اجمل الملابس وابحث عن ألذ الأطعمة ليس حراما ولا عيبا ولكن ان يطغى شيء على شيء هنا مكمن المشكلة هل تريد ان تكون الوردة الحمراء أم الوردة البيضاء في هذه القصة وربما اردت لونا يناسبك
الجذورفي حديقةٍ غَنّاءَ كان النهرُ يَجري.. النهرُ يَهَب الماءَ للأشجارِوالأزهارِ، ويُصغي إلى حَفيفِ أوراقها وإلى أحاديثِها.. ذاتَ صباحٍ سَمِعَ النهرُحوارَ الوردةِ الحمراء مع الوردةِ البيضاء.
قالت الحمراء: أنا أجمَلُ الأزهار.. انظُري كيف أهتمّ بجمالِ مَظهري..
قالت البيضاء: يا صديقتي، هناك أشياء أخرىينبغي أن نهتمّ بها أيضاً.
سألت الحمراء: مثلاً ماذا ؟!
البيضاء: علينا أننهتم بجذورنا أيضاً.
قالت الحمراءُ بدَهشة: الجذور!
قالت البيضاء: نعم.. انظُري جيّداً إلى مياهِ النهرِ كيفَ تَجرِفُ مَعها كلَّ يومٍ جُزءاً منالتربة!
سألت الحمراء: وماذا يعني هذا ؟!
أجابت البيضاء: معناه أنناسنَنجَرفُ أيضاً وننتهي.. علينا أن نَمُدَ جُذورَنا عميقاً في الأرضِ حتّى يشَتدَّعُودُنا.
صاحَت الحمراءُ بعصبية: أنتِ حَمقاء يا عزيزتي. تَترُكينَ أوراقكِالزاهية، وتُنفِقينَ وقتَكِ في مَدِّ العُروقِ داخلَ الترابِ والطين !!
لمتُصْغِ الحمراءُ إلى كلامِ جارتِها..
وتَمُرُّ الأيّام ومياهُ النهر تجَرِفُالتربةَ كلّ يوم.
وذاتَ يومٍ.. شعَرتِ الحمراء بأنها تهتزّ، وكانت أمواج النهرتهزّ جذورها الضعيفة.
صاحت الحمراء: النجدة! النجدة! أنقِذوني.
هَمَسَتالبيضاءُ بحزن: يا لَها مِن نهايةٍ تَعيسة.. ليتها سَمِعَت نَصيحتي!
المفضلات