ضمن اتفاقية تعاون بين الجامعة و وزارة شؤون الاسرى والمحررين كلية هشام حجاوي التكنولوجية تعقد سلسلة دورات تكنولوجية


تقرير:هلال علاونة



الأسرى الفلسطينيون ناضلوا وكافحوا واعتقلوا في سبيل تحرير وطنهم، وزج بهم في السجون الاسرائيلية وافنوا زهرات شبابهم في تلك السجون، ليجدوا أنفسهم بعد التحرر من الأسر الى المشاركة في معركة بناء الوطن، لكن دون مقابل يؤمن لهم لقمة عيش كريمة في ظل اقتصاد متدهور وسوق عمل يشكل فيه العاطلون عن العمل 35 % من مجموع الأيدي العاملة في فلسطين.



وزراة الأسرى والمحررين كانت هي المبادرة في عقد دورات تكنولوجية مكثفة للأسرى المحررين ولقيت ترحيبا من جامعة النجاح الوطنية ووجدت في كلية هشام حجاوي شريكا ومكانا لاحتضان تلك الدورات كون هذه الكلية هي الكلية التي تتوافر فيها كافة الامكانات لهذا الغرض.



شراكة وتعاون

الدورات التكنولوجية للأسرى المحررين كانت ضمن اتفاقية بين وزارة الأسرى والمحررين وجامعة النجاح الوطنية، هذا ما يؤكده الدكتور غسان الحلو عميد كلية هشام حجاوي التكنولوجية، والدورات بشكل عان متخصصة في صيانة شبكات الحاسوب وصيانة الأجهزة الخلوية والتبريد والتكييف.



ويبين الدكتور الحلو أن سعة الدورة الواحدة هي 12 طالبا في دوام مكثف يشمل أيام الجمعة والسبت في برنامج تدريب 80 % منه عملي، يؤهل الطلبة الأسرى بعدها لدخول السوق للعمل مباشرة فيه، خاصة أن العمل التقني مجاله واسع في فلسطين والحاجة إليه في ازدياد مطرد ويوضح عميد كلية هشام حجاوي التكنولوجية أهمية الدور الذي تقوم به وزارة الأسرى والمحررين حيث أنها تحملت العبء المالي، وتكفلت بميزانية خاصة لتأهيل الطلبة الأسرى، ويشير إلى خصوصية دورة التبريد والتكييف في كونها لا تحتاج إلى رأس مال عال، ويستطيع الطالب الأسير أن يؤسس مشروعه الخاص به كمهنة حرة الطلب عليها متزايد.



طاقات متجددة

ويقول الأستاذ إياد بيشاوي مساعد عميد كلية هشام حجاوي أن تأهيل الأسرى المحررين يعطي فائدة للاقتصاد الوطني والمصلحة العامة، ويتماشى مع سياسات الدولة الفلسطينية المستقبلية، في إشارة منه إلى تعويض الأسرى عما فاتهم أثناء فترة الأسر، وليشعروا دائما وأبدا أنهم جزء أساسي يعتمد عليه في بناء الدولة المنشودة، ويشكل هذا فرصة بديلة لاستثمار طاقات هؤلاء الشباب وانخراطهم في المجتمع.



دورة شبكات الحاسوب

وينوه المهندس منيف قفاف مدرب دورة شبكات الحاسوب أن الطلبة الأسرى المحررين يتدربون على فك وتركيب جهاز الحاسوب وتصليح الجهاز ( format ) وتصحيح الأخطاء والمشاكل فيه، ومن ضمن المواد التدريبية مبادئ الشبكات التي يتعرف فيها الطلبة على ماهية الشبكات وكيفية توصيلها وتركيبها، بالإضافة إلى مادة برمجيات الحاسوب الخاصة ببرنامج . " Microsoft Office "

ويشير قفاف إلى أن مدة الدورة هي سنة كاملة، وسيتم التدريب في الفصل الثاني على برمجة الراوترات والشبكات، ويمتلك المشاركون في الدورة حسابات زاجل ( البرنامج الأكاديمي لجامعة النجاح الوطنية) ويصبح الطلبة الأسرى مؤهلين بعد الدورة للعمل في شركات الاتصالات الفلسطينية وفي شركات الحاسوب المختلفة.



أمل وعمل

يقول الطالب الأسير المحرر مسعد الأصيل والأمل يبرق في عينيه لقد انتظرنا هذه الفرصة طويلا، حيث أن معظم الناس تستخدم الحاسوب ولكن المهارة هي في التعامل مع الحاسوب بحرفية، ويضيف الأسير المحرر " آمل بمستقبل أفضل وفرصة عمل حتى لو كانت وظيفة في محل كمبيوتر صغير". ويأمل الأصيل بفتح دورات أخرى على مستوى أعلى خاصة أن المدربين أكفاء، ويناشد الأسير المحرر المؤسسات بأن يعطوا الأسرى أكثر من خيار وفرصة.



دورة صيانة الأجهزة الخلوية

يستعرض الأستاذ محمد رواجبة مدرب صيانة الأجهزة الخلوية وسائل الاتصالات التي يتم بتدريب الطلبة الأسرى المحررين عليها وهي صيانة الأجهزة الخلوية وصيانة الأجهزة المكتبية وصيانة الريسفرات الخاصة بالستلايت وأجهزة التحكم، لتخريج متدربين مؤهلين من خلال المتابعة عبر الانترنت لكل تحديث جديد في مجال هندسة الاتصالات.

ويضيف الأستاذ رواجبة انه يدرب الطلبة على تحميل المخططات من الانترنت التي يعتمدون عليها في مجال صيانة الأجهزة الخلوية، وانه يبقي الباب مفتوحا أمام الطلبة للأسرى للتواصل لكي يمارسوا هذه المهنة بكفاءة، خاصة لمن يريد منهم أن يطور نفسه في مجال الاتصالات.

يتحدث الأستاذ عامر الششتري مدرب صيانة الرسيفرات والتلفاز عن تخصص الصيانة في هذا الحقل عن طريق تجميع دوائر الكترونية وبرمجة وفحص وتركيب وفك الرسيفرات والستلايت، حيث يتدرب الطلبة أيضا على أجهزة الفحص اليدوية التي يوفرها بنفسه لهم، ويجلبها أيضا الطلبة الأسرى المحررين.



مهندس يحدوه الأمل بالعمل

الأسير المحرر أسامة عنبوسي تخرج من قسم الهندسة الكهربائية بكلية الهندسة بجامعة باكستانية عام 2002، وبعد عودته إلى ارض الوطن خريجا اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ستة أشهر، ومكث بالعزل الانفرادي في سجن بئر السبع وأفرج عنه بعد أربع سنوات،ليعمل في شركة للاتصالات مدة ستة أشهر، لم يجد بعدها أي مكان يعمل به، خاصة أن الشركات الخاصة تطلب خريجين جددا أو ذوي خبرة، وقد فاته القطار في المجالين،حيث انه في العقد الثالث من العمر.

ويشيد الأسير المحرر بالمدربين المهرة في الدورة ويأمل بإيجاد فرصة عمل بعد الدورة.



خبير لا يجد مؤازرة

الأسير المحرر سميح الخراز اعتقل لدى قوات الاحتلال سنتين من 1994-1996 ، وهو متزوج وأب لثلاثة أطفال، يقول الخراز انه يعمل في ملحمة لوالده في مدينة نابلس، وقد دخل مجال الأجهزة الخلوية منذ عام 2002، حيث تضمن محلا للأجهزة الخلوية مدة ثلاث سنوات، ثم انقطع به الحال ليفتح بسطة أمام الملحمة لبيع الأجهزة الخلوية، ويضيف انه يؤثر الصيانة على البيع لأنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير ورخصتها خمسون دينارا، في حين أن رخصة البيع هي 300 دينار، لكنه تعترضه مشكلة أجرة المحل وهي 500 دينار أردني.

ويتدرب الخراز ضمن دورات تأهيل الأسرى في كلية هشام حجاوي ليكتسب الخبرة ثم ينطلق للعمل.

المصدر