دمعة على السطور (01-18-2011)
اللهم صل ع محمد وال محمد
فـن الـتـعـامـل مـع الـهـمـوم ..؟
ما عودتنا الحياة أن تتعاهدنا باللين والدلال وما كان من أخلاقها العطف والرقة ومع لحظات الضيق وساعات الألم وأوقات الانكسار التي لا تفتأ الحياة تهديها لنا يتباين البشر في طباعهم وأساليبهم لمواجهة هذه المواقف فتجد بعضهم يدمن الشكوى ويمتهن اللوم ويتقمص دور الضحية عند القاصي والداني ويتسول العطف من الجميع, فبمجرد ما يُسأل عن حاله تجده ينظم القصائد الطوال في رثاء نفسه (جاوز فيها رثاء أبي ذؤيب لأولاده والخنساء لأخيها)، كثير التسخط دائم العويل يستجلب لك كل أوجاع العالم ويصب عليك كميات لاحصر لها من الأسى ولا تجده إلا متوجعا ناقما على الدنيا وكيف أنها هدّت أركانه وقصمت ظهره وعبثت به كما يعبث الريح السموم بالوردة النضرة! وحاله الآن كنجم هوى وقصر خوى, ينشر الكآبة أينما حل، قد رسم للحياة (ماضيا ومستقبلا وحاضرا) أبشع اللوحات ونسي أن شكوى واحدة ستتبعها ألف شكوى, وخوفاً سيطلق ألف خوف معه، والمفارقة العجيبة أن هولاء بقدر نجاحهم في كسب عطف الآخرين بقدر ما يفقدون شيئا ليس بالقليل من احترامهم وتقديرهم! والنتيجة المتوقعة هي انفضاض الناس من حولهم وزهدهم فيهم, لأن الجلوس معهم استنزاف للطاقة وهدر للوقت ومجلبة للكدر والضيق ناهيك عما يقومون به من فضح لأنفسهم وتشهير بزلاتهم وهتك لأسرارهم.
وهناك نمط آخر قد كلف نفسه ما لا تطيق، حمل همه وحده وبقي حبيسا لغوائل الأيام وعاديات الليالي لا صديقا يُشتكى له ولا صدرا حنونا يختبئ فيه ولا عقلا حكيما ينير له ما أظلم في طريقه، قد كظم مشاعره ليحمل ثقله بنفسه حتى لا يكدر صفاء من حوله وعندها ستتراكم الهموم وتتكثف الأحزان فتضحى كالرواسي الجاثمة على صدره!
وفريق ثالث يتعامل مع الأزمات بحنكة وهدوء يمارس تقنية (الإفضاء النفسي) أو (تنفيس العواطف) عند الحاجة وعند تجاوز الحزام الطبيين وهي كما قرر علماء النفس وسيلة مثلى للتخلص من الكثير من الضغوط النفسية، وقد أطلق الدكتور كارل مننجر أحد البارزين في علم النفس عليها مصطلح (انطقها وتخلص منها) (Talk it out) وجعلها أحد أهم أدوات العلاج النفسي وهي طريقة فعالة للسيطرة على القلق والتوقف عن أكل النفس وذلك بالجهر بالأفكار وتنفيس العواطف والتخلص منها بطردها خارج الجهاز العصبي قبل أن يفور بخارها من الأذنين وقبل الوصول للنقطة الحرجة التي سننفجر معها بمئات الأشكال المدمرة والكارثية، وللإفضاء النفسي صور متعددة منها:
1 - اللجوء للبكاء عندما يعصف الحزن.. فالبكاء يخفف الضغط النفسي الكبير وكذلك يقوّى جهاز المناعة، ويساعد الجسم على مقاومة الأمراض المتعلقة بالضغوط النفسية...
2 - ومن أروع طرق الفضفضة اللجوء إلى إنسان ثقة ذي حكمة ونظر وكاتم للسر تبث له الآلام والآمال والاعترافات والتطلعات والأحلام طلبا وراء الإحساس بالمشاركة الوجدانية التي يشير لها الشعار المتحضر (قلبي معك) تيمناً بقول الشاعر:
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة
يسليك أو يواسيك أو يتوجع
ولأن كل منا يرى الموضوع من زاوية واحدة تصبح إحدى أهم فوائد الفضفضة للثقات هي مشاركتهم لنا برؤاهم المختلفة وآرائهم المتعددة وقد فعل هذا قدوتنا وقرة أعيننا عندما اشتد عليه الأمر في الغار فأباح بسره وأفضى بهمه لـ خديجة وكذلك فعل مع أم سلمة في الحديبية ويذكر عن القائد العجيب نابليون بونابرت الرجل والذي ساد أوربا وقد كان يلهو بتيجانها كما يلهو لاعب الشطرنج بالقطع قال ذات يوم عن نفسه: (إنه أضعف من أن يقدر على كتمان متاعبه وهمومه وأن يحتفظ بها وحده) وعليك الانتباه لقضية هامة وهي أنك عندما تشرع في إفراغ حمولة الألم عليك أن تتأكد من إفراغها كاملة والتخلص منها دفعة واحدة ثم بعد ذلك انس الأمر تماما!..
3 - ومن الوسائل الجيدة للتنفيس عن المشاعر كما أكدت بعض الدراسات النفسية التعبير عن المشاعر السلبية بالكتابة وهو يخفف عنا الأحمال ويزيح الكثير من الهموم، ويساعد على اندمال الجراحات النفسية ويدفع شرور مرض الاكتئاب، ويجعلنا في حالة نفسية جيدة تمكن من التعامل مع مشكلاتنا بشكل أفضل..
4 - ومن أروع الطرق وأعظمها أثرا وأضمنها نتيجة وأيسرها ممارسة تقنية (الإفضاء النفسي) مع العزيز العظيم فقد جاء في الحديث أن الحبيب اللهم صلِّ عليه كان إذا حزبه أمر فزع للصلاة وفيها ينطرح تحت عتبة الرحيم، يجأر إليه ويغبر جبهته على بابه شاكيا إليه الهم وطالبا العون وبعده سيذهب الوجوم ويتشرد الأسف وتسكن اللوعة.
ومضة قلم
إذا لم تجد من يضيء لك قنديلاً.. فلا تبحث عن آخر أطفأه!
يارب أبعد عنكم وعنا جميع الهموم
دمعة على السطور (01-18-2011)
أختي الحوراء الزينبية سلام عليك وتحية روي انه من فسد وزيره قل تدبيره ...فإلى من تشتكي همك ان كان سبب همك من كان مفترض به ان يحمل همك ؟؟؟ وإلى من تلتجئ وناصحك من غشك ؟ هنا تكون المأساة أصعب (( وظلم ذوي القربى اشد مضاضة )) غير ان الإنسان المتزن لا يهاب الصعاب الشداد اذا كان المصاب دون دينه (( أفي سلامة من ديني يا رسول الله ؟ فأجاب ( ص ) : في سلامة من دينك يا علي )) هناك عدة طرائق للتنفيس حركة رياضية مثل المشي اشغال الفكر في كتابة حل كلمات متقاطعة رسم تلوين لعب مع أطفال ..يمكن تقطيع فواكه وخضار ..عمل طبخه شهية (( لا تنسوا دعوتنا ههه )) الاتصال بصديق أو صلة رحم وغيرها
شاكر مجهودك اختي ودمتي موفقه
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم وألعن من آذى فاطمة ..
فن التعامل مع الهموم ..!
العنوان وحده يُثير شيئ من دواخل قارئيه ...!
سرد الموضوع كان شيقاً جداً..، والتدرج في كل زاوية منه كان فضاءً شاسعاً..،
إبراز علاج الهموم والترويح عن النفس..، مُدهشاً...أظنُ الكثير يرتدي ولو قطعة من قطعة حين يرتديه هم..
اسأل الله أن يجنبكم الهموم ويجيركم شر القدر المحتوم ..بحق المصطفى وحسينه ِ المظلوم ..
(ونحنُ وإياكم ، والمؤمنين)
الحوراء الزينبية ..
أينكِ..! نفتقدك وعطاءكِ كثيراً..
أبخير ٍ أنتِ....!
اتمنى ....!
~
خاصَ في أوساط النفس ! نهجك..
لذا سأزفهُ لتطوير الذات ليحتضنهُ بعمق ٍ أكبر..
بعد إذنك..
والشكر يمتد لدنيا عطاءك
موفقة إن شاء الله تعالى
بعين المولى الجليل
دمتِ عن الهموم بعيدة غالية ..
عندما نذرتُ قلبي للحسين
وبقيتُ على قيد الهوىهنالك حييتْ
ياطبيب دمعة .!
كم منــآآ يستطيع التحكم في مشــــآآعرهُ ..!
وكم منـآآ يتصرف بحنكة أمام همومـهِ ومشآكله .. !
أظن أننـآآ وفي شدة الألم نفقد التفكير المنطقي فقد نفقد قدرتنـآآ أيضآ على العلآج
فهنــآآك كمآ ذكرتِ من يشتكي ليل نهـآآر ويرسم لنفسهِ أبشع الصور
وهنآك من تجدهُ مختنقـآآ بهمهِ لايستطيع البوح لأيِ كـآآن
فلكل إنســآآن طريقة ما تجعله يرتآآح ..
والشخصُ الحكيم هو من يتصرف بأتزآن أمام همومهِ ويعتبرهـآآ
لحظة ألم وستزوول ويتغير الحــآآل بعدها لأفضل
غـآليتي ..
**الحورآء الزينبية**
كم كآن للعبآرآت أثرآآ كبيرآ في نفسي ممآجعلني أحلقُ بعيدآآ
وأُتأملُ في كل كلمة سُطرت هنــــآآ
فشكرآآ لرووعة الطرح
وأبعد الله عن قلبكٍ الحزن والأسى
ولآحرمنا الله منكِ ومن عطـآءكِ القيم ..
موفقة لكل خير ..
تحيـآآتي القلبية..
.×.رنيـ الحب ـم.×.
التعديل الأخير تم بواسطة رنيم الحب ; 01-20-2011 الساعة 12:58 PM
اختي الحوراء في كثيرا من الاحيان نحن من نصنع الهموم ونحن من ننميها
في داخل انفسنا لقد اعطانا الله العقل كي نتغلب على تلك الهمووم بحنكه وبعقل متكامل ويقض
انا لا اقول ولا انكر ان الانسان يتاثر بظروف هذه الحياة ولكن
عليناا ان نتغلب على تلك الهموم وان لا نترك تلك الهمووم تسيطر على ذاتنا
بل نحن من نغير ذلك الهم ونجعله بداية نقطه لننطلق نحو الامل الوردي الذي ينتظرنا
************
كل الشكر لك اختي ولطرحك الرائع
اتمنى لك مزيدا من التوفيق
تسلمي اختي الحوراء الزينبيه عالطرح الرائع
نعم هذه هي الحياة بين مد وجزر فهي يوم لك ويوم عليك والمؤمن المتوكل على الله يعرف كيف يتعامل معها
ابعد الله عنا وعنكم كل هم وضيق
التعديل الأخير تم بواسطة قطيف الولاء ; 01-24-2011 الساعة 11:35 PM
أختي الحوراء الزينبية
موضوعك جدا" رائع وموفق وذو أبعاد هادفة
وفقك الله عزيزتي وأبعد عنك وعنا وعن جميع المؤمنين الهموم والأحزان
سلمت يدينك على الطرح الراااااااائع..
موفقه
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات