دمعة على السطور (01-15-2011)
هل أعـتذر لابـنـي ؟
أثناء تقديمي لإحدى الدورات الخاصة بالرجاللاحظت رجلاً قد تغيروجهه ،
ونزلت دمعة من عينه على خده
وكنت وقتها أتحدث عن إحدى
مهارات التعامل مع أبناء وكيفية استيعابهم
وخلال فترة الراحة جاءني هذا الرجل وحدثني على انفراد
قائلاً : هل تعلم لماذا تأثرت بموضوع الدورة ودمعت عيناي؟
قلت له : لا والله ! فقال : إن لي ابنا عمره سبعة عشر سنة
: وقد هجرته منذ خمس سنوات لأنه
لا يسمع كلامي -
ويخرج مع صحبة سيئة -
ويدخن السجائر -
وأخلاقه فاسدة -
كما أنه لايصلي -
ولا يحترم أمه -
فقاطعته ومنعت عنه المصروف
وبنيت له غرفة خاصة على السطح
ولكنه لم يرتدع ، ولا أعرف ماذا أعمل
ولكن كلامك عن الحوار
وأنه حل سحري لعلاج المشاكل أثر بي
فماذا تنصحني ؟
هل أستمر بالمقاطعة , أم أعيد العلاقة ؟
وإذا قلت لي ارجع إليه فكيف السبيل ؟
قلت له : عليك أن تعيد العلاقة اليوم قبل الغد
وإن ماعمله ابنك خطأ
ولكن مقاطعتك له خمس سنوات خطأ أيضاً
أخبره بأن مقاطعتك له كانت خطأ
وعليه أن يكون ابناً باراً بوالديه
ومستقيما ًفي سلوكه
فرد على الرجل قائلاً : أنا أبوه أعتذر منه ؟
نحن لم نتربى على أن يعتذر الأب من ابنه
قلت : يا أخي الخطأ لا يعرف كبيراً ولا صغيراً
وإنما على المخطئ أن يعتذر
فلم يعجبه كلامي
وتابعنا الدورة وانتهى اليوم الأول
وفي اليوم الثاني للدورة جاءني الرجل مبتسماً فرحاً
ففرحت لفرحه ، وقلت له : ما الخبر؟
قال : طرقت على ابني الباب في العاشرة ليلاً
: وعندما فتح الباب قلت له
يا ابني إني أعتذر من مقاطعتك لمدة خمس سنوات
فلم يصدق ابني ما قلت ورمى برأسه على صدري
وظل يبكي فبكيت معه
ثم قال : يا أبي أخبرني ماذا تريدني أن أفعل
فإني لن أعصيك أبداً
وكان خبراً مفرحاً لكل من حضر الدورة
نعم إن الخطأ لايعرف كبيراً ولا صغيراً
إن الأب إذا أخطأ في حق أبنائه ثم اعتذر منهم
فإنه بذلك يعلمهم الاعتذار عند الخطأ
وإذا لم يعتذر فإنه يربي فيهم التكبر والتعالي من حيث لا يشعر
في أحد المجالس في مدينة بوسطن بأمريكا
وكان بالمجلس أحد الأصدقاء الأحباء
فحكى لي تعليقاً على ما ذكرت قصة حصلت بينه وبين أحد أبنائه
عندما كان يلعب معه بكتاب من بلاستيك
فوقع الكتاب خطأ على وجه الطفل وجرحه جرحا ًبسيطاً
فقام واحتضن ابنه واعتذر منه أكثر من مرة
حتى شعر أن ابنه سعد باعتذاره هذا
فلما ذهب به إلى غرفة الطوارئ في المستشفى لعلاجه
وكان كل من يقوم بعلاجه يسأله كيف حصل لك هذا الجرح ؟
يقول : كنت ألعب مع شخص بالكتاب فجرحني
ولم يذكر أن أباه هو الذي سبب له الجرح
: ثم قال معلقاً
أعتقد أن سبب عدم ذكري لأنني اعتذرت منه
وحدثني صديق آخرعزيز علي
وهو دكتوربالتربية
بأنه فقد أعصابه مرة مع أحد أبنائه وشتمه واستهزأ به
ثم اعتذر منه فعادت العلاقة أحسن مما كانت عليه
في أقل من ساعة
فالاعتراف بالخطأ والاعتذارلا يعرف صغيراً أو كبيراً
أو يفرق بين أب وابن
التعديل الأخير تم بواسطة الـمـشـاكـسـه ; 01-14-2011 الساعة 12:16 AM
العقلانيّة ليستْ عبقريّة !إنما ( دينٌ وأخلاق ) . . فمن فَقَدَ الأخلاق فَقَدَ نصف عقله . .ومن فَقَدَ الدين فقد عقله كلّه••" لو كنت وردة ,لأصبحت برعماً "...سوف أرث بداية شبابي بدون أي ندم..
دمعة على السطور (01-15-2011)
ما اجمل هذا الفن
فن الأعتذاااااااااار
كم يخلق جوا من الحب وتجديد الحياة وانتعاشها
فلو مورس بشكل صحيح ونابع من القلب لصفت النفووس
وتباعدت الشحناء
موضوع قيم
يبين انش اكبرتي يالمشاكسة
مواضيعش صارت قيمة وبقوة بعد اهنيئك اختي الغالية
استمري في العطاء فعطائك قيم![]()
الـمـشـاكـسـه (01-20-2011)
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم وألعن من آذى فاطمة ..
كانت (حقائق ، مواقف) سيدها العاطفة ..!
أثرت بخوالجي كثيراً ..،،
~
مشاكسة ..
شذاكِ عبقْ بالفائدة ،،
مولعاً بالعظة ...!
سطورٌ علمتني الكثير...وذكرتني بالكثير أيضاً مما يقبع بذاكرتي في أُصول التربية !
شكراً بوزن الأفق...لعطاءكِ تنتمي..
موفقة إن شاء الله
بعين المولى الجليل
عندما نذرتُ قلبي للحسين
وبقيتُ على قيد الهوىهنالك حييتْ
ياطبيب دمعة .!
الـمـشـاكـسـه (01-20-2011)
اولا: شكرا جزيلا للاخت المشاكسة على الموضوع القيم
ثانيا: تعودنا في مجتمعنا وتقاليدنا ان الذي يصدر من الكبير يعتبرصحيحا حتى لو لم يكن كذلك ونحن بشر معرضون للصح والخطأ
وكان من العيب أن يعتذر الكبير إذا أخطأ في حق من هو أصغر سنا" أو أقل منه مكانة وهذا التصرف الخاطئ جرح الكثير وآلمهم
ولكن في الواقع الاعتذار لا ينقص من قيمة المعتذر ولكن تزيده أحتراما من قبل الاشخاص المعتذر منهم
وفقكم الله جميعا أحبتي
الـمـشـاكـسـه (01-20-2011)
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات