قوله تعالى : (إنك لعلى خلق عظيم )أجمع جل المفسرين على أنها نزلت في الأيام الأولى من البعثة النبوية
تكشف عن الحالة النفسية والروحية التي امتاز بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وتبين أخلاق رسول الله
( صلى الله عليه وآله )
وكفاءته واستعداده الروحي عموما ، وتوضح أن هذا الخلق العظيم نتيجة تلك المواهب والكفاءات التي كان يتحلى بها النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل أن يبعث نبيا ، ويصطفيه الله لتبليغ رسالته إذا أخذنا تاريخ نزول الآية بعين الاعتبار .
ولا ريب أنه لا بيان وتعبير أوسع نطاقا وأجمع معنى من هذه الآية ، ولا مدح وثناء أعلى وأشمل مما جاء في مفهوم هذه الآية ، لأن الخلق يشمل الأعمال الفاضلة والعادات الحسنة ، وكاشف لجميع صفات النبي ( صلى الله عليه وآله ) النفسانية
والشخصية والاجتماعية والإنسانية والعائلية والدينية ، بحيث أثنى الله عليه بتلك الصفة المثالية - الخلق - ووصفها بالعظمة وأكد ذلك الله عز وجل بقوله : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) .
فسلام الله عليك يا نبي الرحمة وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين
المفضلات