هو علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) الملقب بالأكبر أول شهيد منأهل البيت في كربلاء .
أمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي وأمها ميمونة بنت أبي سفيان .
وليلى سيدة من بيت شرف فجدها أحد العظيمين (لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) أي كثير المال والجاه والولد وكان جدها عروة عظيم الطائف كما أن الوليد بن المغيرة عظيم مكة وشتان بين الاثنين فالأول مات مسما بن قتلوه بسهم وهو يؤذن للصلاة لأن قومه ما زالوا آنذاك على الكفر والثاني أعني الوليد مات كافرا معارضا للنبي ولدعوته .
ولد علي بن الحسين (ع) في الحادي عشر من شهر ذي القعدة سن 33هـ قبل مقتل عثمانبن عفان بسنتين وعليه يكون عمره ـ يوم شهادته سنة 61هـ ـ ثمان وعشرين سنة وقيل غير ذلك .
ويبدو من لقبه (الأكبر) أنه أكبر أولاد الحسين (ع) وهذا ما ذهب إليه السيد المقرم في كتابه علي الأكبر وأيده السيد المرعشي النجفي (قدس سره) وهو من المتضلعين بالأنساب فقد قال في مقدمته على كتاب علي الأكبر ما نصه: ومن فؤئا هذا السفر الجليل أنه أثبت كون علي الأكبر شهيد الطف أكبر سناً من الإمام زين العابدين (ع) وهو الحق الحقيق بالقبول كيف لا فقد و الأصح والأشهر بين علماء التاريخ والنسب كون علي الأكبر أكبر سناً من الإمام سيدالساجدين (ع) وإن كلامهم حجة إذ هم خراء هذا الفن انتهى كلامه قدس سره. ومما يؤيد ذلك إن ولادة الإمام زين العابدين كانت سنة 38هـ وعليه فان علي الأكبر أكبر من الإمام زين العابدين بخمس سنين . أما عن زواجه وذريته فقد ذكر المؤرخين انه كان متزوجا إلا أنه لا عقب له. وعلي الأكبر شخصية مرموقة في أوساط الناس فقد كان منكرماء العرب المشهورين لدى القاصي والداني كما أنه كان من أعظم الناس تقى وصلاحا.
لم تـر عيـنٌ نظـرت مثلـهمن محتف يمشي ومـن ناعـل
يغلـي نـأي اللحـم حتـى إذا انضج لم يغـل علـى الآكـل
كـان إذا شبـت لـه نــاره يوقدهـا بالـشـرف القـابـل
كيمـا يـراه بائـسٌ مـرمـلٌأ فـرد حـيٍّ ليـس بـالآهـل
لا يؤثـر الدنيـا علـى دينـه ولا يبيـع الـحـق بالبـاطـل
أعني ابن ليلى ذا السدى والندى أعني ابن بنت الشرف الفاضل
كيف لا يكون كذلك فهو شبيه رسول الله (ص) خلقا وخلقا ومنطقا نعم لقد ذهب كثير منعلمائنا إلى القول بعصمته. وكان لهذا الشاب المحمدي دور حساس في أحداث كربلاء إلىجانب أبيه الحسين (ع) وعمه أبي الفضل العباس وبقية الصفوة من آل محمد وأصحاب الحسين (ع) حيث أتى بالماء أكثر من مرة وكانبين الحين والآخر يفك الحصار عن أصحاب أبيه إذا حوصروا وكان لا يفارق والده لاسيما في حواراته مع جيش العدو انه كان نسخه من جديه رسول الله (ص) وعلي بن أبي طالب (ع)
علي الأكبر يستأذن أباه في القتال
ذكر أرباب المقاتل انه لما قتل أصحاب الحسين (ع) ولم يبق معه إلا أهل بيته، تقدم ولده علي الأكبر، فاستأذنه للبراز. وكان علي الأكبر من أصبح الناس وجها وأحسنهم خلقا فنظر إليه الحسين (ع) نظر آيس وأرخى عينيه بالدموع، وأطرق برأسه إلى الأرض لئلا يراه العدو فيشمت به. وقيل إن الإمام قال له: ولدي عليَّ إليَّ إليَّ أودعك وتودعني أشمك وتشمني، فاعتنق الحسين ولده وجعلا يبكيان .
اويـلــي مـــن تـــلاگو عـنــد الاوداعامشابگ طول لمن هـووا لـلگاع
لاع ابــــــنــــــه لــــبــــيــــه والأبــــــــــــو لاععلى اوليده يويلي اوداع الأكشر
يشـم احسيـن خــد ابـنـه او يحـبـهاو دمـعــه مـثــل دمـــع ابـنــه يـصـبـه
الـنــار الـلــي ابگلـــب ابـنــه ابگلــبــه يخفيـهـا عـلـى ابـنـه او نــوب تظـهـر
يگلـــــــــه والــــدمـــــع بــالــعــيـــن دفــــــــــاگابـعـبـره امـكـسَّـره وابگلـــب خـفــاگ
يبـويـه اوداعــة الله هــذا الـفــراگيــبــويـــه اشــبــيــدنــه هــــــــذا الــــــــمگدَّر
ثم ان الحسين رفع رأسه مشيرا بسبابتيه إلى السماء وقال: ألهم اشهد على هؤلاء القوم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك محمد (ص) وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إلى هذا الغلام، ألهم امنعم بركات الأرض وفرقهم تفريقا ومزقهم تمزيقا واجعلهم طرائق قددا ولا ترض الولاة عنهم أبدا فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا يقاتلوننا. وصاح بعمر بن سعد: قطع الله رحمك كما قطعت رحمي، ولا بارك لك في أمرك، وسلط الله عليك من يذبحك على فراشك.
ثم تلا قوله تعالى: (إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) فكأنما علم علي الأكبر الرخصة من أبيه فحمل على القوم وهو يرتجز ويقول:
أنـا عليُّ بن الحسين بن علي
نـحن وبـيت الله أولى بالنبي
اضربكم بالسيف أحمي عن أبي
ضـرب غـلامٍ هاشميٍّ علويّ
تالله لا يـحكم فـينا ابن الدعي
يبويه شربـة امَّيـه الچبـدي اتگوَّد ورد للميـدان وحـدي
يبويه الفطر چبدي وحگ جدي العطش والشمس والميدان والحر
فبكى الحسين وقال: وا غوثاه من أين آتي لك بالماء قاتل قليلا فما أسرع ما تلقى رسول الله (ص) فسيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا رجع علي الأكبر وجعل يقاتل حتى قتل تمام المائتين قال حميد بن مسلم. كنت واقفا وبجنبي مرة بن منقذ التميمي، وعلي بن الحسين يشد على القوم يمنة ويسرة فيهزمهم، فقال مرة: عليّ آثام العرب إن مر بي هذا الغلام ولم أثكل به أباه. فقلت لا تقل هذا يكفيك هؤلاء، فقال: والله لأفعلن .
ومر بنا علي الأكبر، وهو يطرد كتيبة أمامه فطعنه برمحه فانقلب على قربوس سرج فرسه واعتنق الفرس فحمله إلى معسكر الأعداء فاحتوشوه وقطعوه بسيوفهم إربا إربا .
ولما بلغت روحه التراقي نادى: أبه عليك مني السلام، هذا جدي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفى، شربة لا أظمأ بعدها أبدا وهو يقول لك: العجل العجل فإن لك كأسا مذخورة حتى تشربها الساعة وشهق شهقة كانت فيها نفسه وفارقت روحه الدنيا .
قالت سكينة: لما سمع أبي صوت علي، أخذ تارة يقوم وأخرى يجلس وهو يقول: وا ولداه.
ثم انحدر إليه الحسين (ع) ومعه أهل بيته حتى وقف عليه، رآه مقطعا بالسيوف إربا إربا فقال: بني قتل الله قوما قتلوك، ما أجرأهم على الرحمان، وعلى انتهاك حرمة الرسول. ثم استهلت عيناه بالدموع، وقال: ولدي علي على الدنيا بعدك العفا أما أنت فقد استرحت من هم الدنيا وغمها وبقي أبوك لهمها وكربها .
يبويه من عدل راسك او رجليـكاو من غمَّض اعيونك واسبل ايديكينور العين كل سيف الوصل ليـكگطع گلبي او لعند احشاي سـدَّر
يبويه مـن سمـع يمـك ونينـكمن شبحت لعند المـوت عينـك
للعشرين مـا وصلـن اسنينـكاو حاتقني عليك الدهر الاگشـر
المفضلات