بسم الله الرحمن الرحيم ...
نعم أخي الكريم أيها الفجر القادم ..
الدين اكتمل بتشريعاته وأنظمته
بنزول تلك الآية ..
ولكن كان لها مناسبة ..
ولا احسبك غافلاً عنها ..
فقد نزلت يوم غدير خم..
وتنصيب الإمام علي عليه السلام
ولياً وخليفة للرسول بعد وفاته . { صلى الله عليه وآله } ..
وقد طلب الله من عبده ورسوله أن يبلغ بها الناس ..
{ يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ...}
والحسين عليه السلام لم يمت بل خط بدمه الشريف الخطوط العريضة لذلك الدين ..
بصرخته { هيهات منا الذلة } !!!
أيضا { ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون }
نعم الحسين عليه السلام ضخّ في شرايين الأمة دماء الثورة والعزة والكرامة
ورفض الظلم والخنوع والاستسلام للطواغيت ..
{ فوالله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ..
ولا أفر فرار العبيد } !!!
نعم الحسين أعلنها مدوية في الأرجاء ..
{ مثلي لا يبايع مثله }
ويعني يزيد بن معاوية { عليه لعائن الله }
وبنظرة واحدة أخي الكريم إلى ما يدور ويجري على ساحة الواقع من ذلك اليوم إلى هذا اليوم ..
وهذه الشعائر والمآتم الحسينية
التي تقام كل عام خير دليل وشاهد على أن الحسين عليه السلام
ما زال حيا في الضمائر الحرة الكريمة ..
والقلوب المسلمة الأصيلة ..
لأنها تعلم علم اليقين أن حسينها لم يخرج أشرا ولا بطرا وإنما لطلب الإصلاح
في أمة جده صلى الله عليه وآله .. وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر..
وهاهم المسلمون المحمديون يسيرون على نفس النهج الذي سار عليه
الحسين والمنبثق من ذلك الدين المحمدي الأصيل ..
إذن فالدين ما زال بخير طالما تغذيه دماء الحسين التي أريقت
على مذبح الكرامة والعزة والحرية ..
وحفظ بحفظ تخليد ذكرى صاحب الثورة الأبية !!
وعليه يا أخي المحترم ...
لا ينبغي أن يدخلك أي ريب أو شك ..
بأن الحسين مات وانتهى وان الدين ليس بحاجة إلى حفظ
وإن وعد الله بحفظه ..
فإنما يكون ذلك على يد سبط الرسول الذى ضحى بدمه من اجل
خلوده وبقائه محفوظاً ما بقي الدهر ..
فلو لم يثر الحسين على ذلك الظلم المستشري في المة والذي
راح ينخر في كيانها لتسلط الظالمون والمستبدون - امثال
الطاغية يزيد - على رقاب الناس ..
ولما بقيت للدين باقية ...
تماما كما فعل امير المؤمنين حينما امتثل لوصية رسول الله صلى الله عليه وآله حيث أمره بلزوم الصبر حينما هجم أهل السقيفة عليه وعلى
زهرائه سلام الله عليهما ..
فلو قاتلهم لما بقي ذكر محمد صلى الله عليه وآله واسمه
إلى يومنا هذا ...
إذن لا غرو في القول أخي الكريم :
{ إن الدين الإسلامي محمدي الوجود حسيني البقاء }
أرجو أن تكون فكرتي وما ألهمتني به قريحتي
قد أشبع فضولكم المعرفي وأرضى طموحكم الثقافي !!
ولكم كل الشكر على إتاحة الفرصة للتعبير
عن رأيي القاصر ..
ومن لديه أفكار جديدة وكلام دال وهادف فليدلِ به ..
فربما كان أوضح وأوسع مما خطته أنامل الموالية ..
وتقبلوا خالص دعائي ..
وعظم الله لكم الأجر ...
أختكم في الله ..
موالية حيدر ..
رد مع اقتباس
المفضلات