تَابِع
اشتَقتُ ضَجيج الجَامعَة جدًا ، أبْحرتُ وَ حُسْن وَ بَقية المُغتربين في هُوَّةٍ عَميقة منَ الأحَاديث التِّي تُوجِّت بِسم الوَطَن . فِي مَوضِع هوتنَا غَافلني هَاتفِي وَ سَقط أرضًا ؛ كُنت بِصَددِ رَفعِه إلاَّ أنَّ قدَمًا قصَمتْ ظهرَه ، رَفعتُ رَأسي بِابتسَام وَ يَأس أنْظر صَاحبَها !.. ؛ شعَرتُ بِـ الكَوْن قدْ خَلا منْ كُل شَيْء عَدَايَ وَ عَداكَ يَـا علي وَ عَداه ، شَعرتُ بِـ عَصفٍ مُريع أودَى بِـ تَشويهِ صَدري ، شَعرتُ بِـ كَوْنٍ منَ الأسَى .. الشَوق ؛ قدْ تَكوَّم بِـ حَدقتي ، تلَوَّن بِـ عَيني الوَطَن وَ اقشَعرَّتْ الغُربَة وَ انتَفضتْ رَائحَة يَاسمينٍ أبْيض بِـ أنفِي .. يـَا الله !
- عُذرًا آنِسَـتي ، عُذرًا !
- .....
- أمْهلِيني وَقتًا لِـ إصْلاحِه أوْ تَعويضَه
- لا
- أنَا حَقًا آسِف !
- لا .. لا عَليك
- وَ لكِنْ .. !
- لا بَأسْ يَا سَيدي ؛ الأمر لا يَستحِق =)
انسَحبتُ مِنَ الجَامعَة .. تَعللتُ بِـ مَغصٍ فِي بَطني وَ عُدت بِلا حُسْن بِلا رُوح بِلا شعُور ؛ شَيْءٌ مَا أجبَرني علَى الانسِحَاب ! لَمْ استطِعْ الصَمود أكثر ! علي .. لمَ ؟ أيَكون الشَبهُ الأربَعون لك ؟ لمَ هذَا الشَبهُ يزُور غفلَتي ؟ غُربتي ! وَ لمَ هذَا الشَبه يتملكُ شَخصكَ وَ عَينكَ وَ ثغركَ وَ صَدرك ؟! لمَ ؟.
لِمَ تُعذبني يَـا علي ؟





رد مع اقتباس
المفضلات