حِكَايَة : علَى نَاصيةِ الغُربَة يستَقرُّ وَطَن

[الفجر 110]

اليوم قررت أن انضم الى مجموعتك الشمسية يا " نون "

وادعي لنفسي كوكب صغير ( فقط حتى اسير في فلككم الدوار) قد اخذ موقعه في قطاعه الناقص منجذب نحن الشمس في دورانه

وهذا يكفيه عبء اللحاق في مسيره اذ جذب الشمس قد سيطر عليه

كوكب يدور حول نفسه الف مرة قبل دورانه حول الشمس ليكوّن الف يوم في سنته

لذا سانتظر وأُراقب طلوع الفجر واشراق الشمس وغروبها كل يوم

لنون نحن جميعا دائرون

[نُون]

دمعَة
تشتاقُكِ الجَنة وَ مَـا فيها .

أكاليل

يَـاسمين
وَ أدمَنتُ احْتِرَاق شَوقكِ لـ بَقايَا حِكايتي

مَدائن

صَانِع الخُبز
مَـا أشهَى خُبزك !

انحِنَـاءَة

[نُون]

تَابِع

استقبلتنَا صبَاح بِوجهٍ يَشِّع شَوق وَ عَين تقطِرُ لَهفة وَ قلب طفلَة ، رُؤيتي صبَاح يَومها أعَادتْ كُل شَيء فِيَّ لِـ طفُولته . قطَع حَديثهَا الذِّي قالتْ فيه أنَّها اغتَربَت صَغيرَة لِـ كِفاحِ وَالدها وَ اغتَربَت كَبيرَة لِـ طمُوحِ زَوجهَا ؛ بُكاء طِفلٍ صَغير هرَعتْ لِـ إحضَارِه .. وَ بعيني وَ عَين حُسْن استفهَام ، خَرجتْ إلينَا ضَاحكَة وَ طفلَةً صَغيرَة تتوسَّدُ صَدرها قائلَة : مُفاجَأتي لكُم " طفلَتي سَمَا " .. أجلَستهَا بِـ حُضني فَورًا وَ الصغيرَة ملاكٌ يَبتسِم بِوجهي ، لا ادري يَـا علي لِمَ حَضَر الدمعُ بِـ عَيني فابتسمتُ أوَاريه ، لا ادري يَـا علي لِمَ شُحِنَ صَدري بِـ شعُور الأمهَات ، لا ادري يَـا علي لِمَ صُورَة سَمَا تشبَهُ صُورَة طفلتنَا نَورَس الـ موشُوم بِهَا بيَاض عَيني . مَرَّ الوقت سريعًا هممنَا بِـ النهُوض لكن دَهشةً أخرَى ألجَمتْ فَرائصي وَ كَادتْ تفضَحني حين صَافح وجهِي وَجه جَلال زَوج صبَاح - كَان هُو يَـا علي مَنْ اصطَدمتْ بِوجهه زفرَاتي ! وَ هُو مَنْ قصَم ظَهر هَاتفي يَومًا ! وَ هُو مَنْ رتبَ أوْجاع غُربتي وجعًا وجعًا .. وَ هُو مَنْ كُنت استشفِي فِي غيابكَ بِـ رُؤيته ظنًا منِّي بِـ بَعثكَ مِنْ جَديد ! – ألقَى التحيَّة فَـ رَددنا السَلام ثُم استلمَتْ صبَاح الحَديث لِـ أجلِ التعريف بنَا وَ قدْ ذكَر بِـ دَورهِ حَادثة هَاتفي المَصعُوق تحت قدمه وَ تعَجب الجَميع لِـ الصُدف كَيف يَخلقهَا الله ؛ كُل هَذا وَ أنَا بَعيدًا عنهُم . لُذتُ إلَيك يَـا علي سَريعًا .. تغتَالني أضْواء الشارِع وَ ظلِّي يَبكي علَى الرَّصيف وَ الرَّصيفُ ينظرني شَفقة ؛ انَبشُ بِـ رمشي السَماء ، انهشُ جَسَد الأرض ، أعِدُّ أيَّامي القَصيرة معك ، أتمنَّاكَ هنَا يَـا علي ؛ مَعي .
دَخلتُ الشقَّة وَ حُسْن وَ الصمتُ ثالثنَا ؛ قصدتُ شُرفَة غُرفتي متسربلَة بِغطاءٍ صُوفي وَ بَعد مُضي سَاعَة وَافتني حُسْن ؛ اجتمعنَا علَى صَمت وَ غَرقنَا فِي صَمت وَ وحدَها شُرفات الحنين تَقلُّ قلُوبنَا ناحيتك . احتَضنتني بَعدَ طُول صَمت وَ بَكَتْ .. لَمْ تُفصِح لِي عَنْ سَببِ بُكَائها لكني أعلمُها جَيدًا كَما تعلمني ، سَببُ بُكائها هيئة جَلال الْـ تَشبَهُ هَيئتك ؛ هيئتهُ التِّي جَعلتْ حُسْن تضطَرِب خَوفًا علَى قلبي ، وَ جَعلتني اضطَرِب خَوفًا عليكَ بَيْن أضلُعي .

علي قلْ لِي :
أيَستحقُّ قلبي هذَا كُله ؟

[الفجر 110]

وأنا أيضاً أصرخ يا " علي "

لك سبحة من ياقوت أحمر

[نُون]

لَكَ يَـا أخْ

[نُون]

تَابِع

مضَتْ الأيَّام تلوَ الأيَّام ، مرَّتْ الشهُور تجرُّ الشهُور ، انتهتْ أعَوام الدراسَة ، وَ أتى آخر أيَّام الغُربَة يتمطَّى كَانتْ خطواتنَا الأخيرَة علَى أرضِه ثقيلَة جدًا وَ النبْضُ يَرتجف وَ دَمعٌ بِـ عَيني وَ حُسْن آيلْ لِـ السقُوط .
وفدنَا لِـ الوَطَن سَحَرًا فكَانَ أوَّل مَنْ ضمنَا إلَى صَدره ..
عُدتُ إلَى الوَطَن بِـ رُوحٍ أخرَى ،
عُدتُ إلَى أمِّي طفلَةً أخرَى ،
عُدتُ إلَى أبي أمنية ارتسمتْ علَى شفتيهِ يومًا ،
عُدتُ إليكَ يَـا حَبيبي علي بِـ فرَحٍ أهدتكَ إيَّاهُ الغُربة ؛ فَـ مَخَاضهَا أنجَب يَوم تَخرجي الْـ كُنت تتمنَّاه وَ لَم تكن منْ حَاضريه وَ مسَافاتها أهدتكَ شَهادةً تقرُّ بِهَا عَينك بِـ إلهَام،
عُدتُ إلَى ملاكي نَورَس أمًا تُجيد تَطبيب جرَاحها وَ سَدّ ثقوب قلبها مِنْ أجلكم جَميعًا ،
عُدتُ وَ قدْ وَفيت بِـ كُلَّ الذِّي قطعتهُ علَى نفسي أيَّام رَحيلكم =)

نقصِدُ الغُربَة هربًا منْ أوجَاعِ الوَطَن
وَ أروَاحنا حُبلى بِـ أجِنَّته !.

- تَمَّتْ -

نُون

[أوراق الياسمين]

بالرغم من نهايتها الجميلة
الا انني تمنيت الا تنتهي

كررت قراءة الجزء الاخير مرة تلو مرة
عسى ان تمل عيني منها
ولكن هيهات

عزيزتي بدايتك كروائية جميلة جدا
ذكرني اسلوبك باسلوب الكاتبة/خولة القزويني
من حيث اهتمامك بالوصف

فمن خلال كلماتك عشت لحظات الرواية وكانني في ذاك الزمان وذاك المكان

وغموضك في بداية تعارفنا مع الابطال جذبنا للمتابعة

احييك و احيي قلمك الرائع
و
وقفة احترام لكما حبيبتي

[دمعة على السطور]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم وألعن من آذى فاطمة ...

- تَمَّتْ -
>>
ياليتها ماتمَّتْ..!
سأعود لكِ يانُون..

فُلة
وَ الدعاء حبيبة
بعين الله ..

[الفجر 110]

من قال أن الحروف لا تنطق اذاً من ذا الذي يتكلم في داخلنا في كل لحظة

اذا لم تكن هي الحروف المتكلمة فقد استطاعت الكاتبة ان تعبر بأثيرها الى داخل اعماقنا

وتحدثنا بحكايا غربتها جاعلة تتابع الرواية مستمر مع تتابع انفاسنا وكلا الامرين هو" معجزة "

اصبح لا بد لنا الآن من قراءة هذه الحكاية مرة أخرى وحدة كاملة وذلك لرصانة النص وسلاسة الكلمات

وسهولة الالفاظ .

نعم سقطت مقولة أن النساء لا يستطعن الكتابة فضلاً عن الابداع في الكتابة

سيدة " نون " أهنئك على هذا الابداع واتنمى لك دوام التوفيق والنجاح أنشاء الله

اما انا فلا امانع في نهاية حكاية هذه الغربة حتى نرزق بحكاية أخرى أو حكايا " نون "

شكراً لك ايتها الكاتبة المبدعة " نون "واجعلي القلم يسطر ونحن بنعمة ربنا نحدث .

[أُخرىْ]

الغريب فيّ أني
كُنت سأعود بـ رد فِي يومِِ ما يحوي " وااااو " الـ تعشقينها ووجه فاغر فاهه من الدهشةِ فقط
ولكِني اليوم هُنا على الرُغم من حُروفي البشعة الـ خرجت بعدما استنهضت صَمتي
وعلى الرَغم من عجز البوح الـ يحضر كُلما زِرتُ " حِكايتكِ "
وانتهت الحكاية ..والحَنين فيها باقٍ لـ علي ونورس يا نُون
جف حبر الكلام وما زلت أتمسك بكل عبارات الثناء لحرفكِ
فخورة بكِ

[دمعة على السطور]

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم وألعن من آذى فاطمة..
لحونكِ مع شجوها أجدها ألتحمت وَ معزوفتي المُفضلة..
حين قضمتْ ظفائرُ الحسرة بفمِ الاغتراب..



.......
نُون
في شوارع حسكِ أجوس فألقى في عين الغربة وطنٌ معروش !
نازكٌ أنتِ بسماء اللغة ...!
حرفكِ رحيقٌ نحتسيه بشغف...
اعلم أن حرفي القزم لن يضيف لكُنكِ المُترف بالبهاء شيئ...
سوى أنني أطمعُ بابتسامة تُغردها شفتاك..
تخلدين الابداع ويخلدكِ..أبداً


دعائي الـ لايمل
موفقة مُبلغة مناكِ بالحسين (صلوات الرب عليه)وشهر الحسين المُقبل..
دمتِ بعين المولى الجليل

[نُون]

الْـ يَاسَمين
سُبحَـانَ الذِّي وَهبني أروَاحًا تُبرِأُ الوَجَع ،
وَ تَنفِضُ عَنْ عَينيهَا الغَرَابَة !
أسعَدتني وَ حَقَّ الله العَظِيم

انْحِنَـاءَة وَ حُبٌ


صَانِع الخُبز
لِمَ خُبْز هَمسِكَ شَهِيٌ وَ فَاتِن ؟!
سَرَّني أنْ كُنتَ منْ قائِمَة قُرَّائِي الْـ أثِق بِـ وَابلِ عَطائهِم
حَتَّى انْقِضَاء الزَّمَن !
- كَانتْ هذهِ الحِكَاية طَفرَةً منْ بَعْدِ حَكايَتين غَيْر مُكتملَتين كَانَ مَصيرهمَا سَلَّة المُهملات -
إنْ شَاء الله لِـ رُوحِي خَلْقَ حَكَايا جَديدة فلَنْ أبْخِل !

تَغشَاني غَيْمَة خَجَل


بَسمتي
- انقَطعْتُ عَنهَا وَ الحَنينُ فيهَا مَـا انقَطَع -
فِي كُلِّ مَرةٍ تَتنزَّلُ علَيَّ فيهَا أنبَاءُ عَجزكِ
أكُونُ قدْ عَجزتُ أكثَر منكِ .. !

فَدتكِ رُوحِي



دَمعَة
عليْهِ وَ آلِهِ السَّلام ‘
علَى مِينَاءِ جُود هَمسَكِ رَسَتْ قَوارِبي ؛
بَاحثَةً عَنْ منْ يُطَبِّبُ ثقُوبهَا !
ابِتسَامتي مُعلَّقة علَى وَجهِي مَـا دُمتُم مَلائكَةً تُضَلِّلني أجْنحَتكُم

مَدائنًـا منْهَا