بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
نبارك لمقام صاحب العصر والزمان هذا العيد المبارك
ونبارك لكم وللأمة الإسلامية هذا العيد السعيد
ها قد انقضى شهر رمضان ، وقد عشنا أيامه ولياليه كما الأحلام.
انقضى الشهر وقد تجلجلت فيه الأرواح ، وبلغت القلوب الحناجر.
قضينا أوله بالتباريك والتهليل والفرحة بقدومه ، حتى تسابقة القلوب والأكف من اجل التهنئة بهذا الشهر الشريف .
وقضينا نصفه بالفرحة التي ملئت لب رسول اللهوهي تتجسد في ذكرى مولد كريم أهل البيت عليهم السلام ، وهو الإمام المجتبى
.
![]()
ثم تجسد الحزن قصيدة عندما لبسنا رداء الحزن في شهر العبادة والتقى ، وقد انسابت الدموع من اعيننا كما الأنهار ، في ذكرى مقتل أمير الخلق اجمعين وأمير القلوب وهو أمير المؤمنين![]()
اضغط على هذا الشريط لعرض الصورة بكامل حجمها.
ثم خفقت القلوب واغتسلت الاجساد من اردان الذنوب في ليلة عظيمة ، كان الدعاء فارسها الأزهر ، ولم تكن الدموع حبيسة المحاجر ، بل انسابت على الخدود ، لتعلن أن للتوبة باب مفتوح.
وقضينا في آخر جمعة له اجمل تأسٍ بأخوتنا في فلسطين ..
فكان هذا الشهر الفضيل في دوراته الاسبوعية واليومية بل حتى ساعاته ، مثل شعائر سنة كاملة . ملؤها المشاعر الجياشة
وتسكن في جوانحها المحبة ..
شهر
أنفاسنا فيه تسبيح
شهر
دعينا فيه لضيافة الله ...
ثم توج هذا الصيام بعيد هو للمؤمنين سعيد ...
فهل حققنا لهذا العيد مفهومه الحقيقي ؟!!
فإن للعيد مفهوم لا يفهم الا الواعين ، فهذا امير المؤمنينيقول : (( إنما هو عيد لمن قَبِلَ الله صيامه، وشكر قيامه، وكل يوم لا يعُصى الله فيه فهو عيد )).
ما يؤسفنا أن نرى خلاصة اعملنا التي كابدنا وعانينا فيها طيلة الشهر من تجويع لأجسادنا ، وابتعاد عن معاصينا ، وتقرباً لله بالطاعة .. قد نسفناها بأجواء العيد ..
فهل العيد للمرح والهو واللعب فحسب؟
ألم يقل الإمام المجتبىعندما مر بقوم
ورآهم يلعبون : فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون، وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغولٌ بإحسانه والمسيئ مشغول بإساءته، ثم مضى سلام الله عليه !!!
مالذي نفعله في يوم العيد يا ترى
التفحيط ؟!!!
سماع الغناء !!!
اضغط على هذا الشريط لعرض الصورة بكامل حجمها.
أم مطاردة حرم الله !!!
هل نسيتم ما قاله رسول الله (ص) حين قال :
الشقي من حرم غفران الذنوب ؟!!
فلنتق الله ولو بشق تمرة
ولنتق الله ولو بنظرة لحالنا في هذه الأيام
ونعود صفاً واحد تجاه الباطل واتجاه الآثام
اهذا هو اليوم الذي دعونا الله فيه بهذا الدعاء ؟
اللهم أهل الكبرياء والعظمة وأهل الجود والجبروت وأهل العفو والرحمة وأهل التقوى والمغفرة، أسألك بحقّ هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيداً ولمحمدٍ صلى الله عليه وآله ذخراً وشرفاً ومزيداً أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تدخلني في كل خيرٍ أدخلت فيه محمداً وآل محمد وأن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمداً وآل محمد صلواتك عليه وعليهم أجمعين، اللهم إني أسألك خير ما سألك عبادك الصالحون وأعوذ بك مما استعاذ منه عبادك الصالحون".
فلنستغفر الله رب العالمين
هذا وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
واعتذر على الإطالة
المفضلات