بسمه تعالى
يا نفس يا نفس،
إن عليك كراماً كاتبين يحصون أعمالك
ويكتبون سيئاتك وحسناتك ومن ورائهم رب
محيط لا يغيب عنه شيء من خطراتك ولحظاتك.
فأعدي ليوم القيامة
وقبل الحسرة والندامة
لكل سؤال جواباً وللجواب صواباً.
يا نفس
واحذري ناراً قعرها بعيد وحرها شديد وأغلالها من حديد
إذا قيل لها إمتلأت قالت :
هل من مزيد.
وقودها الناس والأحجار حامية
لا تنطفئ أبد الآباد تلتهب
يا نفس يا نفس،
تفكري في الحديث المأثور والخبر المشهور
عن السراج المنير والبشير النذير
{{ أنه اذا بلغ العبد من مدة عمره من السنين
أربعين ناداه مناد من عند الجليل
يهتف في قلبه أن قدنا الرحيل }}،
فأعد الزاد ليوم المعاد.
ثم إن الرب الجليل يأمر حينئذ كاتبي أعماله
بأن يدققا في الإحصاء والمناقشة والاستقصاء:
وما أقبح التفريط في زمن الصبا ** فكيف به والشيب للرأس شامل
يا نفس يا نفس،
اذا سرك أن تذوقي حلاوة العبادة
والتسبيح والذكر والتمجيد،
فاجعلي بينك وبين شهوات الدنيا جداراً من حديد،
واعلمي أن الصبر على طاعة المجيد الحميد
أهون من الصبر على عذابه الشديد،
وأن المداوي جرحه يصبر على مر الدواء
مخافة أن يطول به الداء،
فاصبري يا نفس على عمل لا غنى لك عن ثوابه
وتورعي عن عمل لا صبر لك على عقابه:
رجعت الى نفسي بفكري لعلها ** تفارق ما قد غرها وأذلها
فقلت لها يا نفس ما كنت آخذاً ** من الأرض لو أصبحت أملك كلها
فهل هي إلا شبعة بعد جوعة ** وإلا منى قد حان لي أن أملها
ومدة وقت لم يدع مر ما مضى ** علي من الأيام الا اقلها
أرى لك نفساً تبتغي أن تعزها ** ولست تعز النفس حتى تذلها
*******
المفضلات