منى والأمل
رن جرس هاتف سعاد رفعته
الو من منى ماذا بكِ وما هذا البكاء
إنه أحمد يا سعاد تشاجر معي وخرج وهو زعلان
سعاد تهدأ منى اطمئني لن يغيب كثيرا هذا أخي وأنا أعرفه أكثر منكِ
سعاد تقول أو لعلكِ تقولي بأن الخلاف الذي بيني وبين أخي قد أنساني إياه
كان سجل مخالفات أحمد الحافل كله عند سعاد بدون علم منى
منى لا ليس هذا القصد
أنتِ تعرفي مدى معزتكِ عندي لذا فأنا ألجأ لكِِ في حل مشاكلي التي بيني وبين أخيكِ
قالت سعاد أسمعي ما أقوله لكِِ لا تُنفريه من المنزل وأمسكِ بزمام الأمور
ضاعفي حنانكِ أغدقي عليه من حبك لا تتركيه يبحث عن راحته بعيداً عنكِ
داعبيه بكلامكِ هيئي له كل أسباب الراحة أقرئي أفكاره تعمقِ داخل نفسه
اعرفِ ماذا يريد وعن ماذا يبحث ووووو.........
أما أحمد فقد خرج من المنزل وكله غضب
وهو يُحدث نفسه لماذا يا رب ابتليتني بهذه المرأة التي لا تفهمني ولا تفهم ماذا أُريد منها
صار يمشي في أزقة الحي إلى أن وصل بستان كان صاحب البستان واقف
ليروي الشتلات سلم عليه أحمد و استسمحه في الدخول إلى البستان فأذن له البستاني
دخل أحمد وهو يمشي إذ شعر بسكينة تملئ قلبه
صار يتأمل بقلبه البستان وكيف تكمن قدرة الخالق جل وعلا،، ومن تعبه جلس يستريح وأسند ظهره
على جدع شجرة فصار يحملق في الأشجار فنظر إلى طائرين كانا واقفان على أحد
الغصون وكأن بينهما عتاب هجر العصفور الغصن طائراً بعيداً وظلت العصفورة
فتتبع أحمد ذلك العصفور صار العصفور يتنقل من زهرة إلى أُخره و قبل مغيب الشمس
عاد العصفور أدراجه إلى عشه وكانت العصفورة ما زالت واقفة تنتظر وصوله لها
جلس أحمد يتأمل عناق العصفورة للعصفور وعرف إن حال هذا العصفور مثل حاله
حيث إنه كان سبب خرجوه من منزله وغضبه من زوجته إنه يبحث عن الراحة في خارج منزله
تفكر في حاله طويلاً
وسمع صوته الداخلي يناديه إلى متى يا أحمد وأنت تسير في هذا الهرج والمرج
وقد بلغت من العمر مبلغ
استجمع أفكاره وأبعد عنه هواجس نفسه الأمارة بالسوء حاول أن يتخلص من قرينه
بالاستعاذة منه
وقف البستاني أمامه يأمره بالانصراف ولكنه كان شارداً مع أفكاره هزه البستاني
فانتبه له أحمد فقال البستاني: أُريد أن أنصرف وأغلق باب البستان يا بني
خرج أحمد مع البستاني فمشيا إلى إن افترقا أكمل أحمد الطريق إلى إن وصل
منزله كانت زوجته في أبهى حلة ورائحة العطر يفوح في أرجاء المنزل
عرف أحمد إنه مهما بعُد عنها فلن يعود إلا لها وإن غيرها لن تنفعه
فهي التي عرفها بحنانها ومحبتها فحضنها الدافئ يجذبه لها
كانت منى قد جعلت المنزل جنة لأنها تعرف أن أحمد سيرجع لها
وإنها الحب الوحيد الذي في قلبه
دخل أحمد الصالة عندما رأته منى استقبلته بابتسامة وجفون تنطبق بهدوء
أراد أن يتكلم ولكنها اقتربت منه أمسكت بيده بيد ويده الثانية على شفتيه
سحرته بنظراتها وجفونها وإغماض عينيها ولمسة أصابعها
وقالت
لا أُريدك أن تلومني أو تلوم نفسك
في الأخير أنا لك وأنت لي فأين المفر وأين والمهر والمصير واحد
خرج الأولاد من غرفتهم واحتضنوا والدهم
شعر أحمد بأن الدنيا لن تسعه من الفرحة فلأول مرة يشعر بهذا الشعور
نظر إلى أولاده حوله فصار يمسح على رأس هذا ويقبل هذا
أما منى فقد غرو رقت عيناها بدموع الفرح وحمدت ربها كثيرا
__________________
المفضلات