النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ليلة جرح الإمام {عليه السلام } ..

مشاهدة المواضيع

  1. #1
    عضو سوبر محترف الصورة الرمزية موالية حيدر
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    3,490
    شكراً
    161
    تم شكره 412 مرة في 267 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    948

    ليلة جرح الإمام {عليه السلام } ..

    بسم الله الرحمن الرحيم



    ليلة جرح الإمام عليه السلام
    للإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر



    بسم الله الرحمن الرحيم

    محاضرا الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر "أعلى الله درجته"


    هذه الليلة...

    ذكرى أشأم ليلة بعد يوم توفي فيه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فاليوم الذي توفي فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان اليوم الذي خلف فيه النبي (صلى الله عليه وآله) تجربته الإسلامية في مهب القدر، في رحبة المؤامرات التي أتت عليها بعد برهة من الزمن واليوم الذي اغتيل فيه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كان اليوم الذي قضى على آخر أمله في إعادة خط تلك التجربة الصحيحة، هذا الأمل الذي كان لا يزال يعيش في نفوس المسلمين الواعين متجسدا في شخص هذا الرجل العظيم، الذي عاش منذ اللحظة الأولى هموم الدعوة وآلامها و اكتوى بنارها و شارك في بنائها لبنة لبنة..... وأقام صرحها مع أستاذه (صلى الله عليه وآله) مدماكاً فوق مدماك .

    هذا الرجل الذي كان يعبر عن كل هذه المراحل بكل همومها .... ومشاكلها وآلامها ....

    هذا الرجل هو الذي كان يمثل هذا الأمل الوحيد الذي بقي للمسلمين الواعين في أن تسترجع التجربة خطها الواضح الصريح وأسلوبها النبوي المستقيم.... حيث أن الانحراف في أعماق هذه التجربة كان قد طغى وتجبر واتسع بحيث لم يكن هناك أي أمل في أن يقهر هذا الانحراف.... اللهم إلا على يد رجل واحد كعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ولهذا كانت حادثة اغتيال هذا الإمام العظيم.... حينما خر صريعا في مثل هذه الليلة تقويضاً حقيقياً لآخر أمل حقيقي في قيام مجتمع إسلامي صحيح على وجه الأرض إلى يوم غير معلوم، وأجل غير محدود.

    كان هذا الاغتيال المشؤوم عقيب حكم مارسه الإمام (عليه السلام) طيلة أربع أو خمس سنوات تقريباً حيث بدأ منذ اللحظة الأولى لتسلم زمام الحكم عقلية التغيير الحقيقية في كيان هذه التجربة المنحرفة وواصل سعيه في سبيل إنجاح عملية التغيير، وخر صريعاً بالمسجد وهو في قمة هذه المحاولة أو في آخر محاولة إنجاح عملية التغيير وتصفية الانحراف الذي كان قد ترسخ في جسم المجتمع الإسلامي متمثلاً في معسكر منفصل عن الدولة الإسلامية الأم.

    والظاهرة الواضحة في هذه الأربع أو الخمس سنوات التي مارس فيها الأمام (عليه السلام) عملية الحكم هي وإلى أن خر صريعاً في سبيل إقامة عدل الله على الأرض، كان غير مستعد بأي شكل من الأشكال وفي أي صيغة من الصيغ لتقبل أنصاف الحلول بالنسبة إلى تصفية هذا الانحراف أو لتقبل أي معنى من معاني المساومة أو المعاملة على حساب هذه الأمة التي كان يرى بكل حرقة وألم إنها تهدر كرامتها وتباع بأرخص ثمن.

    هذه الظاهرة تسترعي الانتباه سياسياً من ناحية وتسترعي الانتباه فقهياً من ناحية أخرى:


    أما من الناحية السياسية :

    فقد استرعت انتباه أشخاص معاصرين للإمام (عليه السلام) واسترعت انتباه أشخاص حاولوا أن يحللوا ويدرسوا حياة الإمام (عليه السلام) .

    فقد لوحظ على الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام: أن عدم تقبله بأي شكل من الأشكال لهذه المساومات وأنصاف الحلول كأن يُعَقّدُ عليه الموقف ويثير أمامه الصعاب ويرسخ المشاكل ويجعله عاجزاً عن مواجهته لمهمته السياسية والمضي بخط تجربته إلى حيث يريد.

    فمثلاً: ذاك الشخص الذي جاء إليه بعقلية هذه المساومات واقترح عليه إن يبقي معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام برهة من الزمن قائلاً: إن بإمكانك إبقاء معاوية والياً على الشام برهة من الزمن وهو في هذه الحالة سوف يخضع ويبايع وبعد هذا يكون بإمكانك استبداله أو تغييره بأي شخص آخر بعد أن تكون قد استقطبت كل أطراف الدولة وقد تمت لك البيعة والطاعة في كل أرجاء العالم الإسلامي، فاشتر بإبقاء هذا الوالي أو ذلك الوالي، هذا الحاكم أو ذلك الحاكم، بإبقاء هذه الثروات المحرمة في جيب هذا السارق أو في جيب ذلك السارق برهة من الزمن ثم بعد هذا يمكنك أن تصفي كل هؤلاء الولاة الفجرة وترجع كل هذه الثروات المحرمة إلى بيت المال.

    فالإمام (عليه السلام) في جواب هذا الشخص، رفض هذا المنطق واستمر في خطه السياسي يرفض كل مساومة ومعاملة من هذا القبيل، ومن هنا قال معاصروه، وقال غير معاصريه انه كان بامكانه أن يسجل نجاحاً كبيراً، وان يحقق توفيقاً من الناحية السياسية أكثر، لو انه قبل أنصاف الحلول، ولو انه مارس هذا النوع من المساومات ولو بشكل مؤقت.






    يتبـــع ...
    التعديل الأخير تم بواسطة موالية حيدر ; 08-30-2010 الساعة 01:49 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الإمام الحسين عليه السّلام يُري أصحابَه منازلهم في الجنة (ليلة عاشوراء)
    بواسطة ZHRAA AWHDYAA في المنتدى كربلائيات ( كربلاء " الطف " )
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-08-2009, 06:04 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-06-2008, 02:20 AM
  3. قول الإمام علي ( عليه السلام ) بعد دفن فاطمة الزهراء ( عليها السلام )‏
    بواسطة النور28 في المنتدى منتدى المواضيع المكررة والمحذوفة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-10-2008, 09:41 AM
  4. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-10-2008, 09:41 AM
  5. ذكرى أربعينية الإمام الحسين عليه السلام في موكب السيدة زينب عليها السلام 1429 هـ
    بواسطة خادم حيدرة في المنتدى المكتبة الصوتية الإسلامية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-28-2008, 12:33 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •