سأدخر تعقيبي على الاخت القديرة دمعة على السطور الى ما بعد الرد والتعليق على مشاركتي الاختين رنيم وعنيدة حفظهما الله اللذان يتفقان من حيث المبدأ مع الاخت دمعة .! فليس هناك اعتراض شرعي من اصله على ان تقود السيارة ولكن تطبيق الفتوى بالجواز هو ما يحير الشارع العام وهو كسائر بقية الفتاوى والقوانين الليبرالية التي بذلت جهدا في نقل المرأة من حيز الفراغ والظلام الى مجال الحياة بمعنى ان هناك تيارات كثيرة وأولها الاسلام لا يقنع بغير الحق بديلا وهو النصير الاول في تحرير رقبة المرأة من عدوها التهميش ، وهو الدين الوحيد الذي وضع على عاتقه مناصرة المرأة وفك اصفادها وقيود الاستعباد من حياتها .
ومع ذلك اعود واقول ان هناك شريحة من النساء تستعجل تطبيق الفتوى بطريقة عشوائية فتخلط المنظور الفكري لهذه الحرية فتضع نفسها في حرج كما فعلت هذه المرأة ...؟
هذه المرأة لم ترتكب خطأ شنيعا حين فكرت بقيادة السيارة في ظل أعلمية الجميع بهذا الموضوع فآخر ما كان يحلم به الرجل هو ان يرى بجانبه سيارة تمتطيها امرأة بكل شجاعة فليس الخوف من قيادتها كما يعتقد الجميع مثلما هو الخوف من تلك الاضرار الجانبية والاعراض الثانوية من جراء دخولها هذا النظام وهذه التركيبة المعقدة وهي مازالت في نصف تأهيلها ، وأي نعم فلربما هناك بنات ونساء قادرات على تقلد هذه المسؤولية وهن كفؤات لتقلدها غير ان الاجواء العامة قد يعرض حياتها للخطر فنحن الرجال ولا يمر شهر علينا ان لم يكن اسبوع نتعرض للمشاكسات والمشاحنات من قبل بعض سائقي السيارات وكأننا في ميدان حرب ولا يمضي يوم الا ونسمع ان هناك حادث دامي قد ذهب على اثره حياة انسان ، ويقولون ان الرجال اكثر تفوقا من المرأة في مسايسة الامور مع جزيل الاحترام لسيدتي المرأة ناهيك عن قدرتهم على ضبط مشاعرهم وامتلاك زمام الامور في ظروف قد يصعب على المرأة ادارتها خصوصا فيما يخص التجول بالشوارع ... فهل تتمكن المرأة وعلى رغم امتلاكها خبرة القيادة ان تجاري احوال ما يحدث في الشوارع العامة ونحن الرجال نعاني من بعضنا بعضا ونتعرض للاساءة من قبل متسكعي الشوارع من ابناء الطرقات والارصفة المهملين ...؟ لا اعتقد فالمهمة شاقة وشائكة وقد يحدث ما لا يحمد عقباه فمازال الفكر الغاباتي لدينا في هذه الدولة يفترس المنازل والانفس وربما نحفر قبورنا بأيدينا في أول خمس سنوات من قرار السماح للمراة بقيادة السيارة ...؟؟؟
أعتقد ان هذه المرأة محور حدثنا لم تندم انها فكرت في ارتياد الشارع وهي على صهوة سيارتها او سيارة زوجها فلربما لها منا لدوافع والظروف لسنا بصدد البحث عنها غير انها اشد ندما من انها لم تحسب للحادث هذا الف حساب وما ادرانا فقد ربما قد تعاود الكرة ولكن بطريقة اكثر انتباها فاعين المسؤول والرقيب الان تحوم على تلك الاعراض التي فتحتها هذه المرأة وليس على المرأة ذاتها فالفكرة مولودة اصلا ولكن هناك تبعات قد لا يهملها الرقيب الاجتماعي ...
اعود لافي بوعدي واعقب على مداخلة الاخت الفاضلة دمعة التي ابدت رايها بكل اعتدال وبكل شفافية وتركت التحيز جانبا حيث ان غالبية النساء تميل بهن العواطف لمناصرة اخوات ان وكان ولكن هذه السيدة كسائر من علق بعدها ابهرني لان هناك حق ينبغي ان يعلو وجدير بان يتبع ولا مجال في مثل هذه القضايا ان يتقدم القلب على العقل فالحياة ليست فوضى حتى نتجرد من العقل فالمرأة صبرت وصمدت وذاقت الويلات والاهات ورزحت تحت نير العبودية سنين طويلة غير ان الصمت له حدود وقد حان الوقت لان تكتشف نفسها ولكن اجواءنا هنا مازالت طرقاتها غير معبدة ومازال العقل ملبد بالجفافية وليس الشفافية ومن المتعذر ان تسترد المرأة بعض حقوقها ما لم يتخلى بعض الجنود الوهميين عن سياساتهم الصلفة ...؟
أعتقد ان هناك يا اختي الفاضلة على المنصة جمهور متعطش وهذا الجمهور ليس من طينة واحدة فهو متعدد الانتماءات فربما شريحة منهم يلقي بالطماطم وقشور الموز على راس المرأة وقد يحيي البعض منهم ما تقوم به المرأة وتبارك لها هذا التقدم وربما البعض يعمل في الخفاء من اجل احباط اي عملية تحرر ولا اخفيك سرا فهناك شريحة من النساء لا زال يخشى على الجمهور منهن فهن اشبه بالرجال ولالا الرجال وقد تقلب الطاولة على اخوات كان وان وتفسد على مملكة النساء كل ما خططن من اجله ...؟؟
تحياتي للجميع شاكرا لكن هذه الافكار النيرة واسال الله التوفيق للجميع
يومكن سعيد
المفضلات