صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 3 4 5
النتائج 61 إلى 67 من 67

الموضوع: مسابقة التاريخ الاسلامي

  1. #61
    عضو فيروزي الصورة الرمزية عنيده
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    في قلب من احب ( البحرين)
    المشاركات
    7,228
    مقالات المدونة
    1
    شكراً
    40
    تم شكره 153 مرة في 110 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    7911

    رد: مسابقة التاريخ الاسلامي

    ليلة الهرير :


    وهي الليلة التي كان البرد فيها قارصاً إلى الحد الذي كان يسمع للجنود هرير كهرير الكلب ، وبالإضافة إلى البرد في هذه الليلة فقد اشتد القتال بين الجيشين ، بحيث قتل الإمام علي ( عليه السلام ) في يومه وليلته خمسمائة وثلاثة وعشرون رجلاً ، وكان ( عليه السلام ) إذا قتل رجلاً كبّر .
    وكان لمالك الأشتر فيه نصيب كبير ، فكان يقول : إنّ هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلاّ عن دينكم ليميتوا السنّة ، ويحيوا البدعة ، ويعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عزّ وجل منها بحسن البصيرة ، فطيبوا عباد الله أنفساً بدمائكم دون دينكم ، فإنّ ثوابكم على الله ، والله عنده جنّات النعيم ، وإنّ الفرار من الزحف فيه السلب للعزّ والغلبة على الفيء ، وذل المحيى والممات ، وعار الدنيا والآخرة .
    وفي ليلة الهرير كان الأشتر يضرب ضرباته بكل قوّة حتّى اخترق صفوف أهل الشام ، وأجرى حولهم عمليات الالتفاف والتطويق ، فانكشفت غالب صفوفهم ، وكادوا ينهزمون ، حتّى وصل الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان ، فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح . خدعة رفع المصاحف :


    لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش الإمام علي ( عليه السلام ) على جيشه ، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته ، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات .
    فقام عمرو بن العاص بخدعة ، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا ، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) ، ليقفون عن القتال ويدعون الإمام علي ( عليه السلام ) إلى حكم القرآن .
    وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام ( عليه السلام ) حاملين سيوفهم على عواتقهم ، وقد اسودّت جباههم من السجود ، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا علي اجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت ، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان ، فو الله لنفعلنها إن لم تجبهم .

    فقال ( عليه السلام ) : ( عباد الله إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وإنّي اعرف بهم منكم ، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً ، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال ، إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل ، إنّهم والله ما رفعوها ، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها ، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة ، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، ولم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا ) .
    ثمّ قال ( عليه السلام ) لهم : ( ويحكم أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله ، وأوّل من أجاب إليه ... ) .


    قالوا : فابعث إلى الأشتر ليأتيك ، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد اشرف على عسكر معاوية ليدخله ، فأصرّوا على رأيهم ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذا الموقف أمام خيارين لا ثالث لهما :
    1ـ المضي بالقتال ، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام .

    2ـ القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً .
    وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

    قُتل من الطرفين خلال المعركة ( 70 ) ألف رجلاً ، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام ( 45 ) ألف رجلاً ، ومن أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) من أهل العراق ( 25 ) ألف شهيداً .
    هيهــآت منــآ الذلهـ ..


    قدمنــآ الورد فقدمــوآ الرصــآص ..

  2. الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ عنيده على المشاركة المفيدة:

    ابو طارق (09-04-2010)

  3. #62
    نائبة عامة الصورة الرمزية شذى الزهراء
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    بين حنايآآ قلبهـ ^ـ^
    المشاركات
    32,569
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    475
    تم شكره 828 مرة في 652 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    55191

    رد: مسابقة التاريخ الاسلامي

    ليلة الهرير 38هـ

    يوافق يوم ( 11 صفر الخير ) وليلته سنة ( 38 هـ ) ، كانت ( ليلة الهرير ) في واقعة صفين ، وكانت الوقعة الأعظم منها .

    وسميت بليلة الهرير لكثرة أصوات الناس فيها للقتال ، وقيل : لاضطراب معاوية وفزعة كالكلب عند شدة الحرب واستيلاء أهل العراق ، وقيل : لأن أصحاب معاوية كانت لهم أصوات كأصوات الكلاب من شدة البرد ، وقيل : سميت بذلك لأنه لم يكن يسمع إلا السيوف ، وكان علي ( عليه السلام ) كلما قتل فارساً أعلن بالتكبير فأحصيت تكبيراته تلك الليلة خمسمائة وثلاثاً وعشرين تكبيرة .

    وفي المناقب : إن الناس زحف بعضهم على بعض وارتموا بالنبال حتى فنيت ، ثم تطاعنوا بالرماح حتى تكسرت ، ثم تضاربوا بالسيوف واعمد الحديد ، واشتد القتال حتى جرت الدماء جري الماء ، وانهزم عرب اليمن ، وكان وقع الحديد على الحديد أشد هولاً من الصواعق والجبال حين تتهدم ، وانكسفت الشمس وثار القتام وضلت الأولوية والرايات ووصلوا النهار بالليل وهي ليلة الهرير ، وأصبح أهل العراق والمعركة خلف ظهورهم ، وافترقوا عن سبعين ألف قتيل .



    ****




    حاول الإمام علي ( عليه السلام ) أن يقيم الحجّة على معاوية ـ والي الشام ـ وأصحابه بأسلوب الحوار والموعظة الحسنة ، حقناً لدماء المسلمين ووأد الفتنة ، ولكن تلك المحاولات لم تجد آذاناً صاغية عند معاوية .
    لذا بعد انتصاره ( عليه السلام ) على الناكثين في حرب الجمل بالبصرة ، بدأ ( عليه السلام ) بتعزيز جيشه للتوجّه إلى الشام لتصفية الفئة الباغية التي يرأسها معاوية بن أبي سفيان . <H2>زمان ومكان المعركة :



    بدأت معركة صفين في الأول من صفر 37 هـ ، وصفين منطقة بين الشام والعراق . عدد الجيش :


    جهّز معاوية جيشاً عدده ( 130 ) ألف مقاتل من الشاميين ، وجهّز الإمام علي ( عليه السلام ) جيشاً عدده ( 135 ) ألف مقاتل من الكوفيين ، منهم ( 100 ) مقاتل ممّن قاتل مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في معركة بدر الكبرى ، كعمار بن ياسر ، وحزيمة بن ثابت ، وسعد بن قيس ، وعبد الله بن عباس وغيرهم . مساعي الإمام علي ( عليه السلام ) :


    سعى الإمام علي ( عليه السلام ) لإصلاح الموقف بالوسائل السلمية ، فبعث أوّلاً بوفد ثلاثي إلى معاوية يذكّره الله ، ويدعوه إلى التقوى والورع ، فكان جواب معاوية : ليس عندي إلاّ السيف .
    ثمّ دعا الإمام علي ( عليه السلام ) معاوية إلى المبارزة ، حقناً لدماء الآخرين ، ولكن معاوية رفض خشية على نفسه من بطشة الإمام ( عليه السلام ) . خُلق الإمام علي ( عليه السلام ) :


    نزل معاوية بمن معه عند نهر الفرات ، في وادي صفين الوسيع ، واستولى على الماء ، ونزل الإمام علي ( عليه السلام ) في ذلك الوادي أيضاً ، وقد منع معاوية أهل العراق أن يشربوا من ماء الفرات ولو قطرة واحدة ، فأضرّ بهم وبدوابهم العطش ، ولمّا لم تنفع محاولات أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لبلوغ الماء بالحسنى ، اضطره الأمر إلى استعمال القوّة لإنقاذ عشرات الأُلوف ممّن كانوا معه من الموت عطشاً .
    ولمّا تمّت له السيطرة على الماء حاول بعض الأصحاب إقناع الإمام علي ( عليه السلام ) أن يقابلهم بالمثل ، فأبى ذلك أشدّ الإباء ، وأتاح لمعاوية وجيشه ، الذين هددّوه قبل ساعات قليلة بالموت عطشاً ، أن يردوا الماء ويشربوا أسوة بأصحابه .
    ورغم هذه الأخلاق الرفيعة ، والمعاملة الحسنة فقد استمر جيش معاوية في استفزاز جيش الإمام ( عليه السلام ) الذي لم يجد بداً من السماح لأصحابه بالقتال بعد أن أوقع بهم الأعداء عدداً من القتلى والجرحى نتيجة اعتداءاتهم . عمار تقتله الفئة الباغية :

    لقد كان لاستشهاد عمار بن ياسر في معركة صفين ، الأثر الكبير في تضعضع جيش معاوية بعد أن علموا بأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قائل لعمار بن ياسر : ( يا عمار تقتلك الفئة الباغية ) ، ومعنى ذلك أنّهم هم الفئة الباغية لا الإمام علي ( عليه السلام ) وأصحابه .

    قال خزيمة بن ثابت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( تقتل عماراً الفئة الباغية ) .
    وقال عبد الله بن سلمة : رأيت عماراً يوم صفين شيخاً كبيراً آدم طوالا ، أخذ الحربة بيده ويده ترعد ويقول : والذي نفسي بيده ، لقد قاتلت هذه الراية مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثلاث مرات ، وهذه الرابعة .
    وقال محمّد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت : ما زال جدّي ـ يعني خزيمة ـ كافاً سلاحه يوم الجمل حتّى قتل عمار بصفين ، فسلّ سيفه فقاتل حتّى قتل . ليلة الهرير :


    وهي الليلة التي كان البرد فيها قارصاً إلى الحد الذي كان يسمع للجنود هرير كهرير الكلب ، وبالإضافة إلى البرد في هذه الليلة فقد اشتد القتال بين الجيشين ، بحيث قتل الإمام علي ( عليه السلام ) في يومه وليلته خمسمائة وثلاثة وعشرون رجلاً ، وكان ( عليه السلام ) إذا قتل رجلاً كبّر .
    وكان لمالك الأشتر فيه نصيب كبير ، فكان يقول : إنّ هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلاّ عن دينكم ليميتوا السنّة ، ويحيوا البدعة ، ويعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عزّ وجل منها بحسن البصيرة ، فطيبوا عباد الله أنفساً بدمائكم دون دينكم ، فإنّ ثوابكم على الله ، والله عنده جنّات النعيم ، وإنّ الفرار من الزحف فيه السلب للعزّ والغلبة على الفيء ، وذل المحيى والممات ، وعار الدنيا والآخرة .
    وفي ليلة الهرير كان الأشتر يضرب ضرباته بكل قوّة حتّى اخترق صفوف أهل الشام ، وأجرى حولهم عمليات الالتفاف والتطويق ، فانكشفت غالب صفوفهم ، وكادوا ينهزمون ، حتّى وصل الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان ، فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح . خدعة رفع المصاحف :


    لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش الإمام علي ( عليه السلام ) على جيشه ، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته ، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات .
    فقام عمرو بن العاص بخدعة ، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا ، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) ، ليقفون عن القتال ويدعون الإمام علي ( عليه السلام ) إلى حكم القرآن .
    وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام ( عليه السلام ) حاملين سيوفهم على عواتقهم ، وقد اسودّت جباههم من السجود ، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا علي اجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت ، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان ، فو الله لنفعلنها إن لم تجبهم .
    فقال ( عليه السلام ) : ( عباد الله إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وإنّي اعرف بهم منكم ، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً ، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال ، إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل ، إنّهم والله ما رفعوها ، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها ، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة ، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، ولم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا ) . ثمّ قال ( عليه السلام ) لهم : ( ويحكم أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله ، وأوّل من أجاب إليه ... ) .

    قالوا : فابعث إلى الأشتر ليأتيك ، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد اشرف على عسكر معاوية ليدخله ، فأصرّوا على رأيهم ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذا الموقف أمام خيارين لا ثالث لهما :
    1ـ المضي بالقتال ، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام .
    2ـ القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً .
    وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) . التحكيم :


    اتفق الجيشان ـ جيش أهل الشام وجيش أهل العراق ـ على مبدأ التحكيم ، وكان عمرو بن العاص المفاوض من قبل أهل الشام ، وكان أبو موسى الأشعري المفاوض من قبل أهل العراق .
    وقد اختلف الناس في أبي موسى الأشعري أشدّ الاختلاف ، فاللذين استجابوا لفكرة التحكيم أراده مفاوضاً عنهم ، واللذين رفضوا فكرة التحكيم ـ وهم الإمام علي ( عليه السلام ) وأصحابه ـ رفضوا أن يكون الأشعري مفاوضاً عنهم ، ولكن لم يكن أمام الإمام ( عليه السلام ) بدّ من الاستجابة لأهل العراق والقبول بأبي موسى الأشعري . وقد تعرّض الأشعري لخداع ابن العاص الذي أقنعه بخلع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، بينما قام عمرو بن العاص بتثبيت معاوية وخلع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وانتهت تلك المهزلة على هذا النحو . نتائج المعركة :

    قُتل من الطرفين خلال المعركة ( 70 ) ألف رجلاً ، فمن أصحاب معاوية من أهل الشام ( 45 ) ألف رجلاً ، ومن أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) من أهل العراق ( 25 ) ألف شهيداً
    </H2>








  4. الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ شذى الزهراء على المشاركة المفيدة:

    ابو طارق (09-04-2010)

  5. #63
    مشرفة منتدى المسابقات الثقافية الصورة الرمزية صفآء الروح
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    العوامية الحبيبة
    المشاركات
    6,694
    شكراً
    224
    تم شكره 193 مرة في 126 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    120269

    رد: مسابقة التاريخ الاسلامي

    يوافق يوم ( 11 صفر الخير ) وليلته سنة ( 38 هـ ) ، كانت ( ليلة الهرير ) في واقعةصفين ، وكانت الوقعة الأعظم منها .
    وسميت بليلة الهرير لكثرة أصوات الناس فيهاللقتال ، وقيل : لاضطراب معاوية وفزعة كالكلب عند شدة الحرب واستيلاء أهل العراق ،وقيل : لأن أصحاب معاوية كانت لهم أصوات كأصوات الكلاب من شدة البرد ، وقيل : سميتبذلك لأنه لم يكن يسمع إلا السيوف ، وكان علي ( عليه السلام ) كلما قتل فارساً أعلنبالتكبير فأحصيت تكبيراته تلك الليلة خمسمائة وثلاثاً وعشرين تكبيرة .
    وفيالمناقب : إن الناس زحف بعضهم على بعض وارتموا بالنبال حتى فنيت ، ثم تطاعنوابالرماح حتى تكسرت ، ثم تضاربوا بالسيوف واعمد الحديد ، واشتد القتال حتى جرتالدماء جري الماء ، وانهزم عرب اليمن ، وكان وقع الحديد على الحديد أشد هولاً منالصواعق والجبال حين تتهدم ، وانكسفت الشمس وثار القتام وضلت الأولوية والراياتووصلوا النهار بالليل وهي ليلة الهرير ، وأصبح أهل العراق والمعركة خلف ظهورهم ،وافترقوا عن سبعين ألف قتيل .
    وهي الليلة التي كان البرد فيها قارصاً إلى الحد الذي كان يسمع للجنود هرير كهرير الكلب ، وبالإضافة إلى البرد في هذه الليلة فقد اشتد القتال بين الجيشين ، بحيث قتل الإمام علي ( عليه السلام ) في يومه وليلته خمسمائة وثلاثة وعشرون رجلاً ، وكان ( عليه السلام ) إذا قتل رجلاً كبّر .
    وكان لمالك الأشتر فيه نصيب كبير ، فكان يقول : إنّ هؤلاء القوم لا يقاتلونكم إلاّ عن دينكم ليميتوا السنّة ، ويحيوا البدعة ، ويعيدوكم في ضلالة قد أخرجكم الله عزّ وجل منها بحسن البصيرة ، فطيبوا عباد الله أنفساً بدمائكم دون دينكم ، فإنّ ثوابكم على الله ، والله عنده جنّات النعيم ، وإنّ الفرار من الزحف فيه السلب للعزّ والغلبة على الفيء ، وذل المحيى والممات ، وعار الدنيا والآخرة .
    وفي ليلة الهرير كان الأشتر يضرب ضرباته بكل قوّة حتّى اخترق صفوف أهل الشام ، وأجرى حولهم عمليات الالتفاف والتطويق ، فانكشفت غالب صفوفهم ، وكادوا ينهزمون ، حتّى وصل الأشتر إلى قرب خيمة معاوية بن أبي سفيان ، فعند ذلك رفع أهل الشام المصاحف فوق الرماح .
    خدعة رفع المصاحف :
    لمّا رأى معاوية بن أبي سفيان انتصارات جيش الإمام علي ( عليه السلام ) على جيشه ، وقد قرب منه القائد مالك الأشتر مع مجموعته ، دعا عمرو بن العاص إلى خطّة للوقوف أمام هذه الانتصارات .
    فقام عمرو بن العاص بخدعة ، حيث دعا جيش معاوية إلى رفع المصاحف على أسنّة الرماح ، ومعنى ذلك أنّ القرآن حكماً بيننا ، أراد من ذلك أن يخدع أصحاب الإمام علي ( عليه السلام ) ، ليقفون عن القتال ويدعون الإمام علي ( عليه السلام ) إلى حكم القرآن .
    وفعلاً جاء زهاء عشرين ألف مقاتل من جيش الإمام ( عليه السلام ) حاملين سيوفهم على عواتقهم ، وقد اسودّت جباههم من السجود ، يتقدّمهم عصابة من القرّاء الذين صاروا خوارج فيما بعد ، فنادوه باسمه لا بإمرة المؤمنين : يا علي اجب القوم إلى كتاب الله إذا دعيت ، وإلاّ قتلناك كما قتلنا ابن عفّان ، فو الله لنفعلنها إن لم تجبهم .
    فقال ( عليه السلام ) : ( عباد الله إنّي أحقّ من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية وعمرو بن العاص وابن أبي معيط ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وإنّي اعرف بهم منكم ، صحبتهم أطفالاً وصحبتهم رجالاً ، فكانوا شرّ الأطفال وشرّ الرجال ، إنّها كلمة حقّ يراد بها باطل ، إنّهم والله ما رفعوها ، إنّهم يعرفونها ولا يعملون بها ، ولكنّها الخديعة والوهن والمكيدة ، أعيروني سواعدكم وجماجمكم ساعة واحدة ، فقد بلغ الحق مقطعه ، ولم يبق إلاّ أن يقطع دابر الذين ظلموا ) .
    ثمّ قال ( عليه السلام ) لهم : ( ويحكم أنا أوّل من دعا إلى كتاب الله ، وأوّل من أجاب إليه ... ) .
    قالوا : فابعث إلى الأشتر ليأتيك ، وقد كان الأشتر صبيحة ليلة الهرير قد اشرف على عسكر معاوية ليدخله ، فأصرّوا على رأيهم ، وكان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في هذا الموقف أمام خيارين لا ثالث لهما :
    1ـ المضي بالقتال ، ومعنى ذلك أنّه سيقاتل ثلاثة أرباع جيشه وجيش أهل الشام .
    2ـ القبول بالتحكيم وهو أقلّ الشرّين خطراً .
    وهكذا كان القبول بالتحكيم نتيجة حتمية لظروف قاهرة لا خيار لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) .





  6. الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ صفآء الروح على المشاركة المفيدة:

    ابو طارق (09-04-2010)

  7. #64
    مشرف منتدى كرامات أهل البيت(ع) الصورة الرمزية ابو طارق
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    لبنان العزة والكرامة
    المشاركات
    18,525
    شكراً
    398
    تم شكره 212 مرة في 176 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    80795

    رد: مسابقة التاريخ الاسلامي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    كل الاجوبة صحيحة

    عنيدة :::تقييم

    شذى الزهراء ::: 3 نقاط

    صفاء الروح :::2نقطتين

    اشكركم على متابعتكم

    ابو طارق




  8. #65
    مشرف منتدى كرامات أهل البيت(ع) الصورة الرمزية ابو طارق
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    لبنان العزة والكرامة
    المشاركات
    18,525
    شكراً
    398
    تم شكره 212 مرة في 176 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    80795

    رد: مسابقة التاريخ الاسلامي

    صفاء الروح :: 8 تم تقييم
    شذى الزهراء :: 1 تم تقييم



    عنيدة :: 1 تم تقييم


    اميرة الاحساس :: 3


    عفاف الهدى :: 3


    شبكة الناصرة :: 1


    مع تمنياتي للجميع بالتوفيق




  9. #66
    مشرف منتدى كرامات أهل البيت(ع) الصورة الرمزية ابو طارق
    تاريخ التسجيل
    May 2005
    الدولة
    لبنان العزة والكرامة
    المشاركات
    18,525
    شكراً
    398
    تم شكره 212 مرة في 176 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    80795

    رد: مسابقة التاريخ الاسلامي

    ستتوقف المسابقة

    وسنعود ان شاء الله

    بعد فترة العيد السعيد

    وكل عام وانتم بخير

    ابو طارق




  10. #67
    عضو فيروزي الصورة الرمزية عنيده
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    الدولة
    في قلب من احب ( البحرين)
    المشاركات
    7,228
    مقالات المدونة
    1
    شكراً
    40
    تم شكره 153 مرة في 110 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    7911

    رد: مسابقة التاريخ الاسلامي

    كل عام و انت بخير ابو طارق ..

    عساه ينعاد عليك بفرح و خير ..

    موفق ..
    هيهــآت منــآ الذلهـ ..


    قدمنــآ الورد فقدمــوآ الرصــآص ..

صفحة 5 من 5 الأولىالأولى ... 3 4 5

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الوفد الاسلامي يزور المرجع اليعقوبي
    بواسطة ابن الموده في المنتدى أخبار المجتمع
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-17-2009, 05:22 PM
  2. الاعلام الاسلامي ؟؟
    بواسطة كميل الفضلي في المنتدى منتدى النقاش والحوار الفكري
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-06-2008, 10:37 PM
  3. المنتدى الاسلامي
    بواسطة SUKAR في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 01-06-2008, 06:45 PM
  4. ][أسماء الممنوعين من دخول المنتدى الاسلامي][
    بواسطة .:روح وريحان:. في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-24-2007, 07:06 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •