[ 3 ]
كُنت صَغيرة على أن أحزن , على أن أزرعُ في خاصِرتي جُرح كهولة ينبض بعطب آمالي , صغيرة على أن أكتُب لكَ وعلى رأسي رِداءُ أسود وشيب أنبته مِشوار فقدك , صدق أن الدُنيا صغيرة على البُكاء والخوف; صغيرة على كَرمِي وأعلم جيداً أن صومِي عنك لن يجلب لي عيداً يسقيني لقيا ولا مَوعِدُ مسروق ,أتعلم أن قلبي يُعاقبني حين أشكو ضيقي لغيرك , يقف أمامي كـ أنت حين تغضب من ثرثرتِي اليائسة , وما أن يسألني أحدهم : ماالخطب يازينب ؟
حتى يسد حلقي بانقباضه, فأبتسم بخذلان وأطرق رأسي بـ : لاشيء .
وأبقى أسألني كَم يَبلغ عُمر الـ هُموم فِي صَدري ..وكَم طَريقِ سأسلك حتى أصل لِثُقب ضَوء موعود بنمو ورائحة فَرح , وكَم سأحتاج حَتى أحرر ياسمينة علقت بقلبي وذبلت وهي تنتظر طيفك ..وكَم دَمعة سأسكُب حتى أشعر بالاكتفاء , يكفِيني أمل وحُزن ودمع يا أخ , ويَكفيني أن أبكي على طريقك وأزرعه ماء ورد وريحان .. صَدقني يكفيني.. أن أعلم أنكَ تستمع لخرسي حتى وإن غيبك موتِ وأحتضنك لحدٍ وفرقتنا دُنيا زائلة ,أتساءل كثيراً كَم مِن العُمر سأبقى وفية لكَ ..لذكرياتنا وصورك وللعزيمة المنطفأه الـ أشعلها حُبكَ النقي فيّ وأتسائل أكثر, كَم مِن كِذبةِ سأذكرها للجميع تُخبرهم أن كُل مافي صَدري مُرتب بخشوع وأن لاخدش ولا انكسار يسكن قَلبِي , وما الجديد في حياتِي حيث لاجديد ممكن أن يبدلني أو يرتديني فحتى عباءة التَخرج أكملت أيام حدادي ; كَـ العتمة الـ أبصرها مُذ غبت عَنِي بلا رجعة ..وَ وفيتُ بِوعدي لَك , وأهديتك فرحة نجاحِي وحدك , وَبقيت على وعدِي الأهم واخترت أرضاً تَثِق بِصَمتي ودمعِي ..
لَم أختر الهَرب ولا الرَحيل , ولـ كِني اخترت أن أكون الفتاة السيئة الـ نَسيت وجهك لكنها لازالت تتنفسك , كُنت أعيشك صِدقا يا أنت وحتى الآن أشعُر أني أعيشك , ووَحدي مشطت طريقك الـ مُحرم , حتى أجهضت وجهِي على المرايا ورحلت .
المفضلات