يَحدُثُ كَثيراً ياسيدي أن ننظرنا ولا نتعرف علينا , ونتعلق على عتبات الجهل نَشحذ التفكير ..
يسقط الجدار ويأتي المَوت ولا نتعرف عليه أيضاً ,
يَحدثُ أن نُكتب كأرواح آفلة إستطونَت زاويا الفقد وتغربت بإغماءة واحدة .
إنها المَرة الألف الـ يُعاد فيها ذكر ماحصل ولا أزال أراني جَسد مَحمول بلا نبض ..
وَرميم طِفلة اختارت الموت الحُلم .
كُنت أجهل تِلك الذكرى المشؤومة , وَذاكرتي الفضفاضة ضيعت ماحصل في غيابي
كُل ماأعرفه حكاية حكتها لي أمي بدمع بارد وإبتهالات هادئة
أكتُبُ لك وأنا جالسة في الزاوية وسمائهم المُبتسمة تحكي مَوتي وشغب المَنية التي أسرتني بجوفها غفلة.
كُنتُ دوماً أحكيني دون تِلك الذكرى حتى وقت معرفتي بِها, والآن أحكيني لك بتفاصيل رَطبة
إبريق الشاي الـ احتضنته بسمة لأنه آخر ماأمسكت , صنبور الماء الذي ضل يبكي فقدي
/ دميتي الحمقاء بملامحها الشقراء وقدمها المَكسورة قصداً خشية رحيلها عني ,
وجميعها تسرد لذاكرتي الفضفاضة بحة الوجع ذاك .
نَطقت بِجُملتي وسط صخبهم - غريبة هي ذاكرتي يا أُمي !!
يَقولون لي ياسيدي إن لي من اسمي نصيب ,
أسموني " زينب " بدلاً عن " ريحانة " , يَرون فيّ لمحةَ مِن صبر زينب ,
"و هاهِي انكساراتي وجراحِي تتضخم داخلِي بألمِ خَريفي , ولا شيء مِن الصبرِ يَحويني لاشيء
الغريب فِي يَومي هَذا إني أكتب لك وأراك تتمثل أمامي , معهم تبتسم وتُقول لِي
-" لازلتِ تتنفسين بدفء , لاتبكي ....سأعود سأعود ",
نظرت للجِدار وتذكرت كلماتك التي كررتها على رأسي دوماً.
- " لكِ الفضل في حفظي آيات سُورة التِين, أذكُركِ كثيراً حين أتلوها "
لَم أسألك يومها لِماذا ؟.. ولَم تُخبرني أنت ..
وهاهِي والدتنا تُضيءقنديل ذِكراك بقولها : كُان يُشاغبني ويمتنع عن الحفظ..وحين سُقوطكِ بكى
و رُاح يُردد السورة في الأزقة الواصلة للحقل..حتى وصل لأبيك وصرخ " طِفلتك ماتت ياأبي "
سَكبتني قَسوة الأيام فيِ قالِب أوقدوا فيه العتمة , وتنفس فِيه الصدأ وعاث فيه المَوت ,
يذكُرون لي مَوتي الأول , وفِكري يَطوف حول شَجرة العُمر الـ تحملنا على عاتقها ..
وتُبعدنا عنها متى ما أراد الله .
أخبرني يا أخ الروُح, أنكبر لِنموت أم نَموت لنكبر ؟!
المفضلات