النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الشاب وصاحب العصر والزمان‎

  1. #1
    مشرفة منتدى الترحيب والتهاني الصورة الرمزية عفاف الهدى
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    شقتي
    المشاركات
    32,072
    شكراً
    1,252
    تم شكره 489 مرة في 412 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    83324

    الشاب وصاحب العصر والزمان‎









    يذكر أحد الخطباء الكرام هذه القصة إذ يقول

    كنت جالساً في حافلة لأسافر إلى مدينة نائية من مدن إيران، وذلك في زمن الشاه المقبور، لم يكن على المقعد بجانبي أحد، وكنت أخشى أن يجلس عندي من لا أرغب في جواره، فيضايقني في هذا الطريق البعيد. فسألت الله تعالى في قلبي:

    إلهي إن كان مقدّراً أن يجلس عندي أحد، فاجعله إنساناً متديناً طيباً مؤنساً.

    جلس المسافرون على مقاعدهم، ولم أر من يشغل المقعد الذي بجانبي، فشكرت الله أني وحيد!

    ولكني فوجئت في الدقيقة الأخيرة قبل الحركة! بشاب ذي مظهر غربي وكأنه ليس من أهل ديننا ومذهبنا، فتقدم حتى جلس عندي، قلت في قلبي: يا رب أهكذا تستجيبَ الدعاء؟!

    تحركت السيارة ولم يتفوه أحد منا للثاني بكلمة، لأن الانطباع المأخوذ عن المعممين في أذهان مثل هؤلاء الأشخاص كان انطباعاً سيئاً، بفعل الدعايات المغرضة التي كانت تبثها أجهزة النظام الشاهنشاهي ضد علماء الدين. لذلك آثرت الصبر والسكوت وأنا جالس على أعصابي، حتى حان وقت الصلاة (أول وقت الفضيلة)، وإذا بالشاب وقف ينادي سائق الباص: قف هنا، لقد حان وقت الصلاة!

    فرد عليه السائق مستهزئاً وهو ينظر إليه من مرآته:

    اجلس، أين الصلاة وأين أنت منها، وهل يمكننا الوقوف في هذه الصحراء؟

    قال الشاب: قلت لك قف وإلا رميتُ بنفسي، وصنعتُ لك مشكلة بجنازتي!

    ما كنتُ أستوعب ما أرى وأسمع من هذا الشاب، إنه شيء في غاية العجب، فأنا كعالم دين أولى بهذا الموقف من هذا الشاب! وعدم مبادرتي إلى ذلك كان احترازاً عن الموقف العدائي الذي يكنّه بعض الناس لعلماء الدين، لذلك كنت أنتظر لأصلي في المطعم الذي تقف عنده الحافلة في الطريق.

    وهكذا كنت أنظر إلى صاحبي باستغراب شديد، وقد اضطر السائق إلى أن يقف على الفور، لما رأى إصرار الشاب وتهديده.

    فقام الشاب ونزل من الحافلة، وقمت أنا خلفه ونزلت، رأيته فتح حقيبته وأخرج قنينة ماء فتوضأ منها ثم عيّن اتجاه القبلة بالبوصلة وفرش سجادته، ووضع عليها تربة الحسين (عليه السلام) الطاهرة وأخذ يصلي بخشوع، وقدّم لي الماء فتوضأت أنا كذلك وصليت في حال من العجب!

    ثم صعدنا الحافلة، وسلّمتُ عليه بحرارة معتذراً إليه من برودة استقبالي له أولاً، ثم سألته: مَن أنت؟:

    قال: إن لي قصة لا بأس أن تسمعها، لم أكن أعرف الدين ولا الصلاة وأنا الولد الوحيد لعائلتي التي دفعت كل ما تملك لأجل أن أكمل دراسة الطب في فرنسا. كانت المسافة بين سكني والجامعة التي أدرس فيها مسافة قرية إلى مدينة. ركبتُ السيارة التي كنت أستقلها يومياً إلى المدينة مع ركاب آخرين وكان الطقس بارداً جداً وأنا على موعد مع الامتحان الأخير الذي تترتب عليه نتيجة جهودي كلها.

    فلما وصلنا إلى منتصف الطريق تعطلت السيارة، وكان الذهاب إلى أقرب مصلّح (ميكانيك) يستغرق من الوقت ما يفوّت عليّ الحضور في الامتحانات النهائية للجامعة، لقد أرسل السائق من يأتي بما يحرك سيارته وأصبحتُ أنا في تلك الدقائق كالضائع الحيران، لا أدري أتجه يميناً أو يساراً، أم يأتيني من السماء من ينقذني، كنتُ في تلك الدقائق أتمنى لو لم تلدني أمي (وأن تشق الأرض لأخفي نفسي في جوفها)، إنها كانت أصعب دقائق تمرّ عليّ خلال حياتي وكأن الدقيقة منها سهم يُرمى نحو آمالي، وكأني أشاهد أشلاء آمالي تتناثر أمامي ولا يمكنني إنقاذها أبداً!

    فكلما أنظر إلى ساعتي كانت اللحظات تعتصر قلبي، فكدتُ أخرّ إلى الأرض وفجأة تذكرتً أن جدتي في إيران عندما كانت تصاب بمشكلة أو تسمع بمصيبة، تقول بكل أحاسيسها: <يا صاحب الزمان>!:

    هنا ومن دون سابق معرفة لي بهذه الكلمة ومن تعنيه لكوني غير متديّن قلتُ وبكل ما أملك في قلبي من حبّ وذكريات عائلية: <يا صاحب زمان جدتي>! ذلك لأني لم أعرف من هو (صاحب الزمان)، فنسبته إلى جدتي على البساطة، وقلتُ: فإن أنقذتني مما أنا فيه، أعدك أن أتعلم الصلاة ثم أصليها في أول الوقت!

    وبينما أنا كذلك، وإذا برجل ذي هيبة نورانية حضر هناك فقال للسائق بلغة فرنسية: شغّل السيارة! فاشتغلت في المحاولة الأولى، ثم قال للسائق: أسرع بهؤلاء إلى وظائفهم ولا تتأخر، وحين مغادرته التفتَ إليّ وخاطبني بالفارسية:

    نحن وفينا بوعدنا، يبقى أن تفي أنت بوعدك أيضاً!

    فاقشعرّ له جلدي وبينما لم أستوعب الذي حصل ذهب الرجل فلم أر له أثراً.

    من هناك قررتُ أن أتعلم الصلاة وفاء بالوعد، بل وأصلي في أول الوقت دائماً.

    اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى أبائه) في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً، برحمتك يا أرحم الراحمين.
    عندما قرأت هذه القصة شعرت بقشعريرة في جسمي وتملكتني حالة من الإيمان برحمة الله الواسعة علينا ألا يدلنا هذا على وجود صاحب الزمان معنا في مشاكلنا وهمومنا؟ وأيضاً افراحنا ؟؟



    سبحانك يا الله جلت قدرتك

  2. 3 أعضاء قالوا شكراً لـ عفاف الهدى على المشاركة المفيدة:

    مضراوي (09-15-2010), رنيم الحب (07-16-2010), عبدالله خليف (07-15-2010)

  3. #2
    عضو نشط الصورة الرمزية عبدالله خليف
    تاريخ التسجيل
    Oct 2009
    الدولة
    صفوى
    المشاركات
    127
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    31
    تم شكره 10 مرة في 8 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    179

    رد: الشاب وصاحب العصر والزمان‎

    بارك الله فيك أختي على هذه القصة النورانية نستفيد منها حتما

    موفقة لكل خير

    تحياتي
    http://www7.0zz0.com/2010/07/17/16/579758594.jpg

  4. #3
    نائبة عامة الصورة الرمزية شذى الزهراء
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    بين حنايآآ قلبهـ ^ـ^
    المشاركات
    32,569
    مقالات المدونة
    2
    شكراً
    475
    تم شكره 828 مرة في 652 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    55177

    رد: الشاب وصاحب العصر والزمان‎

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
    السلام على بقية الله في أرضه وعين الله في خلقه الامام المنتظر الحجة بن الحسن عجل الله فرجه الشريف ...

    قصه نورانية رائعه ...
    تقعشر الابدان لقراءتها ومحتواها ...
    تسلمي خيتو ع النقل الرائع...
    ربي يعطيكِ الف عافيه ...
    دمتِ بخير...





  5. #4
    عضو سوبر مميز الصورة الرمزية رنيم الحب
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    *~بين الألم والأمل ~*
    المشاركات
    2,150
    شكراً
    561
    تم شكره 319 مرة في 218 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    504

    رد: الشاب وصاحب العصر والزمان‎

    اللهـــــــــــــــم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم يا الله ..

    اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلوآآتك عليه وعلى آبائه
    في هذه الساعه وفي كل ساعه وليآآ وحافظا وقائدآ وناصـرا ودليلآ وعينا
    حتى تسكنه أرضك طوعـآ وتمتعه فيها طويلآ
    برحمتك يا أرحم الرآحمين

    قصة رآآئعة وفيهـآآ روحانية تجتذب القلووب والأروآآح
    لتتعلق بإمـآآم زمانها في كل حيـــــن

    فيـآآصآحب الزمـــــآن..!!
    أغثنا وفرج همومنا وأكشف غموومنا

    يسلموو غـآليتي ..
    **عفـاف الهدى**
    على القصة المعبرة
    ولاحرمنا الله منك
    ودعـوآآتي لك بالتوفيق أينمما كنت ..
    تحيـآآتي القلبية..
    .×.رنيـ الحب ـم.×.

  6. #5
    مشرفة منتدى الترحيب والتهاني الصورة الرمزية عفاف الهدى
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    شقتي
    المشاركات
    32,072
    شكراً
    1,252
    تم شكره 489 مرة في 412 مشاركة
    معدل تقييم المستوى
    83324

    رد: الشاب وصاحب العصر والزمان‎

    عبد الله
    شذى
    رنيم

    احسنتم لتوقفكم هنا

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سليل الكرم وصاحب الجود..
    بواسطة شذى الزهراء في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-15-2010, 06:59 AM
  2. هنئوا يا موالين بميلاد ولي البشر وإمام الناس وصاحب العصر والزمان
    بواسطة الأنباري في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-19-2008, 10:22 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-18-2008, 04:37 PM
  4. وصاحت سكينة !!
    بواسطة عرفان88 في المنتدى منتدى لمسة إبداع
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 02-22-2008, 09:54 PM
  5. القاضي وصاحب الدجاجه
    بواسطة الشبح في المنتدى منتدى القصص والروايات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-03-2005, 09:05 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •