{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا الكبرى إنه هو السميع البصير} . (الإسراء - 1)
حادثة الإسراء والمعراج وقعت للنبي (ص) بعد المبعث الشريف بسنتين، ولا مجال للتشكيك فيها لورودها صريحة في الآية المباركة في أول سورة الإسراء. وقد انتقل رسول الله (ص) من مكة إلى السماء ثم إلى المسجد الأقصى أو بالعكس حسب اختلاف الروايات. وخير دليل على صحتها أيضاً والغاية منها، هي سورة النجم المباركة من الآية رقم 1 إلى الآية رقم 18.
وقد كان هذا الإنتقال بجسد النبي وروحه، لا بروحه فقط. فهو إذاً إنتقال جسماني على خيل من الجنة أو شيء يقال له البُرَاقْ سرعته تفوق سرعة البرق، وقد كان السبب لهذه الرحلة ما أشارت إليه الآية ( لنريه من آياتنا الكبرى) أي ليرى عجائب السماوات، ولتلقي بعض التعاليم من الله تعالى، مضافاً إلى ما ورد في بعض الأحاديث من أنها جاءت إبان إضطهاد قريش له (ص).
يوم 27 رجب المبعث النبوي الشريف
لقد انشغل النبي وأمير المؤمنين وخديجة بالصلاة وعبادة الله سنوات عديدة، بينما لم يكن أحد من أهل مكة مؤمناً أو عالماً برسالته صلى الله عليه وآله، حتى نزلت عليه آية الإنذار من قبل الله تعالى:
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وأنذر عشيرتك الأقربين * واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فإن عصوك فقل إني برئ مما تعملون * وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين * إنه هو السميع العليم } .
فدعى رسول الله أقرباءه وعشيرته وأعلن لهم نبوّته كما هو معروف في حديث العشيرة الذي ورد عن طائفة كبيرة من أعلام المحدّثين والمؤرخين المسلمين، إضافة إلى عدد كبير من المستشرقين...
يوم المبعث النبوي الشريف، هو من الأيام العظيمة الفضل، إذ فيه بدأ نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتمت ولادة الإسلام، وبدأ خروج الناس من الظلمات إلى النور...
وقد لاقى رسول الله (ص) البلاء الكثير بسبب هذه الرسالة حتى قال: " ما أوذي نبيٌ مثـلما أوذيت ". ولكنه مع ذلك استمر في نشر الرسالة والدعوة إلى الإسلام، حتى بَلغـَـتْ كل الناس فدخلوا في دين الله أفواجاً.
فيوم المبعث النبوي الشريف، هو عيد حياة المسلمين وسبب هدايتهم.
المفضلات