لم أشأ الخروج من دوامة وحدتي لأن هذه الدنيا ترهقني كثيراً..
وددت أن آخذ فترة نقاهة أعالج فيها الروح..
ولكنها استفزت هذا الصمت..
وتقدمت بخطوات واثقة نحوي..
وصارت تناظرني بنظرات مرتابة وكأنها تستحثني للحديث معها..
ولأنني سأمت هذه الدنيا،، لم آبه لمنظرها..
فليست سوى شخص أظنني رأيته أو مرّ على شريط ذكرياتي ،،
كان الجمود سيّد الموقف في تلك اللحظات..
لا أشعر بأدنى شعور اتجاه هذه الإنسانة!!
وكأن قلبي من ناحيتها قد مات..
بدأت حديثها ببعض الكلمات التي لم تحرّكني ..
" أفتقدك".." أشتاقك"..
"لا أصدق بأن الأيام قد فرّقت بيننا"..
"لا يزال ذلك العهد باقٍ في أعماقي"..
وكأنها تكذب على نفسها قبل أن تكذب عليّ..!!
بدأت أستذكر تلك اللحظات..
عندما كانت صديقتي ..
أنيسة وحدتي ..
كيف كنت أشكي لها همومي..
كيف تركتني أتألم وحيدة ..
وكيف وجهّت لي ضربتها القاضية وصارت ممن يكرهون طيفي في لمح البصر!!
كان من الصعب عليّ أن ألملم كياني الذي تهشم من تلك الصدمة..
واستمتُّ حتى أقنع الروح بخروجها من حياتي ..
بموت الصداقة واندثار ذلك العهد ،،
وتأتي بعدما حالت بيني وبينها الأيام..
بعدما أقفل اليأس أبواب أملي في عودة ما كان..
وتمد لي يدها..
تلك اليد..!!
ذاتها التي طعنتني وغدرت بي وتركتني وحيدة تائهة وأنا في أمس الحاجة إليها ..
نظرت لها بنظرة حيرة..
وكأنني لا أذكرها ..
فقد نسيت جرحها..
نسيت غدرها ونسيتها ..!!
ولم أستطع أن أنبس ببنت شفة..
فكل شيء في داخلي يثور ويتكسر على عكس ما أبدو عليه
ويبقى السؤال..
هل من الممكن لصداقة تحطم كيانها منذ زمن أن تعود؟!!
هل من الممكن لجرح قد بنا له صرح في داخلي أن يتلاشى وكأنه لم يكن..؟!!
جواب .. هو كلمه وحده ..:
الصداقه
مهما حدث .. ستبقى أبديّه
منقوول
المفضلات