صحوة الماضي بالأمس محال أن أستقيظ دون سماع صدى روحها الحنون يناديني ، أمي هي كل ما أملك في هذه الحياة وأنا الأبن الأصغر أمكث معها بعد ترك أخي البيت وقرر السكن مع زوجته و سفر أبي إلى موطن عمله ، السعادة تغرد من جدران البيت ، أمكث في حضن أمي الدافئ لا يشاركني فيه أحد غيري وفي نفس الوقت أشتاق إلى أبي وطقوس حكاياته ومصباح قلبه الأبيض الذي يضيء في أفئدة روحي ليلا ونهارا ، لم يكن ضوءا فحسب إنما هو ضوء البر والإحسان ، أبي أعتبره المثل الأعلى أنا أحس بفقد شظايا روحه و هجره من أحلامي ، واليوم استيقظ في هدوء غريب ، لقد أنطفأ ذلك الصوت وخمد تحت أقدام الطاغية ، حين أتى صوت آخر يتناثر بغرز من النار، يشعل في عيني رغبة في محو ذاكرة الماضي ، ليتني أستطيع فعل ذلك ، يمضي النهار والليل وأنا أحدق في مافعله أبي ، لم تعد أمي كما كانت بعد مجيء فتاة أخرى ، أحيانا أفكر في قتل تلك الفتاة الأجنبية ، في كل صباح تصفعني الشمس بأشعتها الملتهبة ، كنت لا أبالي بحرارة الشمس فما يشغل تفكيري جحيم فتاة أتت إلى هذا المكان وكأنها سيدة المنزل ، حينما أخبرت أخي أمطر في أذني جيوش من القطرات المجنونة يعزف لحن النصر على أوتار الأمل في طرد شبح الشيطان من المنزل ، عندما جاء أخي لزيارة البيت أنقلبت الأدوار وصار السلطان خادما بعد مغادرة الأب إلى دار رعاية المسنين على يد أخي حينئذ عادت صحوة الماضي وعاد صوت أزهار الجنة وقرر أخي البقاء معنا إلى الأبد حرصا على راحة أمي
المفضلات