النجوم ترقص باضطراب وتتحدى العقل
حزيران 7, 2010 ·لم تأت خطوات رقص الشموس وحركاتها، بحسب ما يتوقع البشر، ولم تنسجم مع ما تقوله لهم نظرياتهم العلمية راهناً. ولذا، ساد نوع من الاضطراب في أوساط علماء «معهد ماكس بلانك لعلوم الفلك» (مقره مدينة هايدلبرغ الألمانية) وجامعة كولونيا الألمانية، عندما توصّلوا الى ان هذا الاستنتاج يتحدى العقل ويستثيره. ولم يكن من تسبب بهذا الاضطراب الكبير سوى أداة من صنع البشر، لكنها تقيم منذ 3 عقود في الفراغ الكوني الشاسع: تلسكوب الفضاء «هابل». وزاد اضطراب العلماء حيال هذه الواقعة، أنها حدثت في احدى زوايا مجرّة درب التبّانة التي ينتمي إليها نظامنا الشمسي، وتحديداً في المنطقة التي يشار إليها باسم «أن جي سي 3603» ngc 3603. ولا يزيد قطر تلك المنطقة عن 3 سنوات ضوئية، أي قرابة 300 مليون كيلومتر (285 ألف مليون كيلومتر)، وهو رقم صغير نسبياً في قياسات الفضاء والأكوان. وفي المقابل، تحتوي منطقة «أن جي سي 3603» عشرة آلاف نجمة، مع الإشارة إلى ان النجمة هي شمس، بمعنى ان من ينظر الى شمسنا من مسافة بعيدة، فسيراها مجرد نجمة مضيئة.
وبسبب كثافة ما تحتويه «أن جي سي 3603» من شموس، يعتبرها العلماء من الأمكنة المفضلة لاختبار نظرياتهم حول الكون وتشكّله وتكوّن نجومه وظهور كواكبه وغيرها. وثمة صعوبة مهمة، إذ تبعد «أن جي سي 3603» قرابة عشرين ألف سنة ضوئية عن شمسنا، ما يجعل قياسات العلماء لحركة ما تحتوية من نجوم – شموس، أمراً فائق الصعوبة. ولاح لعلماء المؤسستين الألمانيتين المذكورتين، أن تلسكوب الفضاء «هابل» هو الأداة المثلى لدراسة تلك المنطقة القصيّة في مجرتنا. وإذ بحثوا في إرشيفه المُصوّر، حصلوا على صور لمنطقة «أن جي سي 3603» ترجع الى العام 1997. وكذلك لاحظوا ان كاميرا «هابل» التقطت صوراً لتلك المنطقة عينها في العام 2007، أي بعد عشر سنوات من الصور الأولى، باستعمال الكاميرا نفسها ومن الزاوية عينها. وانكبّوا على مقارنة الصور لمدّة سنتين، مع استخدام كثيف للحواسيب الفائقة «سوبر كومبيوتر». وبلغت دقة المقارنة حدّ ملاحظة فوارق بمقدار سمك شعرة الإنسان، إذا نظر إليها من مسافة 800 كيلومتر!
وتوصّل العلماء الى ملاحظتهم المثيرة للقلق، والتي تقول ان شموس «أن جي سي 3603» تتحرك رقصاً بطريقة غير منتظمة، ولا تتفق مع ما يعرفه العلماء عن حركة النجوم. ويعني ذلك ان هذه المنطقة لم تصل بعد الى مرحلة الاستقرار، بل ربما تلاصقت بعض تلك الشموس وتداخلت مع بعضها بعضاً لتكوّن أجراماً هائلة الحجم والوزن، وفائقة القوة ومرتفعة الحرارة. وبقول آخر، ما زالت «أن جي سي 3603» قصة كونية لم تصل إلى فصل الختام. أي مسار ستسير فيه تلك النجوم – الشموس الملتهبة المضطربة؟ أمر ما زال طيّ المجهول.





رد مع اقتباس
المفضلات