الاعتدال سر المعمرين الكوبيين
في كل يوم، يحتسي مارينو غونزالس (101 عام) كأسا من الخمر، يدخن سيجارا، يأكل ما يحلو له وينام قرير العين كالأطفال. بالنسبة إليه، عدم حرمان نفسه من أي شيء مع الاعتدال هو سر عمره المديد.حزيران 6, 2010 ·
ويقول غونزالس المربوع القامة وذو السحنة السمراء، وهو يضحك، «عملت طيلة أيام حياتي بكد وجهد. لكن عدم حرمان نفسي من أي طعام انما باعتدال، هذه هي وصفتي السحرية».
هو ليس بحاجة إلى عصا ولا إلى نظارات، فتلك «من مستلزمات المتقدمين في السن» على ما يقول.
مرتديا «غوايابيرا” صفراء اللون، وهي القميص الكوبي التقليدي وبنطالا بنيا وقبعة سوداء، يستمتع غونزالس بسرد بعض من مراحل حياته الطويلة. ويقول «تزوجت مرة واحدة ورزقت بولدين. لم أتوقف لحظة عن العمل وكنت دائما الأفضل. لكن اليوم، انتهى كل ذلك».
ويؤكد سلمان-حسين (80 عاما)، وهو الرئيس السابق للفريق الطبي الذي كان يتابع صحة الزعيم الشيوعي فيدل كاسترو، أن «الحاضرين جميعهم قادرون على بلوغ 120 عاما من الحياة الناشطة»، خلال افتتاح مؤتمر دولي عن العمر المديد الناشط.
لكن كوبا، إحدى جزر الكاريبي، تتهدد الشيخوخة شعبها. فهي، إلى جانب الأوروغواي والأرجنتين، «من أكثر البلدان تقدما في السن» في أميركا اللاتينية، على ما يلفت الخبراء في هذا المجال. ويذكر أن عميدة المعمرين في كوبا (وفي العالم بحسب السلطات الكوبية) خوانا كانديلاريا رودريغز، تبلغ 125 عاما.
يعتبر فرانسيسكو ترييانا (مائة عام) نقيض غونزالس. فهو عمل «طوال 40 عاما، ولم يكن يحتسي سوى مشروب البيرة المصنوعة من الشعير ويأكل بشهية. يضيف وهو يتكئ على عصاه «في الحقيقة، كنت رجلا يحب النساء».
بالنسبة إلى سلمان-حسين، يكمن سر العمر المديد «بالرغبة في العيش عند المتقدمين في السن، بالإضافة إلى نظام غذائي غني بالفاكهة والخضار وتمارين رياضية وبعض الثقافة العامة كغنى روحي» لمحاربة الضغط النفسي.
من جهتها، تؤيد إيلومينادا سيدينو (مائة عام) ما يقوله الطبيب. وتضيف «لم أعتقد في يوم بأنني سأصل إلى هذه السن». وهي كانت قد أمضت 33 عاما من حياتها «في قطع حبال سرية». وتخبر تلك المعمرة التي تتمتع «بصحة من حديد» أنها شهدت على 600 عملية ولادة. إلى ذلك، يصل عدد أحفادها (على ثلاثة أجيال) إلى 54 حفيدا.
سيدينو التي لطالما أحبت المشي، تشير إلى ميلها «للرقص والموسيقى» وإلى كونها لا تدخن ولا تحتسي الكحول.
أما روزا كارتايا، المدرسة والمتخصصة في الطب النسائي، والتي بلغت منذ فترة وجيزة 103 أعوام، فتخبر بأن صحتها كانت «ضعيفة جدا عندما كانت صغيرة». لكن أهلها حرصوا على تغذيتها بالشكل المناسب. خلال اللقاء، راح كل معمر يخبر مقتطفات من حياته. لكن ماريانو غونزالس، وإلى جانب ما سرده، كان يخطط «للعودة إلى الديار مع خطيبة له تخطت المائة».
المفضلات