المقامرون مدمنون على الخسارة لا الربح

حزيران 1, 2010 ·
طرحت دراسة أعدتها جامعات بريطانية فرضيات جديدة قد تقلب المفاهيم المعتادة عن سلوك المقامرين المدمنين على ألعاب الحظ والميسر، إذ أشارت إلى أن دافعهم الأساسي ليس الربح، بل الإثارة التي تحدث في مناطق محددة بالدماغ جراء الخسارة، وبالتحديد الخسارة بنتيجة متقاربة.
وتشير الدراسة التي اعتمدت على مسح مغناطيسي لأدمغة عشرات المدمنين، إلى أنها تمكنت من تسجيل نشاط فائق في منطقتي Ventral Striatum وAnterior Insula المسؤولتين عن الشعور بالرضا النفسي بعد التعرض للخسارة بنتائج قريبة من الرهان.
وأضافت الدارسة التي نشرتها مجلة علوم الأعصاب، أنها أجرت المسح على عشرات المدمنين، وقد علّق رئيس مركز كاليفورنيا لتكنولوجيا الدماغ والمجتمع، ستيفن كورتيز، بالقول إن خلاصة البحث تظهر أهمية الرابط بين الشعور بالرضا في الدماغ والإدمان بمختلف أشكاله.
وقال كورتيز إن الدراسة تفسر كيف يقتنع المدمنون على القمار بمواصلة اللعب على آلات مصممة لجذبهم إليها، رغم خسارتهم المتواصلة، لافتا إلى أن المناطق التي يسجل فيها النشاط المتزايد لدى تعرض المقامر لخسارة جراء نتيجة متقاربة هي أيضاً مسؤولة عن التعلم واكتساب مهارات جديدة، مضيفاً أن هذا قد يشير إلى أن النشاط الدماغي ربما يوحي للمقامر بأنه يتعلم من كل خسارة، الأمر الذي يدفعه إلى مواصلة اللعب على أمل الفوز.
وأوضح أن «الفهم الأفضل لتأثير المناطق الدماغية المسوؤلة عن الشعور بالمكافآت النفسية سيكون له في المستقبل دور كبير في تطوير وسائل علاج الإدمان بكل أشكاله، خصوصا إدمان القمار، كما قد تستفيد منه الشركات المصنّعة لألعاب الحظ».
كان جميع المقامرين الذين شملهم البحث هم من الرجال، لكن الدراسة لم تأخذ عوامل خارجية بعين الاعتبار، مثل تأثير التدخين على الدماغ أو وجود مشاكل سلوكية نفسية محتملة لدى المقامرين المشاركين بالبحث.