<H1>سيدة البرازيل الأولى والرئيس لولا: قُتِلَ زوجها الأول وماتت زوجته الأولى فجمعهما الحزن
ايار 26, 2010 ·
</H1>
تشارك سيدة البرازيل الأولى زوجها الرئيس لولا دا سيلفيا ليس الحياة الزوجية فقط، بل الكثير من القضايا والتوجهات السياسية والاجتماعية وحتى المصيرية، فكلاهما فقد اعز المقربين منهما في سن صغيرة نسبيا، حيث كانا في عمر يقل عن 30 عاما عندما فقدت هي زوجها الأول وفقد هو زوجته الأولى وابنه.
سيدة البرازيل الأولى ماريسا ليتيتسي، لديها كزوجها مستوى تعليمي منخفض، وتجربة غنية في التعامل مع الأطفال، ونشاط بارز في النقابات، ويميلان الى الاتجاه اليساري في السياسة.
ولدت ماريسا في بايرو دوس كاسا التابعة لولاية سان باولو قبل أكثر من ستين عاما في عائلة انتونين خوا وريغينا كاسافو التي كانت تضم 10 أولاد آخرين. عرفت منذ ولادتها، كالآلاف في الدولة الأميركية اللاتينية الأكبر وهي البرازيل، العوز والحياة الصعبة لأن أهلها كانوا من الفقراء الذين يعملون في الزراعة.
هاجرت أسرتها في منتصف الستينات، أي عندما كان عمرها خمسة أعوام، الى مدينة سان برناردو دو كامبو الصناعية، حيث بدأت تتردد الى المدرسة فيها في هذا العمر المبكر، سابقة بذلك زوجها الذي لم يتعلم القراءة والكتابة سوى عندما كان عمره 10 أعوام.
معمل للشوكولاتة
لم يزد عمرها عن ثلاثة عشر عاما عندما توجهت مع والدها الى معمل «دولكورا» للشوكولاتة المعروف في البرازيل، لكن ليس لشراء الشوكولاتة، إنما للعمل في قسم التغليف في المعمل. وهناك قضت بين أوراق التغليف الملونة وقطع الشوكولاتة ثمانية أعوام، ولم تغادره إلا بعد أن حملت من زوجها الأول سائق التاكسي ماركوس كلادوي، وكان عمرها آنذاك 21 عاما.
سعادة ماريسا لم تستمر طويلا، فقبل ثلاثة اشهر من ولادة طفلهما ماركوس قتل مجهول زوجها في حادث سطو عادي مثل آلاف حوادث السطو التي تحصل في البرازيل، الأمر الذي جعلها تعود مبكرا الى العمل بعد ولادة طفلها. وفي العمل بدأت تحضر اجتماعات النقابات العمالية، حيث تعرفت فيها على عامل آلة معالجة المعادن لويس ايناسيو دا سيلفا الذي لم يكن احد يخاطبه بأي اسم آخر سوى لولا.
كان وضع لولا الإنساني مشابها لماريسا، حيث كان فقد زوجته وابنه الذي لم يكن ولد بعد أثناء عملية معقدة للولادة، الأمر الذي قربهما أكثر بعضهما من بعض. وبعد اقل من سبعة اشهر على تعارفهما الأول تزوجا، أما هذا العام فاحتفلا بالذكرى السادسة والثلاثين لزواجهما.
اجتماعات.. إضرابات.. ومبادرات نقابية
أثبتت السيدة دا سيلفا في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي أنها امرأة متعددة المواهب والنشاطات، حيث اهتمت بشؤون العائلة وأنجبت 3 أولاد، وفي الوقت نفسه ساهمت بنشاط في الحياة السياسية عبر النقابات، وقد تمكنت مع زوجها من تنظيم العديد من الاضرابات، وبادرت الى عقد اجتماعات للنساء في المنطقة الصناعية من ولاية سان باولو.
وعندما أسس زوجها في عام 1980 الحزب العمالي كانت ماريسا هي التي اقترحت وخاطت أول علم حزبي، واستضافت في منزلهما النشاطات اليسارية السرية والمناوئين للحكم العسكري.
وانتهى لولا والكثير من الناس الآخرين في منتصف الثمانينيات في السجن بتهمة التحريض على الإضراب، الأمر الذي جعلها تنظم مسيرة للنساء للمطالبة بإطلاق سراح هؤلاء النقابيين والنشطاء.
لا تبتعد عن لولا ولا خطوة
دعمت ماريسا زوجها في مختلف الحملات الانتخابية الفاشلة التي دخلها للوصول الى كرسي الرئاسة البرازيلي، وفي عام 2002 طافت معه البرازيل شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، وكانت تصف نفسها بأنها حليفه الرئيسي. وفي هذه الانتخابات تمكن لولا مرشح الحزب العمالي اليساري من النجاح، الأمر الذي أدهش التجار ورجال الأعمال. وفي عام 2003 تسلم منصب الرئاسة، وبعد أربعة أعوام أخرى كرر نجاحه.
لقد أثار لولا المخاوف في البداية بان الرئيس القادم من صفوف الشعب سيعمل بسياسة اشتراكية صلبة، غير أن ذلك لم يحصل، إذ فضل لولا اختيار طريق الإصلاحات المعتدلة، أي من دون هزات أو صدمات.
وكانت ماريسا ترافق زوجها في الدورة الانتخابية الرئاسية الأولى الى كل مكان كان يقصده، الى درجة أنها ظهرت معه في الصورة الجماعية للرئيس مع وزراء الحكومة، لذلك بدأت وسائل الإعلام البرازيلية تتحدث عنها بشكل تندري بوصفها نوع الطائرات «الملاحقة»، الأمر الذي دفعها في الدورة الرئاسية الثانية الى الانسحاب قليلا من الواجهة، ورغم ذلك يقال إنها هي صاحبة الكلمة الرئيسية في المنزل.
الرئيس في سطور
• ولد لويس ايناسيو دا سيلفا المعروف في البرازيل باسم لولا في 27 فبراير من عام 1945 في منطقة بيرنامبوتسو الفقيرة الواقعة شمال غرب البرازيل، في عائلة تضم 8 أطفال. وبعد أسبوعين من ولادته ترك والده البيت مع ابنة أخت زوجته.
• شاهد والده لأول مرة في عام 1952 حين كان عمره سبعة أعوام لان والدته قررت في تلك الفترة ترك منطقة الشمال الغربي، وأخذت الأولاد واتجهت بسيارة نقل مفتوحة في رحلة استغرقت 13 يوما الى ولاية سان باولو، وراء زوجها الذي خانها.
• تعلم القراءة والكتابة عندما كان عمره 10 سنوات، وعمل عندما كان طفلا بائعا للبرتقال ومنظفا للأحذية، ثم في معمل على آلة لمعالجة المعادن. وفي التسعينيات فقد إصبعه الأصغر في يده اليسرى، وكان عليه التنقل بين عدة مشافي قبل أن يتم إسعافه. وقد دفعته هذه التجربة المرة الى دخول النقابات وممارسة السياسة، حتى أصبح رئيسا للنقابات. وقد أمضى بسبب هذه النشاطات بعض الوقت في السجن في الثمانينيات.
• أسس في عام 1980 الحزب العمالي، وبعد 6 أعوام نجح في الوصول الى الكونغرس. وقد حاول منذ عام 1989 ثلاث مرات الوصول الى الرئاسة البرازيلية غير انه اخفق في ذلك. أما في عام 2002 فركز على مكافحة الجوع والفقر في حملته الانتخابية، وعلى الترويج لعدة برامج اجتماعية، الأمر الذي مكنه من الفوز. ثم جدد هذا الفوز بعد 4 أعوام أخرى.
• يحظى بشعبية كبيرة في بلاده، ووفق آخر استطلاعات الرأي فان أكثر من 83% من المواطنين يؤيدونه.
• لا يسمح النظام الانتخابي البرازيلي للرئيس بالترشيح لولاية رئاسية ثالثة، كما أن الرئيس لولا لا يسعى لإحداث أي تغييرات دستورية لتغيير هذا الأمر كما فعل الرئيس الفنزويلي شافيز. فهل يجري في البرازيل العمل لاحقا بالنموذج الأرجنتيني حيث تحل ماريسا بدلا عنه لولاية رئاسية جديدة، ثم يعود لولا من جديد؟
المفضلات