لجمعة 07 جمادى الثانية 1431هـ - 21 مايو 2010مقدامى "جيش لبنان الجنوبي" يشعرون بـ"الخديعة" في إسرائيل
قاتلوا إلى جانبها على مدى 22 عاماً
فروا إلى إسرائيل قبل 10 سنوات مع انسحاب الجيش من الجنوب
نهاريا (إسرائيل) - أ ف ب
حين يستدعي فكتور نادر القائد السابق للقوات الخاصة في ميليشيا جيش لبنان الجنوبي رجاله، ما زال هؤلاء بعد عشر سنوات على حال الميليشيا، يلبون النداء، لكن نقطة تجمعهم باتت على شاطئ إسرائيلي.
ولجأ معظم المقاتلين الـ23 في وحدة النخبة هذه إلى إسرائيل مع زوجاتهم وأولادهم بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان في 24 مايو (أيار) 2000.
لكنهم يشعرون اليوم بأنهم وقعوا ضحية خدعة، شأنهم في ذلك شأن العديدين من قدامى عناصر هذه الميليشيا التي دربتها إسرائيل ومولتها لتقاتل الفصائل الفلسطينية وحزب الله.
ومع أن الدولة منحتهم الجنسية الإسرائيلية عام 2004، فضلاً عن وضع قدامى المقاتلين الإسرائيليين، إلا أنهم يشغلون وظائف متواضعة تنحصر في الصناعة أو المطاعم.
ويعتبر ذلك إذلالاً بنظر هؤلاء العناصر الذين قاتلوا إلى جانب إسرائيل على مدى 22 عاماً حين كانت تحتل جنوب لبنان، وهربوا من بلادهم خوفاً من تعرضهم لعمليات انتقامية.
ويقول بسام حجار العامل في مصنع تعدين خلال تجمع العناصر السابقين على شاطئ نهاريا شمال إسرائيل تلبية لنداء قائدهم السابق، "قاتلت 14 عاماً من أجل إسرائيل، وماذا يعطونا في المقابل؟ لا شيء! لم يمنحونا منزلاً ولا تعليماً لائقاً".
وعلى غرار معظم المقاتلين القدامى الثلاثة آلاف من جيش لبنان الجنوبي الذين لجأوا إلى إسرائيل، فهو يحمل جواز سفر إسرائيلياً ويتكلم العبرية بطلاقة، غير أنه يشعر بالحنين إلى لبنان القريب منه.
وتتوجه المجموعة بقيادة فكتور نادر إلى مركز رأس الناقورة الحدودي الواقع على رأس تلة صخرية وهناك يمكن للقائد السابق تأمل موطنه من خلال الأسلاك الشائكة.
ويقول نادر الذي أصبح يعمل كهربائياً ولو أنه ما زال يتمتع بالهيبة ذاتها بين عناصره السابقين، "ثمة 700 من رجال جيش لبنان الجنوبي سقطوا هناك ودفنوا ببزة عسكرية تحمل اسم تساحال (الجيش الإسرائيلي)".
ويقول فادي طعمه القناص السابق في الوحدة والذي يحمل ندبات ناتجة عن إصابات بالرصاص "لا نطلب الثروة، كل ما نريده هو العيش كباقي الناس".
ويقول نادر الذي أقام حوالى عشر سنوات في فرنسا قبل الانتقال إلى إسرائيل عام 2008، "لا أحد يريدنا، وهذا صحيح في كل مكان". فقد رفضت فرنسا منحه حق اللجوء السياسي بسبب "مسؤوليات ومهام تولاها على مدى سنوات في صفوف جيش لبنان الجنوبي.. المعروف بانتهاكاته لحقوق الإنسان".
واتهمت منظمة العفو الدولية جيش لبنان الجنوبي بارتكاب أعمال تعذيب "منهجية" لا سيما في معتقل الخيام في جنوب لبنان حيث كان يحتجز مئات اللبنانيين والفلسطينيين.
وسجن العديد من عناصر الميليشيا السابقين لدى عودتهم إلى لبنان بتهمة "التعامل مع العدو" لكنهم استفادوا من ظروف مخففة ولم يحكم عليهم سوى بالسجن سنة أو سنتين.
وفي إسرائيل أنشئ عام 2000 مكتب خاص بشؤون قدامى جيش لبنان الجنوبي، وهو ملحق بمكتب رئيس الوزراء وعينت له الحكومة الإسرائيلية مؤخراً مستشاراً خاصاً هو ضابط سابق في الميليشيا سعيد غطاس، إذا كلف بإقامة صلة وصل بين العائلات والإدارة الإسرائيلية والسهر على توزيع أفضل للمساعدات.
وقدامى القوات الخاصة على يقين بأنهم لن يروا بلدهم بعد اليوم سوى من خلال أسلاك مركز رأس الناقورة.
ويقول نادر "عندما انسحب تساحال عام 2000، أدركت أنها نهاية (مقامي في) لبنان. أعرف أنني لن أعود إليه بعد اليوم".
المفضلات