السلام عليكم
تطرقت الكثير من البحوث إلى قضية الإمام المهدي (عليه السلام ) شرحا وتفصيلا ومن أهمها وأدقها الموسوعة المهدوية للسيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر من حيث ظهوره الميمون ودولته المباركة التي عبرت عنها الروايات بكونها آخر الدول ....
وان المطلع على أجزاء الموسوعة المهدوية يجد ان السيد الشهيد ( قدس سره ) قد نحى منحاً علميا في تصريف الروايات وإكسابها الواقعية والموضوعية بعيدا عن التفسيرات التي تعلل أكثر الروايات الواردة بخصوص هذا الموضوع بالمعجز والخوارق والتي تفقد الرواية قيمتها العلمية وقابلية انطباقها على ارض الواقع ، وبالتالي تؤسس لمذهبا ً جديدا – وهذا ما نسجله للأسف الشديد على الكثير من مفكرينا الإسلاميين الذين خاضوا في هذا المضمار - يجعل من هذه الروايات جدارا كبيرا حول قضية الإمام المهدي ( عليه السلام ) فتكون مسألة انتظار ظهوره المبارك مسألة جوفاء لعدم تحقق مضامين روايات الظهور على ارض الواقع .
ففي معرض كلام للسيد الشهيد ( قدس سره ) في الكتاب الثاني من الموسوعة وهو تاريخ ما بعد الظهور / الفصل السابع ( منجزات الإمام المهدي (ع) على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي ) عن استثمار الإمام المهدي ( عليه السلام ) للمكتشفات العلمية في عصر الظهور مشيرا الى مطابقتها للكثير من النصوص الواردة عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) حيث ورد ( حتى لا يبقى أهل بلد إلا وهم يرون انه معهم في بلدهم ) وكذلك ( يكلمهم فيسمعون ، وينظرون إليه وهو في مكانه ) ، والى هنا لا توجد مشكلة عندنا خصوصا في عصر الثورة الرقمية والمعلوماتية وشبكة الانترنت الدولية وغيرها من المكتشفات العلمية المعاصرة او التي في طور الاستكشاف ولتي نستطيع من خلالها إيجاد مصاديق حقيقية وتتحقق خارجا لمضامين هاتين الروايتين .
وتأسياً بهذا المنهج العلمي الرصين الذي يعتمد الأطروحات ( وهي التفسيرات القابلة للانطباق ) فاني أضع بين يديكم امرأ مهما في قضية الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، وهو مشكلة تعدد لغات أهل الأرض حتى بلغت إلى الآن ستة لغات عالمية فضلا عن المئات من اللغات المحلية ، ومن أهم اللغات التي يتحدث بها أكثر من مائة مائة مليون إنسان وحسب إحصائية حديثة هي:
اللغة الأولى عالميا هيالإنجليزية
410 مليون شخص يتحدثون بها عبر العالم وفي 74دولة أنكلوساكسونية أي التي تعتبرها اللغة رسمية في البلاد
اللغة الثانيةعالميا وهيالفرنسية
180 مليون شخص تقريبا يتحدثون بها عبر العالم و في 51 دولةفرانكفونية أي التي تعتبرها اللغة رسمية في البلاد
اللغة الثالثة عالميا وهيالإسبانية
300 مليون شخص تقريبا يتحدثون بها في القارة أمريكيا وإسبانيا وفي 23 بلد التي تعتبر فيه اللغة الأم .
اللغة الرابعة عالميا وهيالألمانية
100 مليون شخص تقريبا يتحدثون بها في أوربا و في 3 دول تقريبا وتعتبر اللغة الأم فيهذه الدول .
* وهذه اللغات الأربع تعتبر لغات حية أي تعلم في معاهد عبرالعالم.
اللغة الخامسة عالميا وهيالعربية
و تستحق أكثر من ذلك وبواقع 300مليون شخص تقريبا يتحدثون بها في القارة الإفريقية و الأسيوية وفي 22 دولة عربية وفي 5دول أخرى تعتبر كأقلية كالتشاد مثلا...وهي لغة الأم بالنسبة لجميع الدول العربية.
اللغة السادسة عالميا وهيصينية مندرية
ويقدر المتحدثين بها بحوالي 1100000000 في الصين الشعبية وهضبة التبت وغيرها من البلدان المجاورة لها في شرق آسيا .
هذا فضلا عن العديد من اللغات المحلية كالفارسية والأذربيجانية وغيرها .
والسؤال الذي نطرحه : هو كيف يتسنى للإمام المهدي ( عليه السلام ) - إذا ما سلمنا بأنه يتحدث بأرقى اللغات وهي العربية – كيف يتسنى له توجيه خطابه إلى هذه الشعوب ؟
وكأطروحتين قابلتين للانطباق :
- هل سيكون الخطاب عبر المترجم الآلي الذي يفقد اللغة العربية الكثير من مزاياها وخصائصها مثلما نشاهده في عمليات الترجمة للقرآن الكريم ؟
- ام ستكون هناك معاهد عالمية لتعليم اللغة العربية وخصوصا وان كل أهل الأرض وقتها يحتاجون اللغة العربية ولا سيما في قراءة القرآن وإقامة الصلوات اليومية فضلا عن الحج وغيره من شعائر الإسلام وعباداته و التي لا يمكن ان تكون الا باللغة العربية ؟ وكم سيستغرق وقت التعليم ؟
أم هنالك حلول أخرى غابت عني ولم تسعفني مخيلتي في إدراكها ؟!
انتظر تفاعلكم في هذا الموضوع المهم لتقديم الأطروحات ومناقشة جدواها ومدى مناسبتها للعقل والواقع البشري ....
تحياتي
المفضلات