أزمة الأراضي هي العذر المعلن
20 عاما وقرى القطيف تنتظر المدارس الحكومية



منذ أكثر من 20 عاما وبعض القرى في محافظة القطيف تعاني من وجود مباني المدارس المستأجرة، ورغم نداءات ومناشدات الأهالي إلى الوزارة بإيجاد الحلول لكن دون جدوى، فمازالت أزمة الأراضي هي العذر المعلن. وهنا يطرح السؤال نفسه: ماذا عن مساحات الأراضي الجديدة في بلدة القديح والتوبي وهل للمدارس نصيب منها. فالطلاب والطالبات خاصة في المدارس الابتدائية المستأجرة في المحافظة يعانون أوضاعا مزرية، فهي بخلاف الضيق والقدم والتصدعات وعدم النظافة والازدحام تعاني أيضا من سوء المرافق الصحية وعدم وجود فرص للتهوية داخلها حيث تحشر التلميذات داخل الغرف.

ويرى جاسم العسيف ان أهالي بلدة التوبي لا يزالون ينتظرون نتائج الدراسة التي تجريها إدارة التربية والتعليم بنين على ثلاثة أراض زراعية تقدم بها الأهالي ليتم بناء مدارس حكومية عليها، مشيرا إلى ان مطالبات الأهالي تكررت لبناء مدارس حكومية في القرية ويظهر بوادر الأمل أمامهم عند كل خبر تعلنه وزارة التربية بخصوص التخلص من المدارس المستأجرة لعله يحمل جديدًا في معاملتهم لكنهم سرعان ما يصابوا بالإحباط.
وقال السيد شرف العلويات ان المطالبات مستمرة بإيجاد حلول لمشاكل المدارس المستأجرة في بلدة القديح منذ زمن ولكن لا أحد يصغي لنا، وأن الصحف تناولت الأمر عدة مرات، وكانت النتائج مجرد تطمينات ولا شيء فعلي مبدأ استيائه من الوضع الحالي ويسأل: هل ينتظر المسئولون وقوع كارثة للبحث عن حل جذري للمشكلة.
وأشار سعيد آل عمير إلى قيام الأهالي بمراجعة إدارة تعليم البنات بالمنطقة الشرقية عدة مرات بخصوص قطع الأراضي الثلاث في بلدة التوبي ومرافقته لمهندس الأراضي بإدارة التعليم الذي أكد بدوره عدم صلاحية الأراضي لإقامة مشاريع تعليمية عليها منوها إلى ان إدارة تعليم البنات أكدت عدم حاجتها لها.
وقالت معلمة "رفضت ذكر اسمها" ان الفصول غير جيدة التهوية وعدد الطالبات فيها مكدس وفى ازدياد ولا تستطيع المعلمة شرح الدروس فماذا عن الطالبات، مشيرة إلى ان المشكلة التي تهدد الطالبات والمعلمات على وجه سواء تكمن في عدم اهتمام أحد بكل النداءات عبر الشكاوى والخطابات ووسائل الإعلام والصحف. وقال مصطفى آل غزوي : يواجه الطلاب والطالبات صعوبات جمة تؤثر على تحصليهم العلمي, ومخاطر تهدد سلامتهم، مشيرا إلى ان قرية التوبي تضم 8 مدارس للبنين والبنات جميعها مستأجرة ولا تتوافق مع العملية التعليمة فهناك مدرستان ابتدائيتان للذكور ومتوسطة وثانوية، وللإناث نفس العدد من المدارس كلها ذات ساحات وغرف صفية ضيقة وتفتقر لمعايير السلامة العامة ناهيك عن كونها غير مهيأة للإخلاء في حالات الطوارئ. موضحا إلى ان أهالي القرية ومنذ 30 عاما يطالبون التربية بتوفير مبان حكومية آمنة ومناسبة لأبنائهم وبناتهم والتربية بدورها تتحجج بعدم توفر أراض مملوكة لوزارة التربية في القرية الأمر الذي دفع الأهالي إلى البحث عن أراض مناسبة وعرضها على التربية ورفضت الوزارة شراء أي منها "لعدم صلاحيتها".
وأوضح علوي الخضراوي إلى انه اضطر إلى نقل ابنه إلى مدرسة تبعد عن مدرسته الأولى قرابة 15 كيلو مترا لتوفر كافة الخدمات والمرافق بها مبينا ان المدرسة القديمة ضيقة ومتهالكة وتفتقر للساحات والملاعب الرياضية ناهيك عن افتقارها الى مختبرات للحاسب الآلي، لافتا إلى عدم ملائمة واقع المدارس الحالية وزيادة أعداد الطلاب والطالبات خاصة مع افتقادها ملاعب ومرافق تعليمية مناسبة وعدم تلبيتها الحد الأدنى للعملية التعليمية والتربوية التي تحرص الحكومة على تطويرها باستمرار وفق خطط تربوية.
وأكد خالد المحسن أن الأهالي في بلدة القديح خاطبوا مسئولي التربية والتعليم بالمنطقة حول بناء مدارس حكومية واسعة بمواصفات معقولة إن لم تكن ممتازة نظرا لزيادة عدد الطالبات وعدم صلاحية المدارس وعجزها عن استيعابهن، لكن الوضع لم يتغير للأسف.