إحياء حمامات دمشق وإعادة دورها الاجتماعي

مايو 5, 2010 ·




يعتبر الحمام احد العناصر الاساسية في المدن الاسلامية القديمة لاسيما مدينة دمشق حيث كان يقوم بدور كبير في الحياة العامة كمعلم معماري حضاري متعدد الاغراض على الصعد الصحية والاجتماعية والدينية.وللحفاظ على هذا المعلم من الاندثار والابقاء على وظيفته التاريخية والاجتماعية برز الاهتمام الرسمي والشعبي في سورية بالحفاظ على هذه الحمامات العربية في دمشق وغيرها من المدن ايمانا بدورها ونشاطها الصحي والاجتماعي والديني اضافة الى اهميتها من الناحية المعمارية التاريخية المتميزة في قلب مدينة دمشق القديمة.



وقال مدير آثار دمشق غزوان ياغي ان مديرية الآثار العامة السورية تعمل بالتنسيق مع المعهد الفرنسي منذ فترة تزيد على ثلاثة اعوام وفي اطار مشروع ممول من الاتحاد الاوروبي على اعادة الاعتبار لهذا النوع من المباني ذات الوظيفة المدنية المهمة في تاريخ المنطقة والمتنوعة عبر التاريخ.

واوضح انه كان لهذه المباني دور اعمق واكثر شمولية واكثر ارتباطا بحياة الناس في العصر الاسلامي حيث ارتبط اداء الطقوس والمناسك الدينية بالنظافة والطهر مشيرا الى ان الحمام اكمل الحراك الاجتماعي الديني داخل المدن باعتباره نقطة لابد من المرور عليها للتطهر قبل الدخول الى مكان العبادة.

وقال ياغي ان هذه القيمة الدينية اعطت للحمام داخل المدينة دورا مضاعفا يحتاج الى دراسة اعمق لاحياء الحمام ودوره من جديد.

واضاف ان النشاط الاخير لاحياء الحمامات كان عبارة عن جزأين اولهما نظري ينصب في تكريس مجموعة من المحاضرات باتجاه اظهار قيمة هذا الحمام ومحاولة وضع الاطر المناسبة لعملية احيائه.

وتابع قائلا اما الجزء الآخر فهو عملي يهدف الى محاولة دعم احياء الحمامات بشكل فعلي والاتصال مع مالكي هذه الحمامات ودفعهم باتجاه عملية التأهيل اولا لحماماتهم ثم احياء دورها داخل المجتمع باعتبارها كانت بؤرة نشاط ارتبط بالدين والحياة الاجتماعية حيث كان الحمام يستخدم بالاحتفالات والمناسبات الاجتماعية. وقال مدير آثار دمشق ان الحمام كان له دوره على الصعد الصحية حيث كان يعالج بعض الامراض المنتشرة ويسيطر على الاوبئة اضافة الى تخليص الجسد من البكتيريا والزوائد الموجودة على الجلد من خلال استخدام «مصطبة الحرارة».