دمعة على السطور (05-05-2010), فرح (05-08-2010)
(ربي اغفرلي ولوالدي وارحمهما كما ربياني صغيرا)
..
يارب تحفظ لي أحباب قلبي
تحول البكاء واليأس إلى ضحك عارم وتفاؤل بالحياة، في غرفة أحد المستشفيات في منطقة الأحساء تنام فيها مريضة بالسرطان، كانت خضعت لأولى جلسات العلاج الكيماوي، الضحك انطلق بعد دخول أسرتها عليها في وقت الزيارة وهم حالقي الرؤوس في مشهد كانت الدموع العنوان الأكبر له.
تروي الممرضة المسؤولة عن الحالة صفية محمد القصة بتأثر شديد تقول: «كانت المريضة يائسة جداً وتعاني حالة نفسية شديدة، وهي شابة متزوجة مبكراً، قبل أن تكتشف إصابتها بمرض السرطان، وكان خوفها من المرض أقل من خوفها من العلاج الذي سيفقدها شعرها المرتبط بجمال المرأة بصورة عامة، إلا أن زوجها وأخاه وأختها وزوجة اختها جاؤوا من دون شعر بعد أن قرروا جميعاً مشاركة هذه المريضة معاناة فقدان الشعر، كان مشهداً أذهل الجميع حيث كانت تلك الغرفة مقصداً للعاملين الذين أحاطوا المشهد بتصفيق حار وكأننا في تصوير أحد مشاهد المسلسلات الدرامية».
وتشير إلى أن «الحالة النفسية للمريضة تغيرت جداً نحو الأفضل، ولا أزال أذكر كيف كانت الدموع سيدة ذلك المكان، فكل من رأى هذا المشهد لم يحبس دموعه»، مضيفة «إنها عائلة تستحق كل التقدير والثناء، فالخطوة التي أقدموا عليها وخصوصاً من النساء وتخليهن عن شعرهن تعد نبيلة وجريئة، حتى أن زوج المريضة حلق حاجبيه أيضاً وكأنه خضع للعلاج الكيماوي».
وتعج الحياة بمشاهد تدل على الوفاء والإخلاص، وتبقى مادة دسمة تتناقلها الأفواه وتتلقفها الأسماع باندهاش، وواحدة من تلك القصص كان بطلها حبيب حسين الذي كان واحداً من أبرز الشخصيات التي علقت على صدرها أوسمة بر الوالدين بجدارة، هذا الرجل كان ولا يزال الأبرز بين أبناء مجتمعه، إذ كان شديد الاعتناء والحرص بوالدته الكفيفة، إلى درجة تفوق الوصف.
فقبل عقدين ونصف العقد، بدأت حكاية هذا الرجل حين لم يكن هناك من يرعى والدته المريضة الكفيفة، وكان في وقتها سائقاً لحافلة موظفي إحدى الشركات في مدينة بقيق (شرقي المملكة)، وكانت والدته وحيدة في محافظة الأحساء، ما اضطره لأن يبني لها غرفة من الصفيح بالقرب من مقر عمله، حيث يبدأ صباحه كل يوم بالمرور على الموظفين ليوصلهم إلى مقر العمل، ليرجع بسرعة ليطمئن على والدته، قاطعاً مسافات طويلة لأكثر من مرة ما أصابه بإنهاك وتعب كبيرين. خاف حبيب على والدته من أن تصاب بأي أذى، فأصبح يجلسها في السيارة التي تقل العمال كل يوم دون الشعور بالخجل أو العار، ما زاد إعجاب الموظفين واحترامهم له، ومضت الأيام على هذه الحال قبل أن يزداد مرض الأم، ويقرر أن يرجعها إلى الأحساء ليعتني بها أحد الأقارب الذي وافق بعد أن تدهورت حالتها الصحية، لتغادر الحياة بعد أيام قليلة من افتراق الأم عن ابنها ويصاب الأخير بانتكاسة نفسية حادة.
بيد انه حدث تحول كبير في حياة هذا الابن البار، فبعد أيام من وفاة الأم بدأت حياته الاقتصادية تتغير نحو الأفضل وأصبحت أبواب التوفيق بحسب ما كان يقول لأصحابه تنفتح الباب تلو الآخر، حتى بات من الشخصيات المرموقة في مجتمعه، الذي كرمه بأن قلده وسام الابن البار من الدرجة الأولى، ولا تزال قصته المثل الأعلى لدى الكثيرين.
وينقل هاني عبد الهادي الهاني حكاية لا تختلف عن الحكاية السابقة، التي تظهر وفاءً من نوع آخر. ويقول: «كنت مع زوجتي في أحد المحال التجارية التي تبيع الملابس الجاهزة، فلفت انتباهنا كبقية المتسوقين صوت سيدة كبيرة في السن تصرخ بهستيريا عارمة وهي تتسوق بجوار ابنها وزوجته، ويبدو من تصرفاتها أنها مختلة عقلياً».
ويشير إلى أن «الأم كانت تختطف الملابس من الأرفف وكأنها طفلة، وابنها لا يبادلها إلا بابتسامة الرضا، وكان يردد خذي كل شيء أنت تستحقينه، كان مشهدا ً أوقف الدم في جسدي، وبت مذهولاً منه، ولو كنت مكانه لاكتفيت بأن أوفر لأمي أي شيء تحتاجه لكن بعيدا عن أنظار الناس، إلا أن هذا الرجل لم يكن يكترث بل يتصرف على طبيعته». لحق هاني بالرجل فور مغادرته المحل وطلب منه أن يحادثه قليلاً على انفراد، يقول: «بعد أن سلمت عليه أخبرته بإعجابي بتصرفه وطلبت منه أن يحكي لي حكاية والدته، فقال لي أنها أصيبت بحادثة مرورية حولتها إلى خرساء ومختلة عقلياً، لكنها لم تتغير في نظري، بل بقيت أمي التي لم أوفيها فضلها، لذا لا أشعر بأنها مختلفة عن باقي الأمهات».
وعن عدم خجله من نظرات الناس لها قال: «لو كنت مكانها ما الذي كانت ستصنع في رأيك؟ هل ستبقيني في المنزل وتذهب للتسوق، أم أنها ستحارب كل من يقترب مني بشراسة، لا يوجد ما أخجل منه، بل أنا افتخر بها على أي شكل وفي أي ظرف، وسأبقى خادمها المطيع»، يقول هاني: «لم أتمالك نفسي وبكيت أمامه لعظمة هذا الإنسان وخلقه ومن هذه اللحظة أصبحت أكثر إنسانية بالنسبة لوالدي بسبب هذا الرجل».
للأمانة منقول
مع التحية
(ربي أغفر لي ولوالدي وأرحمهما كما ربياني صغيرا)
دمعة على السطور (05-05-2010), فرح (05-08-2010)
رحم الله والديك اخيه ..
موضوع موفق ..
دمتي بالف خير ..
بحر
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم وألعن من آذى فاطمة..
ياسبحان الله.. كما تُدين تُدان..
انقبض قلبي....وتشنجت أحاسيسي ...لما قرأت...
ليس شفقة إنما إنسانية لتلك السطور المُبكية ....
ولكن هناك ماربط جأشي...فتحزمتُ ...
حقاً هنيئاً لهم هذا التوفيق في خدمة الأمهات ...
اسأل الله أن يحفظ الآباء والأمهات بواسع لطفه..وأن يرزقنا نيل رضاهم دائماً وأبداً...
غاليتي ..جُزيتِ خيراً إن شاء الله تعالى على هذه الانشراحة المبثوثة هنا...
ويعطيك العافية على هذا الانتقاء البهي...والفضاء الطاهر...
أخية ..بعد إذنك..مع كونه يتناسب مع القسم العام ..تناولتني بعض الحيرة ..
لعلي أجد أن قسم ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر أحقية لنيل هذا النصيب..
كونه يُناقش كيفية التعامل مع هذه الفئة الغالية ..
والرأي يعود أيضاً للمشرفة الغالية فرح... إن كانت تجده هناك مُناسب.. :)
دمتِ معطاءة ...ودامت جهودكِ بيننا تسعى ..
موفقة لكل خير إن شاء الله تعالى
دمتِ بعين المولى الجليل
التعديل الأخير تم بواسطة دمعة على السطور ; 05-05-2010 الساعة 12:37 AM
عندما نذرتُ قلبي للحسين
وبقيتُ على قيد الهوىهنالك حييتْ
ياطبيب دمعة .!
السلام عليكم
طرح رائع وموفق اخيتي
قصص مؤثرة جدا
ربي يعطيش الف عافية
وربي ما يحرمني من روعة جديدك
تقبلي تحياتي
دمتي بخير
اشكر لكم هدا الدعم المتواصل الذي يشعرني بالسعادة وانني بين اخوتي واخواتي الذين لا يبخلون علي بالنصح والمشورة والتشجيع
مشكورين احبتي لاخلا ولا عدم دمتم في رعاية الباري
رائع ما قدم هنا
(واخفض لهما جناح الذل من الرحمة )
اللهم احفظ امهاتنا يا رب يا كريم
يعطيكم العافية
عزيزتي حـــــــور
احسنتي الاختياااااار
وربي يجعلنا واياكم من البارين الى امهاتنا في الدنيا والاخره
يعطيك العااافيه ..وننتظر جديدك الراااقي
تحياااتي...
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
(ولاتقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولاً كريماً)
مواقف مؤثرة في النفس لكنها رائعه لما بها من احترام ومواقف عظيمة من الابناء لإبائهم وأمهاتهم
حور ..
تسلمي اختي ع النقل الرائع القيمَ
الله يعطيكِ الف عااافيه
ولاعدم من جديدكِ القيمَ
تحيااتي ..
قصة مؤثرة ..
تسلمين يـــ الغالية ..
ع الطرح الرائع ..
الله يعطيك الصحة و العافية ..
لا خلا و لاعدم ..}
ش‘ـكرآً,لـِ صفع ’ـة الأيآم القآسسِِيه التي أيقضتني من طفوُُلتي السسِِِخ ‘ـيفه
(..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات